أضف إلى المفضلة
السبت , 04 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
الاحتلال يضيق على المسيحيين بمحيط كنيسة القيامة زخات مطرية الأحد والاثنين .. والأرصاد تحذر الفراية: تطبيق قانون السير الجديد بحزم ودون تمييز الجمارك تُحذر من صفحات تدعي مزادات وهمية ورسائل احتيالية تحويلات على الطريق الصحراوي بدءا من الأحد ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 34654 شهيدا و77908 مصابا تثبيت 55 عامل وطن في بلدية مأدبا العام الماضي .. و250 غير مثبتين حملة لمكافحة الذباب المنزلي في الأغوار الشمالية مصدر مصري رفيع: وفد حماس وصل مصر وتقدم ملحوظ بالمفاوضات ضبط 34 مطلوبا ومروجا وتاجرا للمخدرات في إربد والعقبة والبادية الشمالية أورنج الأردن: الاستجابة لوتيرة الابتكار المتسارعة أصبحت ضرورة حتمية البوتاس العربية تحقق أرباحاً صافية بقيمة (52) مليون دينار في الربع الأول من العام 2024 وتواصل مسيرة النمو والتطوير عدد سكان الأردن تضاعف في أقل من 20 سنة وفاة الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن حراك طلابي تضامني مع غزة يمتد إلى جامعات جديدة حول العالم
بحث
السبت , 04 أيار/مايو 2024


البابا فرنسيس كيسنجّر دولة الفاتيكان ديمتري روغوزين في كوبا وفشل دبلوماسية الصعاليك

