أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


المسفر يكتب .. الأردن حمال المآسي دون التفاتة صادقة نحوه

17-03-2015 12:14 PM
كل الاردن -
كتب محمد المسفر - قام وزير الخارجية الأردنية، ناصر جودة، بزيارة إلى طهران، كانت مفاجئة للمراقبين، وقابل نظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، والرئيس حسن روحاني. وذكرت الأنباء أنه طالب إيران، إلى أمور أخرى، بإجراء 'حوار مع جامعة الدول العربية'. وقال روحاني للوزير جودة إنه يطالب العرب 'بتعاون مشترك لمحاربة الإرهاب'، ما يعني أن الرئيس الإيراني يرفض فكرة إجراء حوار مع العرب في الوقت الراهن، لكون بلاده منتصرة في كل الجبهات، من بغداد وحتى صنعاء، مرورا ببغداد ودمشق وبيروت.
(2)
في تقدير الكاتب أن توقيت الزيارة لطهران لم يكن موفقاً، سيفسرها الإيرانيون بأنها زيارة الضعيف للقوي، خصوصاً أن قوات المليشيات الطائفية الإيرانية العراقية اللبنانية تحيط بالأردن من الشرق والشمال، إلى جانب ما يعتور حركة الإخوان المسلمين من انقسامات، وغير ذلك من قضايا الأردن المهمة. وجاءت الزيارة في وقت ترمي فيه إيران بكل ثقلها العسكري للهيمنة على اليمن، واندفاع الحرس الثوري وفيلق القدس بكل أنواع الأسلحة إلى الأراضي العراقية، تحت شعار محاربة الإرهاب، وتحديداً محاربة 'الدولة الإسلامية' (داعش).
جاءت زيارة وزير الخارجية الأردني طهران، بعد حراك مشرقي سريع الخطى، الملك عبدالله الثاني في الرياض ومنها إلى القاهرة، المشير عبدالفتاح السيسي في زيارة خاطفة للرياض، يعقبها زيارة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، زيارة وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، واجتماعه بوزراء مجلس التعاون الخليجي في الرياض. هل نفهم من هذا الحراك أن واشنطن قالت لحلفائها العرب 'شوفوا شغلكم مع إيران، أنا اتفقت معها على كل القضايا التي تخص أميركا والغرب، ومن أهمها المشروع النووي'؟. وهل نفهم أن الأردن كُلّف بأن يكون 'مراسلاً' بين القادة العرب الذين قابلهم والقيادات الإيرانية، أو أنه يمهد لعلاقات متميزة مع طهران، بعد أن كاد اليأس من العون العربي قد حط رحاله وأثقاله على الصعيد الأردني؟ قد يقول في عمّان قائل 'إن إيران ستكون منشغلة بعمل 'بزنس' مع الغرب، إن وصلت إلى اتفاق مع مجموعة (5+1)، وليس بفتح جبهات أو معارك أو تخصيب التربة 'لتصدير الثورات'، أياً كانت ألوانها أو مسمياتها، وهذه فرصة لإحداث نقلة نوعية في العلاقة بين الأردن وإيران'. هذا القول مردود على صاحبه، الكاتب والمعلق السياسي عريب الرنتاوي. صحيح أن الدولة الإيرانية، ومعها البازار، سينشغلون
بعمل 'البزنس' مع شركات غربية وأميركية، لكن الحرس الثوري والقوات المسلحة والمليشيات ستتفرغ لعملية التوسع في كل اتجاه، بغية تحقيق الإمبراطورية الفارسية التي تحدث عنها، قبل أيام، علي يونسي، مستشار الرئيس حسن روحاني، لأنه سيتوفر لها المال والصمت الغربي عن كل ما تفعل. قال يونسي أمام منتدى الهوية الإيرانية 'كل منطقة الشرق الأوسط إيرانية، وسندافع عن كل شعوب المنطقة، لأننا نعتبرهم جزءاً من إيران، وسنقف في وجه العثمانيين الجدد (يعني تركيا) والوهابيين (السعودية) والغرب والصهيونية'، على حد تعبيره. وقال علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني 'إيران اليوم على ضفاف البحر الأبيض المتوسط وباب المندب'.
(3)
نستنتج من هذه التصريحات أن إيران ترفض الدخول في حوار مع 'بيت العرب'، وهي تعلم أن الدعوة جاءت من الوزير جودة، وهو رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري العربي، ويعلم الفرس أن تلك الدعوة لم تكن عفوية، أو هكذا يعتقدون، وفي يقيني أن هذه كبوة فارس أردني، ما كنت أتمناها لمهندس الدبلوماسية الأردنية، ناصر جوده.

