أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


خلدون المجالي يكتب : الأمن السوري ,, أمن قومي اردني

بقلم : خلدون المجالي
02-02-2015 03:31 PM
خلال الثلاثة اعوام السابقة التي رافقت الربيع العربي أُخلِيت الساحة العربية فجأة لكل من يرغب بالتغيير على طريقته الخاصة وسيطرت منظومة المشاعر الانقلابية والثورية على جمهور عريض من المخدوعين ببريق الربيع وفتحت معها شهية جماعات رأت في الفوضى الخلاقة أقصر الطرق للسيطرة على الحكم والامارة وما رافق ذلك من غياب التفكير العقلاني في مقابل العاطفة الثورية حين سقطت انظمة في غضون ايام , فظّن من يعتقدون انفسهم عرابي الربيع والثورات ان ما جرى في تونس وليبيا ومصر واليمن سيحدث في سوريا وان سقوط الدولة السورية وتهاويها في مستنقع الفوضى والتغيير الدموي مسألة وقت ليس الا .

لم تفلح اموال البترودولار السخية في احداث انقسامات في منظومة الجيش العربي السوري منذ العام 2011 ولغاية الآن كما لم تفلح الفتاوى المُعلّبة (التي تصمت في غزة وتنعق على خراب دمشق ) في تأليف الشعب هناك لتشكيل حاضنة ثورية للطامعين في التغيير رغم الجرعات الكبيرة لأفيون الدين ورغم الميليشيا الاعلامية المُسلّطة على سوريا الدولة الى جانب ميليشيات القتل والتدمير والتقسيم , وأمام فشل مخططي الثورة هناك كان استيراد المقاتلين من خارج سوريا السبيل الامثل لاستنزاف الدولة السورية او على الأقل فرض الشراكة في القرار الوطني مع النظام الحاكم في سوريا فدخلت رآيات الدم تحمل جنسية ( 87 ) دولة الى الاراضي السورية تحمل التجهيزات العسكرية المتطورة لحسم المعركة سريعاً وأدارة المعركة على نظام المياومة السياسية بلا تخطيط وقائي يضمن على الأقل كيفية التخلص من ميليشيات القتل المتكاثرة هناك بعد اسقاط الدولة في حال تّم لهم ذلك فكانت النتيجة بعد سنوات عديدة تشهد على غباء البعض , فهاهيَ الميليشيات تنقسم وتتناحر وتتبادل الاتهامات وتخسر معاركها وتتسابق للجلوس على طاولة المفاوضات في موسكو بلا اي اعتراف شعبي ودولي بشرعيتها باستثناء اعتراف الدول المانحة لها فقط , لم تأتي تلك النتيجة بمحض الصدفة بل للركون على التخطيط الامريكي المضطرب وخذ مثالاً على ذلك ما حصل في ليبيا والعراق وافغانستان وكنتيجة ايضاً لادارة الأزمة بحكمة وهدوء في دمشق العاصمة وتحالفاتها الدولية في روسيا وايران .

في الدولة الاردنية التي حاولت بعض القوى الخارجية تجييشها وانهاكها في الملف السوري نظراً لطول الحدود البرية مع سوريا , يقف الاردن على اعتاب خط النار وسط محيط عربي ملتهب بالنزاعات المسلحة , وعصابات التطرف والغلو على حدوده مع سوريا , فعمان تدرك تماماً بعيداً عن لغة العاطفة ان انهيار الدولة السورية سيعني بالضرورة تقسيم الارض السورية وتنازع السيادة عليها كما في العراق وما يرافق ذلك من ارتدادات امنية خطيرة على الداخل الاردني نظراً لطول الحدود الصحراوية وانتشار الفكر التكفيري مدعوماً هذه المرة بدولة تحميه وتصدره الينا وتنفق لتأليف القلوب والجيوب المال الكثير في وقتٍ ما تزال فيه العراق المحاذية لنا ايضاً مشغولة بآثار التطرف والنزاعات المسلحة , فبقاء الدول المحيطة بنا آمنة ومستقرة يعني بالضرورة تنامي الاستقرار وقطع الطريق على تجار الأزمات والحروب وتخفيف الظغط على المؤسسة العسكرية والأمنية على الحدود المحاذية علاوةً على أخذ الآثار الاقتصادية السيئة المترتبة على فوضى الاقتتال في سوريا في عين الاعتبار فكم من اتفاقيات تبادل وتصدير وعبور واستيراد تضررت واوقفت نتيجةً لما يدور هناك وعادت بالخسائر المتتالية على خزينة الدولة الاردنية .

