أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


روسيا: ماضون في دعم الأسد

26-11-2014 10:07 PM
كل الاردن -
قالت روسيا يوم الأربعاء إنها ستدعم الرئيس السوري بشار الأسد في محاربة 'الإرهاب' في الشرق الأوسط فيما يشير إلى عدم وجود مجال جديد للتوصل الى حل وسط بشأن إحدى القضايا الشائكة الرئيسية في الصراع السوري.

وعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرجي لافروف محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في منتجع يطل على البحر الأسود في إطار جهود موسكو لإعطاء دفعة دبلوماسية لاستئناف محادثات السلام بشأن سوريا.

وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع المعلم 'نشترك في الرأي بأن العامل الأساسي الذي يحرك الموقف في الشرق الأوسط هو خطر الإرهاب.' وأضاف 'ستواصل روسيا دعم سوريا ... في مواجهة هذا التهديد.'

وروسيا حليف دولي مهم للأسد في الصراع الذي دخل عامه الرابع حيث يتدهور الموقف على الأرض مع سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على مساحات كبيرة من الأرض.

وانهارت الجولة الماضية من المحادثات بين دمشق والمعارضة في فبراير شباط بسبب خلافات تتعلق بدور الأسد في أي انتقال سياسي للخروج من الصراع. وتريد المعارضة الرئيسية في المنفى ودول عربية وغربية مؤيدة لها أن يرحل الأسد.

لكن موسكو تقول إن التقدم الذي أحرزه المتشددون الإسلامييون يعني أن محاربة 'الإرهاب' يجب أن تكون لها الأولوية الأولى لكل القوى الآن وتقول إن هذا غير ممكن بدون التعاون مع الأسد.

وانتقد لافروف الولايات المتحدة لرفضها ذلك.

وقال المعلم في المؤتمر الصحفي إن اجتماعه مع بوتين في وقت سابق يوم الأربعاء كان بناء للغاية وإن الرئيس الروسي أكد تصميمه على تطوير العلاقات مع دمشق والأسد.

(رويترز)
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
26-11-2014 10:17 PM

ايوا بلش الحامي الان .. اهم شي سوريا تنتقم من دول الجوار من دول العربان ممن تامروا عليها وادخلوا الارهابيين والاسلحة وساهموا بسفك دماء الجيش السوري وساعدوا بتدمير الدولة السوريه ..

2) تعليق بواسطة :
27-11-2014 12:06 AM

نعتذر

3) تعليق بواسطة :
27-11-2014 12:13 AM

محاربه الارهاب يجب ان يكون بالتعاون
---------------------------------
مع الاسد
--------
مسخره كبرى قتل وتهجر الملايين ودمر كل سوريا وانتهك واغتصب وعذب وارتكب جميع الجرائم ماذا يسمى هذا الجحش بشار ليس ارهابيا

تغم اكبر مجرم وارهابي ليس في العالم بل في التاريح هو النظام المجرم الجحشي البشاري

روسيا وامريكا واسرائيل وايران والنظام السوري والعربان وبعض باقي الدول العربيه هي راعيه الارهاب بدون منافس....
روسيا هي قطروز امريكا

4) تعليق بواسطة :
27-11-2014 12:30 AM

لقد تعامل القرآنُ مع موضوع المكر بأسلوب معمَّق؛ من أجل إحقاق الحق وإبطال الباطل، ولتحذير المؤمنين من المكر، ومن أصحابِ المكر، وليَعلم الماكرون أنَّهم مفضوحون من الله، وأنَّ ألاعيبهم مكشوفةٌ لدى المؤمنين، وأنَّ مكرهم هذا مردودٌ إليهم بقدرة الله تعالى؛ ولهذا بصَّر المؤمنين بطريق المرسَلين؛ حتى لا يسيروا في طريق مظلمٍ وغير معروفِ النتائج؛ ليكون المسلم على بصيرة من أمره؛ لهذا عرَّفنا القرآنُ أن الكافرين يتربصَّون بالمؤمنين، وأنَّ عليهم أن يواجهوا الكفرة، وأنَّهم المنصورون - بإذن الله - ما داموا قائمين بأمره؛ لأن الله لا يخذُل عباده المؤمنين، وأنَّ الله سيحبط مكرهم، وسيردُّ كيدهم في نحرهم.