بقلم : المحامي محمد احمد الروسان
24-12-2014 10:25 AM
مدير الأرهاب في الأنتربول الدولي(بيارسانت هبلير) قال مؤخراً: انّ الجهاديين كثّفوا دخولهم الى تركيا عبر الموانىء البحرية المختلفة بعد التضيّق عليهم في المطارات، وخاصةً عبر مرفأ ازميت على الساحل الشرقي من بحر مرمره، حيث تحوّل المرفأ اياه الى بوابة لهم ومنها الى سورية والعراق. وكان لأشارات وتشخيصات تقرير معلوماتي احصائي نشر في صحيفة الفاينانشال تايمز من اعداد كل من سام جونز في لندن ودنكان روبنسون في بروكسل، الأثر الواضح في التأشير على(سلّة) مخاطر عودة الجهاديين الأوروبيين الذين يقاتلون في سورية الى بلدانهم، ويتضح من التقرير أنّ ما يقدّر بأكثر من ثلاثة آلاف جهادي يحملون جنسيات أوروبية يشاركون في العمليات القتالية في سورية والعراق، وبعضهم صار يقاتل في الجنوب السوري وفي درعا تحديداً، حيث قسم منهم مع(جبهة النصرة)والتي صارت نصرة(لأسرائيل)، وقسم مع داعش، وقسم مع بقايا ما يسمى بالجيش الحر والمتمثل في لواء اليرموك، حيث تستثمر في الأخير بعض دول الجوار السوري بوصفه معارضة معتدلة، في دعم جهة ارهابية ضد أخرى ليكون حاجز عزل أمام الأرهاب المتطرف والمتمثل في النصرة وداعش، حيث تتفاقم النتائج والكلف الأمنية والسياسية، وقد يقود هذا الأمر الى تأسيس امارة حوران في الجنوب السوري بدعم اسرائيلي صهيوني واضح، ينضم لها لاحقاً أجزاء من اقليم شمال الأردن ويقلب جغرافية مثلث الحدود الأردنية السورية المشتركة مع الأراضي المحتلة(اسرائيل)، ومع الأراضي اللبنانية عبر الأراضي السورية المحتلة في الجولان لتكون قلمون لبناني آخر في الجولان السوري المحتل. وما لم يقله التقرير هذا أنّ العدد هو أكثر من سبعة آلاف أوروبي ثلثهم من أصول أوروبية حقيقية أصليّه.
في تصريحات سياسية متعددة بمضامين استخبارية دقيقة، مستندة الى ترسيمات ميدانية وواقع، آشارالرئيس الروسي فلاديمير بوتين: أنّ هناك عدّة آلاف من أوروبا ومناطق القوقاز يقاتلون في سورية أكثر من سبعة آلاف، فيما أشارت تصريحات سياسية تعكس معلومات وبأساس استخباري أيضا،ً صادرة عن كوادر في مكافحة الإرهاب الأممي في الإتحاد الأوروبي حيث قالت: عدد الأوربيون الذين سافروا للقتال في سورية فاق عددهم في الصومال وأفغانستان والعراق وجلّهم من أصول قوقازية وعربية.
والذي لم تقله تصريحات كوادر مكافحة الأرهاب في الأنتربول الدولي أيضاً، أن أجهزة المخابرات الأوروبية هي من سهّلت سفرهم وإدخالهم إلى الداخل السوري، وبالتالي هؤلاء عندما يعودون إلى بلدانهم الأوروبية الأصلية، فهم بمثابة قنابل سوف تنفجر في وجه منظومات الأمن الأوروبية الأستخبارية، وستكون الكلف الأمنية والسياسية والاجتماعية والثقافية الفكرية عالية جدا، تقود في النهاية إلى عدم استقرار أوروبا وبالتالي زعزعة هياكل الأمن الأوروبية المتداخله، وهذا ما تريده أمريكا وتسعى الى تقوية أوكرانيا ليس فقط من أجل تهديد روسيّا واستنزافها بل من أجل مرحلة غزو أوكرانيا القويّة عسكرياً نفسها لغزو أوروبا وهذا ما صار ادراكاً أوروبيّاً تدركه مؤسسات القرار الأوروبي، بجانب خطر(الأسلمة) والذي صار خطراً عابراً للقارات في العالم بفعل الحدث السوري واستثمارات البلدربيرغ الأمريكي فيه، عبر صناعات الأرهاب عبر القاعدة وأخواتها ودواعش الماما الأمريكية، فخطر(الأسلمه)يؤسلم المسيحيين، هكذا ترى مفاصل القرار الأوروبي ذلك، خاصةً بصورته المتطرفة على الناشئة في المجتمعات الأوروبية.
