أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


إكتملت اللعبة

بقلم : أسعد العزوني
02-04-2015 09:32 AM
إكتملت اللعبة ، وانطبقت علينا الآية الكريمة ، التي نزلت بحق بني إسرائيل لإنحرافهم عن المسار السليم 'يخربون بيوتهم بأيديهم'، لأننا تشبثنا بهم ،وضللنا الطريق ، وسلمناهم إنقيادنا ، وكأننا أمة طارئة .
اللازمة إياها إلتصقت بنا ، وأصبحت عنوانا يدل علينا ، وهي أننا نصادق أعداءنا ، ونعادي أصدقاءنا ، ولا نعي مصالحنا وحتى كرامتنا أي إهتمام ، ولذلك هنّا على أنفسنا ، فهنّا على الآخرين ،الذين لا يحترمون إلا القوي .
بلغ السيل الزبى ، وبتنا نحن الذين ننفذ سياسات إسرائيل ، التي وضعتها ضدنا ربما منذ ما قبل التأسيس ، ولنا في كتاب 'خنجر إسرائيل ' لصاحبه اليهودي الأمريكي 'الفريد لليلينتال' الذي كشف الخطة ،خير مثال ، ولعل هذه المرحلة تفضح الطابق ، وتكشف المستور .
هذا الكتاب يتحدث عن مخطط إسرائيلي للتحالف مع المسلمين وغير المسلمين الذين يحيطون بالعالم العربي وهم بطبيعة الحال :إيران وتركيا والباكستان وأثيوبيا ، على وجه الخصوص ، وهذا ما يبرر إقامة علاقات قوية مع كل من إيران الشاه المقبور ، والحكم العسكري البائد في تركيا ، مع إسرائيل ، إلى درجة التحالف ، الذي أثمر عداء سافرا للعرب .
بعد خلع شاه إيران ، طردت الثورة الإسلامية الجواسيس المقيمين في وكر الصهاينة في طهران ، وسلمت السفارة لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وكان يجب أن نعزز هذا التوجه ، لكننا فعلنا العكس .
أما في تركيا التي كانت هي الأخرى وكرا كبيرا لإسرائيل ، ومصدرا غنيا ،وكان الطرفان يشكلان تحالفا أثمر عن علاقات إقتصادية عسكرية سياسية إستخبارية ، وقد أحسن حزب العدالة التركي الجديد الذي إستلم الحكم في تركيا عام 2002 - وإلى حد ما - في تقليص العلاقة مع إسرائيل ، وإن كنا نتمنى قطع هذه العلاقات نهائيا لأنه لا يجوز لمسلم أن يقيم علاقات مع هكذا جهات معادية ، برهنت على عدائها ، ليس بتشريد الشعب الفلسطيني ، بل قامت بتدنيس المقدسات العربية الإسلامة والمسيحية ، إمعانا في إهانتنا جميعا.
منذ صيف العام 2006 ، فشلت إسرائيل في القضاء على حزب الله 'الشيعي 'في لبنان ، ولقنها درسا لا أعتقد أن أحدا فيها سيبرأ من خزيه إلى يوم الدين ، وحتى قبل أن ينتهي العدوان ، جرى توظيف الشر الطائفي ، وبتنا أسرى الصراع الشيعي – السني ، وكان ذلك بصريح العبارة ، عملا تطوعيا من قبل من أثار الفتنة ، لصالح إسرائيل طبعا ، فهي التي باتت تحركنا يسرة ويمنة ، وتثبتنا وقت ما تريد.
وها نحن اليوم نصنف إيران عدوا رئيسيا ، في مخالفة صريحة وعلنية لكل قواعد وأسس المنطق، ونعلن عليها حربا ، علما أن بوش الصغير الذي إشتهر بحنونه ، رفض دعوات السفاح شارون بضرب إيران ، وقال له أنه نفذ الرغبة الإسرائيلية في غزو وإحتلال العراق العربي ، لكنه لن يغامر في ضرب إيران لأن 'الفرس 'غير العرب '، ويا لها من شتيمة لنا .
بالأمس وخلال قمة شرم الشيخ العربية ، هوجم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيما هجوم ، وكأنه ناطور أو صاحب مزرعة ، نستطيع بعدة صيصان تخريبها في ست ساعات لا أكثر ، وذلك لأنه بعث برسالة إلى القمة ، ونحن لا ننكر دور موسكو في دعم النظام السوري ، لكنه ليس الوحيد ، والأغرب أن أحدا لم يجرؤ على توجيه اللوم لواشنطن التي تحالف إسرائيل حد النخاع ؟
وبالأمس أيضا ، قام أمين عام جامعة الدول العربية التي أرهقتنا بمواقها - والتي كانت مثل شجرة غير مثمرة ، ومع ذلك حسبت علينا أن لنا خيمة ، وقبلناها رغم انها مهلهلة ، لم تحرك ساكنا لقضية فلسطين ، بل تعبطت السير في العملية 'الإستسلامية ' التي يطلقون عليها عملية السلم ، وتحديدا مبادرة السلام العربية ، التي ركلها شارون عام 2002 ،ورد على أصحابها ، بأن أعاد إحتلال العديد من المدن الفلسطينية ،وفرض إحتلال على مقاطعة رام الله وحاصر الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات الذي لم يجد من الزعماء العرب من يتصل به ويقول له 'العوافي '، وذلك خوفا من إسرائيل – قام بمهاجمة تركيا بتهمة أنها تتدخل في الشؤون العربية الداخلية ، ولعل هذا الإتهام يصلح لدخول العرب من خلاله في كتاب غينيتس للأرقام القياسة ، كونه النكتة الجريئة التي لم يجرؤ أي حكواتي متمرس أو راوي خبير ، أن يرويها لأحد.
ما يتوجب علينا قوله هو أننا بما نقوم به ، نخلع عن انفسنا صفة الحكمة والصواب والتفكير السليم ، إذ كيف نتحالف مع إسرائيل ، ونركع لأمريكا التي تحمي إسرائيل وتساندها ، ونعادي الجميع ؟
ثم هل يعقل أن نمارس هذا الدور نيابة عن الآخر العدو ، ونحن لا نملك من انفسنا شروى نقير ، ولم نجد لنا مكانا في صفوف المنتجين ، ولا الأقوياء ، ولا حتى لدينا شيء إسمه البحث العلمي لنطور به انفسنا ؟
أسئلة كثيرة تضرب في العمق ولا مجيب ،ومع ذلك نقول لمن قيض له أن يكون صانع قرار في الوطن العربي :ليس هكذا تورد الإبل ، ولا بهذه الطريقة تبنى التحالفات ، فحالنا يصعب حتى على الكافر ، لأن الناس تحب القوي مهاب الجانب ، لا الخانع الذليل الذي فرط في المقدسات ويتوسل من الجميع زيارة الأقصى وهو تحت الإحتلال.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
02-04-2015 10:59 AM

