أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


زيارة مؤلمة

بقلم : سالم الفلاحات
24-01-2015 04:34 PM


تعلمت من الحياة العملية ضرورة احترام مخالفيك، لأنه لا قداسة لرأيك ولا عصمة لفعالك مهما بالغت في تقدير وعيك . .

وكلما احترمت الآخر على خلافك معه كنت كبيراً أو حتى كنت إنساناً.

الحقيقة كل الحقيقة والصواب كل الصواب لا يملكه إلا المعصومون وقد ماتوا جميعاً عليهم الصلاة والسلام، وآخرهم توفي منذ أربعة عشر قرناً أو تزيد.

علمت بخروج المهندس عبد الهادي الحوامدة من الاعتقال رئيس بلدية سابق ومدير منطقة في بلدية جرش والحائز على عشرات الشهادات التقديرية، بعد بحث وسؤال وصلنا مع عدد من الإخوة بيت عائلة المهندس عبد الهادي الحوامدة وإذا به البيت الأصيل القديم العفيف الذي لم يُخالطه كسب منهوب أو مسروق من جيوب الغافلين فهو من ثلاثة أدوار لكل العائلة الإخوة والوالد، وربما للأحفاد أيضاً.

استقبلتنا طفلته الصغيرة (جود) والتي غرس فيها الود والترحيب بالضيف وكأنما تعرفنا منذ سنوات . . والتي علمت فيما بعد أنها تخبئ أغراض والدها وحقيبته لئلا يغيب في السجن مرة أخرى !!

أما (أبو عبد الهادي) شقيق عبد الهادي الذي يكبره فهو الذي ينزل الدرج الطويل ويصعده وقد يذهب إلى جرش – المدينة – ليدل الزائر على البيت ويستقبله بكل حفاوة . .

نعم كان يعض السيجارة حتى يكاد يمتص كل ما فيها من ضباب لعله يريد الضغط عليها وخنقها ظاناً أنه ينفس عن آلاهة التي تختلج في جوانحه.

أما الشخص النحيل الشاحب المبتسم (بصعوبة) فهو م. عبد الهادي . .

وكالعادة فنحن نستنطق الحجر في بلادنا .... لينفجر مرة واحدة الماً وكمداً كأنما هو مرجل يغلي خنق بخاره لفترة طويلة حتى قال:- وكاد أن ينفجر شعرت أنني لست في الأردن وان معظم من حولي أو من وُكّل بي ليسوا من هذا العالم ولا من هذا الشعب الطيب. . تعرفت على أسماء وكنى بعضهم ليتني لم أعرفهم.

يقول:- أتفهم ان الفساد منتشر ومتغلغل في كل واد والتفريط بحقوق الوطن والمواطن بلغ مدى كبيراً لكن أن يصل الكره لنا وشيطنتنا إلى هذه الدرجة والمعاملة السيئة لأردنيين إلى هذا المستوى وليس في سجلهم جريمة واحدة بل ولا حتى جنحة فذاك أمر رهيب مخيف. .

لا أدري لماذا أخذوني في رحلات مؤلمة على جميع السجون دون سبب على مدى ستة أشهر وكل رحلة من سجن لآخر ترى فيها العذاب والإيذاء والإهانة ألواناً في سيارات لا تصلح لا والله لنقل الدواب حتى لو كانت في طريقها للمسلخ . .

لست الوحيد الذي يتعرض لهذه المعاملة بل آخرون . .

يا الله احفظ بلدنا من نقمتك على هؤلاء والذين هم من عالم آخر . .

سلمني تقريراً وهو يقول هذه أمانة في أعناقكم وفي أعناق الشرفاء الغيورين على الأردن ليس من أجلي فقط، وإنما لغيري الذين لا يجدون من يسأل عنهم وهم في هذا الحمى العربي الأصيل.

قال:- والله ما كان يخفف آلامي إلا التسبيح الذي اهتديت إليه فكان يخرجني من حالات أكاد أصل فيها للاختناق ضيقاً وألماً فأقول حسبي الله ونعم الوكيل . . وتذكرت مرات ومرات يونس عليه السلام في بطن الحوت.

أفقدوني وظيفتي ومصدر دخلي في البلدية بتزوير إرادتي على لسان محامي لم أوكله بشيء من ذلك بل حَذّرته، كنت أثق به ولكن للأسف شارك في تنفيذ جريمة بحق أطفالي وعائلتي فزور إرادتي بتقديم استقالة من عملي في البلدية.