اسهمت القضية الانسانية والوطنية للطيار الاردني الاسير لدى داعش في توحيد الشعور الوطني بشكل ملفت للنظر , ونتمنّى على من تبقى من المخدوعين ببريق الربيع الماسوني وشعارات دول الخلافة ودعايات الحرية بعد الفوضى ان يتَعّضوا بغيرهم وليس بوطنهم باعتبار ان مسالة الأمن القومي لدول الجوار مسألة أمن قومي للدولة الاردنية وعامل مهم يزيد من استقرار الاردن دولةً وشعباً ويسهم في اضعاف تنامي الامتداد الفكري لجماعات التطرف الموجودين داخلياً المؤمنين ان راية الخلافة تقوم على دمار انقاض دمشق وبغداد .

جميع الدول وحتى الديموقراطية منها تلجأ لتصدير منظومتها الفكرية لدول الجوار اولاً والعالم ثانياً فكيف الأمر ان سيطرت جماعات التطرف على الارض السورية واستقر لها ذلك بشكل نهائي محاذيةً لنا عبر مئات الكيلومترات من الحدود الصحراوية واستطاعت الاستيلاء على موارد اقتصادية تدعم نشاطها الفكري والتنظيمي والعسكري واستغلال حالة الاحباط والفقر والبطالة للكثيرين من المخدوعين ببريق السيف والثورة .
Majali78@hotmail.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
02-02-2015 04:27 PM

- الربيع العربي لم ينتج داعش ..بل مقاومة الربيع و ارادة الشعب بالعنف هي ما انتجته

-الربيع لم ينجح بعد و لكنه لم ينتهي .. تونس اصبحت منارة للديمقراطية.. والمغرب اصبح اقرب للملكية الدستورية..والثورات الشعبية عبر التاريخ استغرقت عقودا لتثمر واشهرها الثورة الفرنسية التي امتدت ل26 عاما

-توحيد الصف الاردني ضد داعش بسبب قضية الطيار لا تعني رضى الشعب عن النظام السوري ..النظام ارتكب ما هو ابشع مما يفعله داعش ولكن الفرق ان النظام لا ينشر ذلك بافلام و صور لارهاب الناس

همجية داعش لا تعني شرعية الاسد

2) تعليق بواسطة :
02-02-2015 04:49 PM

كل الاحترام والتقدير الى صاحب التعليق رقم 1 السيد الاردني فقد اختصرت وابدعت واحسنت الرد .......كفيت ووفيت حماك الله ورعاك.

3) تعليق بواسطة :
02-02-2015 05:15 PM

اؤيد كل ما ورد في التعليق رقم 1

4) تعليق بواسطة :
02-02-2015 06:28 PM

مقال ممتاز وصادق ودقيق ووصف رائع لما يجري - ومن أفضل ما قرأت حول ما يجري في سوريا والمنطقة رغم ان المقال قصير ومختصر لكنه يوجز كل الحقائق وبعيد عن التنظير والنفاق

5) تعليق بواسطة :
02-02-2015 08:14 PM

اخي العزيز ،، استغرب كيف تقول ان ما انتج داعش هو مقاومة الربيع بالنف ،، الم تسمع عن خطط بندر بوش واموال الخليج الشحيحة على قضايا التنمية العربية السخية على الثورات خارج بلادهم ? وماذا تنتظر من اي نظام حاكم بالدنيا حين يوجد في بلده ثوار هدفهم تدمير الدولة هل تنتظر منه مقابلتهم بالورد فكيف اذا كان الثوار مستوردين ومأجورين كما يحدث في سوريا ??
عزيزي ، الدول لا تدار بالعاطفة والاوهام ، سوريا دولة تختلف عن واقع التخلف العربي نموما واقتصادا وتصنيعا وارادة سياسية لذا استهدفت وصار لزاما تركيعها