أعتقد وأحسب وبوضوح إنّ القارة الأوروبية وبسبب هذه السياسة الحمقاء في الحدث السوري، سوف تفجّر نفسها من الداخل، وهذا من شأنه أن يسهّل على العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، المزيد من السيطرة الشمولية على كل أوروبا خاصةً وبعد شروع العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي في تصحيحات هنا وهناك في العلاقات مع دول حدائقها الخلفية في أمريكا اللاتينية وبدأت في كوبا، مع تصحيحات في العلاقات مع كراكاس العاصمة الفنزويلية ولكن بصورة الثورات الملونة وعبر الطبقات الأجتماعية الغنيّه والميسورة بل والأرستقراطية أيضاً، لأستعادة مصالحها(الأرستقراطية الفنزويليه)المالية والأقتصادية بسبب الرعاية الأجتماعية الطويلة لنظام هوغو شافيز للطبقات الفقيرة في الداخل الفنزويلي، واستمرار هياكل النظام البوليفاري الحالي المنتخب بتلك السياسة.
وأضاف هذا المسؤول الأمني الاتحادي الأوروبي: أنّ هناك تعاون مع دول الخليج من العرب، لوقف فضائيات تروّج لبث الكراهية والفتن وأفكار القاعدة وأخواتها، كما تروج للآرهاب الدولي في سورية والعراق وجلّ المنطقة العربية.
إنّ تسخين وتسخين الساحة السورية كساحة حرب، عبر دفع بالمزيد من المقاتلين من الدول الأوروبية وخاصة ذو الأصول القوقازية والعربية، وبالمقاتلين من ليبيا واليمن الآن، عبر تفعيل القوام المؤسساتي للمؤامرة المخابراتية- السياسية وعبر تينك أدواتها المختلفة، وخاصة البعض العربي المرتهن للغرب والخائن، من مثلث أطراف واشنطن، باريس، لندن، وبالتنسيق العميق مع الكيان الصهيوني والبعض العربي، من شأنه تحقيق عدّة أهداف إستراتيجية هامة:-
- يسمح بالتخلص من آلاف العناصر الجهادية المسلّحة المتواجدة الآن في ليبيا المحتلّة نيتويّاً، والتي صارت في مرحلة(اللاّدولة)رغم دعومات هنا وهناك لكرازاي ليبيا خليفه حفتر، وهذا يسهّل على الناتو ترتيب الأوضاع في ليبيا المحتلّة ما بعد اغتيال القذّافي وسقوط نسقه السياسي وتشكيل حكومة ليبية جديدة واحدة ومستقرة، وذلك لعدم وجود هذه العناصر المسلّحة الإسلامية المعيقة للترتيبات الناتويّة القادمة، ففي ليبيا برلمانيين وحكومتين، كذلك توفير الفرص لحكومة الرئيس عبد ربه هادي في اليمن لتحقيق شكل ما من الاستقرار وان كان هشّاً.
وتسخين الساحة السورية كساحة حرب، وإسقاط النسق السياسي فيها، يعني إضعاف قدرات الدولة السورية، وخاصة مؤسسة الجيش العربي السوري ومؤسسة الأمن السياسي العربية السورية، وتحويل سورية إلى دولة فاشلة، أكثر فشلاً من دولة اليمن، وهذا الأمر تسعى له تحديداً، المخابرات الفرنسية والبريطانية والأمريكية والصهيونية.
وإشعال الساحة السورية حرباً وقتالاً عنيفاً، من شأنه أن يتيح إلى جانب التخلص، من العناصر الجهادية الإسلامية، المسلّحة الليبية ومجموعات القاعدة في اليمن وفي معظم بلدان القارة الأوروبية بعد أن تمّ شحنهم إلى سورية، يقود إلى التخلص أيضاً، من العناصر الجهادية الإسلامية المسلّحة الموجودة، في أوروبا كخلايا نائمة، بحيث تقوم أجهزة المخابرات الأوروبية، على دفع وتسهيل مسألة هجرة، هذه العناصر الإسلامية المسلّحة ذات الأصول القوقازية، والمتواجدة على الساحات الأوروبية، للذهاب إلى سورية للقتال والمساهمة، في إسقاط النسق السياسي السوري.
وإشعال متزايد للمسرح السياسي السوري، سوف يأخذ مزيد من طابع العنف السياسي الديني، المرتفع الشدّة، ومزيد من الطابع العسكري الدموي، وهذا يعني ببساطة: حرب أهلية إسلامية اثنيه مذهبية عميقة، خاصة مع عمليات الشيطنة لحزب الله اللبناني عبر وسائل الميديا العربية والعالمية.
