أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


العمل النقابي وعملية الإصلاح

23-02-2011 06:52 AM
كل الاردن -

 

الدكتور سهيل الصويص

 

بضعة أعوام فقط مرت على تأسيس المملكة حين ارتأى الحسين الراحل بنظرته الحضارية السباقة المعهودة أن النهضة الأردنية لن تتحقق دون وجود مؤسسات مهنية عصرية فبدأت النقابات المهنية برؤية النور وكان من أوائلها نقابة الأطباء الأردنيين عام ١٩٥٤.

قرابة ستة عقود تفصلنا اليوم عن أول مجلس نقابي للأطباء وأول قانون لنقابة الأطباء وباستثناء تعديل طفيف أجري على بعض بنود القانون عام ١٩٧٢فإن مهنة الطب الأردنية تحكمها قوانين مضى عليها اليوم أربعون عاماً لم تعد تتناسب إطلاقاً لا مع التقدم الذي شهدته المهنة ولا مع زيادة وعي المرضى ونفوذ وسائل الإعلام ومتطلبات العصر من قوانين ومسؤوليات وواجبات .

 تمر الأيام وتتعاقب المجالس النقابية كل سنتين وهناك إجماع غامض على غض الطرف عن حاجة المهنة والأطباء الحيوية لتحديث القوانين الطبية وإطلاق عملية إصلاح شاملة للمهنة .

فمهنة الطب الأردنية تمر بأزمة متعمقة الجذور نخرها على مر السنين غياب الدور الرقابي والتنظيمي لنقابة الأطباء ووزارة الصحة فالفوضى التي تعم المهنة اليوم ترعرعت وتكاثرت باطمئنان مرتكئة على أكتاف الصمت الرسمي غير المبرر الذي أوصلنا اليوم لما نحن عليه من فقدان ثقة مرضانا وفرار المرضى الوافدين .

لكن من نلوم يا ترى سوى الأطباء أنفسهم الذين يتناسوا يوم الاقتراع مشاكلهم بل مصائبهم ويعيدوا اختيار مجالس طبق الأصل عن تلك التي خذلت مراراً بطموحاتهم واَمالهم ؟

إن أخطر ما يجري على الساحة الطبية هو فقدان الأكثرية من الأطباء الأمل في غد أفضل فيقبعوا في بيوتهم يوم الانتخاب وبجهضوا أي تفاؤل بالتغيير مما جعل العمل النقابي الأردني استمرارية لأشخاص تقع على عاتق بعضهم مسؤولية نحر العمل النقابي من خلال تصميمهم على رفض أي نية للإصلاح وإبقاء النقابة دون تطوير .

لقد سئمنا أن يغرقنا البعض بتصريحات حفظناها عن ظهر قلب من قبل مجالس نقابية نصبت نفسها واعظة ومنظرة تجلد الحكومات المتعاقبة بانتقاداتها ومطالبها بالتحديث والتغيير بينما تعيش بدورها في عصور طواها الزمن وقوانينها تتلهف لمن يطورها لتحمي الأطباء والمرضى والمهنة وسمعة الوطن .

لا يمكننا أن نطالب الغير بالإصلاح وننسى أنفسنا ودورنا في النهوض بالعمل النقابي إلى المستوى الذي نطالب الغير به . مهنة الطب الأردنية ينخرها الفساد والتجاوزات العلنية ومجالسنا النقابية تقف في منصة المتفرجين دون حراك . لا يمكن أن يتم اغتيال خمسة عشر ألف طبيب شريف من قبل مائة أو مائتي طبيب تناسوا إنسانية مهنتهم وحوّلوا المريض لمحفظة وحقل تجارب ونقابتهم تلتزم الصمت . لا يمكن أن يبقى تقاعد الطبيب ١٨٠أو ٣٠٠دينار بعد ثلاثين سنة من الخدمة ولا يعقل أن لا يتمكن الطبيب من تأمين مستقبل أطفاله ويمارس مهنته ضمن ظروف جسدية ونفسية مشرفة وأن نستمر بالتعامل مع أطباء وزارة الصحة والقطاع العام وكأنهم ليس لهم حقوق .

ها هي انتخابات نقابتنا على الأبواب ومهنة الطب الأردنية بحاجة لمن ينقذها وينظمها من خلال حملة إصلاح حقيقية لا يمكننا الوصول إليها بتحويل أنفسنا لمصححين لمسيرة الاَخرين ومهنتنا نحلها الظمأ بانتظار التحديث والتغيير الذي نرفضه سوى في الوعود الانتخابية التي تتبخر غداة الفوز .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-02-2011 04:13 PM

تسلم يا إيها الصديق الغالي وإبن البلد الأمين

2) تعليق بواسطة :
23-02-2011 06:23 PM

اول خطوة باصلاح النقابات المهنية هي تحويل قياداتة المتورطة بقضايا فساد الى النائب العام ثم يبدأ الاصلاح بعد ذلك.