قال تعالى: ﴿ وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا ﴾ [النمل: 50]، فالله - سبحانه - لا ينسى عبادَه، وهذا يُطمْئنُ عبادَه بأنهم ليسوا وحدهم يقاتلون، وبأنهم ليسوا وحدهم الذين يسيرون في هذا الطريق دون مُعين: ﴿ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ ﴾ [النمل: 51]، فهل حصل ما قصدوه؟ وهل أدركوا ما أرادوه؟

قال سيد قطب: "ومن لمحةٍ إلى لمحة، إذا التَّدمير والهلاك، وإذا الدُّور الخاوية والبيوت الخالية، وقد كانوا منذ لحظة واحدة في الآية السابقة يدبِّرون ويمكرون، ويحسَبون أنهم قادرون على تحقيق ما يمكرون، وهذه السرعة في عرض هذه الصفحة بعد هذه مقصودةٌ في السياق؛ لتظهر المباغتة الحاسمة القاضية، مباغتةُ القدرة التي لا تُغلَب للمخدوعين بقوتهم، ومباغتةُ التدبير الذي لا يخيب للماكرين المستعزِّين بمكرهم"[1].

فهذا يطمئن النفوس أنَّ مكر الله أشد من مكر الكفار، وهو ردُّ مكرهم، قال - تعالى -: ﴿ وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا ﴾ [الرعد: 42]، قال الطبري: "أيْ: فلله أسبابُ المكر جميعًا، وبيده، وإليه، لا يضرُّ مكرُ من مَكَر منهم أحدًا إلا من أراد ضرَّه به، يقول: فلم يضرَّ الماكرون بمكرهم إلا من شاء الله أن يضرَّه ذلك، وإنما ضرُّوا به أنفسهم؛ لأنهم أسخطوا ربَّهم بذلك على أنفسهم حتى أهلكهم، ونجَّى رسلَه"[2].

فالله يطمئن المؤمنين - أيضًا - بأنَّ الله يعلم ما يمكر به الكفار؛ ولهذا قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ ﴾ [يونس: 21]، فالملائكة الحفَظة يكتبون ويسجلون ويدوِّنون مكرَهم، فمكرُهم لم يخفَ على الحفظة؛ فكيف يخفى على الله؟!

ولهذا قال قبل هذا المقطع من الآية: ﴿ قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ ﴾ [يونس: 21]، قال سيد قطب: "فالله أقدَر على التدبير بإبطال ما يمكرون، ومكرُهم مكشوفٌ لديه ومعروف، والمكرُ المكشوف إبطالُه مضمون"[3]، فالله مكرُه سريعُ النفاذ، أما مكر الكفَّار، فهو متوقِّف على قدَر الله؛ لهذا جاءت هذه الآيات كالبلسم للمؤمنين؛ حتى تطمئن نفوسهم، وتسكن أرواحهم، ويعلموا أنه لن يصيبهم إلا ما كتب لهم، وأنَّ الله معهم وهو أقدَر على الكفار.

ومن المهم معرفته في هذه القضية أن تحذير الله المؤمنين من الماكرين ليس من التخويف؛ وإنما لأخذ الحيطة، وللعلم في المقابل بأنَّ مكرَهم محدودٌ ولن يبلغ مبلغه؛ لهذا يدرك المسلم المرحلة التي يحياها، بما أخبره الله - تعالى - عن أهل المكر ليأخذ بالأسباب.

ومع تحذير الله المؤمنين من مكر الكافرين، حذَّر - أيضًا - الكافرين بأنَّ ما يفعلونه سيعود عليهم، وأنَّ كيدهم مردودٌ عليهم، فرتَّب الله - سبحانه - للماكرين عذابًا شديدًا في الدنيا والآخرة، قال - تعالى -: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾ [الأنعام: 123]، فالمكر مردودٌ على أصحابه، قال الطبري: "وكما زينَّا للكافرين ما كانوا يعملون، كذلك جعلنا بكل قرية عظماءَها مجرميها - يعني أهل الشِّرك بالله والمعصية له - ﴿ لِيَمْكُرُوا فِيهَا ﴾ [الأنعام: 123] بغرورٍ من القول أو بباطلٍ من الفعل، بدينِ الله وأنبيائه: ﴿ وَمَا يَمْكُرُونَ ﴾؛ أيْ: ما يَحيق مكرُهم ذلك إلا بأنفسهم؛ لأنَّ الله - تعالى ذكره - من وراء عقوبتهم على صدِّهم عن سبيله: ﴿ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾، يقولُ: لا يدرون ما قد أعدَّ الله لهم من أليم عذابه، فهم في غيِّهم وعتوِّهم على الله يتمادَوْن"[4].

