أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


الإفتاء بحرمة البقاء بلا عمل ...

بقلم : أيمن الشبول
28-08-2014 10:49 AM
لقد أضرب المعلمون فأصبحت الإضرابات حرام ، ولو تظاهر المعلمون لأصبحت المظاهرات حرام ، وأصبحنا مع السعوديين في هذا الباب سوآء” بسواء ...
المفتى الأردني يقول : إن راتب الموظف الجالس من دون عمل هو : حراااااام دون جدال ...
وهذه الفتوى صحيحة ولا لبس فيها أبدا” ، وكان لهذه الفتوى أن تجد السمع والطاعة من الجميع لو كانت شاملة وكاملة ، ولكن من الواضح للجميع بأن هذه الفتوى مصنوعة خصيصا” لإضراب المعلمين ؛ وإلا فلماذا صمتت دائرة الإفتاء العامة عندما أضرب : الإطباء والممرضون والائمة والوعاظ ؛ وعندما أضرب موظفو الكهرباء والجمارك والأراضي والمساحة والقضاة ؛ ولما صمتوا على إضراب موظفي المصفاة والفوسفات وسلطة إقليم العقبة وغيرهم وغيرهم ...
كان إضراب كل هؤلاء هو محط تقدير وتفهم ومتابعة وإهتمام من كل المسئولين الأردنين المعنيين ؛ وعلقوا في حينها بالقول : نقدر مطالبكم المطروحة ونقدر حقوقكم ؛ وفي ظل الديمقراطية والحرية والإنفتاح الذي نتفيأ في ظلاله في الأردن ، فمن الطبيعي أن نواجه مثل هذه الإعتصامات والإضرابات التي هي وسيلة حضارية للتعبير عن الرأي ، وطريقة راقية للتعامل والتخاطب ، وقد كفلتها لنا جميع الدساتير الأردنية ؛ هذه هي أراء المسئولين الأردنيين في أثناء تلك الإضرابات ...
ولكن هذه النظرة الحكومية سرعان ما تبدلت وإنقلبت عند كل إضراب للمعلمين ؛ حيث شن الإعلام الأردني حملة” قوية” على المعلمين المضربين ، وخرجت دائرة الإفتاء الأردنية عن صمتها الطويل لتفتي بحرمة الإضرابات وبحرمة بقاء الموظف من دون عمل !!!
وكأن المعلم الإردني وهو : الشمعة التي إحترقت وبقيت منيرة لسنوات„ طويلة ، يحرم عليه كل ما حللته الدساتير الأردنية لغيره من الموظفين ؛ وكأن المعلم الأردني مكتوب عليه بإن يحترق إلى ما لا نهاية ودون أن يتكلم أبدا” ؛ وكأن الجميع في هذا اليلد قد تعودوا على رؤية المعلم الأردني وهو يواصل العمل الدؤوب بصمت وهدوء ؛ إلى أن يسقط ويوارى الثرى بصمت وهدوء ...
لقد قدم كثير من المعلمين شبابهم وأفنوا أعمارهم وحياتهم في سبيل توعية وتربية الأجيال الأردنية ، ثم إختفوا وغادروا هذه الدنيا جنودا” مجهولين وبعيدين عن كل العيون .
وخلال خدمتي الطويلة في سلك التربية والتعليم ؛ شاهدت الكثير من الزملاء الذين أفنوا أعمارهم وقدموا شبابهم وكل ما لديهم من جهود„ لصالح الأجيال الأردنية ؛ حتى أعياهم الوهن والتعب وهاجمتهم الأمراض وداهمتهم كل العلل ؛ فطوتهم الحياة شموعا” منيرة” ودفنوا جنودا” مجهولين ، ورغم أن المعنيين لم يذكروهم بكلمة ثناء„ واحدة ؛ فحتما” سيجدون عند ربهم أرفع مراتب الشرف وأرقى درجات التكريم والإجلال .
وإنني هنا أتذكر بإمتنان كبير كل زملائي الذين كانوا شموعا” منيرة” في دروب الوطن وفي طريق الأجيال ، والذين قدموا الكثير الكثير بتفان„ كبير„ وإخلاص„ دون أن يهمسوا ولو مرة” واحدة” بكلمة أف„ أو كفى ...
إخواني الأردنيين ؛ كان من الممكن لكل هذه الشموع الأردنية بأن تبقى مضيئة دون أن تهمس بكلمة واحدة في حياتها ، وكان من الممكن بأن تواصل طريقها المعتاد والذي إرتضته لسحق الجهل ولإزالة الظلمة عن دروب الأجيال الإردنية دون كلام ؛ ولكن هيهات هيهات هيهات ! وقد أضحى التعليم الإردني في العقود الأخيرة محطة” للعب ومكانا” للتجريب وللعبث ؛ دورات كثيرة لمناقشة النظريات الشرقية والغربية الغريبة في التعليم ، وتطبيقات متسرعة وتعميمات غير مدروسة و... والتي ساهمت جميعها في حرف التعليم الإردني عن مساره الصحيح والأصيل ؛ فخلال العقدين الأخيرين وجدنا الطالب الأردني وقد تحول من تقديس العلم وإحترام المعلم إلى مجرد البحث الشرس عن الشهادة فقط ؛ والتي أضحت وسيلته الوحيدة لجمع المال وللكسب والثراء ؛ جامعات تجارية كثيرة ؛ وتعليم تجاري وموازي ؛ وقوانين مكبلة للمعلم وتعميمات مميعة للتعلبم ؛ كلها قد ساهمت في سقوط التعليم الإردني كما نراه اليوم ونشاهده ونلمسه .
لقد ضاعت هيبة التعليم وفقدت هيبة المعلم حتى تجرأ عليه المنحرفون والزعران وهاجموه في غرفته الصفيه ! وهو الشيء الذي أضطر المعلمين للوقوف بقوة في وجه هذه المهزلة التعليمية الجارية ، والتي أفسدت الأخلاق ودمرت الأجيال وقادت التعليم الأردني إلى مزيد„ من السقوط والإنحدار والضياع ؛ فقام المعلمون قبل عدة سنوات بهبة„ للمطالبة بحقوقهم وبنقابتهم ، كما طالبوا بإلاصلاح الفوري للتعليم ، ولا زال المعلمون إلى هذا اليوم يطالبون بحقوقهم ويبدون بأرائهم لمحاولة إنتشال التعليم الأردني من سقوطه ؛ وكان الأجدى بالمعنيبن بأن يتواصلوا بصدق„ مع المعلمبن ومع نقابتهم ، لا أن يصلوا إلى نقطة المواجهة معهم ؛ فالمعلم هو الإنسان الوحيد الملاصق للطلاب ؛ وهو الأدرى بالمعوقات الموجودة غي الميدان وبمشاكل التعليم ...
كنا ـ معشر المعلمين ـ سنحترم رأي السيد المفتي لو قال كلمة الحق ورأي الشرع في كل خلل وزلل قد تسبب بالأخطار وساق البلاوي السوداء لهذا الوطن ؛ فالإنحرافات في وطننا كثيرة وبكل أسف ، والظلال والفساد منتشر كذلك ؛ فإن أقحمتم الدين في إضراب المعلمين فإننا نطالبكم اليوم بأقحامه في كل ما أغضب وجه الله وشجع الفساد والإنحراف والضلال في هذا الوطن ؛ بدء” بالنت الإباحي ومرورا” بالملاهي الليلية وبيوت الدعارة وإنتهاء” بالسرقات وببيع المقدرات لهذا الوطن ....... وأنا متأكد بعدها بأن الجميع معلمين وغير معلمبن سيصغون لكم أيها المفتون ودون تردد ....