3) تعليق بواسطة :
23-02-2011 06:28 PM

هل بأعضاء مجالس نقابية مدى الحياة لم يحققوا يوماً إنجازاً واحداً ولو صغيراً سيتمكن الأطباء من الحصول على حقوقهم أم أن الكاتب لا يعيش في الجو النقابي الأردني الفعلي ؟

4) تعليق بواسطة :
23-02-2011 06:31 PM

كل عام يأتي إلينا مرشحون للانتخابات النقابية ويشبعوننا وعود بتحقيق مطالبنا كونهم من صلب الوزارة فينسونا حالما نوصلهم للمجلس ومن ثم نعاود انتخابهم من جديد فكيف يمكن إصلاح العمل النقابي والحصول على حقوقنا بنفس الأشخاص ونفس الوعود التي تتكرر ؟

5) تعليق بواسطة :
23-02-2011 07:12 PM

هل سننتخب مجلس مهني حقيقي أم مضافة لنفس الأشخاص يتغيروا من كتلة لأخرى عند الانتخابات ثم يتاَمرزا علينا ويتكتلوا بعد الفوز ؟

6) تعليق بواسطة :
23-02-2011 07:18 PM

التغيير والإصلاح هل ممكن الوصول إليها بدون عقول ووجه جديدة قد تكون أقل خيبة أمل من التي سبقتها والتي تعود إلينا من جديد ويتصرفوا وكانهم حققوا انتصارات لا تحصى خلال الدورات السابقة . ألا يكفينا هذا الخداع فاللعبة انكشفت وعلينا الانتباه هذه المرة لعدم التحايل علينا مجدداً .

7) تعليق بواسطة :
25-02-2011 07:27 AM

حرام وعيب أن يحصل هذا في نقابة الأطباء، والذين أعتبرهم نخبة هذا البلد (وأنا لست طبيبا) فأشطر (وأفضل؟) طلابنا يدرسون الطب، ولسنوات طويلة، ومواد دراسية زخمة وضخمة. وعملهم خطير وحساس، ويهم كلا منا، ويدعم أقتصادنا بالسياحة العلاجية.وإذا أخطأ الطبيب تكثر السكاكين عليه. وبالتالي فإن صلاحية أمور نقابة الأطباء يجب أن تهم الحكومة وكل مواطن بلا استثناء.وأضم صوتي لصوت الكاتب مطالبا الأطباء بتحمل مسؤولياتهم تجاه نقابتهم.

8) تعليق بواسطة :
25-02-2011 09:24 PM

اصبت ايها الطبيب المحترم صدقني من يدعي الاصلاح في النقابه ومجلسها اكثرهم تعنتا وايمانا بالاقصاء وهم من ضيعو الوقت على ناطق اعلامي وعلى جلسات عديده لحل لجنة منتخبه مثل لجنة اربد وتعطيل اي قرار والان على الاطباء المهمه حتى المجلس الجديد يستطيع التحقيق في ملف اليورو متوسطي وهدر المل وشرا 00000 والا الدغري واصدقائه سوف يبقون لل وذهبت مثلا

9) تعليق بواسطة :
25-02-2011 11:37 PM

رغم انني لست طبيباً . فقد قرأت ببالغ التأثر هذا المقال لك ايها الطبيب الأنسان
. ولكن على الخيرين والشرفاء الخروج من قوقعه القنوط والأحباط . والمشاركه للاصلاح لأجل الوطن في مجالهم ومهنتهم . يقول افلاطون " ان من يتخلف عن المشاركه , يعاقب بأن يصبح مسؤولاً عنه من هو اقل منه " . لقد قدمنا كمجتمع اردني خيرة ابنائنا المتفوقين لأحتراف مهنه الطب , وحقيقةً من غير اللائق ان يكون الوضع الطبي وتحديداً النقابي بهذا المستوى .

10) تعليق بواسطة :
26-02-2011 08:04 PM

عندما نرى الأسماء المرشحة لمنصب النقيب والأعضاء ينتابنا الحزن ونفقد الامل بالتغيير فالوجوه ذاتها التي لم تقدم شيئاً في المجالس السابقة تعود من جديد بالابتسامات المنافقة ذاتها والوعود الكاذبة التي نعرفها تماماً ورغم ذلك سيصوت الأطباء لهؤلاء الانتهازيين ليتباكوا من جديد وهم المسؤولين عن مصائبهم وماَسيهم فهنيئاً لأطباء الأردن بخياراتهم حسب لون الهوية الانتخابية متناسين النية الصافية للعطاء والماضي المهني المشين لغالبية مرشحينا الكرام وتعازينا المبكرة بمجلس يمكننا دفنه قبل ولادته .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012