وقال - تعالى - : ﴿ وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ ﴾ [الأنعام: 124]، قال الطبري: "يقول - تعالى ذكره -: وإذا جاءت هؤلاء المشركين الذين يجادلون المؤمنين بزخرف القول فيما حرَّم الله عليهم ليصدُّوا عن سبيل الله ﴿ آيَةٌ ﴾؛ يعني: حجَّة من الله على صحة ما جاءهم به محمَّد من عند الله وحقيقته، قالوا لنبي الله وأصحابِه: (لَنْ نُؤْمِنَ)، يقول: يقولون: لن نصدِّق بما دعانا إليه محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - من الإيمان به، وبما جاء به من تحريم ما ذكر أنَّ الله حرَّمه علينا (حَتَّى نُؤْتَى)؛ يعنون: حتى يعطيهم الله من المعجزات مثلَ الذي أعطى موسى من فَلْق البحر، وعيسى من إحياء الموتى، وإبراءِ الأكمه والأبرص، يقول - تعالى ذكره -: ﴿ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾ [الأنعام: 124]؛ يعني بذلك - جل ثناؤه -: أنَّ آيات الأنبياء والرسل لن يُعطاها من البشر إلا رسولٌ مرسَلٌ، وليس العادلون بربِّهم الأوثان والأصنام منهم فيعطوها، يقول - جل ثناؤه -: فأنا أعلم بمواضع رسالاتي، ومن هو لها أهلٌ، فليس لكم أيها المشركون أن تتخيَّروا ذلك عليَّ أنتم؛ لأن تخيُّر الرسول إلى المرسِلِ دون المرسَل إليه، والله أعلم إذا أرسل رسالةً بموضع رسالاته، يقول - تعالى ذكره - لنبيه محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - معلِّمَه ما هو صانع بهؤلاء المتمرِّدين عليه: ﴿ سَيُصِيبُ ﴾، يا محمدُ، الذين اكتسبوا الإثم بشركهم بالله وعبادتهم غيره ﴿ صَغَارٌ ﴾؛ يعني: ذلَّة وهوان، وأما قوله: ﴿ صَغَارٌ عِنْدَ اللهِ ﴾؛ فإن معناه: سيصيبهم صغارٌ من عند الله؛ كقول القائل: "سيأتيني رزقي عند الله"؛ بمعنى: من عند الله، يراد بذلك: سيأتيني الذي لي عند الله، وغيرُ جائز لمن قال: ﴿ سَيُصِيبُهُمْ صَغَارٌ عِنْدَ اللهِ ﴾ أن يقول: "جئت عند عبد الله"؛ بمعنى: جئت من عند عبد الله؛ لأنَّ معنى: ﴿ سَيُصِيبُهُمْ صَغَارٌ عِنْدَ اللهِ ﴾ سيصيبهم الذي عند الله من الذلِّ؛ بتكذيبهم رسولَه، فليس ذلك بنظيرِ: "جئت من عند عبد الله"، وقوله: ﴿ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ ﴾ يقول: يصيب هؤلاء المكذبين بالله ورسوله، المستحلِّين ما حرَّم الله عليهم من الميتة، مع الصَّغار عذابٌ شديد؛ بما كانوا يكيدون للإسلام وأهله بالجدال بالباطل، والزخرف من القول، غرورًا لأهل دين الله وطاعته"[5].

