أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


ادهم الغرايبة يكتب : عروبة " الفيفا " !

بقلم : ادهم غرايبة
30-05-2015 03:09 PM
ما أن أُعلنت نتائج إنتخابات الإتحاد الدولي لكرة القدم , و انسحب الأمير علي بن الحسين من جولتها الثانية , حتى رمى قطاع عريض من الاردنيين يمين الطلاق على عروبتهم إحتجاجا منهم على دعم بعض إتحادات الكرة العربية ل ' جوزيف بلاتر ' الرئيس الحالي و المرشح الذي نافسه الأمير علي !

هكذا إذن , نلقي نظرة الوداع على عروبتنا بغير اسف لمجرد أن مرشحنا في إنتخابات إتحاد الكرة العالمي لم يحظ بدعم مطلق من كل الإتحادات العربية التي فضل ' بعضها ' لأسباب رياضية بحتة – غالبا - دعم ' بلاتر ' . فيما لم يسأل هؤلاء عن حال العروبة اليوم و هي تتلقى طعنات و رصاصات ابناءها في سوريا و العراق و اليمن و ليبيا!

إذا كان هؤلاء المتحمسين للفوز بمنصب عالمي مرموق يتبرؤون من عروبتهم لمجرد خسارة المنصب , فما حال ملايين المهجرين و الجائعين و الجرحى و الارامل و الأيتام من ضحايا ذوي القربى من ابناء ' عروبتهم ' ؟!

تريدون خلع عروبتكم لأن الاتحاد الكويتي و القطري و الفلسطيني لم يصوتوا للأمير علي ؟! حسنا , الإتحاد الاردني لكرة القدم ذاته لم يدعم المرشح القطري ' محمد بن همام ' لموقع رئاسة الفيفا في الإنتخابات السابقة , فما رأيكم ؟! لماذا يتوجب عليهم دعمنا و لا يتوجب علينا دعمهم ؟!

تشتمون الكويتي ' احمد الفهد ' لمجرد ان له رؤية مختلفة و من حقه – على أسس ديقراطية تقول جهات رسمية اردنية انها تنتهجها ! – أن يدعم مرشحا أخر . فلتتحملوا اذن قرار طرد الجالية الاردنية في الكويت سيما ان الجمهور الاردني يسيئ للكويت دوما كلما لعب منتخبها او احد أنديتها في عمان , برغم ان الكويت لن تفعل ذلك حتما , و تدعم الاردن بمئات الملايين التي لا نعرف اين تصرف , و هذا ليس ذنب الكويت !
تشتمون ' جبريل الرجوب ' و تخلعون عنكم عروبتكم لمجرد أنه لم يصوت للأمير علي ؟ّ! , حسنا من أعطى هذا ' العصفور ' الجنسية الاردنية ؟ و من يستقبله بمواكب رسمية بعمان ؟! و هل أن صوت الرجوب وحده هو ما منع فوز الامير علي ؟! و لماذا يستغل جحود ناكر الجميل هذا ليتم تعميمه بشكل غير منصف ؟!

من حق الأمير علي أن يترشح, و من حق الأخرين أن يصوتوا له او ضده . لكن ليس من حق أحد أيا كان أن يغامر بعلاقاتنا مع الدول العربية عامة و الخليجية خاصة من اجل ' الفطبول ' ! , الا نتحدث هنا عن إنتخابات أساسها الديمقراطية و حق الإختيار؟! . الذين لم يصوتوا للامير أعلنوا ذلك مسبقا و لم يغدروه , صدقوه القول منذ أن أعلن الأمير رغبته بالترشح , و اوضحوا له أسباب ذلك , و لا علاقة للأمر بنقص هرمون العروبة لديهم , و لا لعيوب قومية , و لا إنتقاصا في شخصية الامير و سمعته و لا كرها بالاردن , بل لأسباب يعتقدون انها ' فنية ' محضة.
مثلما ان بعض الاتحادات العربية لم تصوت للامير علي فإن بعضها قد صوت و بذل جهدا كبيرا لدعمه , فلماذا نتذكر اؤلئك و ننسى هؤلاء ؟ و ما رأي الناس بدعم سوريا و ايران للأميرعلي ؟!