من جهة أخرى، وحول التطورات الدراماتيكية الأخيرة على طول خطوط العلاقات الأمريكية الكوبية، ولنحفّز العقل على التفكير في محاولة للفهم، وخاصة مع بدء زيارة مفاجئة لنائب رئيس الوزراء الروسي السيد ديمتري روغوزين الى هافانا لبحث التعاون العسكري والتقني والعلمي، ومع بدء وجود وفود صينية اقتصادية وأخرى عسكرية وأمنية مفاجئة، مع وجود معلومات تفيد عن وصول كل من مدير المخابرات الفرنسية(الفرع الخارجي برنارد باجوليه، يرافقه مدير المخابرات الفرنسية الداخلي برنار سكوارسيني الى كوبا، نتساءل التساؤلات المشروعة التالية:-
هل خطر الأسلمه والذي صار يجتاح أوروبا والعالم بفعل الحدث السوري هو أحد الأسباب بجانب أخرى في عودة العلاقات؟ هل نفوذات لحزب الله اللبناني ولأيران في دول أمريكا اللاتينية وراء ذلك؟ هل هي القاعدة العسكرية الأيرانية في فنزويلا؟ أم القواعد العسكرية الروسية في فنزويلا وبعض دول أمريكا اللاتينية الأخرى؟ أم هي استراتيجية أمريكية وضعها البلدربيرغ الأمريكي جنين الحكومة الأممية للتفرغ لمقارعة الروس والصينيين في العالم، وفي منطقة البحر الأسود تحديداً والقوقاز الجنوبي؟ أم أنّ هناك أسباب كوبية داخلية وفي العلاقات مع الفاتيكان دفعت الى ذلك؟ تساؤلات عديدة من شأنها أن توصلنا الى الفهم.
أعتقد وأحسب أنّ مرد التطورات الأخيرة على طول خطوط العلاقات الأمريكية الكوبية لم تكن وليدة اللحظة الراهنة فقط، وجاءت نتيجة تراكمات سلبية وايجابية عديدة ومنذ العزل الأمريكي لكوبا من عام 1961 م من القرن الماضي بجانب العقوبات الشاملة، مع التطورات الأستراتيجية وتداعياتها وعقابيلها ومنذ بداية ما سمّي بالربيع العربي ومآلاته في المنطقة العربية، حيث تم توظيفه لتغير وجه العالم وعبر الحدث السوري، مع اخضاع سلعة النفط وادخاله في الصراع الدولي والأقليمي بين أمريكا وحلفائها من جهة، والفدرالية الروسية والصين وفنزويلا وايران وحلفائهم في العالم من جهة أخرى.
انّها ليست نتاج عمليات أو ديناميات المراجعات على مسار العلاقات الكوبية الأمريكية هي وراء ما يمكن أن نصفه بتقاربات كوبية تاريخية مع واشنطن قد تقود الى استدارات كاملة من كلا الطرفين، وهي ليست نتاج صحوات سياسية أمريكية أو كوبية متأخرة ولم تأت من فراغ، ويمكن لهذا التطور في العلاقات أن يقود ليس فقط الى عودة العلاقات الديبلوماسية بين هافانا وواشنطن مع ما ينتظرها من اعاقات تشريعية أمريكية في الكونغرس، بل قد يقود الى تحالفات عريضة في زمن مرحلة جديدة من تينك الصراع الدولي، لأنتاج عالم متعدد الأقطاب في زمن التوازانات الجديدة.
فبجانب الهواجس الفاتيكانية الغربية من خطر الأسلمة، والأخيرة صارت تجتاح أوروبا وجلّ الغرب بنشر أفكار دواعش الماما الأمريكية، حيث الغرب المسيحي يتعرض لهجمة اسلامية راديكالية تنطلق من أفكار ارهابية وهّابية داعشيّة، والدليل على ذلك آلاف الأوروبيين الذين يقاتلون في سورية وتحت عنوان الجهاد وكما أوضحت في بداية هذا التحليل السياسي الأمني، ومجتمعات المخابرات الأوروبية والغربية الأخرى تصدر يوميّاً تقارير استخبارية مرفوعة للمستوى السياسي عن أسلمة تجري وفق المفهوم المتشدد على قدم وساق في صفوف الناشئة والشباب، حيث مخاطر الأسلمة صارت عابرة للقارات، وتأسيساً على ما تمّ ذكره كان هناك دور للفاتيكان في رعاية مفاوضات سريّة بين هافانا وواشنطن ومنذ مصافحة أوباما وكاسترو في جنازة نيلسون مانديلا، وكان الدور الواضح للبابا الحالي فرنسيس في توظيف امكانياته وقربه من اليسار في أوروبا والعالم في التواصل مع الكوبيين والأمريكيين.
