أضف إلى المفضلة
السبت , 04 أيار/مايو 2024
السبت , 04 أيار/مايو 2024


عمّـان.. الأغلى عربياُ وسط فقر وحرمان

24-03-2015 09:36 AM
كل الاردن -
في شارع السلط المتفرع من وسط البلدة القديمة شرق العاصمة عمّان، كان السبعيني أحمد يجرّ حاله الثقيل، باحثا عن قوت يومه، بملامح جامدة وعينين خاليتين من التعبير.

'غلاء الأسعار بدد آمالنا في عيش كريم' حرص الحاج أحمد على القول، متحدثا بألم ومرارة عن قسوة الحياة في بلده، الذي صنفته دراسة حديثة مؤخرا بأنه الأغلى عربيا.

وفي ذلك الشارع الذي حمل لعقود ذكريات معاناة مستمرة لفقراء، تأبط الرجل بين ذراعيه أواني بلاستيكية ودمى للأطفال، علّه يبيعها فيظفر بدنانير معدودة، تُعيله وزوجته التي أنهكها المرض.

قال بصوت خافت حزين ومبحوح 'تكاليف الحياة في ارتفاع مستمر، والعمل من سيئ لأسوأ (...) بالكاد أستطيع توفير ثمن الدواء لزوجتي المقعدة، وقليل الطعام، مع دفع أجرة الغرفة التي نسكنها في أحد الأزقة'.

وأضاف والدمع في عينيه 'لم نعد نقوى على غلاء المعيشة (...) في هذه المنطقة عائلات تتضور جوعا ولا تجد الملح'.

وعلى بعد خطوات من سوق البخارية، الذي تختزل جدرانه وزقاقه قصص الفقر والجوع، قضى الحاج علي عمره في نفس المكان باحثا عن لقمة الخبز، حاملا بين ذراعيه ملابس وقطع قماش للبيع.

مشاهد البؤس والحرمان فعلت أفاعيلها في وجه علي، الذي أحرقته الشمس وربما ضنك العيش.
هذه المشاهد كان كفيلة في قصّ فصول معاناته. فهو كما قال لا يتقاضى أي معونات من صندوق التنمية الاجتماعية (اللافتة الرسمية التي يقصدها الفقراء) رغم حاجته الماسة.
قال متحسرا على حاله، وقد أسند ظهره إلى عكاز معدني بعد أن ذوّب الفقر أجزاء من جسده النحيل 'الحياة في غلاء مستمر، والبيع في تراجع، ولا مساعدات من الحكومة أو وزارة التنمية'.

طبقتان

وما من شك أن غلاء العيشة مس أيضا الطبقة المتوسطة في البلاد، والتي يقول خبراء اقتصاديون إنها باتت تتلاشى خلال السنوات الماضية، لصالح طبقتين واحدة غنية وأخرى معدمة فقيرة.

وكانت عمّان قد تصدرت قبل أيام أغلى المدن في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، من ناحية التكلفة المعيشية، وذلك استنادا إلى التقرير السنوي لوحدة الاستخبارات الاقتصادية (EIU) لعام 2015، وهي الوحدة التابعة لمجلة إيكونومست البريطانية.
وأشار التقرير إلى أن العاصمة الأردنية تقدمت أربع مراتب في لائحة المدن الأغلى بالكلفة المعيشية لتحتل المرتبة الـ48 عالمياً للعام 2015، من المرتبة 52 للعام 2014، لتصبح بذلك ضمن قائمة أغلى خمسين مدينة على مستوى العالم، من بين 133 مدينة شملها التقرير.

وتلت عمّان في غلاء المعيشة، على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مدينة نيروبي وأبو ظبي، ثم دبي، والدار البيضاء، وأبيدجان، ودكار، والمنامة، فالقاهرة ثم الدوحة، بينما صنفت الرياض وجدة من بين المدن الأقل تكلفة.

إصلاحات
ولم يعلق فريق الحكومة الاقتصادي على هذه الدراسة، لكنه غالبا ما يؤكد سعيه إلى تحقيق إصلاحات اقتصادية بما فيها مراجعة نظام الضرائب المفروض على المواطنين، وتوفير الدعم اللازم للشرائح الفقيرة، عبر فواتير الدعم المخصصة للسلع الضرورية.

