05-02-2011 08:40 AM
كل الاردن -
ما أجملك أيها الاردني ،ما أعقلك ،فلقد أثبت للعالم أنك ترى بعين العقل والتروي ولم تنساق وراء التحريض والفتنة...،ما أروعك حين تستغل الزمن لتطلب حقك الشرعي ،ما أروعك عندما لم تسمح لأي كان بإشعال نار الفتنة , ما أعقلك عندما وضعت يدك على قلبك خوفاً على وطنك ، وأثبت للعالم بأنك لو لم تكن اردنياً لتمنيت أن تكون ، هذا هو الاردن وهؤلاء هم الاردنيون ،نعم لكشف الفساد والمفسدون ونعم لرحيل الحكومة التي لم تخجل من الثقة ولم تحافظ عليها، ونعم لمعالجة الفقر والغلاء والمحسوبية والواسطة, ولا مكان بيننا لمغرض ومستغل لأحداث تونس ومصر ، نحن نعاني من الأزمات ولكننا شعب النشامى الذين لم ولن ولا يسكتون عن حقهم في العيش الكريم ،ولا يتنازلون عن كبريائهم وعقيدتهم الوطنية التي نفاخر بها الدنيا ، نحن نلتقي ونتآلف ونتحالف ونتكاثف ككرة الثلج عند حدود الوطن ونحميه ونحافظ على كل ذرة تراب تكسوه وبأرواحنا ، نختلف فيما بيننا ونناكف بعضنا بعضاً ضمن إطار المصلحة العامة وقد نتشدد بأفكارنا أحياناً ونحتكر الحقيقة ولكن عند الخطوب والمخاطر نتنازل عن الخلاف لصالح الوطن ،هكذا نحن ، ولكن هل تخجل حكوماتنا من نفسها وتقدر عالياً مواطنها المغلوب على أمره ؟ ذاك المواطن الذي يؤمن بوطنه وقيادته الحكيمة ويحافظ على مقدراته ،ألا تستطيع حكوماتنا أن تحافظ على كبرياء شعبها قبل كبرياءها ؟ والأن وبعد أن وجه كبير الأُمة وقائدها المعظم توجيهاته للحكومة المكلفة و وضعها محل ثقته التي نرجوا أن تكون في مكانها وتنجح بكل ما تشكلت لأجله لكي لا يُصدم المواطن الاردني ويُجبر على زيادة الجرعة ورفع وتيرة الإحتجاج لكي ترحل كسابقتها !!..،نقول لدولة الرئيس ... كلنا اردنيون وهمنا واحد وأملنا بك كبير وثقتنا بالحكومات المتعاقبة مكان شك وريبة، نرجوك وضع الحلول السريعة فلا تخيب أمالنا ،فالمواطن الاردني (مش فاضي أشغال)وليس من هواة التظاهر والمسيرات ،والصبر شيمته ولكن لصبره حدود ولا يعبر عن نفسه إلا صادقاً منتمياً ،ولا ينجر وراء التفاهات أو الإشاعات ، ولم يعد يرغب برؤية وطنه منهوشاً من قبل الفاسدين المفسدين ...فهل نراك دولة الرئيس في ميدان المعركة التي نرغب برؤيتك فارساً لها لنحني رؤوسنا تحية ًلك...وفقك الله
.
والأن وبعد أن كتبنا عن الحكومة وكتبنا عن فقرنا وجوعنا ومطالبنا وبكافة أشكالها ،فهل نجد تغييراً باسلوب حياتنا لنفرض إرادتنا على كل من يخطيءويسيء ونجعل مطالبنا مدعومة بوقائع ،هل نرى مواطناً منتجاً يرسم مستقبله من خلال عمله ويسعى لتنمية قدراته ويحافظ على ما يكسبه نهاراً بعد تعب ،ويذهب الى بيته ويرتاح ليلاً بين أولاده ولمدة خمسة أيام ويحدد لنفسه يومين بدل أن يغادر عمله إلى الكوفي شوب وأماكن الترفيه ولا يجد في اليوم التالي اجرة المواصلات ، فلنبقى اردنيين نشامى ولنحارب نحن أيضاً بعضاً من الآفات التي أصبحت تنتشر بمجتمعنا وخاصةً بين فئات الشباب الذي يرى بالفشخرة الكذابة اسلوب حياة ويهرب من الريف والبادية
والمخيم ويصرف على الموبايل والأرجيلة ضعف راتبه
وختاماً كاردني أقول لدولة الرئيس المستقيل...لسنا معصومون عن الخطأ يا سيدي وليس بيننا عداءوأنت من عائلة كريمة قدمت للوطن الكثير وأبدعت في كل ما شغرته من مناصب ولكنك لم تفلح هذه المرة ونوعدك بأن تبقى موضع الإحترام والتقدير