البابا فرنسيس مقبول من قبل اليسار في الغرب واليسار في الحدائق الخلفية للولايات المتحدة الأمريكية في دول أمريكا اللاتينية، حيث للبابا هذا آراء في نظرية التطور مثلاً لا تتعارض مع رواية الخلق المذكورة في الكتاب المقدّس ومنذ تسلّمه سدّة البابوية في الفاتيكان، كما أنّه يرى هذا البابا أنّ نظرية الأنفجار الكبير لا تتعارض مع التدخل الألهي بل تكمّلها وتتساوق معها موضوعاً وشكلاً.
لذا اليسار بشكل عام ينظر الى ذلك بأنّه انفتاح نادر في الكنيسه الكاثوليكية، فحدث التقارب الروحي بين الفاتيكان وكوبا، وقاد الى بناء كنيسه في هافانا بعد مرور أكثر من نصف قرن على منع وجود كنائس في كوبا، حيث كان الكاستروويون يرفضون ذلك الى أن تمكن قداسة البابا الحالي فرنسيس من اقناع الكاسترويين بذلك.
البابا فرنسيس استثمر في هذا الشأن بعمق، كما استثمر في الوضع الأقتصادي السيء في كوبا بسبب الحصار والعزل الأمريكي من عام 1961 م، وعمل بقوّة وبصمت على تجسير الهوّة بين واشنطن وهافانا، كما استثمر في ما تعانيه القيادة الكوبية من شيخوخة الحكم لأقناع هافانا بالمزاوجة بين وهج الأشتراكية والحالة الثورية، وضرورة الأنفتاح على النظام الرأسمالي الغربي الأمريكي، رغم محاولة منظومة الحكم الكاسترويّة في كوبا بالقيام بعمليات اصلاحية لم تصل الى نتائج حقيقية، فكوبا تعتمد على فنزويلا في نفطها، حيث هناك عمليات تراجع في الأمكانيات المادية لفنزويلا، وجاءت لعبة استخدام النفط كسلعة في الصراع السياسي الأممي من قبل أمريكا والسعودية، وهذا قاد ويقود الى انخفاضات حادة في أسعار النفط، كل ذلك زاد من الأزمات في كل من فنزويلا وبالتالي كوبا، فشكّلت الورقة الأقتصادية بجانب أخرى، سبب في غاية الأهمية مكّن البابا فرنسيس وكوادر الفاتيكان وكهنته السياسيون، من اعادة الحرارة الى خطوط العلاقات الأمريكية الكوبية لتحقيق وصل انقطع أكثر من خمسين عام، لحين تحقيق شكل من أشكال الأستدارات اللاحقة، والتي قد تقود الى تحالفات جديدة وعريضة في زمن التوازنات الحديثة.
ويمكن لنا أن نقول أنّ شروط الروس والصينيين في شأن سلّة المساعدات المالية تحديداً لكوبا نتيجة، ربطها بعشرات الأتفاقيات المشتركة المشروطة باصلاحات، كل ذلك ساهم في توجه كوبا نحو القبول بالتصالح مع واشنطن عبر الفاتيكان، مع اثارة أجواء عدم الأستقرار في فنزويلا لدفع هافانا الى العمق في العلاقات مع واشنطن.
انّ نواة البلدربيرغ الأمريكي ليست الأولوية لديها لمسايرة الفاتيكان ولا الرغبة بالتصالح مع الكاستروويين في هافانا، حيث جنين الحكومة الأممية تعلم أن وضع كوبا الأقتصادي في غاية السوء، وفنزويلا لم تعد قادرة على اسناد القيادة الكوبية مالياً، وجاءت لعبة أسعار النفط وادخالها في الصراع فانخفضت الأسعار لتربك حلفاء كوبا، فصارت الأخيرة بحاجة الى واشنطن أكثر من حاجة واشنطن لها الى حد ما.
البلدربيرغ الأمريكي يدرك أنّه يجب على واشنطن التفرغ لمقارعة الروس والصينيين، ولمحاربة الفيروسات الداعشية المنتجة أمريكيّاً حيث لم يعد يسيطر عليها أحد، فجاء الضوء الأخضر الأمريكي للفاتيكان بذلك من أجل تصحيحات هنا وهناك في العلاقات الكوبية الأمريكية، وهذا من شأنه أن يقود الى تقريب كوبا من أمريكا على حساب موسكو وبكين.
