خبراء: إهمال المواقع الأثرية ومتاحفها يخلف آثاراً سلبية

الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024

خبراء: إهمال المواقع الأثرية ومتاحفها يخلف آثاراً سلبية

22-04-2015 12:46 AM
كل الاردن -
قال نائب رئيس جمعية الادلاء السياحيين حسن عبابنة ان لدية معلومات وثيقة بان منحة مقدمة من جامعة يابانية الى وزارة السياحة والاثار بقيمة 2.5 مليون دولار لاجل ترميم اثار مدينة ام قيس الاثرية والحفاظ على كنوزها قد مضى عليها سنتان دون عمل اي ترميمات خصصت لها المنحة اصلا.
وقاد السؤال عن هذه القضية الى الكشف عن اهمال عام من قبل وزارة السياحة والاثار للمواقع الاثرية وكذلك الكنوز الاثرية فيها سواء بالترميم او الصيانة اوحتى عرضها للسائح الذي يزور تلك المواقع.
ففي متحف مدينة ام قيس هناك 1800 « قطعة اثرية تتعلق بتاريخ المدينة والحضارات التي تعاقبت عليها ليست معروضة للسائح بل مخزنة في مستودعات المتحف وما الى ذلك من اثار سلبية في كافة الاتجاهات.
هذا الواقع بحسب الاطراف التي تحدثت وتضع علامات استفهام على مدى اهتمام الوزراة بالمواقع الاثرية في الاردن التي جعلت منه متحفا عالميا ومدى الخسائر التي يتكبدها القطاع السياحي الذي يعول عليه كأحد الروافد الرئيسية للاقتصادي الوطني.
الخبراء والمعنيون لخصوا المشكلة بقولهم « ليس لدى الوزارة خطة متكاملة ازاء القطاع السياحي ولو ليوم واحد «.
وقال نائب رئيس جمعية الادلاء السياحيين حسن عبابنة، « قبل عامين حصلت وزارة السياحة والاثار على منحة يابانية تبلغ 2.5 مليون دولار من « جامعة كوكشيكان» لدائرة الاثار العامة لترميم المدرج الغربي لمدينة ام قيس الاثرية، الا ان السؤال اين ذهبت هذه المنحة التي لم يصل منها اي شيء للمدينة ولم يبلغ القائمون عليها ماهية البرنامج الذي ستستخدم بشانه لترميم وصيانة اثار المدينة.
وشدد العبابنه على صحة تلك المعلومة وانه لديه كل الوثائق التي تؤكد ذلك كما اشار الى منحة اخرى قدمت قبل 4 سنوات تقريبا لترميم احد الانفاق التي تشبك سلسلة انفاق بين ام قيس ومجموعة من المدن الرومانية في الشمال هذه المنحة كان الاصل ان ترمم النفق من خلف المدرسة والخروج من نقطة اخرى بحوالي 500 متر، ليرى الزائر هذه الانفاق الموجودة والمصلبات تحت الارض الا انه لم يتم ايضا رؤية مؤشرات على استخدامها لغايتها.
ولفت العبابنة، الى ان هذه الترميمات هدفها ان تعمل نقله نوعية في تطوير المنتج السياحي الاردني، وذلك لعدم وجود اي نفق ممكن ان يزوره السائح في المملكة الاردنية الهاشمية علما بأن اغلب المواقع الاثرية بها انفاق كقلعة الشوبك وبيت راس وفي اربد وطبقة فحل وغيرها.
واشار الى مواطن اهمال اخرى قيما يتعلق بمدينة ام قيس كمثال على واقع العديد من المواقع الاثرية في المملكة بقولة « كانت سياسة دائرة الاثار العامة بأن القطع المتناثرة المتواجدة في الموقع يتم وضعها في المتحف، الا ان « 1800» قطعة اثرية « ليست متشابهة» بدل ان تعرض للسائح لجذب السياح وترويجها لهذه الغاية وضعت في مستودعات المتحف وحسب.
وبين عبابنة عن رصد حوالي 15 الف دينار لترميم مبنى متحف في ام قيس من قبل وزارة السياحة الا انه تم صرف ذلك المبلغ على اسماء «محددة» موجودة في الكشوفات لايدي عاملة باعتبارهم محسوبين على مدير المشروع لغاية انتهاء العمل ولهذه اللحظة!!
وتساءل ما ذنب الموقع من كل هذا.. والذي يؤثر سلبا على قيمتة ووضعه السياحي؟؟
رئيس لجنة السياحة النيابية النائب منير الزوايدة قال: عند الرجوع للمعنيين في وزارة السياحة والسؤال عن الموضوع اجابوا «اغلب مستودعات المتاحف يتواجد بها قطع اثرية غير معروضة، فاغلبها تكون مكررة فهذا وضع طبيعي فعلى سبيل المثال يتواجد في متحف عمان ما يتعدى 4000 قطعة».
وتابع الزوايدة ما ورد في الرد، ان هذا من ضمن مخططات الوزارة في نوعية وكم المعروض، وكيفية التوسع وهذه الامور مدروسة اداريا.
الا ان الزوايدة امام هذه الردود اكد وجود خلل عام في ادارات وزارة السياحة، وان هنالك ضعف في عملية التنظيم بالنسبة للقطاع السياحي والمواقع الاثرية.
وفيما يتعلق بالسؤال عن موضوع المنحة اليابانية وتعطليها لعاميين قال الزوايدة، لم يقتصر الموضوع فقط على المنحة اليابانية فهنالك منطقة « الحمه» على سبيل المثال قام بشرائها مستثمر ليقوم بعمليه التصليح والترميم والى الا انها ما زالت مغلقة من 10 سنوات! فانا لا استغرب ان تكون هنالك منحة معطلة.واكد الزوايدة على ضرورة توجية سؤال تحت القبة للمعنيين للاجابة عن تلك التساؤلات، وعزى الزوايدة سبب التراجع الى سوء عملية التنظيم والرقابة وعدم وجود خطة ازمات لدى وزارة السياحة فضلا عن ان ميزانية الترويج السياحي غير كافية.
وقال الزوايدة، « وزارة السياحة لاتملك خطة حتى ليوم واحد وكلها عبارة عن اجتهادات شخصية، فالوزير الجديد يمحي عمل القديم وبنفس الوقت عند السؤال يكون التبرير هو اننا امتداد لما سبقنا وبعض الامور ليست اولوياتنا «.
واجاب النائب امجد مسلماني عند طرح القضية والرجوع الينا، لقد حاولت الاتصال مع مسؤولي وزراة السياحة « ولكن لم يتم الاجابة على اتصالاتي».
وطالب المسلماني بفتح تحقيق بشان المنحة اليابانية واهمال القطع الاثرية والتأكد من تلك المعلومات التي ترد حيالها ، وفي حال صحتها فهذا امر غير مقبول وخطأ فادح في حال ثبوتة، حيث سيتم عمل الاستجوابات الكاملة للوزارة، وسيتم طرح اسئلة نيابية تحت القبة بهذا الشأن.
(الراي)