أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


عمل ذوي الإعاقة بين النهج القانوني والإنساني!

بقلم : منصور محمد الهزايمه
20-05-2015 10:13 AM
ما زال حق العمل لذوي الإعاقة يعتبر طموحا ليس في متناول اليد دائما أو من السهولة تحقيقه وعندما تتحدث إلى الجهات ذات الصلة تجد أن النظرة إلى عمل هذه الفئة ما زالت يعتريها الشك بحقهم وقدرتهم على القيام به كما الأخرين بل أن هناك من يربط بصورة فجة بين الإعاقة مهما كان نوعها والتخلف الذهني وهذا يطرح من جديد قضية الوعي لدى المجتمع.
عندما نتحدث عن توظيف ذوي الإعاقة يجدر بنا التواصل مع الجهات والافراد الذين هم على تماس مباشر بهذا الشأن والذين لا يألوا جهدا لتوصيل رغبات وطموحات هذه الفئة في العمل.
لم نجد في هذا المقام من هو أقرب وأفضل من اللجنة التطوعية القطرية لتوظيف ذوي الإعاقة ممثلة برئيسها السيد خالد الشعيبي وأصحاب الشأن أنفسهم.
في اتصال هاتفي مع السيد الشعيبي أجاب الرجل على تساؤلاتنا بكل رحابة صدر ودون تحفظ وقد أثرنا معه كل ما يتصل بعمل هذه الفئة من هموم وشجون.
أشد ما أثار اهتمامنا في هذا الحوار أن رئيس اللجنة ما زال يشكو أن الوعي بقدرات وحقوق هؤلاء لم يتجذر بصورة كافية في المجتمع وأن نظرة العطف والشفقة ما زالت سائدة لدى كثيرين وهو ما سمعناه أيضا في لقائنا بالسيدة أسماء المهدي مديرة شؤون الطلاب في معهد النور للمكفوفين.
وعندما سألناه عن مدى تفعيل الناحية القانونية تجاه عملهم أجاب بأن بعض الجهات تتفهم هذا الجانب وتلتزم به وتقدم يد العون والمساعدة لكن ما زال هناك جانبا لا باس به لا يقتنع بدور هؤلاء كقوة منتجة يمكن كغيرها أن تساهم في تحقيق الأهداف.
وعن الإشكالات بين الجانبين المعوقين وجهات العمل وكيف يتم حلها قال: يتم ذلك عبر تواصلنا مع المؤسسات وكذلك من خلال علاقاتنا العامة يمكن أن نحل مثل هذه المشاكل.
تبين لنا أيضا من خلال حديثنا مع بعض العاملين من ذوي الإعاقة أن بعض المؤسسات تسعى بصدق لتذليل العقبات إلى اقصى حد وإنجاح عمل هذه الفئة من خلال التدريب وتوفير البيئة المناسبة بل وشراء الأجهزة الثمينة اللازمة لتسهيل عملهم بالمقابل فإن هناك من المؤسسات من لا يقدم شيئا ويرى في عمل هؤلاء عبئا لا يتجاوز الاعتبارات الإنسانية تتمثل في راتب مدفوع.
والتزاما منا بالموضوعية والحياد نرى أن اللوم لا يقع دائما على المؤسسة أو صاحب العمل بل إن جانبا منه يقع مباشرة على كاهل الطرف الأخر أي بعض المعوقين.
ففي الوقت الذي يبدي فيه كثير منهم الطموح والرغبة في العمل الجاد والمنتج وهو يتحدى بذلك إعاقته ومجتمعه فإن البعض يسعى لتسويق إعاقته ويسعد بكسب عطف الناس ولا يريد من العمل أكثر من راتب مدفوع في نهاية كل شهر يمكن أن يقبل به جالساً في البيت.
لا شك بأن وضع المعوق في قطر هو أفضل حالا من غيره يعود ذلك لعوامل موضوعية معروفة لكن يقوم على رأسها إيمان القيادة الراسخ بقيمة الإنسان الذي يعتبر أداة التنمية وغايتها وأن فئة ذوي الإعاقة أساسية في بنية المجتمع ينبغي أن ينظر اليها كطاقة منتجة غير معطلة.
في لقاء بأحد المقيمين من الأخوة السعوديين يقول إن وضع هذه الفئة في قطر يعتبر مثاليا ويقارنهم بنظرائهم في السعودية فيرى فرقا كبيرا -ونحن هنا نقدم امثلة لا غير-حيث أن المعطيات تتفاوت من بلد لأخر.
ولدى سؤال السيد الشعيبي عن درجة رضاه عن عمل اللجنة التي يرأسها أجاب: اشعر بكل الرضا حيث عملت اللجنة على توظيف المئات منهم وزاد التعاون مع اللجنة في أخر ثلاث سنوات من عمرها الذي ناهز اليوم السبع سنوات.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012