منذ اكثر من شهر والجماهير التونسية من العمال والمحامين والاطباء والمثقفين وجميع الشرائح المقهورة .. ومن الاتحادات والنقابات العمالية والمهنية والقوى السياسية التحررية، تحتل شوارع المدن مطالبة بتوفير فرص العمل واطلاق الحريات وحياة افضل، لتتطور تلك المطالب الى الاطاحة بنظام (زين عابدين بن علي) الذي ولد كل اشكال القهر السياسي والاقتصادي والاجتماعي طوال ثلاثة وعشرين عام من تسلطه على رقاب جماهير تونس.

ان نظام (زين العابدبن علي) الذي استند على كل اشكال القمع والقهر لم يكن له الاستمرار بالبقاء في الحكم لولا دعم الغرب له وخاصة الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا الذين سارعا بتأييد الانتفاضة الجماهيرية لاحتوائها والحيلولة دون تهديد مصالحهما والعمل على تحريف اهدافها التحررية والمحافظة على اسس الاجتماعية والسياسية لنظام الحكم في تونس. وكان التعتيم الاعلامي العالمي الذي فرض على تلك الانتفاضة منذ ان قدحت شرارتها الاولى جزء من ذلك الدعم المذكور كمحاولة يائسة دون تقديم كل اشكال الدعم لها من قبل القوى التحررية في العالم من جهة، ومن جهة اخرى كي تفسح المجال لقمعها بشكل وحشي من قبل نظام زين عابدين وكذلك خوفا واجتياح روح الانتفاضة الثورية البلدان التي تحكمها انظمة لا تقل فسادا ووحشية عن نظام زين العابدين وتحسبا من اخذ الجماهير المسحوقة في العالم العربي والمنطقة الالهام منها والحذو حذوها.

وكخطوة اولى استطاعت الانتفاضة الجماهيرية العارمة في تونس التي سميت بانتفاضة الياسمين من الاطاحة برأس النظام (زين العادبدين بن علي) الذي ولى هاربا الى السعودية، الا ان العمل في تحقيق اهدافها النهائية تحتاج الى الحفاظ على الزخم النضالي للجماهير التحررية المنتفضة في تونس وعدم السماح لايهامها من قبل نظام زين العابدين المتمثل بالحزب الحاكم، وقد عبر عنه اليوم التظاهرات الجماهيرية في اغلبية المدن التونسية ضد مشاركة الحزب الحاكم في الحكومة المراد تشكيلها، وتحتاج ايضا الى الدعم الجماهيري والقوى التحررية على صعيد العالم من اجل الوصول الى اهدافها النهائية.

ان مؤتمر حرية العراق، يعلن عن دعمه ومساندته لانتفاضة جماهير تونس، انتفاضة الياسمين، انتفاضة الحرية والخبز، ويناشدها للمضي قدما من اجل تحقيق عالم تسودها الحرية والمساواة والرفاه. وفي نفس الوقت يدعو كل الجماهير التحررية في العراق والقوى الثورية والتحررية بدعم انتفاضة الياسمين حتى تحقيق مطالب جماهير تونس العادلة في ارساء نظام سياسي-اجتماعي يحقق الحرية والمساواة والرفاه، يحقق عالم افضل.

مؤتمر حرية العراق

17-1-2011