أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


التحالف السعودي التركي!

بقلم : حلمي الاسمر
02-04-2015 12:30 AM
بكل المقاييس، كان التحالف «السني» ضد الحوثيين في اليمن، خطوة استثنائية غير مسبوقة وغير متوقعة، وهي وإن كانت باغتت أكثر من طرف، وفق ما يبدو ولو على «السطح» إلا أنها أفرحت جهات، وأغضبت جهات، لكنها في البعد الاستراتيجي كانت ذات دلالة لافتة!

المقطع الأكثر أهمية في المشهد، التحالف السعودي التركي، الذي يبدو أنه بدا يتشكل على نار هادئة، وهذه خطوة -إن تمت بالكامل- ستقلب الموازين في المنطقة، وستكون وبالا على الكيان الصهيوني، وستفسد «فرحته» بما راكمه في الأشهر الأخيرة من «التقاء مصالحه» بينه وبين عدد من الدول «السنية» لمواجهة خطري داعش والفرس.
لم يطل ظهور الخوف الصهيوني، فقد بدا جليا في تقدير الموقف الذي نشره أخيرا أحد أهم مراكز الأبحاث العبرية، حيث حذر من التداعيات الكارثية لأي تقارب بين السعودية وتركيا، على خلفية مصلحة البلدين في الوقوف ضد التمدد الإيراني في المنطقة.

ووفق «مركز أبحاث الأمن القومي» الصهيوني، فإن التقارب التركي السعودي «لا يبشر إسرائيل بخير»، بل يؤثر سلبًا على ما يسميها «البيئة الإقليمية للكيان الصهيوني»..

التقرير يحذر من أن انضمام تركيا للمحور السني الذي تقوده السعودية، وهو ما يعني زيادة المجال للاحتكاك بين هذا المحور وإسرائيل، باعتبار أن انضمام تركيا للمحور السني سيهدد العلاقات التي تمكنت إسرائيل من مراكمتها مع عدد من الدول السنية خلال الفترة الماضية.

وفي هذا السياق يلقي التقرير الضوء على سير العلاقة السعودية التركية، التي تعززت في المجالات السياسية والاقتصادية على نحو لافت في الآونة الأخيرة، حيث وصلت قيمة التبادل التجاري بين السعودية وتركيا خلال العام 2014، إلى سبعة مليارات دولار، فيما يأمل الأتراك في أن تقفز قيمة التبادل التجاري بين الجانبين إلى 20 مليار دولار بحلول العام 2018، إلى ذلك، هناك المزيد من السعوديين الذين باتوا يرون في تركيا وجهتهم السياحية الأولى، وبلغ عدد السعوديين الذين يصلون إلى تركيا العام الماضي 300 ألف، إلى ذلك، يرى التقرير إن ثمة ما يدلل على أن الملك سلمان بصدد إعادة النظر في علاقات بلاده مع حركة حماس، وهناك مؤشرات تؤكد أن تغييرا سيطرأ على علاقات الرياض مع الحركة، بفعل حاجة السعوديين لتعزيز المحور السني في مواجهة إيران.

طبعا يأمل معدو هذا التقرير، ان يفشل هذا التوجه السعودي، في دمج الأتراك داخل المحور السني، بسبب العلاقات السيئة جدا بين تركيا ونظام السيسي، ما يقلص من فرص بناء المحور السني، على اعتبار أن أي محور يجب أن يشمل مصر وتركيا والسعودية، وهذا امر بالغ الأهمية، خاصة في ظل تشدد الموقف التركي من مصر، وإصراره على اعتبار ما جرى انقلاب، وعدم الاعتراف بشرعية السيسي، ويبدو أن مثل هذه الخطوة من الممكن تجاوزها، خاصة إذا وسعت السعودية دائرة تحالفاتها فشملت روسيا، مع ما يفرضه هذا الأمر من تغيير في سياساتها تجاه سوريا، ونظام بشار.

في السياسة كل شيء جائز، ولا مستحيلات، خاصة بعد ان شعرت دول المنطقة بدون استثناء، أن الإدارة الأمريكية استدارت استدارة كاملة باتجاه طهران، مديرة ظهرها لكل ما اعتاد عليه حلفاؤها في الماضي!

الدستور

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
02-04-2015 07:34 AM

تعليق واحد تركيا تتنافس مع الكيان ولا تصارعه والخلاف بينهم على حجم كعكة كل منهما في المنطقة من اجل توسع الدور الاقليمي لكل منهما....لا تركيا ولا السعودية في واردهما الصراع مع الصهاينة

2) تعليق بواسطة :
02-04-2015 04:20 PM

الى 1 نعم لا تركيا ولا السعودية في واردهما الصراع مع الصهاينة ، وكل العرب ليس في واردهم الصراع معه الصهاينة وتذكر ان العرب سبق وأسقطو خيار الحرب مع اسرائيل في مؤتمر قمة عربي قبل اكثر من عشرين عام وأعتمدو البحث عن السلام العادل والدائم ولم ينالوه ؟؟؟

3) تعليق بواسطة :
03-04-2015 02:16 PM

وياسيدي صحة وعافية على قلب تركيا, نعطيها اكبر حصة من كعكتنا, ولا نتركها لاسرائيل او ايران

4) تعليق بواسطة :
03-04-2015 05:38 PM

علمنا التاريخ ان الأمم تتصارع حتى ولو كانت من دين واحد ، ولم تتمكن الدولة العثمانية التركية من اكمال مسيرتها داخل اوربا بسبب استدارتها الى الدولة الصفوية في ايران ، التي استطاعت انتزاع الشام ومصر من السلطنة المملوكية التركية زمن سليم الاول وابنه سليم القانوني 1520 ـ 1566م . فاعادتها واستمر الصراع مدة مائة وخمسين عاما ، حتى تمكنت من اقتحام عواصم ايران عدة مرات مثل تبريز وهمذان واصفهان ، ولكن دون ان تستقر فيها-أمريكا درست تاريخ المنطقة جيدا ونواياهاالخبيثة تكشفت ،في طمس هوية الوطن العربي -يتبع

5) تعليق بواسطة :
03-04-2015 05:51 PM

المشكلةاليوم أن تركيا العضو في حلف الناتو تسعى لأن تكون عضو في الاتحاد الاوروبي -والعرب لم يتقربوا اليها حتى بعد الجفاء الحاصل مع "اسرائيل"الا في وقت
متأخر ربما يضعها في مأزق اخر بعد الفيتو الفرنسي على الانضمام .
على اية حال نتمنى نجاح التقارب الذي يعيد التوازن الى المنطقة .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012