ولا يرى المحلل الاقتصادي، سلامة الدرعاوي، أن نتائج دراسة إيكونومست جاءت مفاجئة، فالأردنيون 'يعانون ويكتوون بنار الأسعار منذ سنوات'.
يقول: 'هناك ما يقارب 450 ألف عراقي دخول غالبيتهم مرتفعة، ساهموا إلى حد كبير برفع الإنفاق'.

ويضيف 'الوجود السوري ساهم أيضا في غلاء المعيشة، فعمليات الضخ المالي من قبل المانحين ساعدت على مزيد من الاستهلاك ورفع الأسعار والإنفاق بشكل أكبر من الضروري'.

وتحدث الدرعاوي أيضا عن عوامل داخلية، وقال 'رغم الخفض الذي جرى مؤخرا على أسعار المحروقات، فإن سعر المنتجات حافظ على مستويات مرتفعة، بسبب ضعف الرقابة الحكومية والتشريعات عوضا عن عامل الاحتكار'.
وذهب للقول إن 'الضرائب التي تفرضها الحكومة هي أحد أهم أسباب الغلاء'.
يُشار إلى نسبة البطالة بالأردن تصل قرابة 13%، اعتمادا على آخر دراسة حكومية.
ووفق هذه الدراسة الصادرة عن وزارة التخطيط، فإن جيوب الفقر ارتفعت من عشرين جيبا عام 2007 إلى 31 جيبا عام 2012.الجزيرة نت
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-03-2015 10:21 AM

صحيح احنا فقراء
وصحيح احنا محرومين
وصحيح رواتبنا التقاعديه هي بدل شحده وتسول ولا تكاد تسد الرمق
وصحيح انه بنشتري من الباله كنادرنا وملابسنا
وصحيح انه فواتير الكهربا والمي خلتنا على الحديده والصاجه
وصحيح انه كل اشي غالي ومرتفع بشكل لا يوصف
لكنا احنا كمواطنين بنعيش على الفتات
المهم عندنا انه اولي الامر والذوات وكبراء الوطن يكونوا شبعانين ومليانين ومكرشين
المهم يسافروا ويشتروا من اكبر دور الازياء ويشموا هوا بالمنتجعات ويركبوا افخم السيارات ويعيشوا عيشة الاباطره ويتمتعوا بالدنيا وينبسطوا

2) تعليق بواسطة :
24-03-2015 10:53 AM

ارفع راسك انت اردنيييييييييييييييي

3) تعليق بواسطة :
24-03-2015 10:54 AM

لا حياة لمن تنادي ..... مافي حد موجود ، وان وجود لا يسمع لا يرى لا يتكلم .

حسبنا الله و نعم الوكيل فيهم

4) تعليق بواسطة :
24-03-2015 02:22 PM

و مع ذلك ستبقى رؤسنا مرفوعة مع اننا نعاني الفقر و البطالة و التقاعد
ستبقى رؤسنا مرفوعة بالرغم من سياسة فرق تسد التي انهكتنا
ستبقر رؤسنا مرفوعة بالرغم من تفشي العشائرية و الجهوية و الإقليمية
ستبقى رؤسنا مرفوعة وسنبقى نجيد النفاق و الثغاء والتسحيج و العرط
و يبقى السؤال لماذا وصلنا الى هذه الحال و اين الخلل ؟؟ رجاء لاتجيبوا اننا افضل من غيرنا مقارنة بمن حولنا

5) تعليق بواسطة :
24-03-2015 03:19 PM

الفساد والظلم والاداره القتصاديه السيئه جدا والمرهونه للبنك الدولي والحكومات الفاشله على مدار 30 عاما . نتائج طبيعيه للفساد والمصيبه اننا سائرين في هذا النمط .. الى اين الله واعلم. واقول لم يرفع شعار ارفع راسك انت اردني والله لن يرفع راسه مواطن جوعان مسحوق يتصارع مع عشاء ابنائه في بلده. وكفايه شعارات لا معنا لها اعطي المواطن دخل جيد وتامين صحي وحياه كريمه وحريه وعدل وهنا يرفع راسه عاليا ..

6) تعليق بواسطة :
24-03-2015 05:42 PM

بعد ما قراْت التعليقات الخمسة السابقة لم يعدلدي رغبة في الكلام الناس بتحكي باْلم ومرارة وغضب ولا من يسمع ولا من يجيب
الى متى ؟
الى متى الحكومات ستستمر من فشل الى فشل؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012