02-01-2011 09:20 AM
كل الاردن -
الدكتور مخلد الفاعوري
ونحن في اللحظات الأخيرة من العام 2010م نتوقف مودعين لأيام ذلك العام الذي انقضى بخيره وشره ونتوقف عند أهم المحطات والمنعطفات والأحداث من العام الماضي وأهمها على الصعيد الوطني هي الانتخابات النيابية حيث جرت أخيرا وأفرزت مجلسا نيابيا مختلفا في تشكيلته عن معظم المجالس النيابية وبغياب احد أطراف المعارضة الوطنية والمتمثلة بالإخوان المسلمين ولكن المجلس غني وزاخر بالوجوه الجديدة والتي نتمنى لها أن تنجز الكثير من القوانين وتجذر الحياة الديمقراطية في الأردن وتكرس قيم الخير والحق والعدالة وان ترتقي إلى مستوى هموم الوطن والأمة هذا على الصعيد الداخلي.
أما الأحداث فهي كثيرة وكبيرة سواء في المنطقة والإقليم وحتى على مستوى العالم. فالأحداث تتسارع هنا وهناك ولكن أهم التداعيات ما يحصل الآن في المنطقة العربية وخاصة أفريقيا العربية تحديدا جنوب السودان الشقيق حيث بدء واضحا ومع كل أسف وحزن شديدين أن بوادر الانفصال الجنوب بدأت شبة مؤكدة حيث بدأت الحركة الشعبية تعد نفسها لقيام الدولة والاستحواذ على الثروة النفطية في الجنوب السوداني يشجعها على ذلك أرباب الشركات الاستعمارية وقوى التآمر العربي وعلى رأسها إسرائيل كي تسلخ جزء عزيزا من الوطن العربي وتضيف للأمة مشكلة سوف تعاني منها طويلا وتقطع أوصال الوطن السوداني الذي عاش قروننا من التالف والانسجام رغم بعض الأحداث هنا وهناك.
نعم هذا حدث جلل ننتظر في نهاية هذا العام ومع الأيام الأولى من العام القادم وهذا مع كل أسف نذر شؤم على السودان الشقيق لا بل على العرب جميعا وستنعكس أثاره السلبية في المرحلة القادمة وكم سيتمنى الكثير من الأخوة العرب لو تعود عقارب الزمن إلى الوراء ولو قليلا ولكن هيهات فعقارب الزمن لا تدور إلا إلى الأمام.
إن الوقوف على أطلال العام الماضي ومجمل الأحداث التي حصلت تجعلني أكثر حذرا في التفاؤل ولكن علينا أن نتفاءل وان نبتسم ومثلما قال شاعر المهجر أليا أبو ماضي يكفي التجهم في السماء آملا إن يمن الله على امتنا العربية وشعوبنا في غرب أفريقيا بالسلام بدء من موريتانيا والصحراء الغربية مرورا بالغرب والجزائر وتونس الخضراء وانتهاء بغزة هاشم التي بدأت يثقلها الحصار وحمى الله الأردن وخفف عنا عبء الموازنة.
أستاذ جامعي | جامعة فيلادلفيا * malfaouri@hotmail.com