أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


ثقافة اسرائيل تتفجر بغزه

بقلم : زياد البطاينه
22-07-2014 11:23 AM
إذا كانت الثقافة العدوانية العنصرية وراء حروب إسرائيل والصهيونية ضد غزةوغير غزه فإن ثقافة المقاومة أصبحت متأصلة لدى الشعب العربي الفلسطيني
وإذا كانت إسرائيل تتمسك بيهودية الدولة كغطاء آيديولوجي وتسعى لطرد سكان الأراضي المحتلة والتشجيع على بناء المستوطنات، وبالنتيجة تقليص الوجود العربي إلى أبعد حد، فكيف تقبل بإعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وإعلان اتفاق بين حماس وفتح؟ خصوصاً بعد فشل اتفاقيات أوسلو لعام 1993 ووصول المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية إلى طريق مسدود، وأن أفق الدولتين كما أرادته واشنطن منذ موافقتها عليه ففي نهاية ولاية الرئيس كلينتون اصطدم بعقبات تحول دون تنفيذه بسبب تعنّت إسرائيل ولذلك فإن عملية الجرف الصامد جاء لتخريب ما هو قائم ولضرب أية جهود ترمي للتقارب الفلسطيني، وقد تؤدي تلك الأوضاع إلى انطلاق انتفاضة فلسطينية ثالثة، هي الأكثر قلقاً لـ إسرائيل لأنها ستكون حرباً مفتوحة ضدها، ولعلّ رد المقاومة الفلسطينية اليوم على عدوان إسرائيل التي تهدّد بالاجتياح البري، احتمال التحوّل إلى حرب طويلة الأمد، الأمر الذي يهدّد المجتمع الإسرائيلي برمته
فالحكاية اصبحت لا تقف اليوم عند مجرد قصف غزه ولا القذائف ولا الدمار والحرب والموت فهناك موت أبطأ يتمثل في طول الحصار وسجن أكثر من 180 ألف فلسطيني على مدى هذه السنوات في حصار يعرف قتل أرواح الناس وأحلامهم
فعلى الرغم من تعهداسرائيل للمجتمع الدولي، باحترام حقوق الإنسان، كشرط لقبول الأمم المتحدة عضويتها ظلت اسرائيل خلال ستة عقود ونيّف من الزمان تضرب عرض الحائط بكل إلتزاماتها الدوليةوالاخلاقية ومارست ومازالت تمارس نهجاً عدوانياً وعنصرياً ثابتاًمن خلال تلك الحروب التي تشنها على العزل والاطفال 1948 او في مجازرها التي ارتكبتها في كل بقعه من بقاع فلسطين المقدسة حتى وصلت للمسجد الأقصى أم في حروبها المتكررة ضد الأمة العربية التي لم تعد تملك الا الاستنكار والمظاهرات كما راى غوارالطوشة
كما هيحروبها 77واجتياح لبنان وغيرها والتي اخرها غزه هكذا غدت “إسرائيل بؤرة للعدوان المستمرفهي من طبيعتها العدوانية العنصرية، منذ نشأتها في 15 أيار
فإذا كانت الثقافة العدوانية العنصرية وراء حروب إسرائيل والصهيونية ضد غزة، فإن ثقافة المقاومة أصبحت متأصلة لدى الشعب العربي الفلسطيني، بل إنها القاسم المشترك الأعظم لسكان فلسطين في مناطق الـ 48 أو في الضفة والقطاع أو بلدان الشتات، ولولا ثقافة المقاومة لكانت القضية الفلسطينية قد بقيت بالأدراج، وتحوّلت يوماً بعد يوم إلى قضية لاجئين لهم الحق في المساعدة الإنسانية، في حين أن ثقافة المقاومة جعلتهم يرتقون إلى مصاف الشعوب المطالبة بحقها في تقرير المصير وإقامة الدولة باعتباره حق أساسي غير قابل للتصرّف، وهو حق يقرّه القانون الدولي ويتضمنه ميثاق الأمم المتحدة وقرارات هيئاتها استناداً إلى الشرعية الدولية لحقوق الإنسان وإعلان تصفية الكولونيالية وفقاً للقرار 1514 لعام 1960 والعديد من القرارات الدولية
وهاهي الحرب الثالثة الحرب الإسرائيلية الجديدة ضد غزة خلال ست سنوات، ففي المرّة الأولى أطلقت عليها “إسرائيل اسم عملية ” الرصاص المصبوب واستمرت 22 يوماً منذ أواخر العام 2008 وأكثر من نصف شهر كانون الثاني (يناير)2009، وجاءت هذه الحرب بعد حصار شامل ضد غزّة منذ العام 2007.
الحرب الثانية والمعروفة باسم “عمود السحاب شنّتها “إسرائيل” في العام 2012، وهذه الحرب الثالثة بدأتها “إسرائيل” تحت عنوان ” الجرف الصامد”.
