أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


غطرسة الإمبراطورية الأمريكية

بقلم : سلطان ابو يوسف
13-10-2014 10:46 AM
لا يستطيعُ عاقل أن ينكر أن أمريكا هي القوة الوحيدة التي تحكم العالم حالياً وتتحكم به وتسيره كما تشاء وفق سياستها ومصالحها،ومن خلفها اللوبي الصهيوني الذي رسم ويرسم سياستها ويوجهها كما يشاء لصالح إسرائيل أولا وأخيراً.

ويجب أن لا ننسى العداء المستفحل بين أعظم قوتين في العالم ممثلاً في الشيوعية والعلمانية ،ومع أن روسيا أوسع مساحةً وأكثر تطوراً وتفوقاً في الترسانة العسكرية إلا أنها لم تتفوق على غريمها العلماني في سياساتها الخارجية بسبب دعم الصهيونية العالمية للعلمانية الأمريكية ومن دار بفلكها سياسياً واقتصاديا .

استطاعت أمريكا أن تنحّي روسيا عبر سلسلة من الأحداث أدت إلى إنهاكها عسكريا واقتصاديا وبالتالي استطاعت أمريكا أن تفتتها إلى دويلات وخاصة بعد حرب أفغانستان وآخرها توريطها في جورجيا ،لتتفرغ للمارد الإسلامي الذي تخشى أن ينهض من جديد.

الحرب التي تقودها أمريكا في الشرق الأوسط ليست جديدة ،فقد تم الإعداد لها منذ عشرات السنين عبر وسيلتين الأولى صنعت أنظمة عربية عميلة تدور في الفلك الأمريكي بإخلاص رهبةً وطمعا ،ثم أوزعت إلى خلق جيل غير واعي سياسيا ،تم إفساده أخلاقيا، وتفكيكه اجتماعيا، وتفريغه فكرياً ، وهذه أهم دعائم القوة العسكرية عند العودة للاستعمار من جديد .

أمريكا كالشيطان في حياتنا لا يمكن أن نتخيل يوما شرق أوسطٍ بلا أمريكا وهيمنتها ، فالشرق الأوسط هو مصدر ثرواتها من النفط والمواد الخام ،وهي تمثّلُ سوقا استهلاكية لاقتصادها التجاري والعسكري وما تنتجه مصانعها الحربية ،وفائض خزائننا كنزا تحت يدها وسيادتها متى تشاء ،والأهم أننا حلفاء لها ولو معنويا وان كنا غثاء كغثاء السيل ولكنها تسيد وتميد وتبطش باسم جهلنا،ولا تريد من أعرابنا أن يلتفتوا ويتوجهوا صوب القبلة الشيوعية كبديل .

الربيع العربي أينع وجف والتهمته النار ولم يجد من يفسره ولا زال الجدل قائما،فهل مصلحة أمريكا أن يغرق العرب في فوضى التناحر والقتل والدمار علما أنها زرعت نخبا مخلصة لها سهرت عليهم عشرات السنين ، وهل من السهولة أن تتخلى عنهم وتترك شعوبهم تطيح بهم ؟، أم أن الربيع العربي كان نتيجة الظلم والدكتاتورية التي ساهمت أمريكا في فرضها على رقاب العباد وبالتالي ركبت هذه الموجه لتسيرها لصالحها بعد أن انفجرت الشعوب طلباً للحرية من عبادة الظلم والقهر ؟.

في كلا الحالتين رغم مآسي الربيع العربي إلا أنني أرى أن الربيع العربي لا يخدم المصالح الأمريكية لا على المدى القريب ولا البعيد ،فأي دولة احترق ربيعها ودبت الفوضى في أوصالها لن تنجح أمريكا في السيطرة على شعوبها وإعادة بناء أنظمة عميلة من جديد ،والشعوب التي ضحت بفلذات أكبادها لن تعود ترضخ لنار الاستعمار من جديد فالثورات التي انبثقت ستبقى تولد ثورات حتى يعود حكم الشعب للشعب من جديد ولو بعد حين .

