أضف إلى المفضلة
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024


الإجرام الفلسطيني بحق " الاسرائيليين " !

بقلم : ادهم غرايبة
15-11-2014 04:11 PM

في الوقت الذي كان فيه ماء وجه التوطينيين يتبخر و أنصار المشروع الصهيوني المعادي للفسلطينيين و الاردنيين على حد سواء و المعادي لدولتيهم يكتب قصائد الغزل بإقرار و تنفيذ الحقوق المدنية لأبناء الاردنيات – و هذا حق نحن معه بالمطلق - و يتخذون القصة منفذا و يدعون تحت ذرائع المواطنة و حقوق الانسان للمزيد من الاجراءات و صولا للتجنيس المشبوه - متناسيين ان أهم حق للأنسان هو الا يحرم من جنسية بلده المحتل و الا ينتزع من أرضه - كان أشراف فلسطين ينتدبون بعضا من أبطالهم ليقدموا أنفسهم قرابين فداء لترابهم الوطني و لحقهم بالحياة الحرة الكريمة
في وطنهم الأم .
في أعقاب العمليات الأخيرة للمقاومة الفلسطينية الباسلة بات مؤكدا اليوم أنه كلما أرتفعت رايات المقاومة على أرض فلسطين أرتفعت معنوياتنا من المحيط الى الخليج و ارتفع هرمون العروبة و انحسر داء الإنهزامية و أنزوت العقليات الطائفية و استعاد خطابنا السياسي العروبي المقاوم عافيته . و ها قد ثبت – في اعقاب الفرحه بعمليات المقاومة – ان مشروع التحرر الوطني الفلسطيني هو اساس مشروع التحرر العربي !
مرت سنوات عجاف على النضال الوطني الفلسطيني لأسباب متنوعة منها ما هو عربي و منها ما هو فلسطيني فصائلي بفضل أهواء السلطه لدى ' فتح ' حتى و ان كانت شكلية تحت ظل الاحتلال و تشوقها لممارسة الحكم و لهفتها لارتداء ربطات العنق على حساب ' الفوتيك ' , و تشتت إنتباهات فصائل ثورية اخرى و دخولها في مرحلة خرافات النضال السلمي و تحولها لإعتصامات الشموع و إنخراطها بمنظمات ' المجتمع المدني ' !
كل سنوات البؤس تلك و التي جعلت الصورة الكلاسيكية المرسومة عربيا و عالميا عن الفلسطيني على أنه مناضل ثوري و متمسك بأرضه تصاب برضوض و تشوهات سيما أن اخطاء الماضي ظلت عصية على المراجعه الموضوعية الهادئة و حرمنا بالتالي من التوصل لخلاصات غير تقليدية من المهم قولها بوضوح و علنا لا من باب التشفي انما من باب تصحيح المسار , و حظي كل ناقد موضوعي و محب للفلسطينين بسهام التشكيك و التخوين و الاتهام بأنه اقليمي , فكيف تستدل للعلاج ان لم تشخص المرض بدقة و وضوح ؟!.
زاد طين الفلسطينين بلة تورطهم في قضايا سياسية و اجتماعية عربية في الدول التي تستضيفهم . فمثلما ورطت ' فتح ' نفسها و ورطت الاردن معها في زمن ينذكر و ما ينعاد ها هي ' حماس ' تعيد الخطيئة في سوريا التي قدمت للتنظيم كل الدعم في وقت تنكرت فيه كل جهات الارض للفصيل و قادته ! و لو ان تنظيمات اخرى اصغر و اقل حضورا ردت الجميل .
تبدل حال أمتنا اليوم كثيرا و بشكل مآساوي و ' انقرضت ' جهات عربية عديدة إتخذت من القضية الفلسطينية معبرا للترويج لنفسها قوميا على حساب الاردن تحديدا الذي كان الطرف الاضعف و المجبر على تحمل مخرجات الصراع العربي – الصهيوني .
ليس من المنصف حتما تحميل الفلسطينيين اوزار ما يحدث لانهم ببساطة الضحايا لا المجرمين , و ما حدث من إنحرافات متفاوته لم يكن بمعزل عن تآثيرات عربية لم يكن من خيارات واسعه للمراوغة ضمنها . لكن برغم كل ذلك ظلت روح المقاومة حاضرة في ضمائر المتمسكين بجمر فلسطينيتهم برغم كل الإخفاقات و غياب الدعم من فلسطيني الخارج و من باقي العرب .
في سياق الفكرة البديهية و التي مفادها حيثما يوجد احتلال توجد مقاومة , رد نخبه من الفلسطينيين في مدينة القدس مؤخرا على سلسة التصعيد و التنكيل بحقهم في ظل تناحرعربي يقدم للكيان خدمة العمر في تنفيذ كل جرائمه في زمن صرنا نشتاق فيه لزمن بيانات التنديد!
من المخزي حقا أن تسمع أصواتا عربية بالذات تساوي بين ضحايا الفلسطينيين و ' ضحايا الاسرائيليين ' من المدنيين و تطالب بأن تتوجه بندقية المقاومة نحو العسكريين فقط و لو أن هذه الاصوات ' مبحوحة ' و بالكاد تسمعها في زمن الخيار الاستراتيجي للامة العربية !
هل يوجد مدنيين اصلا في ' اسرائيل ' ؟!
اليهودي الذي بنى كنيسا على ارض القدس بناه على حساب مسجد و كنيسة لنا و فوق ذلك لا يتورع عن تدنيس و هدم مقداساتنا و اليهودي البولندي الذي تزوج من يهودية فرنسية على ارض فلسطين المحتلة ينجبا طفلا يشرب حليبا ليس له و يعيش في بيت على ارض ليست ارضه و يتعلم في مدرسة ليست من حقة على حساب فلسطيني من رام الله تزوج فلسطينية من طولكرم و انجبا اطفالا في مخيمات اللجوء و القهر , فمن يقنع ' اليهود ' أنكم أنتم من تقتلون ابنائكم لا الفلسطينيين ؟! و من يقنع صهاينة العرب ان الفلسطيني الشريف لا يريد اكثر من وطنه ؟!

