أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


فؤاد البطاينه يكتب : هل من أعظم يقنعنا بالتغيير ؟

بقلم : فؤاد البطاينه
14-04-2015 03:12 PM


في الرابع من هذا الشهر، أوباما يتحدث باسم النظام الأمريكي لمدة تزيد عن 45 دقيقة مع توماس فريدمان، يستطيع السامع أن يستخلص منها أن النية معقودة على خلق عدو للعرب يفوق اسرائيل بعدوانيته عمقا وانتشارا ليدخلوا في مواجهة معه تاركين اسرائيل وشأنها خلفهم بل ليستعينوا بإسرائيل على هذا العدو الجديد وهو ايران . ومما قاله أن ايران دولة اقليمية قوية وخطيرة وفي النهاية ليس بمقدور أحد من منعها من صنع القنبله ، ويستذكر ظلم بلاده التاريخي لها على لسان الحكام الايرانيين وكيف عملت الولايات المتحدة على إيذاء الشعب الايراني زمن الشاه وفي حرب صدام .. ويؤكد اوباما بأن الاستراتيجيه الصحيحه في تعامل بلاده مع ايران وحماية اصدقائها في المنطقه هي في فتح عهد جديد في العلاقات معها وفي صداقتها . ويميز في المقابله بين حمايته لاسرائيل وحمايته لأصدقائه العرب ، والمضحك المبكي أنه أي اوباما يؤكد أن الخطر على الدول العربية هو من سياساتها الداخلية وحمايتها يجب أن تنطلق أولا من تغيير هذه السياسات ومنها امتهانات حقوق الانسان . (لا تعليق ) سوى أن أمريكا تسمح للأخرين بأخذ اسبالب القوة لحماية أنفسهم وتتعهد بحمايتنا بشروط ,
عقدت القمة الأخيرة في الشرم ليس كقمة طارئة ولا غير عادية وفي انفصام تام عن الواقع وما يجري ، وكأن الظرف المتكرر عبر السنوات ما زال نفسه ،وأهداف التحالفات ما انحرفت ، وكأن المستهدف أيضا نفسه ولا يتعدى الشعوب ومصالحها ، . والمنطق الطبيعي في هذه الحالة يقول أن جزيئات القمة بعشرينيتها قد أصبحت بعد انفضاضها على لا شيء في مواجهة عدوين اثنين متحالفين ضمنا ، بل وصراحة إن أمكن ذلك، ولكنه تحالف على هدفين مختلفين بوسيلة واحدة هي تطويع الأنظمة وتوجيهها للهدف الخاص لكل من العدوين . والعدوين هما القوى الخارجية نفسها والشعوب العربية نفسها ، وإن عجز كليهما عن التطويع غير وارد .
إن الناظر للقمة الأخيرة يرى فشلها في روتينيتها ونتائجها إزاء ما تواجهه الأمة والأوطان والأنظمة نفسها من مخاطر الزوال أو الهوان بمستجدات ترسم هذه المرة نهايات ، ولا تواجه من الجادين بغير مستجدات في النهج وفي طبيعة التحالفات وهيكلة جدية في عمل القمة وهو ما لم نره . فالنهج نفسه ساد القمة وما بعدها ، وطبيعة التحالفات وشكلها ما زالت رغم عبثيتها التي أثبتتها أحداث السنين ورغم تغيير قواعدها اليوم من طرف واحد ولحسابه دون الطرف الاخر ، وعمل القمة هو ذاته ، وزراء خارجية يصيغون قرارات مقزمة تخلو من الاستراتيجية تستحيل الى قرارات اعلامية ، تقوم على قاعدة أن الكلمة تساوي الفعل ، يبحثونها على التلفونات مع مرجعياتهم التي تمتهن الحضور البروتوكولي ومباركتها بعيدا عن المواجهة والحوار والمكاشفة . ليصبح المشهد في القمة الأخيرة محيرا بكل المقاييس . قمة عادية في ظرف استثنائي لا تتعامل مع الواقع العربي والدولي بمعادلاته الجديدة ولا مع خطورته الداهمة وأحداثه ، وخذلان لهموم وطموحات الشعوب
