أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


الحكم الرشيد

بقلم : حكمت المستريحي
19-07-2014 11:24 AM
الحكم الرشيد : هو ذلك الحكم الذي يؤسَس على الكتاب والسنة، ويرى آخرون أن الحكم الرشيد هو الحكم الذي يكفل مشاركة أبناء المجتمع بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم وعقائدهم في إدارة شئون البلاد بما في ذلك اتخاذ القرار في الشأن السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي والشأن القومي.
يهدف الحكم الرشيد (الصالح) إلى إرساء قواعد العدل والمساواة في المجتمع، ويندرج تحت ذلك الانتخابات الرئاسية والتشريعية النزيهة والإدارة الكفؤة للموارد والقضاء على الفساد وإرساء القانون واستقلال القضاء وتحقيق الأمن والاستقرار للمواطن وإعمال مبدأ تكافؤ الفرص بين أفراد المجتمع،
ولاشك بأن اختلال العلاقة بين الحاكم والمحكوم إذا ما تراكمت عبر الزمن تُحدث اضطرابات هائلة، وعدم احترام الحاكم للمحكوم تؤدي إلى خروج المحكوم على الحاكم، أو يبطش الحاكم بالمحكوم ويتغير ويتبدل المشهد مع الأزمان ويصل في النهاية إلى نتائج قد يختلف أصحاب الرأي فيها من حيث الإيجابية والسلبية.
علينا أن نعترف بشجاعة، أن الحكم الرشيد يتطلب الكثير من العمل المبني على أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية بكل مصادرها، وإن أخطر ما يهدد الاستقرار في حياة الشعوب والبلاد هو غياب الحكم الرشيد، ذلك أن غيابه يؤدي إلى مجموعة من الظواهر لا يمكن أن يتوقع أحد كيف ستنفجر في وجه الحاكم وزمرته، ويعتبر القانون الإداري جزءا لا يتجزأ من ركائز الحكم الرشيد وهو يتطلب دراسته بعمق. ومن أهم هذه الظواهر:
 أولاً: عزل الحاكم عن شعبه بمجموعة من الأعوان المحيطين به من كل جانب ( بطانة السوء ) فيحجبوا عنه حقائق الأمور وأحوال العباد ومعاناتهم، ويصبح الحاكم بمعزل عن هموم وقضايا شعبه .
 ثانياً: تفشي الفقر وزيادة حدة الفوارق الاقتصادية والاجتماعية بين أبناء الشعب الواحد، مما ينتج عنه حقد وحسد وحرمان وشعور بالظلم والقهر من قبل الفقراء، فترتفع درجة العداوة والبغضاء.
 ثالثاً: عدم إتاحة الفرصة لقاعدة عريضة من أبناء الشعب في المشاركة السياسية وقصرها على قلة قليلة متنفذة تنغمس في الغالب في البحث عن ذاتها ومصالحها.
 خامساً: عدم وجود تكافؤ فرص بين أبناء المجتمع في الوظائف وفي الأرزاق وفي اقتسام الثروة، مما يزيد من الضغائن والنقمة على الحاكم وأعوانه.
 سادساً: التخلف الفكري والثقافي وتواري فئة المفكرين والمبدعين وإحلال محلهم جوقة الفنانين وشعراء وكتاب الحكام، فيعيش المجتمع وأبنائه في حالة غير مرضية ولا تؤدي إلى تقدم ورقي وازدهار.
 سابعاً: تقلص دور الشباب بكل طاقاتهم الإبداعية والخلاقة وبكل عنفوانهم وإرادتهم القوية وعطائهم اللامحدود، بل يهمش دورهم، مما يجعلهم قوة ضخمة غير مستغلة .
 ثامناً: تضاؤل الأمل في المستقبل والشعور بالإحباط العام في غياب التطور والتنمية