أمريكا تريد سحب البساط الروسي تحديداً والصيني، ومعهما بساط ايران وحزب الله من حدائقها الخلفية(دول أمريكا اللاتينية)للتفرغ للمسائل الأستراتيجية، حيث جنين الحكومة الأممية البلدربيرغ الأمريكي يركز على البحر الأسود ومجاله الحيوي، حيث هناك يكمن الصراع مع روسيّا حول النفط والغاز وامداداتهما، فالخصم الأول لواشنطن في العالم هم الروس وبجانيهم الصينيين، بالرغم من عودة جزيرة القرم للحضن الروسي.
وأهمية البحر الأسود تكمن أيضاً بسبب اكتشافات للنفط والغاز في بحر قزوين(الخزر بالتسميه الأيرانية)وكازاخستان وأسيا الوسطى، حيث تشكل جغرافية البحر الأسود والقوقاز الجنوبي دوراً استراتيجياً عميقاً لكل منظومات المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط والشرق الأدنى، فأولوية التركيز البلدربيرغي الأمريكي يقع اذاً على البحر الأسود وجنوب القوقاز مع العمل على ضبط الأزمة السورية، بعد ما صارت وكراً ومنطلقاً لأرهاب داعش والقاعدة كمنتجات أمريكية فيروسية صار يصعب السيطرة عليها وحتّى توجيهها من جديد، وبالتالي تتمدد نحو أوروبا والغرب كلّه وتؤسلم المسيحيين.
جلّ المسألة الدولية الآن تتموضع على أنّ هناك مرحلة دولية جديدة قد يغذيها التقارب الأمريكي الأيراني، ويسندها التقارب الكوبي الأمريكي، وقد يقود كل ذلك في جانب منه الى الأنفتاح من جديد على سورية النسق السياسي والجفرافيا والدور، وتحت عنوان مكافحة الأرهاب العابر للقارات خاصةً وأنّ الجيش السوري صار يعيد ضبط الأيقاع في المنطقة والعالم عبر صموده في مواجهة الحرب الكونية على سورية، وما يؤخر ذلك من جانب رؤية البعض هو الصراع الأمريكي الروسي العميق وعدم الأتفاق على خيوط اللعبة الأممية الجديدة. وفي ظل فسيفسائية حلحلة البؤر الساخنة على خطوط علاقات هافانا واشنطن، وايران واشنطن، لا تبدو جلّ المسألة السورية والتسوية فيها وحولها مستبعدة، بعد نجاحات كيسنجر دولة الفاتيكان البابا فرنسيس ذو الأصول الأرجنتينيّة في تجسير هوّة العلاقات الكوبية الأمريكية. وهنا أتساءل كمراقب وباحث في كيميائيات العلاقات الدولية الجديدة، هل ثمّة دور قادم للفاتيكان في روما كتسونامي سياسي لحل الأزمة السورية خاصةً وأنّ خطوط العلاقات السورية الأيطالية، صارت مفتوحة بالأتجاهين مع فتح السفارات بين البلدين، وبفعل أنّ سياسة طول النفس ولعبة الأنتظار السورية، جعلت الدولة الوطنية السورية في أن لا تكون في جيب أحد؟ وهل يمكن دمج سياسات الغرب مع الفلسفة الأسلامية مع وجود أدوار حقيقية لدولة الفاتيكان في روما لأعادة انتاج للعلاقات المسيحية الأسلامية، بعيداً عن الراديكالية والتطرف والتي هي نتاجات الفكر الوهّابي كدين تلمودي جديد دين السيف والزيف والفرج والشرج؟! ويبدو أنّ الصرح الأخلاقي القيمي الذي بنى عليه أوباما رئاسته الأولى والثانية، ها هو يقف عليه اليوم عارياً ووحيداً، بصفته كومة من الدجل والكذب الرخيص، فلا جرأة على الأمل كما كان يقول، ولا شفافية ولا حماسة ولا شرعية، ولا قرارات جماعية ولا إجماع، وفي النهاية سيرحلون جميعاً وتبقى سورية بنسقها السياسي وعنوانه، ويبقى شعب سورية واحد واحد، إنّها سورية أيّها الحمقى قلب الشرق ومركز المسيحية العالمية، وموطن الإسلام المحمدي المتنوّر، وأنّ دبلوماسية الصعاليك التي مارسها ويمارسها محور واشنطن – تل أبيب وبعض عرب وعربان لن تجدي نفعاً معها.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-12-2014 02:14 AM

