أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


العرب وإيران

03-01-2011 12:00 PM
كل الاردن -

عبد الهادي الراجح
أثار مقال الأستاذ الكبير فهد الريماوي في العدد الأخير من جريدة المجد الغراء في زاويته الشهيرة على ضفاف المجد تحت عنوان صفحة جديدة بين عمان وطهران أثار الكثير من المواجع والذكريات الحزينة وتسليط الضوء على واقعنا السياسي الذي أصبح التصحر والجفاف الفكري والسياسي هما سيدا الموقف وبقدر أمنيات الريماوي وغيره من المخلصين الشرفاء في هذا الوطن أن نرى إذابة هذا الجليد بين العرب وتحديدا الأردن وإيران وهذا العداء أو الجفاء الذي لا يوجد ما يبرره أردنيا إلا غياب القرار السياسي المستقل وفقدان الرؤيا لحكومات وادي عربة التي تغرد خارج السرب ولا أعلم حتى الآن ما هو السبب الرئيسي لاستعداء الشعب الإيراني الجار الذي تجمعنا به الجغرافيا والتاريخ والجوار اللهم إلا إذا كنا نخوض معارك الآخرين واقصد هنا أمريكا الصهيونية .

لقد جاءت المبادرة من إيران في الوقت والزمان المناسب من خلال رسالة موجهة للملك من الرئيس الإيراني أحمد نجاد تطالب بتحسين العلاقات وهذه المبادرة من دولة إقليمية مهمة وجارة دائمة نأمل أن تأخذ ما تستحقه من الاهتمام خاصة بعد أن وصلت الحكومات المتعاقبة في كل شيء إلى طريق مسدود ، عملية السلام كما يسمونها ولدت ميتة وأصبحت مع الزمن جثة متعفنة رائحتها تؤذي شعبنا والرهان على أمريكا وصل أيضا إلى طريق مسدود بعد إعلان الإدارة الأمريكية ومن أعلى مستوى أنها لا تستطيع الضغط على الكيان الصهيوني من أجل وقف بناء المستوطنات أو حتى تجميدها وكل ما تستطيع عمله الضغط على الإدارة الفلسطينية المفلسة .

إذا نحن بحاجة لخيارات أخرى خاصة مع المؤامرات الصهيونية التي يتعرض لها وطننا العزيز ، بالأمس القريب نادى أحد المجرمين الصهاينة ويدعى اريية الداد وهو عضو في ما يسمى بالكنيست الإسرائيلي أنصاره إن دولة فلسطين قائمة في شرق الأردن وأن الأردن هو فلسطين وقبل ذلك نادى شارون وشمعون بيرس صديق حكومات وادي عربة بأن الأردن هو الوطن البديل وهذا يتطلب من صناع القرار البحث عن الخيار البديل وتجربته ولو مرة واحدة وهو خيار المقاومة التي تقوده سوريا وإيران وحزب الله  وحماس والجهاد الإسلامي والذي يمثل روح الأمة ومستقبلها ، نعم لدينا خلافات مع إيران وعدم ارتياح لدورها في العراق وتبنيها لأحزاب طائفية عميلة تحكم العراق اليوم المحتل وتسعى لتقسيمه مع الأحزاب الكردية التي تجاهر بعلاقاتها مع أمريكا والكيان الصهيوني وتفاخر بالعمالة لهم ، وفي الوقت نفسه نثمن الدور الإيراني في دعم المقاومة في فلسطين والعراق وقد يقول البعض بان هذا تناقض إيراني هؤلاء لا يعرفوا معنى المصالح الدولية ، إن القوات الاحتلال الانجلو أمريكي الصهيونية عندما احتلت العراق لم تدخله من إيران وإنما من دول الجوار العربية التي تسمى بالاعتدال الكويت والجزيرة العربية والأردن  ومصر وكان مرور القوات المحتلة كان عبر قناة السويس المصرية ،  إن الذين ينتقدون  دور إيران في العراق عليهم أن ينتقدوا حكوماتهم أولا وماذا قدمت تلك الحكومات العربية لدعم العراق  .

إن إيران اليوم تقدم للعرب المبادرات الواحدة تلو الأخرى لأجل حسن النوايا ولو كانت على توافق مع أمريكا كما يدعى البعض لما كانت بحاجة لدول الجوار العربية ، إننا هنا  نقدر عاليا السياسة القطرية الحكيمة التي أثبتت أنها أكثر الدول العربية التي توصف بالاعتدال استقلالا في قرارها السياسي فقد استطاعت دولة قطر أن تقيم علاقات جيدة ومتزنة مع إيران ومع أمريكا في نفس الوقت كما نقدر لأمير دولة قطر الشيخ حمد دوره القومي في إعمار الجنوب اللبناني ودعم الشعب الفلسطيني وإقامة علاقات متوازية مع القيادات الفلسطينية حماس وفتح على السواء لأن الهدف القومي لقطر جمع الصفوف وتوحيد الكلمة هكذا كان سعي القيادة القطرية ودورها وما أتمناه هنا أن لا يهمل العرب غصن الزيتون الإيراني المقدم للجميع وأكرر ما قلته وأقوله دائما أن الخلاف مع الجمهورية الإسلامية ممكنا وجائزا ولكن العداء لها حماقة لا يستفيد منها إلا العدو المشترك للعرب وإيران على السواء ، نقول ذلك ونحن نعلم أن عداء بعض الدول لإيران مصدره السفارة الأمريكية في تلك الدول وهي الحاكم الفعلي ويتبع لها الأجهزة الأمنية وثم النظام وحكومات ديكورية أليس من المفارقات المؤسفة أن إيران الشاه شرطي أمريكا بالمنطقة كانت صديقا حميما لمعظم الدول العربية بينما إيران الثورة القريبة من قضايانا المعادية لأمريكا الصهيونية أصبحت العدو لتلك الدويلات التي تدعى أنها مستقلة ولها نشيد وطني ولهذا كانت صرخة الفهد أبو المظفر من المجد ومحمد حسنين هيكل من قناة الجزيرة وغيرهم وغيرهم من أعلام الأمة الذين يدعون لحسن الجوار مع إيران وفتح الحوار معها لأن إيران هي الجارة بالتاريخ والجغرافيا وأمنها جزءا من أمن هذه المنطقة واستقرارها فهي ليست دولة مصطنعة مثل الكيان الصهيوني أو دويلات الموز المتحكم بها بالريموت كنترول .

