غرائب وعجائب المونديال

الخميس , 16 أيار/مايو 2024

غرائب وعجائب المونديال

11-06-2014 01:28 AM
كل الاردن -
لا يمر مونديال البرازيل 2014 قبل ان يفرض التاريخ نفسه بقصص ووقائع غيرت مجراه الى الابد.. ومن روايات طريفة الى مواقف «مجنونة» وصل الامر الى «القتل» في بعض الاحيان!

ينتظر الجميع النسخة الـ (20) من كأس العالم بحماس وشغف كبير، لكن التاريخ ما يزال يذكر تفاصيل عالقة في اذهان البعض، في الوقت الذي ما تزال بعض القصص تحتاج الى للقراءة من جديد، وهذا ما نحاول عرضه الان.

مجموعة من المواقف والاحداث والمفارقات، كان للانجليز دور فيها، وللحكام ايضاً جانب طريف، و«النرجسية» عنوان اوروبي بامتياز.. تدخل سياسي وعصابات منظمة وحروب عالمية اوقفت المنافسات، قصص نستعرض مقتتطفات سريعة منها.

.. لا لتبادل القمصان!

حمل الدور ربع النهائي من كأس العالم 1966 واقعة غريبة تمتزج بين الطرافة والغرابة، وبعد ان نجح المنتخب الانجليزي صاحب الارض في تخطي نظيره الارجنتيني نحو قبل النهائي.. دخل مدرب الفريق الى ارض الملعب مباشرة، ليس للاحتفال، بل من اجل منع لاعبيه من تبادل القمصان مع المنافس.
الغريب انه برر فعلته بالبداية بالقول «نحن لا نتبادل القمصان مع ....»، ثم استدرك الموقف واكد ان الحرب الدائرة بين البلدين تؤكد ان تبادل القمصان يعتبر تصرفاً لا اخلاقياً!

.. وقت وحكم ضائع!

استغرب الجميع مع نهاية الوقت الاصلي للشوط الاول من لقاء الارجنتين وايطاليا بكأس العالم 1990 ضمن الدور قبل النهائي بان الحكم لا ينوي اطلاق صافرته ويتصرف كأن اللقاء في بدايته!
احتسب الحكم الفرنسي ميشيل فيتروت وقتاً اضافياً للشوط الاول (8) دقائق.. وعند سؤاله عن السبب بعد نهاية اللقاء، اجاب: نسيت ان انظر لساعتي!

.. مهبط سري!

ودعت ايطاليا الدور الاول في مونديال 1966 امام كوريا الشمالية، وكانت هذه النتيجة كارثية للطليان، الامر الذي دفع المسؤولين في البلاد الى عدم اعلان موعد وصول طائرة المنتخب او مكان هبوطها.
ورغم التشديدات الامنية الكبيرة، الا ان عدداً ليس بقليل من المشجعين علموا بمكان هبوط الطائرة.. واكتفوا برمي الحافلة المقلة للاعبين بالطماطم!

.. حارس بخط الهجوم!

من يذكر الحارس البيروفي رامون كويروجا؟.. ليس الكثير على الاغلب، لكن التاريخ دوّن اسمه برقم قياسي فريد من نوعه في مونديال 1978!
في لقاء البيرو وبولندا، كان رامون اول حارس في التاريخ ينال بطاقة صفراء بعد ارتكاب خطأ في منتصف ملعب الفريق المنافس، لكن التاريخ لم يذكر ماذا كان يفعل في خط هجوم فريقه!
.. متغطرس ولكن!

فوز ايطاليا بمونديال 1934 لم يكن ليمر بسلام على قائد البلاد في ذلك الوقت موسيليني، حيث اراد ان يثبت للعالم ان منتخبه يستحق هذا اللقب.
البطولات الاولى من كأس العالم لم تشهد مشاركة الانجليز لاسباب عدة، منها ان «مهد كرة القدم» لم يتقبلوا طريقة اقامة المونديال.. هذا السبب دفع موسيليني لطلب تنظيم لقاء ودي في لندن يجمع بطل كأس العالم ايطاليا مع اصحاب الارض الرافضين للمشاركة بالبطولة، وكان يتطلع للفوز للتأكيد على احقيتهم بنيل المجد العالمي، لكن الرياح عاكست الامال بعد ان فاز الانجليز 3-2 وكسروا شوكة حاكم روما!

