احتفالية الأخوان المسلمين .

السبت , 27 نيسان/أبريل 2024

احتفالية الأخوان المسلمين .

بقلم : ضيف الله قبيلات
25-04-2015 10:12 AM
تحتاج الحياة الانسانية إلى عاملين أساسيين لسلامتها و سعادتها العامل الأول هو القانون أما العمل الثاني فهو القوة التي تحمي هذا القانون ، فبغياب القانون أو تغييبه تنفرد القوة بالحياة وهذا يعني الاستبداد و الظلم ، و بغياب القوة يتعرض القانون للخرق و الاعتداء و يصبح بلا فاعلية ولا احترام فتعّم الفوضى ، و هذا ما حدث مؤخرا مع شعائر و تعاليم و أحكام الأسلام إذ غابت قوة الدولة الاسلامية فتعرضت شعائر و تعاليم و أحكام الاسلام مصدر سعادة الناس للخرق و الاعتداء و عدم الاحترام حتى أن الذات الالهية و أسم المصطفى صلى الله عليه و سلم و سيرته تعرضت للسّب و الشتم و القدح و السخرية و عدم الاحترام .
و يحضرني هنا قول لزعيم عربي معاصر مخلوع في معرض رده على أحد أبناء شعبه و يدعى حميد الذي قال للزعيم أنّ البلد فيها قانون و يحب عليك احترامه ، قال الزعيم المخلوع : ' مابش قانون يا حميد .. أنا القانون ' .
لجأ مؤخرا بعض الزعماء لاستحداث قوانين لحمايتهم و حماية حاشيتهم من أية أعمال شعبية أو حتى أقوال أو شعارات لكي لا يصنفهم المجتمع الدولي و منظمات حقوق الانسان بأنهم يعتدون على الحريات العامة للشعب ، لكن الهيئات الدولية اعتبرت أن هذه القوانين المستحدثة جائرة و هي التفاف على القانون الدولي و تضييق على الحريات العامة للناس .
مع أن القوانين الوضعية هي سبب معاناة الناس و شقاءهم لأن هذه القوانين أدت إلى انتشار جرائم القتل و السرقة و المخدرات و الفساد الأخلاقي و المالي و الأداري إلا أن الجميع في ظل الغياب القسري لأحكام الأسلام مضطرون للتعايش مع القانون الوضعي و يردد الجميع أهل الحق و أهل الباطل معا عبارة ' ضرورة احترام القانون ' حفظا للأنفس و الحقوق قدر المستطاع حتى يأذن الله للناس بقانونهم الذي كتب لهم .
في الأول من أيار القادم تقيم جماعة الأخوان المسلمين احتفالها بمناسبة مرور سبعين عاما على تأسيسها ، فقد حصلت الجماعة على ترخيصها الأول عام 1946 م كجمعية ثم قامت بتعديل قانونها الأساسي و حصلت على ترخيص جديد من رأسة الوزراء في عام 1953 م بأسم جماعة الأخوان المسلمين كجماعة شاملة ومنذ ذلك الحين و ترخيصها ساري المفعول منخرطة في الحياة العامة وفق القانون حتى يومنا هذا .
معلوم في القانون أن الترخيص لأية جهة كانت لا يمكن سحبه أو إلغاؤه إلا بحكم قضائي و بما هذا لم يحدث فأن ترخيص جماعة الأخوان المسلمين يظل قائما ساري المفعول إلى ما شاء الله بحماية القانون .
و هذا ما سبق و أن أكّده رئيس الحكومة لوسائل الأعلام أكثر من مرة و في لقاءه بقيادة الجماعة .
في ظل حماية القانون أعلنت الجماعة عن موعد إقامة مهرجانها الأحتفالي وفق القانون و بعلم الجهات الرسمية .
كما أنه لم ولن يؤثر ما قام به السيد عبد المجيد الذنيبات و العشرة المنشقين معه على الوضع القانوني السليم للجماعة القائمة المرخصة منذ سبعين عاما ، مع أن له كل الحق هو و غيره من الناس أن يرخصوا جمعية و جمعيتين و ثلاث بالاسماء التي يريدونها لكن بعيدا عن أسم ' جماعة الأخوان المسلمين ' لأن هذا الأسم هو حق محفوظ و حصري لهذه الجماعة يحميه القانون الأردني .
بحسب القانون الذي يحرص الجميع على احترامه لن تقوم الحكومة على منع احتفال الجماعة ، ولو كان لدى الحكومة سند قانوني لذهبت إلى إلغاء الترخيص و ليس فقط لمنع الاحتفالية و ذلك عن طريق القضاء الذي يملك الحق في موافقتها أو ردها ، ولا أستبعد أن تكون الحكومة قد ناقشت هذا الأمر مع مستشاريها القانونيين فنصحوها بعد السير بهذا الطريق لأن الوضع القانوني للجماعة سليم مئة بالمئة .
أما تصريحات الداخلية فهي خارج إطار القانون و خارج إطار القضاء لأن وظيفة الداخلية محصورة فقط بتنفيذ الأوامر التي تصدر إليها من السلطتين التشريعية و القضائية و بما أنه لم بصدر من هاتين السلطتين حتى الآن قرارا أو حكما يخص جماعة الأخوان المسلمين تبقى تصريحات الداخلية من باب سياسة التشويش المعتمده مسبقا ضد الجماعة كمحاولات مستمرة لإضعافها و لتخويف جمهورها الواسع العريض و يدلك عليه هذا الفوز الساحق المتلاحق لأعضاء الجماعة و المتحالفين معها في انتخابات كل القطاعات .
وربما تقصد الداخلية من تصريحاتها من باب سياسة التخويف التأثير على الحضور الجماهيري لهذا الأحتفالية و قد لمسنا هذه السياسة سابقا أيام الفعاليات الكبيرة للحراك الشعبي فقد كان دائما اعلام الداخلية يسبق الفعالية ببعض الأخبار الدعائية التخويفية للتأثير على حجم الحضور الجماهيري و قد تعود الناس على هذا الأسلوب و يعرفون أبعاده .
نبارك للأسد في عرينه الفارس الأردني القائد والزعيم الأسلامي زكي بني ارشيد و لجماعة الأخوان المسلمين احتفالهم بحصاد السبعين و هذا البيدر العظيم من العطاء و الإنجاز و نهنئ جمهورهم الأردني الواسع العريض بهذه المناسبة التاريخية المباركة و اسأل الله تعالى العزة و المنعه للأردن و أهله دائما أبدا .