أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


ما هكذا تدار الازمات

بقلم : العميد المتقاعد الدكتور محمد الطراونه
29-06-2016 03:30 PM

نعيش هذه الايام في منطقة الشرق الاوسط ازمات مختلفه (امنيه, اقتصاديه, اجتماعيه....الخ) والمتمعن في ادارة هذه الازمات ليجد بأنها تدار بشكل عشوائي بعيداً عن المنهجيات العلميه والعمليه السليمه. فأدارة الازمه لها شخوصها وخبراؤها وهم كثر في عالمنا العربي ولكن لا حضور لهم في الواقع التطبيقي, فالازمه تمر بمراحل متعدده تبدأ بالميلاد والنمو والنضج والانفجار واخيراً الانحسار ويماثل ذلك مراحل لادارتها تبدأ بالاكتشاف والاستعداد والوقايه والاحتواء ثم مرحلة السيطره واخيراً مرحلة التعلم.

لكل ازمه اطراف متعدده طرف صناعة الازمه وطرف ادارة الازمه, ولكل طرف هدف يتناقض ويتعارض مع هدف الطرف الاخر, فصانع الازمه يشعى لتفجيرها وتحقيق اهدافها فيما الطرف الاخر يهدف لمنع انفجار الازمه وتحقيقها لاهدافها.

ولاننا نعيش هذه الايام في عالمنا العربي بأزمات امنيه واقتصاديه بعضها حقق اهدافه ولم ينحسر لغاية الان, وذلك لعدم الالمام بالاداره العلميه والعمليه في التعامل مع الازمات وتحييد الخبراء والمختصيين في الاداره الفاعلة لها.

لا داعي للتنبؤ في الازمات لدينا لانها واقع ملموس, ولكن اين ادارة الازمه؟ واين الاداره بالازمه؟ لا بد من ادارة الازمات والتعامل معها قبل انفجارها ونعني بالانفجار تحقيق الازمه لاهداف صانعيها ومموليها ومنفذيها, فكيف نمنع او نخفف من انفجار الازمات؟ ان ذلك يستلزم العمل بمؤسسيه في ادارة الازمات ابتداءً من ايجاد كيان تنظيمي اداري عملي يدار من قبل متخصصين في شؤن الازمات وهم كثر ولكن غير حاضرين في مسارح الازمات, فالعشوائيه والفرديه ومحض التجربه والصدفه في ادلرة الازمات هو ازمه بحد ذاته.
ان ادارة الازمات المحيطه بنا تتطلب

اولاً: كشف الازمه من خلال الحصول على المعلومه الصحيحه من المصدر الصادق.

ثانياً: بناء فرق تسمى فرق ادارة الازمات كل اعضاؤها هم خبراء في عدة مجالات: امنبه, اقتصاديه, اجتماعيه...الخ هؤلاء يخططوا لادارة الازمات المؤكده, واتباع تكتيكات الاداره كمنح صانع الازمه او منفذيها مساحه من الحركه تجاه اهدافهم بغبة استيضاح معالم الازمه والتأكد من اهدافها ومعرفة صانعوها ومنفذوها وممولوها, بحيث يتم التعامل مع الازمه قبل مرحلة الانفجار وتحقيق اهدافها.

فكيف لنا ان نقول اننا ندير ازمه عندما يأتي ارهابي ويفجر منطقه مستهدفه ونحن نعلم باحتمالية ذلك؟ فالتعامل مع الازمات بعد مرحلة الانفجار لا يعتبر ادارة ازمه لانها لم تكتشف ولم تمنع من تحقيق اهدافها, ولكن يجب ان نتعلم الدروس من الازمات التي تحدث, كما ان من ادارة الازمات هو الاداره بالازمه: اي خلق ازمات مرتده على صانعي الازمات ومنفذوها وهذه تعتبر مرحله متقدمه جداً في ادارة الازمات. فالدول الكبرى تخلق ازمات في بعض الدول من اجل ان تدير ازماتها المحليه, فمثلاً تشجيع الحروب بين بعض الدول الصغيره هو اداره بالازمه غايته حل ازمات اقتصاديه ممثله في بيع الاسلحه لاطراف الازمات المختلقه.

ان ادارة الازمات قد تتطلب التفاوض مع صانعو الازمات او من يقف ورائهم اذا اكتشفت الازمه مبكراً او قد تتطلب اختراقاً لجدار الازمه من اضعف نقاطها ونقاط الضعف قد تكون اشخاص مشتركيين في صناعة او تنفيذ الازمه يمكن شراؤهم او تجنيدهم لصالح فريق ادارة الازمه (الدوله موضوع الازمه) او قد تتطلب الاداره التصفيه اذا علم الرأس المدبر للازمه لان ذلك يولد ازمه معاكسه لمن يقف وراء الازمه.

كم نتمنى ان يكون لدينا فريق ادارة ازمه حقيقي من اصحاب الاختصاص والخبراء المتسلحيين بالعلم والخبره في ادارة الازمات, فلماذا ننتظر لحين وقوع وانفجار الازمه ونحن قادرون على منعها, ونلاحظ بأن بعض الازمات تتجه نحونا ولا نحرك ساكن حيالها وننتظر لحظة الانفجار ونبدأ نفكر ونحلل كيف حصلت؟ ومن يقف ورائها وماذا نعمل لتخفيف اثارها وهذا برأيي عدم المام في ادارة الازمات او لعلي اقول ما هكذا تدار الازمات.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-06-2016 08:18 PM

والله كلام صحيح

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012