زامنت القمة المد الايراني لباب المندب وموانئنا ومرافقنا الحيوية تجاريا وعسكريا وسبقتها فزعة عربية قبلية وصوت مجلجل وتوعد مزلزل وأهداف معلنه ، وهجوم جوي يبدأ بغطاء إعلامي قوامه الإعلان عن جاهزية مئات الألوف من العسكر ومئات الطائرات المقاتله وعشرات السفن الحربية. ودعم لوجستي أمريكي ودولي وتصريحات لدول اقليمية ، أن امضوا فنحن ملتزمون بحماية ظهوركم . ولزمت ايران حدودها وبقي المستهدف بلا جيش ولا مدد . وتعقد القمة وتأخذ قرارا بتأطير العمل العسكري العربي من فراغ ، معزولا عن نظرة سياسية شمولية استراتيجية . ثم تمر الأيام على منتوج حمله كاذب وولادته فاشله واسمه طي النسيان . ليصرح بفشل القمة ورخاوة أرضيتها بسطحية الخلافات بين القادة واختلاف الأهداف وزيف المسعى الذي يكرس اليأس ويعزز مسيرة الأمر الواقع المر . ويستغله لاعب دولي هي روسيا لتركب موجة الخيبة وتصنع منها ورقة لنفسها ولها في ذلك مسوغ . فالحرب أصبحت وبالا على اليمنيين ودخل الحوثيون عدن ووصلوا للمندب ولم يدخل العرب المعركه . وعجزنا عن إيجاد أرضية قومية تحالفية مشتركه من دولتين أو ثلاث . بل عجزنا عن توحيد تصويتنا في الأمم المتحد نصنع به قوة سياسية وحلفاء بالمجان .
درجنا نشهد للشعوب العربية هما واهتمامات مشتركة ، وطموحات واحدة ، تحررا وتحريرا ورخاء وموقعا بين الأمم ، لكن هذه الطموحات التقليدية أصبحت اليوم كمالية وترفية ، لتستبدلها الشعوب بطموحات أخرى أصبحت هما بحد ذاتها يطال أمن وحياة المواطن العربي في حاضره قبل مستقبل وطنه وهو يراه قيد التدمير والاستباحة رؤية العاجز المتطلع للوهم لينقذه ، فللأوطان رب يحميها . إن الشعوب توحدها الأزمات وفقا لنوعها ، وشعوبنا في أزمة مستمرة لكن أزمتها الحالية أزمة نوعية . ونشهد بالمقابل حكومات عربية بقادتها لا تلتقي همومها وطموحاتها مع مثيلتها لدى شعوبها ، تجمع الأزمات قياداتها في قاعة ولا توحدها على هم مشترك ولا طموح واحد ، فاسدا كان أو فالحا ، يخص أحدهم كان أو شعوبهم .
دول بحكومات عايشناها بلا لون سياسي نسميه ، ولا اقتصادي يسعفنا ، ليس منها واحدة تستطيع حماية نفسها ومصالحها ، ونشهد بذات الوقت دولا تمكنت من بناء قوة اقتصادية بلا ذهب أسود أو أصفر ولا مورد مالي أساسي ، وأخريات منها حققت قوة رادعه تحترم بها نفسها وتحميها . ومما يعنيه ذلك أن ليس من دولة عربية واحدة متصالحة مع نفسها فكيف مع شقيقاتها ، أما شعوبنا فنحت لتقليد قادتها في سلوكها أو التماهي معها ومع ما تقول ، همومها باتت في قرار مكين وطموحاتها باتت أحلام . وعلم المنطق يقول إن النتائج مرتبطة بالمقدمات وتخرج منها . فالحكومات العربية تشكل مقدمات تساوي عددها ، ونتائج على عددها . لكن الأزمة التي تواجهنا اليوم ليست كسابقاتها شكلا وموضوعا ومساحة . وإذا تركنا الشكل والموضوع لكثرة العلك بهما ، لوجدنا المساحة تطال هذه المرة القادة لتصبح الأزمة افتراضا منطقيا كافية لتشكل لديهم هما مشتركا وطموحا في الدفاع عن النفس ولا أقصد بالنفس هنا الشعوب، وهذا لم يحدث فأين السر فينا وفيهم ؟ ومن تسأله يقول السر في الشعوب . هناك حقيقة في مجتمعاتنا القبلية وهي أنه لا منزلة ولا قرار ولا قوة للرعيان إلا على أغنام تسوسها ، فهل نستحضر هذه الحقيقه ، أم ستتحول الأغنام الى عبيد ؟ ، فالعبيد يثورون