.
-- شكرا للمفكر و الباحث الاستاذ محمد أحمد الروسان على المقال ككل و تخصيصا لإضائته فيما يتعلق بالدور النشط الإيجابي الذي يقودة البابا فرانسيس .

.

2) تعليق بواسطة :
25-12-2014 04:26 PM

خيوه ماحا فاظي لمقلاتك الطويلة....
الناس مشغولة بقصة معاذ الكساسبة

3) تعليق بواسطة :
25-12-2014 09:43 PM

حججت خمساً واسأل الله بالسادسة ان شاء وان يسهّل لي ذلك --- ومعاذ اعاده الله لنا سالما هو رهين دولة ووطن بيد داعش -- له الله أولاّ ثم نواة دولتنا تعمل على اكمل وجه ان شاء الله تعالى --- لك الحق ان تقرا ما تشاء من ما يكتب --- صقيع لندن جميل هذه الأيام

4) تعليق بواسطة :
26-12-2014 11:33 AM

(امريكا تريد سحب البساط الروسي تحديدا والصيني...)

سعادة الاستاذ/محمد احمد الروسان المحترم

تحية طيبة،

* امريكا سحبت البساط الصيني بنسبة كبيرة لا يستهان بها منذ زمن من خلال عميد (ادارة الازمات والصراعات) هنري كيسنجر، مستشار الامن القومي ووزير الخارجية الامريكي الاسبق في كل من ادارتي نيكسون وفورد حيث :

ـ اعتمد (النموذج الكيسنجري للاستقرار الدولي الخاص باشراك القوى العظمى والكبرى الثورية بالنظام الدولي الامني وترتيباته) في بداية حقبة السبعينيات من القرن المنصرم عوضا عن النماذج

(يتبع

5) تعليق بواسطة :
26-12-2014 11:43 AM

(تعليق 2)

الدولية الاخرى انذاك المتضاربة مع بعضها البعض والنموذج الكيسنجري، والنماذج هي : (نموذج الخلاص الراديكالي (المركزيةالدولية) ونموذج العالم الثالث (الاقليمية) والنموذج الماركسي(الثوري). طبق النموذج الكيسنجري بشكل شامل من قبل الولايات المتحدة في سياساتها وعلاقاتها الدولية مع كل من الاتحاد السوفييتي والصين الثوريين الاشتراكيين، حيث عكست تلك السياسات والتوجهات الامريكية المتجددة تعزيز العلاقات الدولية التوافقية ما بين القطبين الاوحدين لجهة اقامة نظام دولي اكثر استقرارا وديمومة

(يتبع)

6) تعليق بواسطة :
26-12-2014 11:54 AM

(تعليق 3)

بمشاركة الصين، بل زيادة وترسيخ التعاون الدولي القائم ما بين القطبين الاوحدين الذي توج بفترة (الوفاق الدولي) بين المعسكرين الشرقي والغربي عامي 1972 و 1973 تحديدا.

ـ تم تبني النموذج الكيسنجري المذكور رغم المعارضة الشديدة للاتحاد السوفييتي (الاخ الاكبر) للثورات والاشتراكية فيما يخص (الانفتاح الامريكي على الصين) انذاك، والذي اعتبر خطوة اساسية ممنهجة نحو انشقاق الصين عن المعسكر الشرقي، تلك الخطوة التي تبعها قيام (الصين باللجوء من المعسكر الشرقي الى الوسط)، اي ما بين المعسكرين

ي

7) تعليق بواسطة :
26-12-2014 12:06 PM

(تعليق 4)

بعد فترة وجيزة دون الاخلال بميزان القوى الاستراتيجي بين الشرق والغرب، مع ابقاء الولايات المتحدة الباب مفتوحا امام الدول الغربية واليابان للمشاركة في النظام الدولي الامني هذا شريطة وصولها الى مصاف الدول العظمى والكبرى العسكرية، وليس كدول مدار عبء غربية في الفلك الامريكي باستثناء(فرنسا التي سبق وان قامت في عهد الجنرال ديغول باللجوء من المعسكر الغربي عبر استقلال قيادتها عن حلف شمال الاطلسي)، الامر الذي لم يحدث تغييرا في ميزان القوى بين الشرق والغرب. تم اللجوء الصيني المذكور

(يتبع)

8) تعليق بواسطة :
26-12-2014 12:15 PM

(تعليق 5)

على الرغم من المعارضة الشديدة كذلك لحلفاء امريكا الغرب اوروبيون واليابان على خلفية قيام الولايات المتحدة المبادرة بفتح باب الشراكة والتنافس الصيني التجاري العملاق على العالم على حساب حلفاء امريكا، حيث كان الدافع الاقتصادي وراء هذه الخطوة الامريكية قلق و (تخوف الولايات المتحدة من فقدان هيمنتها الاقتصادية) في العالم التي كانت تمثل انذاك ثلثي حجم الاقتصاد الدولي لصالح الغرب الصاعد واليابان فيما بعد، وتوجت خطوة الشراكة الصينية لاحقا باعادة هونج كونج الى السيادة الصينية وصعود

(يتبع)

9) تعليق بواسطة :
26-12-2014 12:26 PM

(تعليق 6)

الصين لتصبح القوة الاقتصادية الثانية في العالم.

*** مثلت السياسة الامريكية المذكورة ـ زيادة وتعزيز التعاون مع القوى الدولية الثورية ـ ضربة قاصمة لانظمة دول العالم الثالث الثورية الاشتراكية على وجه العموم، ومن ضمنها دول العالم العربي ذات نفس التوجه كسوريا على وجه الخصوص، الامر الذي بدا بزعزعة عقائد وسياسات هذه الدول بشكل نهائي بسبب الانقسام السوفييتي/الصيني وفك الارتباط ما بين الثورتين الامثولتين. نحت الصين امثولة ورائدة العالم الثالث المنحى الاقتصادي ونحى الاتحاد

(يتبع)