ولهذا نعم نعم لصفحة جديدة بين كل العرب والأردن تحديدا وإيران لأن ذلك مصلحة لجميع دول المنطقة .


alrajeh66@yahoo.com
 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-01-2011 02:45 PM

نعم لعلاقات مع ايران
فهنا مصلحتنا

2) تعليق بواسطة :
03-01-2011 08:07 PM

لا ارى اي فرق بين الاطماع الصهيونيه والاطماع الايرانيه الا ان الاول مكشوف للجميع واايران تتبع مبدأ التقيه احتلت الاحواز العربيه وهاهي تنكل بهم وتمنع عليهم التحدث بلغتهم العربيه ايران احتلت الجزر الاماراتيه الثلاث طنب الصغرى والكبرى وابو موسى وتعلنها وبصراحه انها جزر فارسيه ايران اعطت اوامرها للمعممين ليفتوا بتحريم مقاومه المحتل الامريكي عند احتلاله لعراق العروبه وفعلا استقبلوا الجيش الامريكي الصهيوني بالورود ايران تدعم الحوثيين باليمن وقد حاربوا الدوله ست حروب والقتلى تجاوزوا ثلاثه الاف قتيل ايران ان شئنا ام ابينا اقامت دوله شيعيه في لبنان اقوى من الدوله المعترف بها ايران تنشر المذهب الشيعي في جميع الدول العربيه والاسلاميه عن طريق المساعدات الاقتصاديه والعسكريه
في تصريح لمسؤول عربي له علاقات جيده كما ذكر الكاتب قال هم اي الايرانين يكذبون علينا ونحن نكذب عليهم

3) تعليق بواسطة :
04-01-2011 06:21 AM

تحية - السيد الكاتب أسهب بالتفاؤل بالدور الايراني - نسي أو تناسى أن إيران و أحزابها هم سبب سقوط العراق ، الحكومة الحالية في العراق هي إيرانية بامتياز ، الأحزاب في العراق معظمها إيرانية – السيد الكاتب ينسى و يتناسى التسهيلات الإيرانية للأمريكان في احتلال أفغانستان و من ثم العراق - السيد الكاتب أغفل و يغفل الدور السوري الممانع في الوقوف مع إيران ضد قوات الثورة الفلسطينية في لبنان مما أدى لإخراجها من لبنان لوضعها في مأزق السلام ، ينسى السيد الكاتب بأن سوريا ضد السلام الفلسطيني مع اسرائيل و لكنها تفاوض من أجل السلام السوري الإسرائيلي - السيد الكاتب ينسى و يغفل التهديدات الايراني المتكررة لدولة البحرين الشقيقة و الادعاء بأنها إيرانية - يغفل السيد الكاتب بأن النوايا التوسعية الإيرانية في الدول العربية منذ أول أيام الثورة الخمينية – ينسى السيد الكاتب الدور الايراني في اليمن و دعم الحوثيين – و أذكر السيد الكاتب بأن دعم التمرد الحمساوي في غزة ليس من أجل المقاومة بل لإبقاء و استمرار الانقسام الفلسطيني الذي يخدم اسرائيل فقط – و الكثير الكثير – ابن جلا

4) تعليق بواسطة :
06-01-2011 06:57 AM

جريمة كُبرى أن تجرنا العواطف إلى حتفنا ....من يظن أن إيران ستكون صديقة لنا فهو للأسف سطحي في تفكيره ..... إيران الشاه لم تكن خطرا
علينا كما هي إيران العمائم السود... إيران حليف استراتيجي من الطراز الأول للصهيوروبي أمريكي ..هل نسينا احتلال أفغانستان والعراق...والحبل على الجرار
الطائرات الصهيوأمريكية دمرت المفاعل النووي العراقي وهو مازال في مهده فأين هي من المفاعلات الشيعية المنتشرة على مساحة الجغرافيا الإيرانية ....
التاريخ يُعيد نفســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه
فقد عدنا للعصر الـــرومـــانــــي و الفارســــــــــي الصــــــــــفوي
ولكن أين نحن من ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

5) تعليق بواسطة :
07-01-2011 04:47 PM

اثني على ماجاء بتعليقك اخي ابن جلا فلك مني اخي لا كل المحبة والتقدير فالكتاب كثيرا ما يتناسون متعمدين لا بل انهم يحاولون استغباء القراء والاستخفاف بعقولهم ولا يؤمنون بالمثل العامي القائل " عدو جدك ما يودك" . اردني عربي غيور

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012