المتتبع للسياسة الأمريكية يلاحظ كيف أن أمريكا تغض الطرف عن جميع الأعمال الإرهابية التي تمارسها إيران بحق أهل السنة سواء من خلال تدخلها المباشر في العراق وتنكيلها بأهل السنة أو من خلال أذرعها المتمثلة في التنظيمات الإرهابية والمليشيات الشيعية المجرمة في العراق، وحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن ، ورغم الجرائم التي قامت بها إيران وحلفائها بحق أهل السنة ،إلا أن أمريكا لم تعتبر أياً منها تنظيما إرهابيا حتى وسائل إعلامها لم تتطرق لجرائم الشيعة من قريب ولا بعيد كما تفعل مع التنظيمات السنية التي تترصد لها الأخطاء.

ومع هذا رغم التقاء المصالح المشتركة بين إيران وأمريكا إلا أنني لا أرى أن إيران فعلا حليفا لأمريكا ولا أرى إلا أنها تستخدمها كأداة تستغل حقدها على أهل السنة لتنفذ لها أهدافها وسياستها لا أكثر ولا بد في أي لحظة أن ينفجر هذا العداء للعلن ويتحول إلى صدام مباشر خلال الحرب البرية على سوريا .

لم نفاجأ من الحلف الذي شكلته أمريكا فهذا ما كنت أتوقعه منذ سنوات ،ولم أستغرب الرفض الأمريكي لانضمام سوريا وإيران لهذا الحلف لأنها ستكون الطرف المستهدف بعد النيل من أهل السنة وإضعاف شوكتهم، فالحرب التالية ستكون بين إيران وسوريا وحزب الله والمليشيات الشيعية في العراق ولبنان ،ومن ثم انقلاب الحوثيين على الأمريكان والدخول في الحرب عندما تنطلق شرارة الحرب البرية.

لا نعلم هل أمريكا من أوجدت تنظيم الدولة ،أو هي من ركبت الموجه وسهلت له أن يكبر وينمو ويتمدد ليصبح حجة وذريعة لتدخلها في المنطقة من جديد واحتلالها عسكريا ،أم أن التنظيم فعلا هو حركة جهادية رغم انف أمريكا ويقاتلها بقوة وشراسة دفاعا عن الأمة والعقيدة والدين، يبقى التنظيم مقصراُ في إيصال رسالته للأمة العربية والإسلامية حتى الآن،ولو فعل لرأى العجب من انخراط مئات الآلاف من المتشوقين للجهاد للانتقام من أمريكا وحلفائها .

على أي حال أمريكا باسم محاربة الإرهاب شكلت هذا الحلف الصليبي ،والمراد به محاربة قوى الإرهاب ،وتعريف الإرهاب عند أمريكا وحلفائها هو كل من يقاتل خارج مظلتها ويقف في وجه سياستها ،أما من ينضوي تحت رايتها مهما سفك من الدماء وقتل فهو داعم للديمقراطية من اجل تحرر الشعوب من القهر والظلم والتطرف .

عندما سقطت الأنبار قالت أمريكا أنها لن تتدخل ،وهذا شأن عراقي داخلي ،وعندما تمدد التنظيم في سوريا قالت أمريكا لا علاقة لنا بما يجري في الأراضي السورية ولن نتدخل ،وحينها كتبت وقلت كذبوا سيأتون زحفا برا وجوا وبحرا وهذا الذي سيحصل مع الأيام .

بقيت أمريكا صامته على تمدد التنظيم داخل سوريا والعراق، وكانت تتوقع أن يتجه التنظيم صوب جنوب العراق ويصطدم بالمدن الشيعية، وتجري معارك طاحنة تخضب الأرض بالدماء فتفرح بشلال الدماء وتموله وتغذيه كما فعلت في الحرب العراقية الإيرانية كما أرادتها أن تكون سنيّة شيعية ،ولكن يبدو أن التنظيم كان أكثر ذكاءا فغير خطته وتحول هجومه إلى المناطق الكردية الحليف الإستراتيجي لأمريكا، ووكر الموساد والسي أي إيه، وبسبب الصدمة المفاجئة هرولت أمريكا لتشكيل هذا الحلف على عجل بل وقبل أن يتشكل بدأت بقصف التنظيم من الجو وهذا يدل على خطتها المسبقة ونيتها المبيتة أن هدفها كان إقامة دولة كرديه في شمال العراق وتقتطع أراضي من سوريا والعراق وإيران وتركيا حيث أن عدد الأكراد يقارب من ال 30 مليون لتصبح الشرطي الجديد في هذه المنطقة،تقزم به النفوذ السني والشيعي والتركي في آن واحد .