(4)

الأردن حمّال المآسي العربية من دون التفاتة عربية صادقة نحوه، إنه يستضيف على أرضه أكثر من مليون وربع المليون لاجئ سوري، وكل من تحل به كارثة في وطنه يجد الأردن ملاذه. لو فكر العرب، الأغنياء منهم ومتوسطو الحال، أن الأردن شحيح المياه، وخصوصاً مياه الشرب، وعليه أن يسقي أكثر من مليون ونصف المليون إنسان، فكم سيتكلف هذا البلد العربي إلى جانب تكاليف حفظ الأمن في مخيمات اللجوء، وتدبير وسائل المعيشة الكريمة بأسعار مرضية، وتوفير الوقود والعلاج الطبي، وما في حكم ذلك من مطالب للإنسان. والحق أن الأردن لم يبخل على أهل الخليج العربي، حتى بدماء أبنائه، ومعظم دول الخليج روي صعيدها من دماء الشهداء الأردنيين دفاعاً عن أمنها، وكان جديدها في مملكة البحرين. وضع الأردن على حدوده مئات من رجال الأمن لمحاربة مهربي المخدرات والسلاح وعصابات التخريب إلى دول الخليج. ماذا جنى في مقابل ما قدم، سوى الحد من انسياب العمالة الأردنية الماهرة إلى دول مجلس التعاون، والوعود بتدفق الاستثمارات وتقديم المعونات من دون تنفيذ. وكانت إيران قد قدمت عرضاً سخياً للأردن، هو إمداده بالنفط ثلاثين عاماً، على أن يسدد الأردن تكاليف النفط المستورد من إيران بمنتجات أردنية، وأن يفتح مجالاً للسياحة الدينية لزيارة مراقد آل البيت في الأردن، والمقدسة لدى الشيعة، وإلى جانب مساعدات أخرى. لكن، الأردن العربي الهاشمي يأبى ذلك، تضامناً مع إخوانه العرب. واليوم، هناك شعور في الأردن بأن معظم قادة الخليج العربي أشاحوا بوجوههم عنه، فماذا على الأردن أن يفعل؟ كأني بهم يرددون قول الشاعر العربي: إذا لم يكن إلا الأسنة مركب/فما حيلة المضطر إلا ركوبها آخر القول: اجعلوا الأردن الدولة العربية الأولى بالرعاية، قبل أن ينفرط العقد، ونكون على ذلك من النادمين.
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
17-03-2015 01:08 PM

الأردن كُتبَ له أن يكون واجهه لكل نكبات الدول المحيطه به ويتحمل على نفسه أخذ الرعايه والإحتضان لكل من طالته النكبه وهذا جزء تشكرُ عليه لأنه ملجأ لهم وربما هذا سبب دوام وبقاء لهذا البلد الحنون في محيط ملتهب كالجحيم ولكن الأردن يبالغ بحجم الإحتضان فيجب عليه أن لا يحسبها غيبياً وكأنه ضَمِنَ المكافأت التي سيكافأ عليها وأيضاً هناك شعب أردني وهو أساس هذه الدوله والذي لا يجوز أن يعيل ناس على حساب ناس بسكنه وأكله وشربه وهويته والتاريخ يعيد نفسه كما تصالح مع إسرائيل عند فك الإرتباط سيتصالح مع إيران وحقه.

