أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


الأمير علي .. قائد أمجاد الكرة الأردنية

19-07-2015 12:20 PM
كل الاردن -
لأنه يعشق كرة القدم التي شغلته وشغلها بآرائه وحكمته، ولأنه يمتلك الطموحات الواسعة والرؤية المستقبلية ، ولأنه تمسك بأمل إعادة الهيبة والمصداقية لكرة القدم في العالم، فإن للأمير علي بن الحسين رئيس الإتحادين الأردني وغرب آسيا حكايته الخاصة والمتواصلة مع كرة القدم، .
يعتبر الأمير علي بن الحسين صانع المجد وقائد الثورة المشهودة التي عاشتها كرة القدم الأردنية في العصر الحديث والتي كان من أهم ثمارها أن جعلت من منتخب النشامى علامة فارقة في سماء آسيا والعالم رغم محدودية الإمكانات وضعف البنية التحتية.

وتنبع هذه الثورة المشهودة التي قادها الأمير علي من مدى تعلقه الكبير بكرة القدم، هذه اللعبة التي سحرت غالبية سكان الكرة الأرضية، فضلاً عن شخصية الأمير الطموحة.

ولن ينسى عشاق كرة القدم الأردنية حينما تسلم الأمير علي في شباط / فبراير من العام 1999 دفة قيادة الإتحاد الأردني لكرة القدم من أخيه الملك عبدالله الثاني بن الحسين الرئيس السابق للإتحاد الأردني حيث تعامل مع هذه المسؤولية بجدية وحرص كبيرين ونظرة ثاقبة كاشفاً منذ البداية عن رؤيا جديدة وأفكار فريدة هدفت إلى البناء على المكتسبات التي حققتها الكرة الأردنية في السنوات التي سبقت توليه لهذه المهمة.

لقد آمن الأمير علي بن الحسين منذ اليوم الأول لتسلمه قيادة الكرة الأردنية بقدرات المواهب البشرية الأردنية مؤمناً عميق الإيمان بأن لا مستحيل في عالم كرة القدم طالما توفرت العزيمة والإرداة والطموح ، ولهذا عمل دون يأس أو كلل على توفير السبل الكفيلة بتحقيق نهضة مشهودة وبفترة زمنية معولاً على استراتيجية علمية واقعية ومدروسة كان لها انعكاسات مضيئة على كرة القدم الأردنية.

وكانت البداية مع قائد انتصارات وانجازات الكرة الأردنية في ذات العام الذي تسلم به الأمير علي دفة القيادة ، حيث كان الأردن يحثُ الخطى لإستضافة الدورة العربية التاسعة (دورة الحسين)، ويومها كان الطموح يرتكز بالمحافظة على لقب الدورة العربية بمسابقة كرة القدم بعدما حقق أول انجاز رسمي بتتويجه بذهبية الدورة العربية السابعة التي أقيمت ي بيروت.

ولقد كان منتخب النشامى عند عهد أميرهم بهم وبقدراتهم حينما تصببوا عرقاً وقاتلوا بشراسة واجتهدوا في سبيل المحافظة على اللقب الغالي وهو ما كان يتحقق لهم فعلاً ليصبح منتخب الأردن أول منتخب عربي يحتفظ بذهبية الدورة الرياضية العربية التي انطلقت أول مرة عام 1953.

وعلى هذا الإنجاز غير المسبوق، كانت طموحات الأمير علي بن الحسين تكبر أكثر من أي وقت مضى، فالمواهب الكروية الأردنية متوفرة وكل ما ينقصها هو الدعم والإهتمام والتعاقد مع الكفاءات الفنية الخبيرة التي تصقل هذه المواهب وتضع الخطط المستقبلية التي تقود الكرة الأردنية صوب طموحاتها.

وبعدما تربعت الكرة الأردنية على عرش الإنجاز العربي، أصبح الأمير علي بن الحسين يفكر بالسبل الكفيلة التي تضع الكرة الأردنية على الخارطة القارية والدولية، لينصب الإهتمام أكثر بالمنتخبات الوطنية التي شكلت معياراً رئيسياً للنهوض بكرة القدم الأردنية، وقبل ذلك تم في العام 2001 إنشاء مقر نموذجي للإتحاد الأردني لكرة القدم مزوداً بمركز للياقة البدنية والتدريب، ليكن شاهداً على عصر الثورة الحقيقية لكرة القدم الأردنية.

وقام الأمير علي بالتعاقد مع مدربين أشرفوا على قيادة منتخب الأردن ، فكانت البداية مع اليوغسلافي برنكو ومن ثم الأرجنتيني الراحل ريكاردو كاروجاتي وبعدها مع اليوغسلافي برانكو سميلاتش، وفي العام 2002 كان الأمير علي بن الحسين يعلن التعاقد مع الخبير العربي المصري محمود الجوهري مديراً فنياً حيث وصفت الصحف الأردنية هذه الصفقة آنذاك ب (ضربة المعلم).

ولأن الأمير علي آمن أيضاً بضرورة مد المدربين الوطنيين بالخبرات اللازمة فقد تم تسمية جمال أبو عابد ليعمل إلى جانب الجوهري في خطوة تدل على حرص الأمير علي واهتمامه بالقدرات الأردنية وضرورة دعم المدرب الوطني.
ومع الجوهري، بدأت الإنطلاقة الحقيقية لكرة القدم الأردنية، حيث انصبت الطموحات حول العمل الجاد بهدف الصعود كخطوة أولى بمنتخب النشامى لنهائيات كأس آسيا وانتهاء بالوصول لكأس العالم في ألمانيا عام 2006.