الأعراب المستضعفون انجروا خلف الحلف الأمريكي ،والدولة الوحيدة ذات القيادة والسياسة المستقلة تركيا هي التي لا زالت لم تدخل جحر الضب الأمريكي لأنها تقدم مصالحها الوطنية ومصالح شعوبها على كل الاعتبارات ،ويبدو أن تركيا تفهم اللعبة الأمريكية بشكل جيد ،بل وتريد توريط أمريكا أكثر وأكثر في المستنقع السوري العراقي من جديد .

من وجهة نظري حقق التنظيم لتركيا أهدافا كبيرة فهو بدد الحلم الأمريكي الكردي في إقامة دولة لهم شمال العراق، وهم أعلنوا نيتهم عن إعلانها من قبل ،ثم ساهم التنظيم في محاربة حزب العمال الكردستاني الذي خاض حربا طويلة مع تركيا من الأراضي السورية والعراقية ،ولو لاحظنا لرأينا أن القوات التركية تقف على بعد مئات من الأمتار من قوات التنظيم إلا أنها لم تتدخل ،ورغم الضغوطات الأمريكية على تركيا للتصدي للتنظيم والدخول في حرب برية لمواجهته إلا أنها ترفض بإصرار ،ومن خبث أمريكا كعادتها لجأت إلى خلق الفوضى من خلال استغلال أكراد تركيا للضغط على الحكومة التركية للتدخل بريا وسقط العديد من القتلى إلا أن السيادة التركية تأبى أن تنحني لهيمنة الشيطان الكبر لأن مصالحها فوق كل اعتبار وهي قادرة على وقف التمرد الشعبي الكردي مقابل المصلحة العليا لأمتها .

أمام هذا الموقف أرى أن الخطط التي رسمتها أمريكا للمنطقة بدأت تتبدد رغم هذا الحلف الذي أراه اوهن من بيت العنكبوت ، ورغم الضربات التي تشنها قوات التحالف على التنظيم بحرا وجوا إلا أنها لن تحقق أي انتصار ملموس ، فهم يواجهون قوماً أقبلوا على الموت أكثر من إقبال أمريكا وحلفائها ومن شايعهم على الحياة،وما نستغربه كلما ازداد القصف وازداد اعداد الدول المتحالفة ازدادت الفتوحات والانتصارات،وحينها ستجد أمريكا نفسها مضطرة أن تلجأ للحرب البرية حاملة معها القرابين من حلفائها لمقاصل الموت ،وأتوقع أن تنحني أمريكا أمام المطالب التركية وسوف تشارك تركيا بالحرب البرية ولكن حسب مصالحها وبما لا يحقق رغبات أمريكا حتى وإن شاركت تركيا بها ستبقى بقوات رمزية وبسيادة ومرجعية مستقلة لن تلبي الطموح الأمريكي .

وبما أن السياسة الأمريكية أخرجت من التحالف إيران وهي محور مهم لا يستهان به في المنطقة ،ولن تقبل أن يكون طرفا في التحالف لاحقا،لأنه الحليف القوي لسوريا والتي لن تسمح للحلفاء أن كانت أو لا تكون طرفا في النزاع بإسقاط نظام بشار الأسد ، فحينها ستجد نفسها تقف وجها لوجه أمام إيران وشيعة العالم في حال دخولها بحرب برية من اجل إسقاط نظام بشار الأسد .