وقد بيَّن الله بأن المكر لا يحيقُ إلا بأهله، قال - تعالى -: ﴿ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ﴾ [فاطر: 43]، فهل هؤلاء أمِنوا مكر الله؟ لهذا قال - تعالى -: ﴿ أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 45 - 47]، فمكر الله لهم في الدنيا يكون بإبطال ما يمكرون، وبردِّ المكر عليهم، وحلِّ العذاب عليهم، والنيل منهم، قال - تعالى -: ﴿ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [الأعراف: 97 - 99]، وما مكر هؤلاء إلا بأنفسهم، كما قال - تعالى -: ﴿ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الأنعام: 123]، وقال أيضًا فيهم: ﴿ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ ﴾ [فاطر: 10]، فلهم عذاب شديد زيادةً على بوارِ وخراب مكرهم، وفي هذا تَيْئيسٌ لهم بأنه لن تقوم لهم قائمة، ولن تنجح لهم خطَّة في الدنيا، ولهم في الآخرة عذاب شديد، قال - تعالى -: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ * وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [سبأ:31 - 33]، فهؤلاء استمرُّوا بمكرهم في الناس ليلاً ونهارًا لجعلهم كفارًا، ويلبِسُون على الناس دينَهم.

وحتى لا أطيل كثيرًا؛ أختم بهذه الكلمات، يقول الله - تعالى -: ﴿ قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ * وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾ [النمل: 49 - 53]، وفي هذه الآيات كغيرها من الآيات التي تتحدث عن الاتِّعاظ بالسابقين، وأخذِ العبرة من أخبارهم - في هذه الآيات توجيهٌ للطَّرفين على السواء: فللمؤمنين؛ ليقولَ لهم: بأنَّ هذا الطريق معروف المسالك، وأنَّ الذين قبلكم مرُّوا بهذه الأحوال، وأنَّ الماكرين سيدمَّرون كالماكرين السابقين، وفي هذا تسلية لهم، وللكفار من ناحية أخرى؛ ليقولَ لهم: لقد كان مَن قبلكم يمكر ويخطط، ولكن هيهات من قدرة الله ومن عظمة الله أن ينجح لكم مخطَّط، فالعاقبة للمؤمنين، والجزاء من جنس العمل، فالعاقبة هي نصر المؤمنين ونجاحهم، وتدمير الكفار وفشل مخططاتهم؛ ولهذا قال - تعالى -: ﴿ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا * اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ﴾ [فاطر: 42-43]؛ لندرك تمامًا سُنن الله في خلقه وكونه، وأنَّه لن تجد لسنة الله تبديلاً، ولن تجد لسنته تحويلاً: ﴿ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ﴾، وأنَّ الله ناصرٌ أولياءَه وأتباعَه.

والحمد لله ربِّ العالمين.