وكانت تلك الحروب الثلاثة تهدف للقضاء على جذوة المقاومة وتفكيك بنيتها التحتية، وإجبارها على الركوع والتسليم بما تريده ” إسرائيل” الاّ أنها في كل مرّة كانت تصطدم بثقافة التحدّي والتمسّك بالأرض والحقوق، وتضطر للعودة خائبة، رغم الخسائر والدمار الذي تلحقه بالبنى التحتيه لا بضضضمائر وقلوب شعب صابر وفي الوقت نفسه تزداد المقاومة ثقة بنفسها وبعدالة قضيتها وإصرارها على استحصال حقوقها كاملة وغير منقوصة، بما فيها الحق في تقرير المصير وإقامة الدولة الوطنية وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين الفلسطينيين وتعويضهم طبقاً للقرار 194 لعام 1948.
فتعالوا نسال انفسنا عربا ومسلمين ماالسبب في شن “إسرائيل” هذه الحروب جميعها لنكتشف أن “إسرائيل” والصهيونية لا تحتاجان إلى سبب أو مبرر لشن الحرب،
نعم فإسرائيل” لم تظهر ولو لمرّة واحدة رغبة في العيش خارج نطاق العدوانية المتأصلة المرّة بخطف ثلاثة مستوطنين وقتلهم في الضفة الغربية، حيث ردّت السلطات “الإسرائيلية” بحملة اعتقالات واسعة، وقصف غزة، في حين أقدم مستوطنون بخطف محمد أبو خضير الفتى الفلسطيني وحرقه حتى الموت، وهو الأمر الذي قاد إلى حراك شعبي فلسطيني، سواء في منطقة الخط الأخضر (المحتلة) منذ العام 1948 ام في القدس ام الضفة الغربية، مثلما أثار غضب سكان غزّة المحاصرين منذ سنوات.
ولنستعرض حملات اسرائيل على العزل ففي العام 2008 بدأت “إسرائيل عدوانها بعد الحصار على غزة عقاباً على فوز حماس في الانتخابات. وفي العام 2012 أرادت تفكيك البنية التحتية العسكرية للمقاومة، أما في الوقت الحاضر فقد كان اتفاق المصالحة بين حماس وفتح هو السبب الحقيقي وراء عدوان “إسرائيل”، فقبل أسابيع من احتدام الموقف تحققت مصالحة بين سلطة غزة والسلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله، وتشكّلت حكومة تكنوقراط، وهو الأمر الذي لم يرضِ إسرائيل، بل لقي معارضة شديدة منها وشروطاً على السلطة الفلسطينية لفك ارتباطها مع حماس، وجاء حادث المستوطنين الثلاثة الملتبس ليكون الشرارة التي أحرقت السهل كلّه كما يقال، خصوصاً وأن “إسرائيل” التي لا تحتاج إلى مبرر، وجدت “مبرراً” وإن كان مفتعلاً ومريباً، ترفض بشكل قاطع الربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة بأي ثمن، ولذلك ظلّت تمارس سياسة الاستيطان في الضفة على قدم وساق، إضافة إلى بناء جدار الفصل العنصري، لكي تصبح الوحدة الفلسطينية مستحيلة.
!.
لقد تعاملت اسرائيل مع الاطفال والعزلكاعداد او ارقامعلى الرغم من أن لكل فلسطيني حكاية خاصة، عاش بحذافيرها وتفاصيلها الصارخة.
واستخدمت “إسرائيل” جميع الأسلحة المحرّمة دولياً، وانتهكت كامل منظومة حقوق الإنسان، لكنها ظلّت أمام المجتمع الدولي، تظهر كأنها دولة “مغلوبة” وهي تقول بالدفاع عن النفس، هذه الحجة الواهية التي تتشبث بأهدابها في كل عدوان، وهي الكذبة التي حاول حلفاء “إسرائيل” تكرارها مئات المرات، ولكن على نحو ممل ومقرف، فمن يقوم بالعدوان ويطرد شعباً من دياره ويحلّ محله ويمارس العدوان ضده، يريد حجب حقه في المقاومة الذي هو حق يكفله القانون الدولي، لاسيّما من أجل تقرير المصير والتحرر ونيل الاستقلال.
إن ما يحتاج إليه المثقف العربي الشريف المؤمن بقضاياه صاحب المبادئ هو شحذ الأسلحة الفكرية والإعلامية
فالحكاية لا تقف عند مجرد القصف والقذائف والحرب والموت، فثمة موت أبطأ يتمثل في طول الحصار وسجن أكثر من 180 ألف فلسطيني على مدى هذه السنوات في حصار يعرف قتل أرواح الناس وأحلامهم،
أنها حرب إبادة، فغزّة لا يوجد فيها ملجأ عام يمكن أن يحتمي فيه الأطفال والمسنّون والمرضى ولا يوجد جيش كبقية الجيوش، ومع أن المثقف صمام أمان البوصلة والضمير والوجدان، فإن أزمته جزء من أزمة النظام السياسي بشقيه السلطوي والمعارض. إن سرائيل” قوة عمياء ومن الحق المشروع والمقدس مقاومتها









التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012