وفرص العمل ، فنجد عشرات ومئات الآلاف من المؤهلين علمياً عاطلين عن العمل، والذين يبحثون عن وظائف لاسترداد ما صرفه الأهل عليهم طوال سنوات دراستهم ولبناء مستقبلهم، بل يشعرون بأنهم عالة على أهلهم رغم شبابهم النضر وما في أيديهم من شهادات علمية .
 تاسعاً: تخلف الاقتصاد وضعف معدلات النمو، وتفشي الفساد وتحكم رجال الأعمال في اقتصاد الدولة وهيمنتها عليه، وتراكم الثروة لديها على حساب الغالبية العظمى من أبناء الشعب وتركز الثروة في يد قلة قليلة عادةً يعيق التنمية ويزيد من الأحقاد ويجذر تفاوت الدخول، أي يزيد الفقير فقراً ويزيد الغني أو الثري ثراءً.
 عاشراً: غياب حرية الرأي وحرية التعبير، وتفشي ظاهرة تكميم الأفواه، وقتل الحريات وما ينجم عن هذه الظواهر من ارتفاع أصوات الباطل وتواري أصوات الحق، فتتسع الفجوة بين النظام والشعب.
 حادي عشر: غياب الشرعية الدستورية وإهمال القانون وإهمال القضاء، مما يحول المجتمع إلى فريقين أحدهما النظام الحاكم بمنظومته الفاسدة المستبدة والفريق الاخر غالبية الشعب بمعاناتهم وعدم ثقتهم في النظام، وما ينجم عن ذلك من تحدي وعداوة بين الفريقين، وينتشر الظلم والفساد والخوف في غياب القانون وعدم تمكين القضاء.
 ثاني عشر: شعور عام بعدم الأمان وعدم الاستقرار وبالتهميش والتكبيل وقتل الحريات وغياب العمل المؤسسي وانتشار الخوف من المستقبل وعدم الثقة في النظام القائم وأجهزته وفي آلياته ومؤسساته.
فإذا وصل حال الأمة أو مجتمع من المجتمعات إلى هذا الوضع العام من الحكم غير الرشيد ومظاهره وظواهره وإفرازاته، فماذا نتوقع من أفراد المجتمع، وبالأخص من هؤلاء القادرين أو الذين لديهم قوة وقدرة وإرادة أو لديهم إطار منظم يجمعهم في رفضهم لأحوالهم وللنظام الحاكم؟
في النهاية لن تكون النتائج الا سلبية على النظام الحاكم وزمرته الفاسدة وستكون الثورة والانفجار الكبير مزلزل ومدمرا على البلاد والعباد وكما حدث في تونس ومصر وسوريا والعراق والمشهد قابل للتطور في بقية الدول والانظمة الحاكمة التي اهملت شعوبها وارتهنت للاجنبي ظناً منها انه الملاذ الآمن لحظة انفجار بركان الغضب الشعبي ... فالحاكم الذي يملك وبالقانون كل ما يريد ليس بحاجة الى سرقة اموال الشعب وتكديسها في بنوك اوروبا واميركا ليعيش مترفا متنعما متخما بينما ابناء شعبه يرزحون تحت نير الفقر والحرمان والبطالة حيث عاد الناس الى عصور الاقطاع والعبودية .... فأمريكا لن تحارب الشعوب من اجل حاكم فاسد بل ستتعاون مع الشعوب الثائرة للحفاض على مصالحها وكما قال تشرشل ذات يوم ' لا يوجد في السياسة صديق دائم ولا عدو دائم بل هناك مصلحة دائمة ' فهل من متعظ

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
19-07-2014 11:48 AM

شو بتقصد؟

2) تعليق بواسطة :
19-07-2014 06:17 PM

الى تعليق رقم (1) :
صلي عالنبي يابو محمد .. ايش هاي شو بتقصد ؟ الكاتب بقصد اللّي انت قصدته ! ..
بشرفك مين اجا ابّالك يابو محمد ؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012