واجتهد الأمير علي لتذليل الصعاب وتوفير مقومات النجاح ووضع مداميك التطور لمسيرة الكرة الأردنية من معسكرات ولقاءات ودية مع منتخبات كبيرة ومشاركات مستمرة ببطولات غرب آسيا وكأس العرب وبطولة البحرين الدولية والعمل بذات الوقت على تعظيم العناية بالنشء والقاعدة وترسيخ مفهوم الإحتراف وبما يضمن تحقيق طموحات الحاضر والمستقبل في آن معاً.

وعمل الجوهري بإحترافية ما بعدها احترافية لتحقيق الهدف بعدما منحه الأمير علي الثقة الكاملة، فوضع الخطة التي اشتملت على إطلاق مراكز الأمير علي للواعدين وإنشاء مدارس تعنى بحراسة المرمى التي مثلت خطوة مهمة بالاتجاه الصحيح وتم الوصول لكل المواهب في كل محافظات المملكة لتكن خير رافد لكافة المنتخبات الوطنية.

وتوجت جهود الأمير علي بما وفره من دعم ورعاية ومتابعة لا تتوقف بوصول منتخب الأردن لأول مرة بتاريخه لنهائيات كأس آسيا التي أقيمت في الصين عام 2004 بعدما أخفق في تحقيق الحلم منذ المشاركة الأردنية بالتصفيات والتي كانت عام 1971، وتحديداً بعد 33 عاماً من الصبر والإنتظار.

وجاءت نتائج الأردن في التصفيات تاريخية ولافتة للأنظار رغم صعوبة المجموعة، فخسر في البداية أمام ايران 1-4، ثم رد اعتباره أمامها بالفوز في عمان 3-2، وفي الجولة الثانية فاز على لبنان ذهابا وايابا 1- صفر، و2- صفر، وفي الجولة الثالثة فاز على منتخب كوريا الشمالية ذهابا 3- صفر وايابا بنتيجة اعتبارية 3- صفر أيضاً، لتكن هذه النتائج التاريخية كفيلة لمنتخب الأردن ببلوغ نهائيات آسيا، فكانت فرحة الوطن ولا ألف فرحة.

وفي العام 2004 كان منتخب الأردن يدشن ظهوره التاريخي في نهائيات آسيا حيث حظيت لقاءاته بحضور الملك عبدالله الثاني ابن الحسين والأمير علي بن الحسين ويومها حقق منتخب الأردن ظهوراً لفت أنظار العالم إليه وتوج بالوصول لدور الثمانية حيث كان الخروج المشرف أمام اليابان بفارق الركلات الترجيحية.

وكان منتخب الأردن بعهد قائد انتصاراته الأمير علي قريباً في أكثر من مرة من ملامسة الحلم المونديالي في تصفيات 2006، بل حقق انجازاً تاريخياً غير مسبوق بتصفيات كأس العالم 2014 عندما وصل لأول مرة للملحق العالمي حيث خرج حينها على يد منتخب اوروجواي.

ولم يتوقف طموح الامير علي عند حدود منتخب النشامى بل أعطى وقته وجهده في ترسيخ العمل المؤسسي للإتحاد الأردني الذي حصد الجوائز الآسيوية بعمله واهتمامه بقطاع الناشئين، مثلما فتح الإتحاد الأردني ذراعيه لاستضافة البطولات وعمل على تأمين مئات الدورات التدريبية الآسيوية والدولية لأركان اللعبة، وأشهر الأمير علي في العام 2000 اتحاد غرب آسيا.

وفي 7 تشرين الأول / اكتوبر أعلن الأمير علي ترشحه لمنصب نائب رئيس الإتحاد الدولي عن قارة آسيا مجسداً شعار (نحن آسيا لنأخذ مكاننا)، ليتم انتخابه رسمياً في يوم 6 كانون الثاني/ يناير من العام 2011 نائبا لرئيس الفيفا في انتخابات جرت في العاصمة القطرية الدوحة بعدما حصل على 25 صوتاً مقابل 20 صوتا لمنافسه الكوري الجنوبي تشونغ مونغ جوون، وعلى غرار ذلك أسس وترأس الأمير علي مشروع تطوير الكرة الآسيوية.

وكبرت طموحات الأمير علي بعدما شعر بمسؤولياته تجاه كرة القدم وهو يشغل منصب نائب رئيس الإتحاد الدولي، حيث وجد بأن الوقت حان لإحداث التغيير في منظمة الفيفا التي انهكها الفساد ليستشعر الخطر المحدق، فأعلن في يوم 6 كانون الثاني/ يناير عام 2015 رسمياً خوضه انتخابات رئاسة الفيفا ضد الأخطبوط جوزيف بلاتر، وفي هذه الإنتخابات أعلن الأمير علي انسحابه من الجولة الثانية بقرار شجاع استحق عليه التقدير والتحية والتصفيق الحار من ممثلي الإتحادات الأهلية.

ولم تنته الحكاية بعد، فالأمير علي ما يزال يمتلك الكثير من الطموحات التي يسعى إلى تحقيقها سواء على صعيد كرة القدم الأردنية أو الآسيوية والعالمية، فالخبرة التي اكتسبها على امتداد السنوات الطويلة الماضية والعلاقات الطيبة التي تجمعه مع خبراء كرة القدم في العالم كفيلة لتجعل من السنوات المقبلة أكثر أشراقاً لمستقبل كرة القدم أردنياً، وآسيوياً، وعالمياً.

كووورة
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012