6) تعليق بواسطة :
02-02-2015 08:20 PM

ثم يا عزيزي ما هذا الربيع الا ماسوني لتهنأ تل ابيب بجيران ضعاف مشغولين بلملمة جراحاتهم ، اعتقد ان ما رمى اليه الكاتب بعقلانية يتعلق بعدم الاغترار بشعارات الزيف والثورجية التي لا تخدم سوى بيادق اميركا في المنطقة ،، هل تريد سوريا مقسمة ومنهارة وتستدين وتستورد مأكلها وتشحد صندوق النقد وترتهن بقرارها للجربا صنيع بندر ، ام هل تريد سوريا مقسمة بعرقيات مختلفة حتى نرضي الثوار المأجورين ويصبح القتل عالهوية كما العراق ، سوريا دولة رصينة تملك سيادتها تختلف عن دول الوطن العربي

7) تعليق بواسطة :
02-02-2015 08:30 PM

اخي خلدون ما هذا الخلط للاوراق ، اولا فالربيع العربي سببه اﻻنظمة الفاسدة والقمع الدموي
وغيلب الحريات والعدالة اﻻجتماعية .ولعل المثال اﻻسوء على كل ما سبق هو النظام السوري ففي مصر مبارك كان هنالك هامش من الحرية والمسجون يعذب ولكن يعرف اين هو ، اما في سوريا فلا داعي للقول فالكل يعلم .اما حديثك عن الجيش السوري فقد انشق بغالبيته ففي الاردن فقط اكثر من
1300 ضابط من رتبة لواء وعميد اما الذين انشقوا وفروا الى تركيا فاكثر من ذلك ولم يبقى اﻻ الفرقة الرابعة ولوائين حرس جمهوري وبالصدفة هم من طائفة واحدة .

8) تعليق بواسطة :
02-02-2015 08:40 PM

هل تصدق ان ثورة يدعمها ماكين ونتنياهو واموال البترول والغاز المسال هي ثورة تهدف لنشر الحرية وحقوق الانسان ،، هل تعتقد ان التغيير يأتي عن طريق قتلة مستوردين جاءوا من بلاد القمع والاستبداد ليحققوا الحرية للشعب السوري ، الا تظن ان سوريا كدولة مستهدفة مثل العراق سابقا بسبب خروجها من عباءة التخلف العربي ،، على كل العالم ان يشكر الدولة السورية لانها تحارب الارهاب بالنيابة عن العالم

9) تعليق بواسطة :
02-02-2015 09:00 PM

هل طلاب جامعة دمشق مستوردين من الخارج وهل طلاب هندسة حلب سلفيون ام ان جورج صبرا وميشيل
كيلو وهابيون .النظام الذي يقثف المسيرات السلمية لمدة تزيد عن الستة شهور لا يستحق البقاء .والتخويف بخطورة تقسيم سوريا ﻻ يجدي فسوريا متجذرة في التاريخ والشعب السوري يملك الوعي
وللعلم لن يتوقف حتى تحرير سوريا من الاحتلال الايراني .ام لعلك لم تسمع باعلان ايران ان حدودها اصبحت على البحر المتوسط وهذا ما اعلنته مذيعة المنار بكل فخر.
اخيرا اعلم يا اخي ان من حافز على بقاء النظام في سوريا هي امريكا وامريكا وفقط امري

10) تعليق بواسطة :
02-02-2015 09:04 PM

لا خلاف أن ما سمي بالربيع العربي لم يكن عربي كليا بل كان نتاج مجموعة عوامل منها الداخلي والخارجي , نعم لا يمكن أنكار مشاركة الغرب والصهاينة بتدمير مقدرات بلادنا وضخ متطرفين ومليارات , ولكن أيضا لا يمكن أعفاء الانظمة العربية من المشاركة بهذة الافعال , وقد يقول قائل هل شاركت الانظمة بتحرك شعوبها ضدها , نعم شاركت بذلك من خلال أولا أستعمال القمع الامني , والدكتاتورية وتغييب شعوبنا على الاقل بتقرير مصالحها الداخلية ومحاسبة الفاسدين فالعرب يمكن أعتبارهم من أخر الشعوب على الارض المغييبين عن أبداء رأيهم

11) تعليق بواسطة :
02-02-2015 09:16 PM

يا اخي ان سفن السلاح الايراني تمر قرب سفن الاسطول الخامس الامريكي في الخليج ثم بالقرب من السفن الحربية الاسرائيلية في البحر الاحمر واخيرا بالقرب من مدمرات الاسطول السادس في البحر المتوسط في حين ﻻ زالت امريكا تمنع الكل من تسليح الشعب السوري بحجة البحث عن معارضة معتدلة بينما في العراق لم تهتم لذلك .
هنيئا للمقاومين بالعميل نوري المالكي والحكيم .