حدثنا عن شهود الزور الجاهزين للتوقيع على أي افتراء بحق السجين يطلب منهم مقابل لُعاعة ٍمن دنيا يحصلون عليها وهم سجناء . . .

نِعم البيت . . ربما لم يترك شيئاً في بيته – أو بيت أخيه – الملتاع – إلا قدمه لنا ولم يخل من مجاملة وملاطفة ليخفف عن السامعين – الضُيوف – آلامهم بل لم نترك البيت إلا بعد جهد جهيد فهو يريد أن يستبقينا طويلاً كأنما خرج إلى الحياة من جديد يريد إكرامنا.

أما انا فخفت على بلدي حقاً وربما – لأول مرة – من هؤلاء الذين وصفهم ولا أظنه محتاجاً للمبالغة وهو العنيد الشديد الصلب المراس الذي تختلف معه ولكنه صَرّح بلسانه زوال هذه الخلافات كما وقر في نفسي أن هذا الخلاف موهوم مصطنع زائف فالجوامع أعظم بكثير من نقاط الخلاف لو أبصرنا . . ثم غادرنا وكل يحدث نفسه حديث الألم وربما يقول بلسانه اللهم إني مغلوب فانتصر.

لقد تيقنت من م. عبد الهادي بأن بلدنا بحاجة لإنقاذ فعلي بل أن بعض الأردنيين بحاجة لإنقاذ أنفسهم من أنفسهم فقد تعرضوا للتضليل وللتشويه والمسخ..... مع يقيني أنّ دوام الحال من المحـــــــال . .



سالم الفلاحات

24/1/2015م



التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-01-2015 05:37 PM

هو نزيل السجن و ليس نزيل فندق 5نجوم

2) تعليق بواسطة :
24-01-2015 05:50 PM

نعتذر

3) تعليق بواسطة :
24-01-2015 07:21 PM

لا تصدق كل ما سمعت

4) تعليق بواسطة :
25-01-2015 02:10 AM

.
-- الحل بالإصلاح المر البطيء لا التغيير , من هناإختلف مع المهندس عبد الهادي الحوامدة في اسلوب العلاج فكل تغيير فشل لأنه قفزة نحو المجهول و لو سألت شرفاء و مثقفي المعارضة السورية الآن لأجأبوا نار الاسد و لا جنة الفوضى .

-- عند الناس يقع اللوم اولا على المخابرات لكنها ليست وحدها من ينشط على الساحة بل هنالك مؤسسات أخرى يتعاظم دورها و تحتاج لمن يضع الضوابط لها لكي لا تصبح كرامة و حرية المواطن رهنا لقرارات أفرادها و ندخل مرحله الدولة البوليسيه كدول الجوار .

.

5) تعليق بواسطة :
25-01-2015 02:19 PM

لا تصدق كل اخونجي. فالإخونجي يصور لك أنه ملاك و مسكين الإخونجي يمتطي الدين ليصل للحكم و الدين منه براء.

6) تعليق بواسطة :
25-01-2015 11:19 PM

كل التحيه والاحترام للمناضل البطل م عبدالهادي الحوامده
والحمد لله على السلامه

7) تعليق بواسطة :
25-01-2015 11:20 PM

نصيحة للأستاذ سالم الفلاحات لانك محترم و ابن بلد انصحك بان تقنع جماعتك للتخلي عن الباطنية و السرية خاصة مبدأ علنية الدعوة و سرية التنظيم وشكرا

8) تعليق بواسطة :
26-01-2015 11:24 AM

الى سالم اعرف انك مغلوب على امرك وانك خلوق وطيب فلا ترفرف حيث الرياح ساكنه

9) تعليق بواسطة :
27-01-2015 01:10 AM

حسن الكاتب وحسن المكتوب وإجلال واحترام للمكتوب لأجله .هذه بلدنا وهذا شعبنا وستبقى جذوة الدعوة للحرية مشتعله ولا مكان للإحباط فالطريق طويل والمسيرة تحتاج الى كامل مخزوننا من الإصرار على الاستمرار لتحقيق تطلعات الأمة.تحية للمهندس عبدالهادي الحوامدة فعذاباتك لم ولن تذهب أدراج الرياح فمداميك الحرية كثيرة وكل مدماك يؤسس لمدماك أكثر علو وارتفاعا

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012