لا أتبرم للدفاع عن كل المذكورين أعلاه لسواد عيونهم للعلم , أنا ادافع عن صورة الاردني و مصلحته التي أسهم هو ذاته في تبهيتها حينما يعفي نفسه من الفكير المنطقي الهادئ و ينخرط في عصبية هوجاء غير مدروسة و ردات فعل بدائية . برغم أني فعلا أحتقر اؤلئك العرب الذين بالغوا بابتهاجهم بفوز ' بلاتر ' و اهدوه سيفا مذهبا , دون أن يعرف هو ذاته ان سيوفنا أصبحت تشرع إما لذبح بعضنا البعض او للرقص !

علاقاتنا مع الدول العربية عموما – و الخليجية خصوصا – يجب ان يتم الكلام عنها بحرص شديد . مرفوض هذا النزق و غير محمودة دعوات التوتير التي ستضر بالاردن وحده و ستجعله اكثر عزلة و يرتمي بالاحضان ' الاسرائلية ' مرغما . المواطن الاردني يحظى بود خاص في دول الخليج, و قد انتزع هذا الاحترام لأنه كريم النفس, و يحترم عادات و تقاليد تلك البلاد , و يعمل بجد , و صاحب نخوة, و عليه ان يحافظ على تلك الصورة , لا ان يصبح عبثيا, و يخسر احترام الاخرين, فيما هو يوشك على ان يخسر بلده ذاتها !

الأمير علي شاب محبوب لقطاع واسع من الأردنيين , قريب من القلب , من حقه أن يطمح بزعامة الإتحاد الدولي, و انسحابه مدروس , و يحسب له . لكن مع ذلك كي ننجح في المرة القادمة – و أنا امل الا يصاب الأمير بالإحباط فيقرر عدم خوض التجربة مرة اخرى – يلزمنا مراجعة كل ما فات بهدوء , بعيدا عن ' التسحيج ' الذي أنهك البلد برمتها , و خرَب تفكير أهلها و ساساتها , حتى بين لهم الباطل حقا فرزقهم اتباعه , و بين لهم الحق باطلا فرزقهم اجتنابه .

على مستوى الإتحاد الاردني لكرة القدم نحتاج لأشخاص يحترفون اللعبة و فن القيادة لا فن التملق , و نحتاج لإنتخابات حقيقة , و نحتاج لطول نفس, و حملة بحث عن مواهب كروية يقتلها التجاهل و غياب الدعم و نحتاج لعقل علمي منهجي . ما رأي سمو الأمير بأداء القناة الرياضية – مثلا - و المعلقين فيها ؟!!

على مستوى البلد نحتاج أيضا لثورة بيضاء – نادى بها الملك ذاته - , تعزل و تحاسب فيها كل الأسماء التي لوثت الحياة السياسية و نهبت مقدرات البلد لتنخرط ' الدولة ' في اعادة بناء هيكلها على اسس العدالة الاجتماعية و الإنفتاح الثقافي و السياسي و الديني , فيعود الاردني الي سابق عهده و لصورته الجميلة التي رسمها هو ذاته بالوان الوفاء و احترام اخوانه العرب و يحظى بكل دعمهم .

العروبة – التي خلعها بعض شباب الاردن المتحمسين – ليست قميصا نخلعه حينما يتسخ او يضيق او يبهت لونه , العروبة قدر, و شرف , و فخر , رسخه الإسلام ذاته فنزل القرآن عربيا , و خاتم الانبياء عربي النسب . علاقة الاسلام بالعروبة هي علاقة الدم بالشرايين . كل ما يحدث اليوم في وطننا العربي سببه غياب الروح العروبية و ليست العروبة سببا فيه على ما يتحفنا به غلاة البلهاء الذين يعلوا صوتهم . لو أن العروبة هي السائدة اليوم لما اُحتل العراق , و لما ذبحت سوريا بسكاكين نحو مئة جنسية تفد اليها من الإرهابيين بتمويل عربي لا يعرف من العروبة الا لغتها فقط . لو ان روح العروبة هي التي تسود بيينا لما تذابحنا على أسس طائفية و دينية و مناطقية .

يا للعار , نخسر عروبتنا لمجرد أننا خسرنا فرصة الفوز بمنصب دولي ! و من المدهش حقا اننا نجد قبولا بنتائج الإنتخابات من الأمير علي بن الحسين نفسه , فيما تنفلت إنفعلات الأخرين لأسباب متنوعة !

أغلب هؤلاء الذين خلعوا عروبتهم من المتحمسين لترشح الامير علي لم يتحمسوا له من باب انه ' اردني ' فحسب, لا بل لكونهم ضد الفساد المستشري في الفيفا في زمن' بلاتر ' على حد زعمهم, مع ان هؤلاء ذاتهم – سبحان خالقهم – لا يجرؤون على التهامس فيما بينهم على الفساد الفارد عضلاته في بلدهم التي هي أولى بهم !