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-04-2015 03:14 PM

نأمل من الكاتب ان يقبل تعليقاتنا شكرا

2) تعليق بواسطة :
14-04-2015 04:25 PM

خلال المرحله الثانويه قرأت روايه الطيب صالح الشهيره"موسم الهجره الى الشمال"وحيث أن العمل كان أخاذا فقد خلق روح الفضول لمعرفه جوُ ذلك العمل, ولاحقا شاهدت مقابله للكاتب الذي فسًر العمُل بأنه أتى ضمن الحاله الفكريه " ما بعد الكوليناليه",,, وهي حاله تستمر في الوطن العربي لتفسير الفشل مع أنها أنتهت في العالم الثالث!!! فالهند وسنغافوره اوكوريا والصين وماليزيا وغيرها قد شقٌت مسارها وتصالحت مع الماضي وانتهت من ادبيات الأستعمار كم تفعل البلدان العربيه.

3) تعليق بواسطة :
14-04-2015 04:26 PM

عندما يقول اوباما أن مشاكل البلدان العربيه هي داخليه فهذا كلام يستحق التفكير,فلماذا يتفكك اليمن وسوريا وليبيا ؟أليس سبب ذلك الفشل السابق في بناء المواطنه؟ اليس السبب وراء نزوع المواطنين العرب الى الهويات الفرعيه والطائفيه هو نتاج محاربه البديل الصحًي وهو "توحيد المواطنين وصهرهم الناس على الأفكار الحزبيه السياسيه" الذي لم يحدث أبدا, حيث المفاضله للفكر وليس للطائفه.

4) تعليق بواسطة :
14-04-2015 04:37 PM

عندما تنشأ في البلدان العربيه طبقه فكريه عريضه مؤمنه بأن "الأشكال داخلي صرف" يتعلق في التأخر العربي عن ركب الفكر السياسي السائد في العالم ووجود الوطن العربي فكريا في القرون الوسطى,وعندما تقدم هذه الطبقه الفكريه" مشروعها الفكري للمستقبل" فسوف نخرج من حقبه "ما بعد الكوليناليه" وسوف نرى الأشكال على حقيقته وهو في غياب المشروع والرؤيه المستقبليه وسوف نرى الأخطار الخارجيه نتيجه طبيعيه مفسره ضمن هذه الضروف ,فهي نتاج طبيعي للهشاشه الداخليه للحاله السياسيه القاحله المزمنه .

