02-03-2011 08:11 AM
كل الاردن -
ادهم غرايبه
في احدى المدن الليبيه " المحرره " و على واجهة مبنى ضخم كتب ثوار ليبيا " لا للقبليه ... لا شرقيه و لا غربيه , عاشت ليبيا حره " !
قطارالثوره في محطته الليبيه هي اهم المحطات بالنسبه لنا في الاردن من حيث ان التركيبيه الاجتماعيه الليبيه غارقه في القبليه اكثر منها اردنيا و من حيث ان المجتمع الليبي مشبع بالانقسامات اقليميا و خغرافيا الى شرق و غرب بدلا من شمال و جنوب بحكم التوزيع السكاني المتركز في هذين الاتجاهين .
مع ذلك قدم الشعب الليبي نموذجا ثوريا وافي المعنى كونه قد ثار اولا على عوامل تفتيته و عناصر تجزئته التي ظن معمر القذافي و ابناءه انهم يستطيعون بها البقاء مدى الحياه حكاما ناهبين لليبيا و كون الشعب الليبي قد ثار – ثانيا – على من رسخ تلك العوامل و العناصر ليعلن ان لن يقبل ليس فقط بالطاغيه القذافي و اولاده فحسب لا بل انه لن يقبل بأنقسامات مفتعله اسستها انظمة الحكم في المجتمع العربي منذ قرون ! و من حيث – ثالثا – ان شكل التضحيات التي قدمها الشعب الليبي ملحميه و لا سبيل للرجوع عن مطالب الثوار.
اذا , العشائر – من حيث المبدا - لا تمنع انجاز المشروع الوطني الديمقراطي اذا كان هناك تنافس على قاعدة التضحيه من اجل كرامة الوطن و مواطنيه و التسابق في سبيل مشروع وطني تحرري , و ان سدود الانتماءات العشائريه و المناطقيه التي تبنيها الانظمه المرتعبه و التي تدرك انها بلا شرعيه شعبيه يمكن اصلا ان تنهار في لحظه تاريخيه . لا بد بهذا الصدد ان اؤكد ان العشائر وحدات اجتماعيه مترابطه و ثمة فرق كبير بين العشيره و العشائريه حيث ان الاخيره لها دلالات تعصب منبوذه .
عند شيخ واحد قرأت كل الانظمه العربيه !
كل الانظمه العربيه مقتنعه ان اساس سيطرتها على الحكم هو التآمر على وحدة شعوبها و تقتيت وحدتها و اضعاف هويتها الوطنيه و لو ان الاموال و الجهد اللذان بذلا لتفتيت الشعب و تكبيله بولاءات ضيقه بذلت من اجل نموذج وطني مدني لاستطاعت كل الانظمه البائده حماية نفسها دون نقطة دم بأعتبار انها خيار الشعب و حاضنة امانيه و منبت اماله فالناس لا يثورون ضد من يخدمهم و لا ضد من يعمل لأجل رفاههم و كرامتهم و امنهم , بل على العكس من ذلك فأن الشعوب ستثور لحماية هذه الانظمه و ليس للخلاص منها .
اقول هذا الكلام المختصر لأني اكتب على واجهة قلبي " لا للعشائريه ... لا شمال و لا جنوب , عاش الاردن حرا " .