أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


قصر سيدنا

بقلم : طارق مصاروة
22-04-2017 12:21 AM
بعد نكسة تربه وخسارته معركة حذّر جلالة والده منها, جاء سمو الامير عبدالله الى العقبة وكانت العقبة ومعان جزءاً من الحجاز, ثم انتقل الى معان.. المدينة المحافظة باسوار بيوتها العالية, الطينية, فنزل رحمه الله في بناء سكة الحديد, الذي بناه الالمان بطريقة موحدة من طابقين. فأسماه المعانيون بقصر سيدنا, فقد كان معه من عشائر عتيبة مئات المقاتلين وعمال الخدمات, وكانت سكة الحديد الى المدينة المنورة مدمرة تقريباً, منذ مطالع الثورة.

ولأن الامير لا ينزل بيتاً عادياً حتى لو كان بناء محطة سكة الحديد, فقد اسموه – وما زالوا- « قصر سيدنا – وجعلت الدولة منه شبه متحف وصار معلماً في المدينة التي تكبر وتنمو.. لكنها بقيت مدينة محافظة.

وفي قرائتنا لتاريخ بلدنا, فقد منح جلالة الملك علي اخاه عبدالله هذا الجزء الحجازي – العقبة ومعان – ليكون جزءاً من الاردن. وحين سأله احد «الاذكياء» عن القصر من مينا العقبة البعيد 230 كيلومتراً عن عمان, في حين أن ميناء حيفا لا يبعد عنها سبعين كيلومتراً, اجاب صاحب النظر البعيد: ستكون للعقبة حاجاتها, فهي الاقرب الى افريقيا والى الشرق الاقصى.

كثير من ابناء الاردن يسمي معان العاصمة الاولى, وقد لا يعرف الكثيرون أن الشهيد المؤسس نزل السلط, ولكنه عاد واختار عقدة سكة الحديد.. عمان ليبني بيته على احد جبالها, وكان هذه المرّة قصراً حقيقياً يليق بأمير نذر نفسه لهذا الجزء من سوريا، وقد كانت حلمه القومي فعاجلته الاحداث، وخسر المعركة، لانه لم يتوقع ان تشتعل المعركة في فلسطين، وان يكون له الدور العظيم في انقاذ القدس، ومدن فلسطينية عظيمة كنابلس والخليل وطولكرم وجنين واغوار فلسطين، وشواطئ البحر الميت.

ليس هناك ما هو اعظم من تاريخ الاردن، فهو مبني على حقائق ثابتة، وموثق بالعقل والخلق ودم الشهداء، واولهم الشهيد المؤسس صريع المسجد الاقصى.

على الاردنيين ان يعودوا الى كل حرف من تاريخ بلدهم، وتاريخ قيادتهم، فقد عاشوا طويلا على اكاذيب القاهر والظافر، والاعيب الساسة المدفوع لهم سلفا والسلاح المكذوب في ايد لم تحسن ولو مرة استعماله في مواجهة العدو.

«قصر سيدنا» هو بناء روحي تجده في كل مدينة وقرية اردنية، فهناك قصور اسمها بيوت الاسر العفيفة، وهناك قصور اسمها حدائق الملك عبدالله، وحدائق عمان الغربية وعمان الشرقية، فليس في بلدنا غير القصور من قصر عمرة الى قصر سيدة تنعم ببيت رضيّ بناه لها الحريص على كل قرش من مال الدولة.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
22-04-2017 11:44 AM

دمشق الشام سوريا الكبرى ستستعيد القها وتحكم المنطقة وستكون بلاد الشام كاملة كما كانت قبل ان يجزئها الاستعمار الانجليزي ..

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012