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
18-11-2014 06:28 PM

أخ ادهم..كلام في الصميم وهذا ما نتوقعه من اخوتنا النشامى الاردنيون الاقحاح دائما.
الجبهة الشعبية هي من تبنى العملية للثأر وللدفاع عن اولى القبلتين، وليس داعش الاسلامية او النصرة!!! وهي فصيل في منظمة التحرير الفلسطينية التي "ترأسها" محمود عباس.
أهل جبل المكبر هم عرب العرب الاقحاح في فلسطين
المعادلة الاي تتشكل المقدسات مقابل المقدسات.
ضحايا الغرب المتصين في فلسطين هم في غالبيتهم مدنيون الفلسطيني كما كل الاشراف لا ينسى ثاره.
نستنكر قتل المدنيين العرب في قانا جنوب لبنان وغزة ودير ياسين والطنطورة فلسطين وجميع البلدان التي غزاها الغرب المتصهين بطريقة مباشرة او عن طريق دواعشه.

2) تعليق بواسطة :
18-11-2014 09:16 PM

تحياتي استاذ ادهم وكل الشكر على مقالتك الصادقه النابعه من قلب ولسان عروبي.. لي تعقيب وسؤال بعد إذنك.. ما هي الخطيئه التي ارتكبتها حماس في سوريا؟ هل تريدها ان تشارك جيش الاسد وشبيحته بذبح الشعب السوري وهتك الاعراض؟ هل المطلوب منها ان تكون كعصابات المجرم احمد جبريل التي تقتل السوريين والفلسطينيين.. إذا كانت هذه خطيئه بنظرك فهي شيء مشرف في نظر الكثيرين وانا منهم.. سوريا ليست الاسد ولا نظامه والمقاومه والممانعه لفلسطين ليست رخصه لقتل اهلنا في سوريا ولا شيك على بياض نعطيه للاسد او غيره.. تحياتي لك

3) تعليق بواسطة :
19-11-2014 09:49 AM

سؤال

هل يمكن نشر هذا الكلام في صحيفة الرأي ام في صفحات الانترنت التي تمثل اشخاصا و من باطنها تمثل مؤسسة

4) تعليق بواسطة :
19-11-2014 11:28 AM

شكرا اخي ادهم على هذه الروح العربيه الصادقه التي طالما لمسناها في مقالاتك الرائعه التي تعبر دوما عن مشاعرنا واحاسيسنا .
حقاً لا يفل الحديد الا الحديد وهؤلاء الصهاينه المحتلين لا يفهموا ويفقهوا الا لغه القوه وما أُخذ بالقوه لا يسترد
الا بالقوه لا بمسيرات الشموع ولا بمعاهدات الركوع والخنوع والاستسلام .
نعم ان عمليات المقاومه النوعيه التي كانت رداً على ممارسات المحتلين الانجاس في الحرم القدسي الشريف والتي اشعلها اهل القدس الاحرار المرابطين لقد رفعت معنويات العرب من الخليج الذي كان يوما ثائراً وحتى المحيط الذي كان في غابر الايام هادراً ...عفوا اخي ادهم النظام المجرم في سوريا لم يقدم شيء يذكر للقضيه الفلسطينيه كغيره من انظمه العماله كما انه لم يقدم لحماس ولا لغير حماس وانما هذا النظام الطائفي هو من اتخذ من القوميه والممانعه والتحرير والشعارات الزائفه مطيه له ليرتكب الجرائم ويجعل من سوريا العروبه اماره طائفيه والحرب الاهليه المشتعله منذ اكثر من ثلاث سنوات واصرار النظام على كرسي الحكم بحجه المؤامرات الكونيه والدوليه يعد اكبر دليل على جرائمهم .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012