5) تعليق بواسطة :
14-04-2015 06:12 PM

أ

* لماذا تفككت سوريا و ليبيا و اليمن و العراق ومن الجهات التي وقفت وراء هذا التفكك ؟
*ماهو العامل أو الايديولوجية أو المذهب أو المكون الذي نتمكن بموجبه من توحيد الرأي العام العربي أو القطري تجاه أي حدث
* كان هناك تضامن عربي و عمل عربي و دفاع عربي مشترك و مجلس وحدة أقتصادية كلها إختفت ! من أخفاها ؟
* أنظمة من المهد إلى اللحد هي الحاكمية العربية ! لكن الشعوب العربية وحكامها قبل 2000 كانوافي أحسن حال و لكن بعد عام 2000 أصبحت الدول العربية و شعوبها في أسوأ الأحوال ! من المسؤول ؟؟؟

6) تعليق بواسطة :
14-04-2015 07:27 PM

السيد عبد الحميد المحترم ,
تسهل المقارنه بين تونس وليبيا لتفسير التفكك, فتونس تمتعت بمؤثرات مختلفه, فالتراث البورقيبي ساهم في تطوير فهم الناس للدوله المدنيه وتطوير حركات المجتمع المدني النسويه كما أن الوجود الفاعل لأتحاد الشغل حيث ينشط العمل النقابي, كلها عوامل صهرت المجتمع حول هموم عامه.
في ليبيا لم يسمح تاريخيا بأي مظهر لصهر المجتمع , وبقي المجتمع كما هو ذو فكر قرون أوسطي دون هويه وطنيه ووقع بسهوله فريسه للجماعات المتطرفه ,وهذا ينطبق على سوريا والعراق واليمن .

7) تعليق بواسطة :
14-04-2015 09:01 PM

بعد التحيه فإني أشكرك على إثرائك الموضوع وما تفضلت به لا تجانب منه كلمة الصواب لكن قوى الشد العكي تملك المال والعصاوالسلطه والتحالف الأجنبي وتتوجه بها جميعها على جبهتين الأولى هي التي تتمناها الطبقة الفكرية العريضة كي لا تظهر أو تتفعل والثانيه عامة الناس .

8) تعليق بواسطة :
14-04-2015 11:52 PM

اوباما اكثر رئيس خدم اسرائيل فهو خلق للعرب عدوا جديدة اكثر شراسة و اشد خطرا وسوف يستعين العرب باسرائيل لحمايتهم من هذا العدو ايرااااااااااااااان نسي العرب اسرائيل و فلسطين وصار تفكيرهم في حماية انفسهم من ايران
الادارة الاميركية و حليفتها الجديدة القديمة ايران زرعوا الفتنة الطائفية و المذهبية في قلوب العرب و المسلمين واستعرت الحروب و سالت الدماء العربية و الاسلامية وعلى يد العرب و المسلمين انفسهم و طبعا بالسلاح الامريكي و اسرائيل مبسوطة و دع العرب يقتلون بعضهم البعض

9) تعليق بواسطة :
15-04-2015 12:05 PM

سعادة الكاتب المحترم، الكيان الصهيوني كان وسيظل حتى اجتثاثة العدو الاول لامتنا. ايران لم يعاديها العرب ولكن نهجها العنجهي التوسعي بقناع شيعي ووجة فارسي هي من استمرأت الاعتداء علينا منذ احتلالها للجزر الاماراتية الثلاث، وشط العرب والعراق وسوريا لبنان وتدخلها السافر في اليمن السعودية البحرين، فما هو المطلوب منا يا سعادة السفير ونحن جميعا لم نعتبرها عدو بل جار بيننا وبينة من المشترك اكثر من الخلافي وهي تدفعنا دفعا لاعتبارها عدو ثاني لنا على غير رغبة منا - لزونا عالطور - المهم الان نحن نتقدم.

10) تعليق بواسطة :
15-04-2015 01:47 PM

اكيد ما قرأت المقال مين قللك انه المقال ما بحكي اكثر من اللي بتحكيه

11) تعليق بواسطة :
15-04-2015 07:01 PM

النظام الامريكي هو الذي يخدم وأكثرهم خدمة لاسرائيل هو ريغان وأقلهم خدمة كندي ثم اوباما وأكثرهم خوفا هو اوباما واضعفهم هو اوباما وهو يريد أن يبين اخلاصه لامريكا

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012