أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


هوس الامسيات الشعرية

بقلم :
25-10-2014 05:02 PM
زهرية الصعوب :لا يخفى على المتابع للحركة 'الثقافية' هذا الزخم غير المبرر من الأمسيات الشعرية التي أصبحت فوق حد احتمال المتابعين الذين يلتزمون بالحضور على أمل أن يلتقوا بشاعر حقيقي من بين ثلة الشعراء الذين يندس بينهم بعض 'المستشعرين' مع غياب النقد الأدبي الحقيقي الذي يجب أن ينبري وبحزم لتصنيف الأجناس الأدبية, ليدفع عن عقول الناس ما لا يصح أن يكون شعرا, وأن لا تكون الغاية من عقد هذه الأمسيات المتوالية تعداد الأنشطة التي قامت بها هذه الهيئة 'الثقافية' أو تلك, وكأن الأمر بات سباقا محموما على شأن ثقافي حقُّه التريث, وعدم الاستعجال به إلى الحد الذي يجعل هيئتين متجاورتين تعقدان أمسيتين شعريتين بذات الوقت, فتقتسم الهيئتان الجمهور بأسلوب الاستحياء في الدعوات, فيشعر المتابعون بأنهم غدوا مجرد أناسٍ مهمتهم إنجاح هذه الفعاليات 'المفتعلة'. لا نشك للحظة, أن الحركة الثقافية دليل على وعي متى كان الهدف أجل وأسمى من الغايات الترويجية للهيئات أو للشعراء, لكنها عندما تتحول إلى حالة من الاضطراب والتخبط, لا يمكننا حينها إلا أن ننظر إليها بسقم, فإن كانت الغاية نزيهة, والهدف ساميا, فلماذا لا تتحد هذه الهيئات, إن لم يكن في تنظيمها, فليكن في أنشطتها غير المتضاربة, لتحصل الفائدة الثقافية التي تدعيها كل هيئة إن صدقت في دعواها, إن علمنا بأن 'الشعر' أجل من أن يرتقى سنامه لتسجيل الفوز لجهة ما, و'الشعراء' ليسوا حب الطحن بين قطبي الرحى. أن يكون هنالك نشاط ثقافي رصين, حصيف, فهو ما يبتغيه جمهور الثقافة الجاد الذي لا يوجد لديه متسع من الوقت لهدره أمام 'لكنات' لا تقترب من حومة الشعر, ولا يسمى قائلوها شعراء, ودون امتهان لهيبة 'الشعر', أو ارتقاءٍ على أكتاف 'الشعراء', فالكثرة تولد الملل, والاستخفاف يوجب الكره... فلنكن على قدر الشأن الثقافي الرفيع, لنرتقي بالثقافة ولا نحط من قدرها السامي سمو النفس بسوية فطرتها, وتوقها إلى الرفعة في المعنى والمبنى, وما يشتملان عليه من استقامة الفكر, وجلاء الأدب.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012