1.تسليم دمشق لا سلحتها الكيماوية الرادعة لنووي تل أبيب يعد انتصارا استراتيجيا مجانيا لواشنطن، وخنوعا روسيا بدء قبلها بإجلاء رعاية من سوريا مستسلما لعدوانية أمريكا، فاين الضعف من ذلك.
2. إن فشل كيري في الضغط على إسرائيل، هو معضلة أمريكية مزمنة وليست ضعفا جديدا، فأما ان تأخذ الصهيونية كل ما تريد مقابل لا شيء، أو لا شيء سيتحقق. إن حفظ ماء وجه واشنطن في المنطقة، هو اخر اهتمامات إسرائيل، وهي المقتل القادم لنفوذ واشنطن ما لم تستجمع شجاعتها وتقول للكيان الصهيوني كفى، وتقودها بالسوط وهي قادرة على ذلك نحو مصلحتها في البقاء في بيئة معادية، التي تؤكد اكثر الدراسات رصانة إلى ان نهاية هذا السرطان قريبة لن تصمد أمام طوفان الديموغرافيا الفلسطينية فالقبور تبلع والأرحام تدفع، إضافة إلى انهيار أسباب وجودها التي ارتكزت على خرافات وأساطير لم تصمد أمام التاريخ العلمي للمنطقة وباعتراف المؤرخين من عتاة الصهاينة وما يسببه ذلك من انهيار نفسي واجتماعي وتشكيك في جذورهم الدينية والعرقية والأخلاقية. الصحوة العربية والدولية لواقع السلوك العدواني الإسرائيلي، والذي غدت فيه إسرائيل ضبعا كاسرا وليس كما علموهم سابقا بانها حمامة سلام وادعة يهددها جيرانها بالموت.
3. تعتبر واشنطن قضية أوكرانيا فخا محكما ناجحا ابتلعته موسكو، لالحاق ضررا متصاعدا للاقتصاد الروسي كفيل بكبح جماح روسيا في تحسين مستوى معيشة الشعب الروسي ومنعها من تنفيذها لخطط التسليح والتطوير، ودفعها للنكوص والتقوقع بدلا من مطاردة نفوذ امريكا في العالم العربي اولا، وفتح الابواب المغلقة امام طهران للعودة الى الحضن الامريكي. أن خطر الاستنزاف الاقتصادي لروسيا سيلق بها ضررا بالغا وغدا يصم أذان روسيا بأجراس خطر الاستنزاف كما هو حالها في الداخل وفي مواقفها نحو النظام السوري والإيراني. قد يكون سيناريو تحالف الدب والتنين على مخاطرة الكبيرة واحتماليته المحدودة، خيارا واردا ينقذ روسيا من دهاء واشنطن ويفتح لها بعض أبواب النجاة المسدودة .
4.أما داعش فقد خدمت بقصد أو بدون قصدالمصلحة الأمريكية في اضعاف نفوذ ايران في المنطقة، من خلال فصل الهلال الشيعي بريا الى نصفين وافقدها التواصل البري حاليا والجوي بعد ايام مع النظام السوري وجنوب لبنان، ودفعت المقاتلين الإيرانيين والعراقيين المناصرين لبشار الأسد إلى سرعة مغادرة سوريا باتجاه العراق مما اضعف قوة النظام في مواجهة المعارضة المسلحة ودفعت حزب الله للتورط اكثر في المستنقع السوري بعيدا عن المواجهة مع العدو الصهيوني. ان داعش وماعش في جوار الكيان الصهيوني بما فيها غزة البطولة والضفة الغربية، وضعت تل أبيب في موقف حرج قد تكون سببا من أسباب كثيرة تجبره على الهرولة نحو إقامة الدولة الفلسطينية وتشفي غليل البيت الأبيض من وقاحة نتنياهو. الحقيقة إن العرب السنة في العراق وسوريا ولبنان قد اصبحوا في عصر داعش اقوى ليسوا مكسر عصى ،واكثر ثقة بمستقبلهم وادت إلى تغيير المالكي وعودة الرشد إلى صقور شيعة العراق والى حكومة أربيل.
داعش تنظيم إرهابي وسم زعاف، ولكن الترياق الشافي يستخلص عادة من هذه السموم والآفات، فلماذا لا نغض الطرف الان لتقوية مواقفنا أمام التهديدات والتحيات الكثيرة التي تواجهنا وبعدها ستغدو داعش وماعش فقاعات تم استهلاكها ونسيها الناس.
إن قوة روسيا الاتحادية جاءت من الفقدان التدريجي المقصود لنفوذ أمريكا الذي يعد نفسة لمغادرة الشرق الأوسط تاركا حلفاءه لمصيرهم، ويتجه بشكل معلن نحو القرب الجغرافي الاستراتيجي للصين.
إن ما جاء في المقال يعد قراءة تنطلق من الغضب، ورغائبية ابتعدت عن منهجية التحليل الاستراتيجي الموضوعي. إن الرهبة أو الاستخفاف بإدارة السياسة الخارجية للولايات المتحدة في المنطقة، قد يوقعنا في مشاكل سوء التقدير ويدفعنا لتبني مسارات مهلكة اعتمدت، إما على الخوف المبالغ فيه أو الاستخفاف الساذج .
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .