أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


ملحمة هرقلا .. قصص للأطفال ما "بعد" النوم

بقلم : د. علي المستريحي
08-10-2014 10:55 AM
عدد من الأسود والفيلة والحمير الزرق وبعض الهنود الحمر وسبائك ذهبية وتماثيل اغريقية كلها سكنت جزيرة عجلون قبل آلاف السنين .. وكان ولد وأبوه، وهما من الهنود الحمر (بعد الإغريق)، يسرحان ويمرحان في غابات برقش ..

الأطفال فضوليون بطبعهم، عبثيون، يغرقون أحيانا بتوافه الأمور .. لذا، تخلف الإبن عن أبيه ونسي نفسه وهو يجمع الملح الأبيض من الأغصان المتدلية لشجر الفلفل الأسود ! أما الأب، صاحب البنية القوية كطرزان نهايات القرن الماضي، فكان منشغلا بجمع أسماك السلطان التي يقذفها البحر الميت من الحين للآخر بحركاته المتخبطة المتعجرفة اللامسئولة بين المد والجزر ..

إتخذ الأب أحد الحمير الزرق مطية له، ينقل عليه ما يجمعه من سبائك الذهب والسمك وبعض التماثيل ويلقي بها بمنقطة عرفت بخربة هرقلا، ثم يصنفها بأكوام كأكوام سوق الجمعة في الرمثا (سوق بروميثيوس عند الإغريق!) ..

مضت ساعات قبل أن يدرك الأب أنه أضاع ابنه .. فبدا له الحمار الأرزق وكل ما جمعه ليس بذي قيمة إن خسر إبنه .. فذهب هائما بكل صوب يبحث ملهوفا عن إبنه المفقود .. سأل أسودا وفيلة وحراثين ولم يجد اجابة .. ثم هوى متعبا منهكا جائعا على الأرض مستظلا بأحد أشجار البندورة عالية الأغصان والثمار وقد حملت عنبا بطعم الفوسفات الشهي ! وفي غمرة همه وحزنه سقطت على الأرض حبة عنب بحجم كرة الغولف، فنهض مسرعا يلحق بها وهي تتدحرج الى أن استقرت بجانب تمثال أسد كالتنين .. يا لهول المفاجأة ! .. فقد وجد أحد الأسود بابنه وجبة طرية لذيذة مرشوشة بالملح، بلعها دفعة واحدة .. وما أن استقرت ببطنه حتى بدأ مفعول الملح كمادة التحنيط، فتسمّر الأسد مكانه محنطا بهيئة تمثال !

حمل الأبُ الأسدَ المحنط الى أكوام خربة هرقلا وألقاه فوق كوم التماثيل .. ثم جلس تحت شجرة بلوط تثمر أجهزة تجسس اسرائيلية مثكولا يعتصره الحزن والألم على فراق ابنه .. وفي غمرة حزنه وهمه استوقفه أمر شجرة البلوط وثمارها الغريبة .. ما يعرفه جيدا أن البلوط يثمر موزا، فما بال هذه الشجرة تثمر أجهزة تجسس اسرائيلية؟! لا بد أن هذه الشجرة من النوع المحسن بالتعديل الوراثي .. ماذا يريد بنو اسرائيل منه؟ الأمر جدُّ خطير .. لا بد أنهم يتعقبون الذهب، فهو يعرف أنهم يحبون الذهب كثيرا .. والتماثيل .. استغرقه التفكير وقتا جزيلا، إلا أنه وجد الحل .. يقطع شجرة التجسس البلوطية، ثم يلقي بها وبثمارها بمغارة هرقلا المحاذية للشجرة، يربطها بالمتفجرات ثم يدفنها، ثم يحمل ما جمعه من سمك البحر الميت يوزعه كرما على العجلونيين، ثم يستخدم مهارته بالطيران، فيطير بسبائك الذهب والتماثيل الثمينة حيث لا تشرق الشمس كثيرا ولا يصل جان الهنود الحمر .. الى قاصات بنوك سويسرا !!

لم يعرف طرزان البحر الميت أنه سيأتي يومٌ ولو بعد آلاف السنين يكتشف أحفاد الهنود الحمر أن أجهزة التنصت الاسرائيلية ما زالت بكفاءتها تعمل، تسجل وتراقب، وأن ابنه الساكن ثمتال الأسد المحنط بمتاحف الفرنجة بأوروبا سيشق بطن الأسد ويقص الرواية كلها علّ من كان من سلالته من الهنود الحمر ما زال يصدّقه ويعذره !! هؤلاء الهنود الحمر هم: أنا وهرقل وحكومة سمك البحر الميت !!

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
08-10-2014 11:51 AM

شكرا لك د-مستريحي -تحثت عن حكومة سمك البحر الميت ونسيت \ نظام هرقله \

2) تعليق بواسطة :
08-10-2014 10:23 PM

الحقيقة حاضرة في الذهن ..ولكن الهندي الاحمر امره عجيب.. يدرك الامر بعد فوات الاوان..

3) تعليق بواسطة :
30-10-2014 11:34 AM

دكتورنا الفاضل يبدو من خلال كلماتك أنك لم تدرس منهجية الكتابة خليك بشغلك .....
====
المحرر: المعلق ليس خالد المجالي ناشر الموقع فقط للتوضيح .

4) تعليق بواسطة :
31-10-2014 07:15 PM

أشكرك أخي خالد المجالي (إن كان هذا اسمك!) على اهتمامك وتجثمك عناء قراءة مقالي هذا .. فربما كان صعبا عليك .. واسمح لي أن أبوح لك أن المقال كُتب من أعماق بئر الرمز، ولا يمكن لمن أطراف أصابع ذهنه التي لا تتعدى حافر قدمه (ولا أقصدك أنت!) أن يغوص لقاع البئر ليشرب منه .. حاول مرة أخرى، ربما تصل القاع وتشرب، أو قد تختار أن تبقَ على ضمئك .. عافاك الله ورعاك ..

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012