5) تعليق بواسطة :
27-11-2014 11:50 AM

بوركت يا نجل المرحوم اسعد بيوض التميمي

6) تعليق بواسطة :
27-11-2014 08:55 PM

بما أنّ الدين لا علاقة له بالسياسة لا من قريب و لا من بعيد، فأولائك الكذابون، الذين يفترون على الله كذباً، مستخدمين آيات، أنزلها الله لأخذ العبرة من قوم لا يؤمنون به، ويمكرون لقتل دعاة الإيمان و التوحيد، وليس في قوم خلافهم سياسي، ويتصارعون على السلطة، هُم حثالة البشرية!! المؤمن لا يكون كذّاباً!! لكن ماذا تفعل مع قوم، يستفيضون بعرض آيات قرآنية، و يوجهونها، كذباً و بهتاناً، لتدمير بلادهم، و لتحليل التدخل الأجنبي، الذي للمفارقة، يسمونه صليبي كافر أحياناً، و أهل كتاب و نُصرة أحياناً أخرى، حسب حاجتهم لتكييف الدين لتحقيق مآربهم الدنيوية الرخيصة.
إلى كل ملتحي كذّاب: الدين لا علاقة له بالسياسة لأن الدين، كما هو في القرآن، ثابت، والسياسة مُتغيرة!! أتعلمون لماذا هي مُتغيّرة يا قوى التخلف و الإنحطاط؟؟ لأن السياسة هي إجابة، و حلول، لمتطلبات و تحديات، أي عصر تكون فيه. أتعلمون لماذا المتطلبات و التحديات تختلف عبر الزمن يا حمقى؟؟ لأن الحضارات، و الثقافات، و العلوم، و المعرفة، كُلُّها أعمال تراكمية، في طريق بنائها، تبرز تحديات و تختفي أخرى!! تبرز متطلبات و تختفي أخرى!! هل سمع أحدكم عن مشكلة التضخم، أو البطالة، أو الصرف الصحّي، أو وفرة المياه، أو العمل المؤسسي، قبل ١٤٠٠ سنة؟؟ أتعلمون لماذا يا قوى التخلف، التي تدّعي كذباً، أن عصر القبائل الصحراوية، البدائية، هو العصر الذهبي للإنسانية؟؟ ألأنّه لم يكن هنالك تضخم؟؟ ألأنّه لم يكن هنالك بطالة؟ ألأنه لم تكن هنالك مشاكل صرف صحّي؟ ألأن المياه كانت تنزل على مدار السنة في صحراء الجزيرة العربية يا حمقى؟؟ ألأنه لا حاجة للمؤسسات والأنظمة؟؟
السبب بسيط!! أتعلمون ماذا كان أحد طُرُق تحرير أسرى معركة بدر من الكُفّار؟؟ تعليم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة!! الأميين من الصحابة كانوا بالعشرات!! الرسول نفسه كان أُمّي، والله إختاره لنشر الدعوة والتوحيد، وكانت آيات القرآن كُلُها، بلا إستثناء، بهذا الصدد، وليس بصدد إنشاء دولة من أي نوع، أو صياغة سياسات من أي شكل، لا من قريب ولا من بعيد!! لا وجود لسياسات نقدية، أو إقتصادية، أو مالية، أو خارجية، أو عسكرية أياً كانت!! هذا متروك للإنسان لوضعها، تحت أُطُرْ عامة، من عدالة، و صبر، و مساواة، و صدق، وغيرها، أدركها الإنسان بفطرته، قبل بناء الأهرامات بآلاف السنين، ولم تأتي بنزول القرآن، لأن القرآن موعظة و ذكرى، وليس بجديد، لمن كانوا يؤمنون بالله ويعقلون آياته!!
الحمدالله، الذي أرانا صنائع "مجاهديكم" في العراق، و لبنان، و الصومال، وأفغانستان، و اليمن، والجزائر، وليبيا، و مصر، وسوريا، ونيجيريا، وباكستان، والشيشان، والصين، و في كل مكان تقاوم فيه الدولة الوطنية الإستعمار الغربي، لتدمير مفاهيم الوطنية، والحضارة، والمدنية، وإستبدالها كلها، بمفهوم ديني متناحر ذاتياً، قاته الغزوات الصحراوية، و أسواق النخاسة للنساء والغلمان، والجزية من "أهل الذمة"، والمقابر الجماعية المُصوَّرة، لمخالفي "شريعتكم"، و تقطيع الأيادي والأرجل، ولا ننسى الرقاب طبعاً!! الصلب، مع كرتونة بيضاء على صدر المصلوب، في الأماكن العامة، "إنجاز" عظيم "لجهادكم"!!
ألا لعنة الله عليكم، وعلى من لفَّ لفَّكُم.
أخيراً، أستذكر تعليق لمعلق "إسلامي" على خلافات أمريكا مع روسيا، و خلافات أمريكا مع الصين، و خلافات أمريكا مع إيران، حيث يقول المعلق "الحذق": "اللهم إجعل كيدهم بينهم، في نحرهم، وأنجنا من بينهم"!! ألا تعلم يا أحمق، أنّ أمريكا لم تطلق، حتى فشكة فاضية، على روسيا، أو الصين، أو إيران؟؟ أتدري لماذا؟؟ لأنها على مدار عشرات السنين، أمريكا تقاتل بدماء، وأموال، "مجاهديكم"!! أنتم وقود ونار و حطب هذا الكيد، و ستظلون كذالك، وليست أمريكا!! أمريكا، وروسيا، والصين، وإيران، منشغلين بالصناعة، والتقدم، والحفاظ على أوطانهم و مَدَنِيتهم، وليسوا بصدد تدميرها، وإستبدالها، بأسواق نخاسة، وأعمدة صلب لمواطنيها!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012