أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


ويبقى الأردن صوت رشد واعتدال

بقلم : حمزة منصور
10-04-2018 01:12 AM

لم يكن الموقف الرسمي الأردني على الدوام على وئام تام مع جماعة الاخوان المسلمين، فالعلاقة لا تسير على نسق واحد، ولكنها تراوح بين صعود وهبوط، متأثرة بأسباب وعوامل داخلية وخارجية. ولكنّها لم تكن علاقة استئصالية كما هو الحال في أكثر من دولة عربية.
أسوق هذه المقدّمة لدى مطالعتي لحديث أفضى به رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة لصحيفة اليوم السابع المصرية خلال زيارته الأخيرة لجمهورية مصر العربية، حيث أكّد أنّ 'الاخوان المسلمين في الأردن لا يشكّلون أيّ تهديد على أمن المملكة، وهم جزء من النسيج الوطني، ولهم ممثّلون في البرلمان الأردني، وبالتالي قاموا بأداء القسم على دستور الأردن، وهم ملتزمون ببنوده، لكن هناك حرّية رأي يستطيعون التعبير عن آرائهم من خلالها، والسيادة للقانون الأردني، ولا نستطيع أن نصنّفهم بأنّهم ارهابيون'.
وتأتي أهمية تصريح المهندس الطراونة من صدوره عن رئيس مجلس النواب الذي هو إحدى السلطات الرئيسة الثلاث في البلاد، فهو لا يلقي الكلام على عواهنه، وكل جملة فيه محسوبة بدقّة، ومن نشره في مصر التي يُصنّف نظام الحكم فيها الإخوان على أنّهم ارهابيون، وفي أجواء حملة إقليمية ودولية شعواء على جماعة الاخوان المسلمين.
إنّ هذا التصريح المسؤول يذكرني برواية سمعتها مرتين من وزير الداخلية الأسبق الأستاذ نايف القاضي، يوم كان سفير الأردن في القاهرة، أكّد في كلتيهما أنّ المرحوم بإذن الله الملك الحسين أجاب بعبارة محكمة على سؤال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك 'إعملتْ إزاي بالإخونجية؟'، أن الاخوان المسلمين جزء من شعبي، ولم يهددوا يوماً أمن البلد واستقراره.
فالنظام الأردني برغم مساحة الاختلاف أو الاتفاق مع القوى السياسّية فيه لم يكن استئصالياً، ولم ينجرّ إلى ما انجرّت إليه أنظمة عربيّة، فدفعت تلك الأقطار –وما زالت- الثمن غالياَ من دماء شعوبها وأمنها واستقرارها، وأسهمت في ايجاد بيئة للفكر المنحرف والممارسات الإرهابية.
فالأردن يكاد يكون حالة خاصّة في الجسم العربي من حيث خطابه، وتعامله مع القوى السياسية، بما فيها قوى المعارضة العنيفة، حيث تسلّم عدد ممن اتهموا بمحاولات انقلاب على النظام ارفع المراكز السياسية والعسكرية.
بقي أن أقول إنّ الخطاب المعتدل، وعدم الانجرار إلى صراعات داخليّة لا يستفيد منها إلا العدو ينبغي أن يؤسّس لحوارات وطنيّة جادّة تجعل المصالح الوطنيّة العليا بوصلتها، لتتضافر كلّ الجهود الشعبيّة والرسميّة لتعزيز اللحمة الوطنيّة، والأمن الوطني، والانخراط في برنامج تنموي وطني شامل يضع نهاية للمشكلات السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة ويبني الأردن النموذج بكل أبنائه ولكل أبنائه، وما ذلك على الله بعزيز. السبيل

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012