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-08-2014 11:10 AM

نخشى ان تطل علينا يوماً فتاوي تقول من لايعمل حرام ان يأكل ومن لايعمل حرام ان يبقى عايش ولو انه لايجد عمل ليتذكر العلماء والمفتون ان اول من يحاسب امام رب العالمين هم العلماء والسلاطين وأشكر الاخ الكاتب ؟؟؟

2) تعليق بواسطة :
28-08-2014 01:51 PM

يجب مناقشة الفتوي من حيث صحتها من عدمة وهذا مناط بالعلماء وبما ان الفتوي صحيحة وتشمل المعلمين وكل من يتعطل عن العمل وياخذ اجر من اية فئة كانت يجب على المعلمين ان يرفضو الاجور ويككونو بذاللك تخلصو من الاثم لكن كيف لهم الخلاص من اثم مليوني طالب فى الشوارع

3) تعليق بواسطة :
28-08-2014 02:45 PM

اذا كان الافتاء عندنا موضوعي ومهني ومستقل وهو ليس كذلك فلماذا ما يكون شامل وعام ويفتي في كل القضايا ومن بينها الخمارات ونتشار الدعارة وسرقة المال العام من قبل شخوص يعرفهم جميع الاردنيين..هذا افتاء يفتي على المقاس فقط ...انا ما ادري شوة راي الافتاء بمهرجان البيجامات ومهرجان الشياطين ومرجان جرش الذي يختلط فية الحابل بالنابل..هذا فتاء انتقائي وهذا افتاء سلطة وليس افتاء دولة

4) تعليق بواسطة :
28-08-2014 02:46 PM

هذا افتاء التدخل السريع ويبرر باطل السلطة الفاسدة

5) تعليق بواسطة :
28-08-2014 02:49 PM

فإن أقحمتم الدين في إضراب المعلمين فإننا نطالبكم اليوم بأقحامه في كل ما أغضب وجه الله وشجع الفساد والإنحراف والضلال في هذا الوطن ؛ بدء” بالنت الإباحي ومرورا” بالملاهي الليلية وبيوت الدعارة وإنتهاء” بالسرقات وببيع المقدرات لهذا الوطن ....... وأنا متأكد بعدها بأن الجميع معلمين وغير معلمبن سيصغون لكم أيها المفتون ودون تردد ....

6) تعليق بواسطة :
28-08-2014 04:43 PM

الاخوة المعلقين
بالنسبة للخمارات والملاهي فهى حرام ولا تحتاج الى فتوي فلا يوجد مسلم يقول غير ذاللك سواء كان من السلطة كما تقولون ام من اية جهة كانت علما ان احزاب الاسلام السياسى لة مفتون ويفتون للحزب والحزب اما صاحب سلطة او ساعى لها فلا يوجد مفت مستقل لا ن المذاهب متعددة وكداللك الفرق الاسلامية والاحزاب

7) تعليق بواسطة :
29-08-2014 10:00 PM

هل الافتاء يصدر فتاويه بناء على مخاطبات وكتب رسمية ام بناء على اتصال هاتفي من اي طرف حكومي يله بدنا مساعدتكم في الموضوع الفلاني بدنا فتوي في الموضوع ؟؟؟

8) تعليق بواسطة :
01-09-2014 02:14 AM

الافتاء مناره للعلم و المعرفه بالدين واتهمت به ان الفتوى خاص بالمعلمين فاتمنى منك قراءه الفتوى و ان زمنها مع اضراب الاطباء و قالوا نفس كلامك ولكن الفتوى خاص بكل مسلم موظف يخاف الحرام ولا تتوقع من دائره فيها النخب من العلماء ان تتبع الفتوى التي لها شعبيه لا هذا بعيد من علمائنا احلال الحرام فالفتوى تصدر لتعلمنا الحياه الدنيا للفوز بالحياه الاخره وليست العكس فعلى الكاتب ان يحذر من لحوم العلماء فانها تهلكك في الدنيا والاخره وتحرى الصدق فانه الفوز والنجاه وياتي لك بالشهره افضل

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012