أضف إلى المفضلة
الأحد , 28 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الأحد , 28 نيسان/أبريل 2024


لقاءات منسفية !

بقلم : جمال حداد
30-11-2014 10:22 AM
عادة مرفوضة شعبياً وغير مقبولة بروتوكولياً استن سنتها دولة الرئيس عبدالله النسور،وهي اللقاءات المنسفية،و التحلق حول تلال الرز المجللة باللحم والدهن والمرشوقة بالصنوبر، و اطلاق التصريحات النارية التي تهم البلاد والعباد من بيوت 'المعزبين'.هذه 'القعدات' المنسفية لم ولن تكون جلسات حوارية،بقدر ما هي جولات 'إلتهامية' بالايدي العارية ودون قفازات واقية لتكون الضربات مؤثرة،والغوص المنسفي اعمق.

لم نسمع في علم السابقين ولا اللاحقين ان القرارات الصعبة التي تتعلق بحياة الملايين يجري اتخاذها وتقريرها و الاعلان عنها على طاولة منسفية وكأن الجميد و الفتيت يلهب الخيال ويفجر القريحة السياسية،ويعطي مذاقاً خاصاً للمواضيع.اللافت ان المكتب الرئاسي في الدوار الرابع،اصبح متحركاً يجري خلف المنسف ابو عجلات.هذه الحركات تذكرنا بالحب الممنوع والجنس المحرم ولقمة الزقوم وحلقوم زلوم.والتأرجح اللامعقول بين الهلوسة والعقلانية لانه بعد التخمة المنسفية سينتج عنها لغة هذيانية تقود الى متاهات كارثية.

ان الداعي والمدعو يقومان بهذا الفعل المنسفي الاستعراضي للبحث عن الشهرة والاضواء،حيث يتصدر الرئيس الصدر الاكبر والمزين براس الخروف الاصغر و الاطرى و الاشهى بينما الشعب الغلبان يعيش على القلاية الحاف التي تفتقر الى اللحمة المدسمة،هذا ان كانت البندورة متوفرة و الا فالخبز والشاي هو الطعام الشعبي السائد حيث الفقراء لا يعرفون الا اللحمة القادمة من خلف الحدود ،وتحديداً من مكة المكرمة بلد الخير وفي موسم الحج المبرور.

المفارقة الكبيرة انه بينما 'النسور وربعة' من النواب والوزراء يلتهمون ما طاب من اطايب الطعام ولذيذ الشراب في صالونات مكندشة يتراكض فيها الخدم لتقديم الخدمات للرئيس يقبع فيها المواطن على الرصيف بانتظار حافلة مواصلات تحمله الى بيته او عمله او جامعته،ويرتجف في منزله لانه 'خلص كازه'. الاهم من ذلك كان سيد البلاد في جولة تفقدية للفقراء في القرى النائية.لذلك علينا التحرر من الذاتية والنرجسية والنظر للمصلحة الوطنية الشاملة .فالرئاسة سلوك ومعاملة وتضحية وليست مناسف استعراضات وازدراد لحمة بلدية فيما المواطن يتناول المعلبات المنتهية الصلاحية واللحمة الفاسدة التي تتلفها الاجهزة المختصة بالاطنان اما ما يجري تسويقه على المساكين فهو غير قابل للاحصاء.

ايها المسؤولون الكبار والصغار اتقوا الله في الوطن والناس،فانكم ستسألون يوم الحساب من رب العباد.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012