.. نهاية مختلفة

تراجع الانجليز اخيراً عن عدم المشاركة بكأس العالم، وكانوا في طليعة المتواجدين في مونديال 1950.. الجميع انتظر هذه اللحظة، ولكن!
كان تعالي المنتخب الانجليزي باعتباره يمثل البلاد «عرّابة اللعبة» وقوانينها، حديث العالم بأسره.. الجميع كان ينتظر العروض الفنية والفكر المبهر لاصحاب الاختصاص، لكن الواقع كان غير ذلك.. الخسارة في البداية امام منتخبين مغمورين في ذلك الوقت هما الولايات المتحدة واسبانيا بذات النتيجة 0-1، ليودع «اسياد اللعبة» من الدور الاول دون اي هدف!

.. وساطة دولية!

لم يسجل في تاريخ كرة القدم حادثة وساطة للأعفاء عن لاعب مطرود الا في عام 1962 بتصفيات كأس العالم في تشيلي، حين طلب رئيس جمهورية البرازيل من اللجنة المنظمة للمونديال بالعفو عن اللاعب جارينشيا الذي طرده الحكم من مباراة منتخبه أمام تشيلي!
الاغرب من هذا الطلب هو استجابة اللجنة له بعد تعاطفها مع تعرضه للاعتداء على يد الجماهير عقب طرده!

.. عنف مقصود!

بعد كأس العالم 1966.. اعلن بيليه قسمه الشهير بألا يشترك في بطولات كأس العالم ثانية بسبب الوحشية التي تعمد لاعبو بلغاريا والبرتغال ممارستها ضده، مما أدى ألى أصابته!
الضغوط الكبيرة من عشاق «الجوهرة السوداء» دفعت بيليه للعدول عن قراره والمشاركة في كأس العالم بالمكسيك عام 1970، فحصل على اللقب.

.. اللعب بملابس صوفية!

في التصفيات الأوروبية.. كانت لفرنسا مباراة مصيرية مع يوغوسلافيا ضمن الملحق المؤهل للمونديال.. حدث ذلك على ملعب بارك دي برانس من دون جمهور.
الغريب بالامر ان المدرب بول نيكولا فوجئ بحارس مرمى المنتخب جوليان داروي يرفض إرتداء الملابس الرسمية لفريقه لأنه مصاب بالزكام ويصر على إرتداء كنزة صوفيه.. ما دفع المدير الفني لطرده من الملعب واشراك جان كوربو مهاجم فرنسا بمركز الحراسة!

.. خسر الرهان، فقتله!

في المباراة التي خسرتها كولومبيا أمام الولايات المتحدة 1-2 عام 1994.. سجل المدافع الكولومبي أندريس أسكوبار هدفآ خطأ في مرماه.
كان الامر طبيعياً بالنسبة لاسكوبار حتى عاد الى بلاده، لكن العالم استيقظ في اليوم التالي على فاجعة كارثية بعد ان تعرض اللاعب للاغتيال على يد أحد مروجي المخدرات الذي راهن على فوز كولومبيا في تلك المباراة!

.. الكأس تحت السرير!

عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية عام 1939، كانت ايطاليا آخر بطلة لكأس العالم 1938، و نظراً لتوقف البطولة لعامي 1942 و1946 ، فقد قام نائب الإتحاد الإيطالي حينها د.اوتورينو باراتسي بإخفاء كأس العالم ( نسخة جول ريميه القديمة ) تحت سريره داخل علبة حذائه الخاص لمدة 12 عاماً!
تصرف باراتسي كان خوفاً من سرقة الكأس، وقد سلمها بالفعل قبل مونديال 1950 بالبرازيل.. وقد اعترف موقع فيفا الرسمي بهذه الحادثة مشيداً بدور باراتسي في الحفاظ على هذه الكأس الغالية!
.. حقيقة انسحاب الهند!

عندما تأهلت الهند لنهائيات كأس العالم 1950 بالبرازيل ، طالب المنتخب الهندي بالسماح للاعبيه باللعب حفاة أثناء البطولة لعدم تعود لاعبيه على اللعب بأحذية في مباريات كرة القدم!
ولأنه من الطبيعي أن يرفض الفيفا طلبهم، قرر المنتخب الهندي الإنسحاب من تلك البطولة إحتجاجاً على هذا الرفض، لكن الوثائق لم تؤكد هذه الواقعة او تنفيها حتى اليوم!