2) تعليق بواسطة :
17-03-2015 01:19 PM

من صنع من إيران عدو للأمة العربيه
هل إيران هي التي حاربت العرب ؟!
أم العرب هم من حارب إيران ؟!
نحن من حارب إيران دفاعا عن المصالح الآمريكيه والإسرائيليه وإغلاق سفاراتهم بطهران
كم دفعنا من مئات المليارات البترودولار لنصرة حلفاءنا إستعمارنا
ورغم ذلك هزمنا من إيران كما هزمت معنا أمريكا , وإسرائيل التي باتت لدينا كعرب الصديق الصدوق والمخلص من إيران , وإذ بإيران تدفع فيلق القدس للجولان مما أرعب إسرائيل
الاردن خدم دول الخليج من منطلق الإخوة المتحدون , لكن تلك الدول تنظر للأردن كدولة الشحاذين والمرتز

3) تعليق بواسطة :
17-03-2015 01:27 PM

يتبع
والمرتزقه وأتباع وتبع لهم وقد تجاهلوا أن الاردن لو لا قدر الله خرجت من التاريخ
فلا أمن ولا أمان لإسرائيل ودول الخليج فالاردن هي التي تمسك خيوط لعبة الشرق الأوسط والويل لو قطعت خيوطها حيث ستتحول المنطقة إلى شوربه
والاردن حينما ذهب لإيران فليس بين الاردن وإيران عدوة تاريخيه كما بين دول الخليج وإيران
فلماذا الاردن يبني عداواة مع الغير مجانا وعلى حساب شعبه وتطوره وغده الفاضل
الاردن بيضة القبان ولهذه البيضة أوزان وأثمان ويجب أن نستثمرها ليزعل من يزعل نحن ننظر لمصلحتنا كما الغير ناظرون لمصالحهم

4) تعليق بواسطة :
17-03-2015 01:37 PM

يتبع
قطر لتحقيق غاياتها ومصالحها تنسق مع تركيا وإسرائيل وإمتطت ظهر الإخوان المسلمين لتنفيذ سياساتها
السعوديه تنسق سياساتها مع تركيا وإسرائيل أيضا لتحقيق مآربها
قطر وتركيا والسعوديه وجميع دول الخليج لهم علاقات دبلوماسيه مع إيران كذلك الأردن ولنا فيهم مآرب كما لكم بإسرائيل مآرب
لهذا يجب أن يكون الاردن على توازن سياسي وإقتصادي مع جميع قوى الأرض
فكما نحن لم نغضب لفتح دول الخليج الحرب على إيران وعليكم أن لا تغضبوا فنحن لا نريد أن نسير خلفكم تبع وعبيد
وهزيزة ذنب
نحن ساده من فجر التاريخ لن نكن ذيل

5) تعليق بواسطة :
17-03-2015 01:52 PM

اخي محمد المسفر حفظه الله .صوتك المبحوح لأجل الأمه جعله الله بميزان حسناتك . اوردت بيتا من الشعر للشاعر الكميت والذي يقول ان لم يكن الاالأسنة مركب فما حيلة المضطر الا ركوبها / اقول لن ولن نبحر في الأسنة /المتوسط والاطلس وبحر العرب مراكبنا والشمس عن بلاد الهاشمين لم تغب / الاردن القابض على جمر العروبه ولا زال يلبي النداء قبل ان يصل صداه للرمال والمحيطات . الاردن بخير وسيبقى الاقوى بعون الله اما ايران فهي الان جارتنا شرقا وشمالا وجنوبا الى باب المندب والحجاز فلا مفر من التفاهمات لأمننا

6) تعليق بواسطة :
17-03-2015 05:08 PM

.
-- سيدي , ما ذكرته صحيح و هنالك ثلاثة محاور للعلاقة مع ايران : محور عرب و فرس ,و محور سنة و شيعة و محور الجوار الإقيلمي والخلط بين الثلاثة هو سلاح متطرفي الجانبين

-- لا يجب أن نقبل محاولات توظيفنا كأدوات طائفية او قومية لنفقد دورنا ك " بيضة القبان "و هو توصيفك الرائع لدور الاردن بقيادة هاشمية