إذا افترضنا أن التنظيم سيبقى يتمدد ويتوسع ويحقق مزيدا من الانتصارات،ويجمع مزيداً من الأنصار ، فإن هذا سيربك السياسة الأمريكية التي هدفها إسقاط نظام بشار الأسد ،وبالتالي فإنها وتحالفها في موقف لا تحسد عليه ،حيث التنظيم يعتبر جيشا مدربا يمتلك قدرات عسكرية متطورة، وعقيدة قتاليه أهم من كل الأسلحة الفتاكة ،وبنفس الوقت ستجد نفسها وجها لوجه مع ما تبقى من قوات بشار والآلاف من المقاتلين الشيعة الذين توافدوا من إيران والعراق وأفغانستان وباكستان وكل دول العالم للدفاع عن نظام بشار،كما أنها لن تجد الدعم الذي تحلم به من تركيا والتي ستكون مشاركتها صورية ،وستبقى حدودها مفتوحة لكافة الراغبين في مقاتلة أمريكا وحلفائها والذين سيتوافدون بعشرات الآلاف لقتال الأمريكان وحلفائهم .

من وجهة نظري أمريكا في مأزق حقيقي ولن تتراجع عن توريط حلفائها وزجهم إلى المذابح لأنها ستعتمد على القوة النارية المفرطة في هذه الحرب ،وهذا سيغضب إيران والتي ستدخل لحماية نظام بشار وستنتقل الحرب من حرب برية إلى بحرية وهذا ما رمى له الحوثيين من خلال محاولتهم الاستيلاء على باب المندب لإغلاق هذا الباب وضرب السفن الحربية والنفطية الداخلة والخارجة منه كورقة ضغط على أمريكا .

روسيا إذا دخلت إيران على الخط لن تقف مكتوفة الأيدي وسوف يكون لها دورا معلنا أو سريا في الدفاع عن مصالحها ولن تسمح لأمريكا أن تفرض هيمنتها على الشرق الأوسط مهما كلفها الثمن وإن لم تلجأ للدخول في الحرب بصورة مباشرة ستلجأ لتزويد إيران بأحدث الأسلحة المضادة للطائرات والغواصات لتنهك قوى أمريكا ومن تحالف معها، مع أن إيران تمتلك مثل هذه الأسلحة المتطورة من إنتاج مصانعها الحربية ، ولا استبعد في مرحلة ما أن تخوض روسيا الحرب البرية ولكن بعد إنهاك القوات الأمريكية وإثخانها بالجراح كما فعلت أمريكا بقواتها في أفغانستان بالحرب بالإنابة ،فهل لدى أمريكا وحلفائها من القوة لمواجهة كل هذه القوى ؟ وهل تضمن أمريكا أن لا تدخل المنطقة في حرب ثالثة لا تبقي على شيء إلا أكلته ؟ وهل تضمن أمريكا أن لا تنتفض الشعوب على حلفائها وتسقطهم كما سقط ألقذافي ومبارك وعلي صالح ؟ وهل تضمن أمريكا لرعاياها الحماية الكافية من الانتقام من أنصار داعش ؟

أمريكا ستقع في مستنقع الشرق الأوسط كما وقعت روسيا في مستنقع أفغانستان لا أتوقع انهيار إمبراطوريتها على المدى المنظور ولكن أتوقع أن تخرج مثخنة بالجراح وآيلة للسقوط .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
13-10-2014 02:15 PM