.. تركيا والطفل الأعمى!

في التصفيات التي سبقت مونديال عام 1954 بسويسرا.. قام الإتحاد الدولي بتقسيم فرق أوروبا إلى عشر مجموعات ، وكانت بعض هذه المجموعات تتكون من فريقين فقط، بحيث يلعبان ذهاباً و إياباً ويتأهل الفائز منهما بمجموع النقاط دون النظر إلى الأهداف.
كانت إحدى المجموعات تضم إسبانيا وتركيا فقط.. فإنتصر الاسبان ذهاباً في مدريد 4-1، ورد الاتراك الصاع إياباً بهدف دون مقابل، فأقام الفيفا مباراة فاصلة بين المنتخبين في إيطاليا، لكن التعادل سيطر على الموقف 2-2.
وبدلاً من التمديد للاشواط الاضافية، قام الفيفا بإحضار طفل إيطالي صغير أعمى ليجري قرعة بين المنتخبين لتحديد المتأهل.. فكانت النتيجة عبور تركي إلى النهائيات، وهو أول تأهل لهم في التاريخ، بل كان الوحيد حتى وصولهم الى مونديال 2002!

.. صراع الأباء والأبناء!

التقت فرنسا بالأوروجواي في كأس العالم 1966 بإنجلترا، وكان ضمن لاعبي المنتخب الفرنسي نجمه المعروف آنذاك جان دجوركاييف، وفي الجانب المقابل كان مع منتخب الأوروجواي نجمه بابلو فورلان.. لم تنته القصة.
مرت الاعوام سريعاً حتى جاء مونديال 2002، وتكرر لقاء فرنسا والاوروجواي.. وتواجه حينها الإبنان الفرنسي يوري دجوركاييف والأوروجوياني دييجو فورلان، فكانت حادثة طريفة لم يشهدها كأس العالم سابقاً وحتى الان!
.. المؤامرة الخالدة!

انطلاقاً من كأس العالم 1982 إعتمد الفيفا نظاماً جديداً ما زال يطبق حالياً وهو أن تكون مباريات الجولة الأخيرة من دوري المجموعات في توقيت واحد لتجنب
التلاعب في نتائج المباريات والإتفاقيات المسبقة بين المنتخبات.. ما سر ذلك!
قرار الفيفا هذا جاء متأخراً وعلى ضوء وقوع المنتخب الجزائري ضحية لتآمر المنتخبين الألماني والنمساوي عليه في تلك البطولة، حيث كان لكل منهم 4 نقاط قبل الجولة الأخيرة (كان الفوز حينها بنقطتين) وكان انتصار ألمانيا بهدف على النمسا يضمن تأهل الفريقين ومغادرة الجزائر بفارق الأهداف.. ذلك ما حدث بالفعل قبل ان يعتذر اطراف هذه «اللعبة» للمنتخب العربي الشقيق قبل سنوات قليلة!
وللانصاف.. وقد حدثت حادثة مشابهة في مونديال 1998 لكنها لم تثبت بالدليل القاطع.. ألا وهي تراخي المنتخب البرازيلي أمام المنتخب النرويجي (المتواضع)، لينتصر الاخير ويرافق «السامبا» للدور الثاني ويغادر المنتخب المغربي بالرغم من فوزه على اسكتلندا بثلاثية نظيفة!

.. القرار الأقسى بالتاريخ

عام 1989 ضمن تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم 1990، واثناء لقاء المنتخب البرازيلي والتشيلي على ملعب الاول، القت جماهير اصحاب الارض المفرقعات النارية بجوار الحارس التشيلي روبرتو روخاس فقام بالتظاهر بالاصابة و بخروج الدماء منه!
ذلك الأمر الذي جعل منتخب تشيلي يخرج من الملعب ويرفض العودة الى اللقاء الذي كان المنتخب البرازيلي متقدما فيه بهدف نظيف.. لكن الاعادة التلفزيونية اظهرت ان الحارس التشيلي كان يمثل ببراعة وان المفرقعات النارية لم تصبه ابداً، بل كانت بعيدة عنه تماماً!
رد الفيفا كان قاسياً، حيث عاقب الحارس روخاس بالايقاف مدى الحياة مع منع تشيلي من المشاركة في مونديال 1994، ما يجعل ذلك القرار الاقسى في التاريخ منذ «مولد» الاتحاد الدولي!