أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


الملك واستقطاب الكفاءات

بقلم : ايمن المعايعة
02-06-2015 10:40 AM
ان رسالة جلالة الملك لرئيس المؤسسة العسكرية لاستقطاب الكفاءات وتدريب الكفاءات وتصديرها للوطن هي رسالة للحكومات المتعاقبة وللوزراء المتعاقبين لا بل للقطاع الخاص كذلك.
كاني اسمع جلالة الملك يقول لا للتعينات على اسس المحاصصة والجهوية والعشائرية ولا على المنابت والاصول ولا على مقولة هذه اوامر من فوق او اعذار لم تعد تغني او تسمن من جوع كالقول ان التعيينات لاساب سياسية وكاننا اختصرنا الاخلاص في عديم الكفاءة صاحب الدعم واهملنا الكفؤ والمخلص ابن الشرطي والمعلم والمزارع وسائق التكسي.
إن كل من ينادي بالتعيينات على مبدأ غير الكفاءة الخالصة هو يعاني من مرض ويستحق العلاج وهو اعتراف انه لا يملك المؤهلات التي تمكنه من المنافسة لذا لجأ فجأة لتعويض نقصه بالانتساب للعائلته ولمنطقته!!
عندما بدأت سنغافورة رحلتها بدأتها بخلق الانسان المنتمي وادركت ان الانتماء لا ياتي الا من خلال تساوي الفرص والعدالة وان التجارب السيئة لا تكرر وان اجترار الماضي هو عجز ومرض.
لقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم بما معناه 'ان الساعة تقوم حينما تُضيع الامانة والامانة تضيع حينما يوسد الامر الى غير اهله' وهذا تماما ما تم فعله في الاردن وهو ما يدعو الملك لايقافه وهو يصب فيما قاله رئيس الوزراء 'الاختيار السيء عئب على الدولة' فهل تمارس الحكومة ما تقول وهل يلبي الوزراء دعوة الملك ام انه سيصرون على اقناعنا ان الفيل يمكنه الطيران. البعض منهم قد يغطي شخصنته للامور بتغييرات لوجستية او تنظيمية ولكنه حينما ياتي للفرد يفشل فشلا ذريعا.
للاسف لقد ساعد المسؤلون والمجتمع فاقدي الاهلية لتصديق انهم قدرات يجب استثمارها وهم لم يتقنوا سوى بيع مؤسساتهم بثمن بخس لمؤسسات خارجية حتى اقتنعوا انهم خبراء دوليين وهم كزبد البحر سرعان ما يمكن كشف ضحالة قدراتهم. لقد ملئت جيوبهم بدنانير لم يحلموا بها وسافروا لمناطق لم يروها حتى بالاحلام.
احدهم اخبرني قصتين اود ذكرهم لكم: الاولى ان احدهم ادعى انه احضر دعما خارجيا لمؤسسته من خلال مشروع خارجي مشترك بقيمة مئات الالاف ولان من يسرد القصة يعلم ان الشخص الذي امامه لا يفقه شيء في موضوع المشروع المذكور فقام بالبحث والاستقصاء ليجد ان ما دخل المؤسسة لا يزيد عن عشرين الف دينار وتقل عن ما دخل جيب المذكور ناهيك عن السفرات وتركه مسؤلياته تجاه مؤسسته لفترات طويلة. والقصة الاخرى يقول انه كان من ضمن مرشحين لمنتخب ناشيء كرة القدم الاردنية قبل حوالي خمس وثلاثين سنة (يالله ما اطول عمر الفساد لدينا) فقام المسؤلون عن الاختيار باختيار معارفهم وطلبة مدارسهم وما كانت دعوة المنافسة سوى لذر الرماد في العيون وكانت النتيجة ان المنتخب خسر 13 مقابل صفر في بغداد!.
لا تكفي السيرة الذاتية المنتفخة والتي تدرج بها العاجز من موقع لاخر بالواسطة لاختيار كفاءات الحاضر والمستقبل الاردني علينا البحث بعمق عن صفات الذكاء والولاء الخالص لمؤسسته ولبلده وايثاره مؤسسته على نفسه وجهده عبر السنوات. علينا ان نقراء بين السطور وليس ما يكتب ويزين عليها. لا تتحثوا عن هجرة الكفاءات وانتم السبب لا تقتلوا المؤسسات الاردنية والوزارات والجامعات والهيئات وتبكوا عليهم دموع التماسيح والله على ما اقول شهيد.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
02-06-2015 01:56 PM

كلام رائع يتجسد في كل المؤسسات وخاصة وزارة التعليم العالي والجامعات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012