انت زعلان على الرئيس الدكتاتور بوتين لأنه تم الرد عليه في القمة العربية. روسيا بقيادته الحالية هي السبب الأكبر لمتاعب الشعب السوري. الروس هم من ساند المجرم بشار و أمده بالسلاح ليقتل 250000 سوري و هي من دعم الانفصاليين في أوكرانيا و هي من باع صدام حسين و هي تسبب في تعاسة الشيشان و حولها لبلد يخرج القتلة و الارهابيين و هي الداعم الأساسي للفرس في بناء القدرات النووية ثم بكل قذارة يتكلمون عن حقوق الشعوب و السلام. هم سبب مآسي و تعاسة الشعوب أولئك المجرمون. ازعل معهم و انشالله ما رضيوا

2) تعليق بواسطة :
02-04-2015 02:49 PM

كنت اعتقد ان هذه المتلازمة, تصيب فقط الشيعة, ولكن يبدو ان بيننا من اهل السنة, من اصيب بها.
السيد كاتب المقال, لازال مقتنع بأن اسرائيا وامريكا هي الخطر الاوحد على امتنا العربية الاسلامية, ولكنه يصر على التغاضي عن خطر داهم اخر يتمدد بصمت كما السرطان الا وهو الخطر الايراني وتصدير ثورة المقبور الخميني.
بداية اقر واعترف بأن اسرائيل خطر, والقضاء عليها ضرورة, ولكن ماذا عن ايران؟ هل جرب الكاتب ومن يحملون نفس تفكيره ان يعقدوا مقارنة بسيطة بين خطر ايران واسرائيل.
اسرائيل تتواجد في فلسطين.
يتبع

