أضف إلى المفضلة
الأحد , 28 نيسان/أبريل 2024
الأحد , 28 نيسان/أبريل 2024


إلى الشباب والشيوخ في صف الجماعة وأطر الجبهة التزموا أدب الخلاف وخُلُق الانصاف

بقلم : سالم الفلاحات
05-05-2015 05:59 PM
كنت قد شرعت بكتابة مقال تحت هذا المضمون وقد وقع بيدي هذا المقال الأبلغ والأنفع والأصدق الذي كتبه شاعر الأقصى يوسف العظم رحمه الله رحمةً واسعة قبل أثنين وعشرين عاماً.

في دوامة الخلاف الذي حدث والمناقشات الحادة التي وقعت بين فريق من الإخوة، فريق سمَّته الأقلام الشامتة حمائم، وفريق سمته الصقور، كنت أتابع عن كثب الرفق الذي يبيه أصحاب الرفق، والحدّة التي يظهرها أصحاب الحِدّة، وأنا أعلم عن ثقة أن بعض هؤلاء وأولئك كان في غير الموقع الذي هو فيه الآن لقناعة وقعت له وحجة ووجه بها فانتقل عبر الحوار والممارسات الطويلة إلى الموقع الذي صار فيه الآن مدافعاً عن كيان الجماعة أو الحزب باللين والحكمة والموعظة الحسنة، أو بالشدة والحزم الذي أتسمت به سيرته وعرف به طبعه – وكنت أخرج في كل موقف يتم أو حادثة تقع بقناعة رسخت وتبلورت خلال ام يقرب من نصف قرن عشتها – منذ صباي – في صف الجماعة أن الصف إلى التام وأن الجماعة إلى وحدة مهما اشتد الخلاف أو علت نبرة الحوار.

هذا رأي الذي عاش ما يقرب من نصف قرن في الجماعة صبياً وشاباً ورجلاً، صاحب رأي وموقف وموقع قرار فما بال الشامتين يتسابقون إلى التحليل وما بال الصحافة الملونة الملوثة المتبرجة العارية في سوق النخاسة الوافدة من خارج الحدود تتناول القضايا بنواياها المريضة وأهدافها الهابطة تحلل وفق هوى المنفقين عليها الممولين لها في شتى العواصم العربية والأجنبية ؟

وما بال الفرحين بما أصاب الجماعة، من تصدع موهوم وانهيار مزعوم تفرزه أقلامهم وهي تضخم أسباب الخلاف وتتمنى أن تتسع شقة الحوار ليصبح جدلاً بغيظاً مقيتاً، لا يجمع صفاً ولا يوحد كلمة وما دروا أن البيت الواحد ما زال قوي الأركان، متين البنيان في هذه الجماعة وأن الأمر لا يعدو أن (قطارها) السائر نحو الغاية قد غادره فريق من الإخوة الأحبة لم يعجبهم بطء القطار أو سرعته أو لم يرضهم (أمر) أتفق عليه أو (قضية) لم يرتضوا بها فاختاروا أن يغادروا مواقعهم من القاطرة حتى لا يعطلوا سيرها، والقافلة حتى لا يحولوا دون مضيها في طريق الجد والمثابرة والبناء والعطاء في جو من الشورى الراشدة في بلد (التعبية) و (الديمقراطية) التي بها يتغنون ولها يطبلون ويزمرون.

دعوتي الأولى.... للشباب من أبناء هذه الجماعة التي ما عرفتها يوماً إلا راشدة ولو أخطأت في بعض المواقف، وما دعوت قادتها يوماً إلا بالحكماء ولو نالني من بعضهم ما يملأ النفس بالأسى ولكنها الدعوة الأغلى والكلمة الأعلى دائماً المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم، هي التي توقفني في الصف فلا أخرج منه، وتدعوني لقول كلمة الحق ولو أغضبت الكثيرين.

يا شباب الدعوة والجماعة والجبهة، أرقبوا القادة يجتهدون في الرأي، ويختلفون حول بعض المواقف، والتزموا بالخط الذي به تثقون ولا يتسرب إلى قلوبكم اليأس أو إلى نفوسكم الضعف والخور، فلقد دب بين الصحابة من قبل – وهم من تعرفون – خلافٌ على مواقف متباينة وفي آراء متضاربة ولكن دعوة من آية كريمة أو حديث نطق به رسول الله صلوات الله عليه تعيد الناس إلى رشدهم وترجع المختلفين إلى سواء السبيل، والدعوة التي نحب جميعاً أغلى علينا من الأشخاص مهما تقدمت بهم السن أو كبر بهم القدر أو علت بهم المكانة.

