01-02-2011 08:17 AM
كل الاردن -
صالح ابو طويلة
عشرات الآلاف من المواطنين الاردنييين في كافة انحاء المملكة انطلقوا في مسيرات حاشدة يجوبون الشوارع في مسيرات سلمية حضارية مطالبين باسقاط تلك الحكومة وحلها سريعا ، بعد ان تكشفت الامور عن مدى تحقق الفشل في الادارة العامة ومدى التخبط في ادارة الاقتصاد الذي تم توجيهه لصالح اصحاب البزنس والعصابات التجارية الكبرى ولصالح توفير الرفاهية لفئات قليلة تمارس الفسق والفجور وتتمتع بينما يتضور الشعب جوعا, وليس من الغريب ان يتجه اصحاب الاقطاع السياسي نحو خدمة اجنداتهم وتقريب كل من يؤازرهم ويلتف حولهم كي يحكموا من سيطرتهم واستبدادهم وتحقيق مصالحهم الفئوية واجنداتهم التي لا نعلم اين يصل خيط ارتباطها وهذا ما ولد اليأس لدى جماهير الاردنيين من تحقق الاصلاح الحقيقي حين يتولى امر الناس من (هم له كارهون )، وقد كان نموذج عوض الله اوضح مثال في سهولة اختراق بنية السلطة السياسية الاردنية واستحلابها وتطويعها لصالح افراد مجهولي الهوية والانتماء من قبل اناس ليس لهم جذور اجتماعية او سياسية او تاريخية بخلاف الاقطاع السياسي التقليدي الذي يرتكز على ارث كبير من الامتداد التاريخي والاستبداد والسيطرة والاستغلال.
لقد كسر الاردنيون حاجز الخوف من المجهول وما عادت الامور كما كانت ومن الطبيعي ان يتطور خطابهم السياسي نحو الاطاحة بحكومة والمطالبة بحكومة انقاذ وطني وتعديلات دستورية واصلاحات سياسية ومدنية ستكون هي المخرج الوحيد من الازمة الحالية لترسم خارطة طريق يكون فيه الاصلاح السياسي هو الموجه للاصلاح الاقتصادي المبني على العلم والانتاج وتحويل الافراد من مستهلكين الى منتجين حقيقيين – اقتصاد يتم فيه تسخير ثروات الطبيعة لخدمة الانسان وليس لرفاهية افراد قلة اقتصاد مرتبط بنظام محاسبة ومراقبة وادارة علمي وحديث متطور مرتكز على الشفافية والوضوح وفق المعايير الدولية الحديثة – اقتصاد مرتكز على قواعد انتاجية حقيقية لا وهمية تحفظ الوطن من الانهيار في اي وقت ، وسيتم تحجيم السلطة الالهية المطلقة للسلطة التنفيذية التي تحتكر القرار والسلطة والقيادة والمنفعةوالامتيازات وفق معايير الولاء والنفاق، لا وفق معايير الكفاءة والمواطنة وتكافؤ الفرص ، الاصلاحات السياسية ستقودنا حتما نحو الاصلاح الاقتصادي و ستمنح الشعب حقه في اختيار طريقه ومستقبله وممثليه ودستوره فلا مقدس الا الانسان وحريته ، فالدستور هو من صنع الشعب منه واليه مسخر لخدمته لا خدمة نفر متسلط ومستفيد من خراب الاوضاع .
الشعب قال كلمته في اربد وفي عمان والكرك والبقعة والطفيلة ومعان والعقبة لا يريد تلك الحكومة ولا يريد ان يستمر نفس النهج في اختيار الحكومات لان استمرار هذا النهج يعني مزيدا من الازمات ومزيدا من ارهاق الاجهزة الامنية التي تتحمل اعباءا لا تطاق بفضل معالجة تخبط الحكومات وفشلها ،واستمرار ذلك النهج يعني ايضا مزيدا من التخلف الحضاري والاقتصادي والاجتماعي ومزيدا من الفساد والتسلط والاستحواذ ... استمرار هذا النهج يعني قتل الحراك الاجتماعي وحرمان ابناء الوطن المخلصين من فرصهم في العيش الكريم والحياة الآمنة ويعني مزيدا من الضغط والاحتقان واليأس الذي سيولد الانفجار
كما سيقود الاصلاح السياسي الى اصلاح التعليم الذي بلغ حالة من الانحطاط والتخلف والتراجع بحيث ان المنتج التعليمي اصبح فاسدا وغير صالح للاستهلاك البشري والعقلي ونحن في القرن العشرين هو منتج لكتاتيب القرن الواحد والعشرين التي تحرم الحوار والنقاش والممارسة الديمقراطية .