12) تعليق بواسطة :
02-02-2015 09:54 PM

وكذلك العراق متجذر بالتاريخ والشعب العراقي واعي ومتعلم ولكن انظر ما جرى!!
ليست ثورة في سوريا بل حرب عصابات واستنزاف

13) تعليق بواسطة :
03-02-2015 12:13 PM

يقول تعالى : وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون...الأية. كلما تأخر الناس بإصلاح بلادهم كلما إنحرف السياسيون وتغولوا على عامة الشعب وأصبح خروج حركة متطرفة من الشعب شيء بديهي. وكلما تغّول الصفويين على السنة سيكون المستقبل للحركات المناهضة لهم. وتحية للأخ صاحب تعليق ١

14) تعليق بواسطة :
03-02-2015 12:17 PM

بداية حفظ الله ما تبقى من سوريا , وانا هنا لا اتحدث عن الاشخاص بتاتا سواءً من كان منهم من شلة ايران او من شلة الخليج وامريكا في هذا البلد .

اقتبس من المقال:

" في الدولة الاردنية التي حاولت بعض القوى الخارجية تجييشها وانهاكها في الملف السوري نظراً لطول الحدود البرية مع سوريا"

انتهى .

استحلفك بالله يا خلدون ان لا تستغفل 'وعينا ' ,لانك تعلم كما نعلم أن كل البلاوي التي نعيشها هي النتيجة الحتمية والواقعية لحكم الفرد المطلق وذلك بالرغم من وجود 'ديكور ديمقراطي ' فاخر ومتعوب عليه .

15) تعليق بواسطة :
03-02-2015 12:33 PM

بشار أصبح خاتم بيد الصفويين وها هم جنرلات الفرس لا يقودوا المعركة ضد الشعب السوري بل متواجديين في جنوب سوريا. كما بنوا الحوثيين في اليمن واصبحوا يهددوا اليمن والسعودية فلا غرابة أن يهددوا شمال الاردن. شباب حوران هم العمق الاستراتيجي للأمن القومي للناس في شمال الأردن.

16) تعليق بواسطة :
05-02-2015 10:50 PM

هجوم لانعلم دوافعة على دول وقفت مع الاردن في السراء والضراء ولم نسمع يوما السعودية ولا الخليج يمن على الاردن ولو بحرف بمساعدته للاردن بينما نذكر وننعش ذاكرة الكاتب ان بشار وشبيحة بشار قبل الثورة ليل نهار يمنو على الاردن انهم فتحو السد ليصل الاردن الماء فعلا احنا بزمن عجيب غريب

17) تعليق بواسطة :
07-02-2015 12:59 PM

الربيع العربي نجح في ليبيا لأن طيران الاطلسي شارك بشكل مباشر بضرب قوات النظام وشارك بشكل مباشر في قتل القذافي وهو مالم يحدث في الحالة السورية بعد ان رضخت وسلمت الاسلحة الكيماوية ، اما في تونس فأن النظام هرب عند اول حركة شعبية ولم يقاوم ولم يستخدم الجيش،اما في مصر فأن النظام استجاب لأرادة الشعب وأنسحب وكان البديل غير موفق وعادت الامور في مصر الان الى عهد مبارك وأسوء، اما في اليمن ماحدث فهو من الشعب ولم يجلب الربيع لها الا الويل والدمار فلنكن واقعيين ونشخص الامور كما هي بعيداً عن الاوهام ؟؟؟

18) تعليق بواسطة :
07-02-2015 11:39 PM

اولا ندعو الله ان يرحم فقيدنا البطل معاذ الكساسبه وا يجعل مثواه الجنه.
استاذي الكريم احترم وجهة نظرك وارجو لوسمحت تسمع وجهة نظري لنفرض انا وانت من الصومال وتعرض بلدنا الى هجوم من عصابات عميله مأجوه وعدة جهات دوليه واقليميه من اجل تدمير بلدنا وشعبتا والمستفيد الاول هو اسرائيل ها نسكت ام نحرق الاخضر واليابس تحتهم انا عمري 30سنه لم اشاهد اي ضرر من سوريا انما هم اهل وجيران وكل محبه بيننا وبينهم
تدمير سوريا من سنه وشيعه وعلويين وكيماوي كله خرط نار بشار ولا جنةداعش الحرب سوريه حرب دول خدمه لليهود

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012