-- " بيضة القبان "لها قيمة كبرى إن أتقنا توظيفها لتجعل إرضائنا هام جدا من جميع دول الجوار فتنقلب المعاناة الحالية الى رخاء يتسابق الجميع على المشاركة بتوفيره

و للاستاذ يونس العربي الاحترام والتقدير

7) تعليق بواسطة :
17-03-2015 07:45 PM

تعليق2و3و4و5و6 صحيح وهذا واقع اما تعليق 5 على الوجع وبيت الشعر عنوان للاردن الان وكبرياء اشكر الشوبكي جدا

8) تعليق بواسطة :
18-03-2015 07:30 AM

سيدي المسفر ، إن شاء الله لن نكون يوماً مضطرون لركوب الاسنة حتى ولو مع ظلم ذوي القربى ، فلا خير فينا إن تنصلنا من أهلنا وأشقائنا ، وهم ونحن لبعضنا كالجسد الواحد رغم ما يصيبه من سهاد .

سيدي المسفر ، تكرم الشاةُ يوماً فأهدى عاصمتنا باصات للنقل العام ومعها تكفلٌ بإنشاء مستشفى وقد تم ونفذ وفوق ذلك علاقات طيبه ما بين القيادات في حينها أخمدت من وطأت التصلف والجبروت ولم يكن هناك حديثاً لا عن مقامات ولا عن نفط .

لا أرى أن هناك فرقاً بين إحتلال وإحتلال ، فالمحتل أرضاً هو العدو بعينه أياً كان ،والسلام.

9) تعليق بواسطة :
18-03-2015 08:19 PM

سيدي أنا من متابعي تعليقاتك وتعقيباتك وقد خرجت بنتيجة أنك إيراني أو من أصول ايرانيه . لا أمنعك ولا اعيب عليك الدفاع عن بني قومك ولكن لي ثلاث نقاط عليك . الأولى أن تكون منصفا وتنتقد ولو مره السلوك الإيراني . الثانيه أن ترحم ولو مره عدوك العرب ولا تظلمهم . الثالثه أنك تتخفى باسم ليس من حقك مع تحياتي لك

10) تعليق بواسطة :
19-03-2015 08:52 AM

الإخوة تهليقات 6 / 9 الكرام
في الأمس كنت أصوم عن الأخبار من محطات النت إلى الفضائيات
اليوم .. في فمي ماء
ويرجى تقبل تحياتي

11) تعليق بواسطة :
20-03-2015 10:35 AM

تحياتي للعربي الصادق محمد المسفر
دخول الايرانيين الى العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين ما هو الا نتيجة ضعف العرب المسؤول عنه الخليجيون الذين لايعرفون الى اين يتجهون
الخليجيون الذي انحصر همهم وتفكيرهم بارضاء السيسي في مصر ، وكأن هذا السيسي هذا سيحل لهم كل مشاكلهم الامنية والسياسية وهو العاجزعن الوقوف مع نفسه بعد انقلابه الغادر على الشرعية في وطنه
آن الاوان لدول الخليج ان تعتمد على نفسها وتبني لها سياسة خاصة بها تتعامل من خلالها مع كل المتغيرات من حولها .

12) تعليق بواسطة :
20-03-2015 05:43 PM

بداية اتقدم بالشكر والعرفان للمفكر العربي الكبير الدكتور محمد المسفر ، واقول لك ايها الفاضل العربي الكريم ، بانه لايوجد استراتيجية لدى اخوتنا واهلنا في دول الخليج العربي ، ونحن في الاردن اذا اراد اخوتنا الحرب سيكون جيشنا في المقدمه ، واذا ارادوا السلام مع ايران سنكون عرابي هذا السلام لان مصيرنا ومصالحنا مشتركه والاردن على الدوام عربي الانتماء خليجي الهوا .

13) تعليق بواسطة :
21-03-2015 07:25 AM

دائما مميز في طرحك دقيق في وصفك جريىء في رآيك واللبيب بالاشاره يفهم ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012