اشكر الاستاذ سلطان على هذا التحليل الموسع والذي عرج به على كل المفاصل الهامة في الشرق الأوسط من الربيع العربي , الى الحرب على داعش , واجبار الحلفاء الذين لا يملكون حق قول لا كما تفعل تركيا أن يجهزوا جيوشهم للحرب في سوريا والتي ستكون مطحنة للارواح وستكون الضحايا فيها كضحايا بعض معارك الحرب العالميه الثانيه وامريكا مرتاحة لا تخسر سنتا ولا قطرة دماء بل تضرب العملاء بعضهم ببعض وتخرج أسرائيل بالكأس
تحدثنا قبل اكث من عامين عما يدور في المنطقة , وكنت يا استاذ سلطان تراهنني على أن درعا محافظة اردنيه وسيلقي الملك عبدالله الثاني خطابه من قلب درعا , وكنت ايضا تبشر بضم محافظة تبوك للأردن ... !!!! ولكن ها انت ترى أن الارواح اصبحت معدة للحرب في سوريا والعراق مقابل المال لا الدفاع عن الأردن .
تحليلك هذا قريب جدا جدا من الواقع والخطط الموضوعة له منذ أن قامت الأردن وتركيا بتدريب عناصر داعش وتسليحهم وقامت السعوديه بدفع نفقات التدريب والتسليح وتم الزج بهم في سوريا , ولم تكن طنوحات داعش وقتها دولة اسلاميه بل محاربة الشيبعة في سوريا .. ولكن التحالف الذي تم بين المقاومة العراقيه ( النقشبنديه ) والتنظيمات الأخرى وكلها تظم القيادات العسكرية العراقية التي اصبحت على سوية عاليه في القتال من خبراتها بالمعارك مع ايران وحلفاء امريكا عام 1991 , مما دعة قيادات داعش لرفس سيدهم امريكا وحلفائها الأردن وتركيا والسعوديه والتحرك السريع لأحتلال أكثر من نصف العراق في ايام معدودات وغنمت اسلحة ودروع وصواريخ ومدفعية تساوي المليارات , واستغلت ابار النفط في سوريا والعراق والمصافي , وباعت المنتج الى سوريا والعراق وتركيا والأردن , فاصبلحت قوة عسكريه وماليه أكثر من أي دولة بالمنطقة .
اوباما بشر بثلاث سنوات ومدته سنتان ... !!!! واعتقد ان الحرب هذه ستستمر لعقد من الزمان وسينظم لداعش عشرات الالاف من الشبان العرب والمسلمون من كل اصقاع الدنيا وستحتل بغداد لتكون عاصمة الخلافة ولو أنها كانت تريد عصامة الأمويين والعباسيين سويه .. لكن المصالح تلعب دورا والنقشبنديه لا يريدون ذلك
اكرر شكري لك وثنائي على جهدك

2) تعليق بواسطة :
13-10-2014 10:08 PM

اشكرك عم ابو عماد والحمد لله انك اقتنعت برايي بعد سنتين واذكرك عندما كنت اناقشك واقول لك انا اثق برايي والايام ستثبت لك وكنت تصر انه بعد مؤتمر جنيف 2 سينتهيكل شيءولا زلت اصر على ما تفضلت به وكنت اذكرك ان الملك عبد الله الثاني هو رجل المرحلة القادم وسيكون له شانا كبيرا وهو آخر الحكام العرب بقاءا ..ولا زلت اثق بما اقول واحلل واستنتج .

3) تعليق بواسطة :
15-10-2014 12:20 PM

يقحم الكاتب نفسه في تناقضات عجيبة , وكأنة في رحلة سياسية ترفيهية مع مكتب سياحي من الدرجة الثالثة , يوصف بها مشاهد من محطات عبر شباك ضبابي في باص قديم ينقله في زمان ومكان لايعرفهما . فالكاتب ليس له خلفية سياسية موضعية مبنية على معلومات علمية وتاريخية , فهو يخلط مابين العلمانية والرأسمالية والشيوعية او الاشتراكية لا يميز مابين الدين والاقتصاد وخلفياتهما الاجتماعية والاقتصادية و فروسيا اليوم ليست بالشيوعية ولا حتي بالاشتراكية , كما أن روسيا ليست بالاتحاد السوفياتي ... لقد اضاع الكاتب الزمان والمكان والتبست عليه الاصطلاحات ..... ولو وددت الاسهاب لاحتاج ذلك الى محاضرة طويله.
ما اعيبه على الكاتب ليس ماورد من نقد بحق المعلومات التي اوردها فهذة ربما تكون راجعة لعدم الاطلاع الواسع وربط الاحداث تاريخيا واستعمال مصطلحات تفي بالعلمية الموضوعية في وصف وتحليل للظواهر , ما اعيبه علية هو اختزال كل التناقضات الحاصلة في المجتمع الدولي في خلفية دينية ضيقة ( وان كانت هذة هي احد مظاهرها او اعراضها ان شئت ) والاخطر هو في ايحائه للقارئ بأن المسألة دينية بحته عالميا ودينية طائفية اقليميا , مروجا للفتنة بين السنة والشيعة وهذا ما يريده الاعداء تماما .
اتقوا الله فيما تكتبون ولا تتنطحوا فيما لاتعرفون عن غير قصد فتضرون وتتضررون , او عن قصد فتكونوا من الخونة والعياذ بالله .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012