كونوا مع الصف ومع أجماع الجماعة فالجماعة لا تُجمع على باطل ولا تتفق على ضلال.
ودعوتي الثانية... إلى الشيوخ في هذه الجماعة من الفريقين الودودين الذّيْن أكن لهم ما يعرفون وأحمل لهم جميعاً ما يجهل بعضهم من الود والمحبة والاحترام والتقدير.

إلى الشيوخ أقول مذكراً بأن الجدل الذي يدور، قد ينتصر فيه فريق ويعلو فيه مجادل ولكنّه لن يكون الأعلى 'يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون'.

ودعوتي الثالثة.... للشامتين من خصوم دعوة الحق والقوة والحرية.. المتربصين بها الدوائر، لا أقول أني أرثى لحالكم، ولما ستؤول إليه تحليلاتكم من بوار، ولكني شامت بكم وبفساد رأيكم وخطل ما ترون، فالجماعة قوية لا تزعزعها الاجتهادات، والبنيان متين لا تقوضه الآراء المتباينة، ولكنها زلات اللسان التي قد تقع بين المؤمنين من الناس والحكماء من الجماعات فتمسحها دمعة الخاشعين وسجدة الساجدين الذين يتلون في صولاتهم، واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، ويذكرون قول نبيهم صلوات الله عليه: 'مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا أشتكى منع عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى '.

ويرددون في أدبياتهم قول الإمام الشهيد حسن البنا يوم حاول المفسدون أن يهدموا صف الجماعة ذات يوم: والله إني لا أخشى عليكم الدنيا لو اجتمعت ولكني أخشى عليكم أنفسكم.



رحمك الله أبا جهاد دعاء فهم، ولسان حق، وقمة ذوق، رفع الله درجتك في عليين . .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-05-2015 09:38 PM

سماحتك مع أي فصيل هل انت مع فصيل همام ام فصيل ذنيبات ام فصيل زمزم

2) تعليق بواسطة :
04-05-2015 07:33 AM

يبدو ان الاخوان قد تمزعوا وتمزقوا وفي طريقهم الى التلاشي و الشاظر يكسب ارثهم المادي و ورثتهم هذه في طريقها الى النهب

3) تعليق بواسطة :
04-05-2015 12:18 PM

معاليك وعطوفتك لاتشبه قادة الاخوان بالصحابه فالصحابه اجل وانقى واتقى وينامون جوعى لأسعاد الناس ولم يتبعوا تقية المجوس ليخاطبوا بها الناس انت يا سالم تعرف جيدا ان همام جيش الاجنحه الثوريه ضدك ولا زلت تبوس الايادي وتخاف على همام من التجريم والحكم الذي يدينه خطابك يجب ان يتغير كي نسمعك جيدا وان تكون منصفا بوجه واحد وان لاتداهن او تباطن من اجل كسب جميع الاطراف ولا تقف على مساحه واحده من هاؤلاء القاده . د ذنيبات تعرفه وما حدث معك بعصر همام وعتمته لن يحدث معك بعصر الذنيبات لان وجهته واحده

4) تعليق بواسطة :
04-05-2015 02:42 PM

احترم ما يقوله وما يتمناه الشيخ في المقال . لكن الواقع أن الفصيل المنشق سيستحوذ على كل شيء ويبقى الفصيل يصارع في شمجرد شرعية وجوده كحزب . ومن يسمع همام سعيد يدرك أنه يواجه المشكله بالسكوت ودون أي فعل سياسي أو اداري فكيف ستكون عليه النتيجه .

5) تعليق بواسطة :
05-05-2015 09:14 AM

لقد عرف الشعب الأردني ماهية الجماعة ولم تعد تنطلي علية الكلمات المعسولة ظاهريا وباطنها سم زعاف ولماذا العودة الى مقال مضى علية خمسون عام قبل سنتين كان خطابكم ناريا وشعاراتكم لم يجرؤ انسان واحد على الأرض الأردنية برفعها اضافة الى العرض العسكري ولبس ثوب الحمل الوديع اليوم لا يفيد حيث انكشفت الوجوة على حقيقتها وعرف الشعب ايضا طبيعتكم الانقلابية وهذا المقال ما هو الا محاولة انقلاب على الانقلاب

6) تعليق بواسطة :
09-05-2015 12:36 PM

حكيم ايه الفهيم والشيخ الجليل

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012