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
30-05-2015 04:33 PM

دول العرب وبالأخص الخليج غدرت بنا ودعمت الفاسد بلاتر
لأنهم فاسدون دعموا فاسدا

أقول للكاتب مواطنون بين الدول العربية كانوا يتمنون فوز الأمير علي ولكن حكامهم لا يتمنون للأردن الخير
ويبدوا أن الكاتب لا يعرف كثيرا عن الرياضة فمحمد بن همام القطري لم يترشح فتم سحبه لانه فاسد
فكيف تقول أن الاردن لم تدعمه

قطر دائما حكامها الانقلابيون ضد الاردن والعرب

2) تعليق بواسطة :
30-05-2015 05:00 PM

عندما ترشح أحد أمراء الاردن لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة قطر لم تصوت له
سؤالي للكاتب هل هذا شأن رياضي

الاردن قدم كل شيء الخليج وقوات الدرك الاردنية متواجدة في الكويت والبحرين لحمايتهم من التمدد الفارسي

لكن الاردن أحتاج العرب في صوت فقام العرب والخليج بخذلان الاردنيين فماذا لو احتجناهم في أمر اخر

شكرا لمصر واليمن وتونس الجزائر على وقوفهم معنا

3) تعليق بواسطة :
30-05-2015 06:04 PM

أخي أدهم لقد جانبت الصواب في هذا المقال .. كلنا عتب على الاتحادات العربيه التي لم تعطي صوتها للامير على ودعمت عجوزا تدور حوله شبهات فساد ... نعم عتبنا كبير ونشعر بمرارة الخذلان من أبناء جلدتنا .. ليس شأنا رياضيا كما تقول ولكنه إلتزام أخلاقي وعروبي كنا ننتظره من الحاقدين والجاحدين

4) تعليق بواسطة :
30-05-2015 06:15 PM

تربت يداك بابناخي أدهم على هذا المقال العقلاني الذي حيدت به قلبك واستعملت عقلك لتفرمل به عواطف العاتبين الغاضبين من جحود الأشقاء
على رأي الشاعر:
وظلم ذوي القربى أشد مظاظة
على المرءمن وقع الحسام المهند.
وعلى رأي المثل (الزعل على قد العشم)
فجمهورنا الأردني المبتلى بحكومات أورثته الفقر والضنك وقهرته بلقمة عيشه عندما فتحت الباب على مصراعيه
لكل عابر سبيل في أن ينافسه أو يقصيه
في وطنه على الوظيفة والمسكن والصحة والتعليم وغيرها من أمور الحياة وجدها فرصة لينفس عن غضبه على العرب
ودق في أقربهم إليه الشعب الفلسطيني
وممثله العصفور جبريل الرجوب صاحب المواقف في كراهية كل ما له
صلة في الأردن.

5) تعليق بواسطة :
30-05-2015 06:27 PM

علما أن هذا الرجوب لايمثل إلا ثلة من أمثاله من الكارهين للأردن ومنهم من طرد هليل من الأقصى وتصدي لسمير الحباشنة وزير داخليتنا الأسبق ومن حطم لوحة إعمار الصخرة التدكارية وكل هؤلاء لايمثلون الشعب الشقيق بل شريحة منه تكره نفسها وعلى رأسهم هذا الرجوب الذي سلم مناضلي حماس في محبسهم لاسرائيل.
التعميم مرفوض لكي لايسعد المصطادون في الماء العكر لإيقاض فتنة في هذا الظرف الصعب الذي تمر به الأمة.

6) تعليق بواسطة :
01-06-2015 12:14 AM

أخي أدهم تحليلاتك منطقية جدا ذات نظرة واسعة بعيدة عن التفكير الضيق .
كل مرة أقرأ مقالاتك نثبت لي فيها ان الكبير كبير .. و بالفعل انت كبير وأصيل بارك الله بك يا ابن الأردن البار.

7) تعليق بواسطة :
01-06-2015 03:05 AM

الرياضة هي السياسة والسياسة هي الرياضة نعم نحن ضد التعميم لكن موقف قطر والكويت وفلسطين موقف مخزي مع احترامنا الشديد لوقفة اخوانا الاتحاد السعودي رغم ان ماحدا طلب منهم التصويت للامير ولم يزرهم احد لكسب صوتهم الا انهم اعطو الصوت دون طلب هكذا هم الرجال وقت الشدائد تعرفهم

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012