10) تعليق بواسطة :
26-12-2014 12:35 PM

(تعليق 7)

السوفييتي منحى الوفاق الدولي حتى نهاية فترة هذا الوفاق عام 1978، والتي اكتمل خلال فترته لجوء مصر الكامل الى المعسكر الغربي على خلفية اللجوء الصيني الى الوسط. على ان زعزعة استقلال دول العالم الثالث الثورية امريكيا لم تقتصر على هذه الدول فقط، فمن المفارقة السياسية ان عدم الاستقرار هذا شمل كل من الاتحاد السوفييتي والصين الثوريين حتى وخلال فترة الوفاق الدولي عبر دعم الغرب وعلى راسه الولايات المتحدة لحركات الاحتجاج والانفصال والثورات في هاتين الدولتين. امثلة ذلك دعم الغرب

(يتبع)

11) تعليق بواسطة :
26-12-2014 12:44 PM

(تعليق 8)

(لمحاولات تايوان الانفصالية عن الصين) و(حركات الاحتجاج الشعبية في ميدان تيانامن في العاصمة الصينية ) ودعم (حركات الانفصال في الشيشان) وغيرها من المناطق بعد ان كانت الولايات المتحدة قد (دعمت دول اوروبا الشرقية في ثوراتها قبيل انهيار الاتحاد السوفييتي وبعده)،اي ان الولايات المتحدة ساندت القوى الثورية العظمى والكبرى ضد بعضها البعض، وساندت قيام الثورات في هاتين الدولتين وفي دول فلكهما كذلك دون تحفظ.

ماذكر، تضمن في مقالة لي نشرت حول سوريا بتاريخ 2/8/2011 وتحت عنوان

(يتبع)

12) تعليق بواسطة :
26-12-2014 12:57 PM

(تعليق 9 الاخير)

(استحضار النموذج الكيسنجري للازمات...ونقطة الانفجار السورية).



**** السؤال الذي اود طرحه هنا على سعادة الكاتب هو :

ـ هل سحبت امريكا البساط الروسي تحديدا والصيني ام لا ؟ بعد وصولها لتخوم هاتين الدولتين، وما هو نتيجة ذلك القاصمة على سوريا تحديدا ؟

واقبلوا الاحترام

حسين غازي خير

26/12/2014



* التمس من الموقع الاعتذار لطول التعليق، ولكني اعتقد ان له مسوغاته وموجباته نظرا لطروحات الكاتب المهمة.

راجيا التكرم بنشر تعليقاتي باعلاه

مع وافر الشكر والتقدير

13) تعليق بواسطة :
26-12-2014 01:44 PM

شكرا لكم على هذه الأيضاحات الهامة والتي تساعدنا جميعا على التلاقح الفكري والبحثي لولادة الفهم الصحيح للتوازنان الجديدة ولمعرفة كيميائيات العلاقات الدولية الجديدة -- وللأخي حسين خير ولموقع كل الأردن الأحترام والتقدير

14) تعليق بواسطة :
27-12-2014 04:22 PM

يا رجل هذا مجلد مش مقال...خير الكلام ما قل ودل مع احترامي الشديد لك...نتمنى يكون لك مقالات عن الوضع الداخلي وما يهم العرب والمسلمين ولاتشد على حاك كثير لان الفكر القومي واليساري والعلماني في طريقة الى الزوال

15) تعليق بواسطة :
27-12-2014 11:06 PM

الى مواطن
تفكيرك سطحي
انت مشكلتك موضوع المقال وليس طول المقال
تفكيوك ضيق جدا

16) تعليق بواسطة :
27-12-2014 11:49 PM

من لا يعجبه قراءة المقالات او التحاليل الإخبارية لا اعرف من يجبره على التعليق او حتى الاطلاع على هذه المقالات مع ان حق النقد البناء للمقالات او التحليلات التي تكتب متاح للجميع والنقد هو تفحص الشيء وآباء الراي او الحكم عليه وتمييز بين الغث والسمين فيها ولا ننكر بان هنالك تفاوت في الوعي بين النقاد او المعلقين في إبداء الأراء والانتقادات ولاكن ضمن حدود الأدب ولا ننكر وجود بعض المعلقين الذين يشعرون بانهم اقل من ان ينتقدوا ولهذا يقومون بالتهجم والقدح والخلط بين الامور التي ليس لها اي صله بالموضوع

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012