أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 30 نيسان/أبريل 2024
الثلاثاء , 30 نيسان/أبريل 2024


من الخاسر في انتخابات الفيفا ؟؟

بقلم : المهندس سليمان عبيدات
31-05-2015 09:58 AM
بعد اغلاق صفحة الانتخابات على امبراطورية ' الفيفا ' وعودته امبراطورها جوزيف بلاتر على رأسها ، بالرغم مما كشفته التحقيقات الامريكية من قضايا وملفات فساد كبرى داخل الفيفا ، و استدعاء تسعة من كبار قياداتها المتهمين من قبل الشرطة الامريكية .
ان الكثير من ابناء الشعب العربي تلقى صدمة من بعض التصريحات و المواقف العلنية لرؤساء اتحادات عربية تدعم بلاتر الرئيس القديم الجديد ، ضد المرشح العربي الوحيد الذي صمد امام الامبراطور ، وخرج سالماً معافى لديه العزيمة و التفاؤل ، و الايمان بمبادئه و اهداف هذه المؤسسة لخدمة الكرة العالمية .
وعلى المستوى الداخلي ، فقد تلقى الشعب الاردني بكل مكوناته و فئاته ، هذه المواقف و التصريحات بمرارة شديدة و بغصة ، كيف لا ، و هو من وقف الى جانب اشقائه و أصدقائه في كل الاوقات ، و تقاسم معهم لقمة عيشه دون منة ، و رغم شُح الامكانات و ضيق اليد ، فقد قدم الغالي و النفيس و ما زال يقدم و لن يتغير ، فهذا قدره و تلك هي عقيدته .
أن الخاسر في هذه الانتخابات ليس الأمير علي ابن الحسين ، و أنما العرب أنفسهم الخاسر الأكبر في المرتبة الأولى ، و هي خسارة مدوية و خطيرة في توقيتها و على كل الصعد ، و الثانية ، خسارة عالمية لفكرة الإصلاح والتغيير لما تعفن وفسد مهما كانت الأسباب موضوعية و ملحة ، و الثالثة ، أنتصار الفساد كمؤسسة و منظومة عمل عالمية ، لها رجالاتها و قوانينها و مؤسساتها ...
تجربة تستحق القراءة و التحليل و التروي في اتخاذ القرارات بعقل مفتوح ، و ليس بنظرة اتهامية متشنجة ، فالتشنج أسلوب لا يحل مشاكل ، بل يُعقدها و يخلط الأوراق ليصعب حلها ، و نحن العرب لا ينقصنا كي نزيد البؤس بؤساً آخر ، ولا نحول الخلاف الى فرقة و تشرذم في هذه الضروف القاسية و الصعبة ، وكي لا تنقلنا هذه المواقف الى فشل و يُبنى علية فشل تلو فشل ، يجب أن يبحث الجميع العربي و بمنتهى الصدق و الصراحة ، اين اصبنا و أين أخطأنا على المستوى الداخل العربي و أين اخفقنا على المستوى الخارجي ، كي نستطيع أن نتحلل من هذه الازمة ، ونبدأ سوياً بالتخطيط لمستقبل أفضل ...

و لكن و حتى نسير باتجاه ايجابي للحل و بإرادة صادقة ، يجب دراسة الأسباب و المبررات التي دفعت الاتحادات العربية لمثل هذه المواقف و بالعلن ، فمثل هذه الموقف تضعنا في مفترق طرق إذا توقفنا عندها ، فبمجرد كسر الحاجز النفسي وحده و الوقوف بهذه الصراحة المتناهية ضد مرشح عربي هي بداية لا تبشر بالخير ابداً ، رغم أن رجال السياسة سبقوا لها وفي مواقف ابشع منها .
فمن أجل أن يبقى الأمل في عمل عربي مشترك في المستقبل ، وفي مجالات أهم و أكبر من انتخابات الفيفا ، و أيضاَ للتشاور و التعاون داخل الفيفا ، فقد أصبح من المهم أن يكون العنوان الأساس للعمل العربي المستقبلي و نبراس التعاون و التفاهم على المدى القريب و البعيد للمرحلة القادمة هو 'المصارحة و الوضوح و المكاشفة و حسن النوايا و التضامن و قبول الآخر برضى' ، و القبول 'بما له و ما عليه'، بما له من حق و ما عليه الوفاء به من حقوق .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012