3) تعليق بواسطة :
02-04-2015 02:56 PM

ماذا عن ايران, اين تتواجد ايران, في كم عاصمة عربية لها نفوذ.مالذي يمنع ان تكون متحالفة مع اسرائيل وامريكا لتقاسن السيطرة. الم تمنع امريكا واسرائيل سقوط نظام بشا وسمحت لايران بالتواجد قرب حدود فلسطين؟الم تعمل يدا بيد مع امريكا واسرائيل لاحتل العراق وافغانستان, الم تسلم امريكا العراق لايران على طبق من ذهب؟ في حرب تكريت الاخيرة الم تحارب ايران وامريكا معا؟ الان وبعد ان افاق العرب على هذا الخطر الداهم وتحركوا يخرج علينا القوميون للتنظير فقط, بأن هذه الافاقة في الطريق الخطأ.
يتبع

4) تعليق بواسطة :
02-04-2015 03:03 PM

بخصوص روسيا وبوتين والبائد الاتحاد السوفيتي, هل بامكان احد من اليساريين والقومجية والاشتراكيين العرب ان يفسر لنا لماذا كان الاتحاد السوفيتي اول دولة تعترف بقيام اسرائيل؟ ام لماذا روسيا هي الدولة الوحيدة التي تدعم كل الديكتاتوريات جهارا نهارا بلاخجل او مواربة! فما هي مصلحة روسيا في بقاء بشار الذي لفظه شعبه, وما كانت مصلحتها في بقاء القذافي؟ اعتقد ان روسيا دولة لاتعرف ماتريد وتريد ان تتصرف كقوة عظمى وهي ليست كذلك. "بصراحة تعبت من كثر الكتابة, فالموضوع كبير ويحتاج لمجلدات, واتمنى منكم مراجعة انفسكم

5) تعليق بواسطة :
03-04-2015 10:51 AM

تلومون روسيا لأنها إعترفت بإسرائيل ولا تلومون من من العرب أعطى اليعود حق الإقام في فلسطين بعد أن طلب هيرنزل السماح لهم بالصلاة في القدس ،ثم راجعوا لقاءان واسزمان وغيره وروزفلت مع من وماذا حصل في تلك اللقاءات

6) تعليق بواسطة :
03-04-2015 03:32 PM

مقال جيد ويتكلم عن الواقع والحقائق

7) تعليق بواسطة :
04-04-2015 01:43 AM

يا سيد اسعد العزوني
تسمي النظام الايراني بالثورة الاسلامية واننا عاديناها
هل تتناسى التاريخ وتصريحات صادق قطب زاده ضد العرب وضد العراق وهل تقصد اتهام العراق بانه هو من بدء العدوان ؟؟؟؟؟!!!!!!
الا ترى انه لو كانت ايران وخميني يسعى الى علاقات جيدة مع الوطن العربي ومن زاوية اسلاميةلبناء تحالف معادي للكيان الصهيوني لو كان كذلك لوافق على الاقل بمبدأ التحكيم بخصوص الجزر العربية .اليس كذلك ؟
الم ترى ياسيد عزوني الصمت الامريكي عن التمدد الايراني .الم ترى سكوت اسرائيل عن تمدد الباسيج قرب حدو

8) تعليق بواسطة :
04-04-2015 01:52 AM

مقالة مليئة بالتناقضات .وتنم عن عاطفة مضطربة
ويبدو انه يعتقد ان ايران حققت انتصارا في مفاوضاتها النووية .ويطلب من العرب موقف لان العالم يحترم القوي ثم ينتقد عاصفة الحزم التي مثلت صفعة للسكوت الامريكي او لنقل للتواطؤ الامريكي مع التمدد الايراني في المنطقة العربية .
نعم امريكا صفعت وايران تبخر مشروعها الامبراطوري
حين رأت العرب يجتمعون لمواجهة مخططاتها والباكستان النووية جاهزة للتدخل وتركيا كذلك .
جميل ان يصحو الانسان والاجمل ان يقف الى جانب امته .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012