أضف إلى المفضلة
الإثنين , 04 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الإثنين , 04 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


العدوان سيكون على المقدرات السورية كمنفذ مباشر للحرب على حزب الله.. وجر ايران

بقلم : فؤاد البطاينه
12-04-2018 09:52 PM

ليست هناك دولة في العالم مستفيدة من حرب بين روسيا والغرب او أمريكا يكون فيها الكل خاسرا. فلا مبرر يستحقها أو يسوغها ولا مصلحة لأحد في وقوعها. فما الذي يجري ؟ .

هنا علينا أن نتذكر بأن شعار اسرائيل اليهودي هو never again. فهي اليوم تواجه ال Again من حزب الله. والمفارقة لها هنا تاريخية، حيث أن ذلك يتزامن مع وقت يمثل لها فرصة ماسية لتصفية القضية الفلسطينية، لم تكن تحلم بها من تواطؤ عربي مكشوف ومعلن وصمت دولي. فإسرائيل أمام خطر جدي كابس على نفَسها ونفَس حلفائها من حزب الله بذات اللحظة التي يتحالف فيها معها العربان على فلسطين ويدعمونها كشركاء. وليس أمامها من خيار سوى استغلال الظرف الأمريكي الترمبي والعربي المواتيين لخوض حربها مع حزب الله.

فالحرب التي يهدد بها الغرب وأمريكا سوريا. لا شك بأنها إن وقعت ستكون في الواقع المخفي حرب – نتنياهو و يهود العرب على حزب الله. ولن تكون سوريا هدفها، بل هي التي ستتلقى ضرباتها الأولى كمسوغ يقدم لروسيا والعالم على خلفية ما ادعته، وستتحمل سورية خسائر في مقدراتها فحسب وسنأتي للدور الروسي. فالنظام السوري القائم برئاسة الأسد ليس هدفا سياسيا لا للغرب ولا للشرق ولا حتى لاسرائيل قبل التسوية السياسية. فالبديل لهم جميعا هو اللعنة.

نحن با ختصار أمام ضربات كبيرة لسوريا ستتطور فورا الى حرب اسرائيلية – أمريكية ضد حزب الله وإيران. ولا أعتقد بأن هدف أمريكا من استجلاب أسلحتها ومعداتها النوعية هو لسوريا تحديدا، بل لإشعال فتيل الحرب بضربات محددة في سوريا ثم التوقف لترك المجال لاسرائيل ببدء المهمة في لبنان بحرب كبيرة، وتضع قدراتها العسكرية والتكنولوجية لحمايتها ومساعدتها. سيما وأنها حرب ستطال ايران بشكل أو أخر. وبعران الأمة لن تكتفي بالتمويل والرشاوي، بل أعلنوا بأنهم سيشاركون في الحرب.

من المهم معرفته هنا، بأنه إذا اندلعت حرب مباشرة حتى لوكانت محدودة بين امريكا وروسيا، فسيشهد العالم نهاية الأمم المتحدة والنظام الدولي الذي يحكم العالم منذ عام 1945 والمتمثل في قواعد سلوك مجلس الأمن واختصاصاته في الميثاق المعطوف على اتفاق يالطا. فإحدى ركيزتي النظام الدولي القائم على تقاسم المصالح على حساب مقدرات الدول والشعوب، هو احترام “الفيتو ” والانصياع له عندما يكون على خلفية تهديد لمصالح دولة عظمى الاستراتيجية أو حليف استراتيجي وذلك حتى لا تقع حرب بين دولتين عظميين.. وأذكر هنا بأن روسيا ليست حليفا استراتيجيا للنظام السوري، وبينت كيف ولماذا في مقال سابق، ولكن لها مصالح استراتيجية هامة للغاية في سوريا. ولكل من الحالتين استحقاقاتها المختلفة.

فأمريكا إن كانت جادة في مواجهة روسيا رغم الفيتو المُنصَب على خلفية تهديد مصالح روسيا الاستراتيجية، فإنها تكون قد أصبحت غير مبالية بالأمم المتحدة ونظامها، وأنها تستهدف هذا النظام. وعلينا أن نتذكر هنا أن إنهاء الامم المتحدة مطلب صهيوني اسرائيلي لم يتوقف، والحديث هنا يطول. فالأمم المتحدة بنظامها وميثاقها ومعاهداتها لا تتفق مع المصالح الصهيونية ولا مع سياساتها وأهدافها اطلاقا، بل هي عائق لها. فالتخلص من الأمم المتحدة وإرثها الذي يقنن ما يحكم الصراع الفلسطيني العربي – الصهيوني من وجهة نظر دولية، هو غاية صهيونية.

لا شك أن سلوك وتصريحات ترمب لا تصدر عن رجل دولة مسئول ولا عن عسكري أو سياسي.وقد تابعها الجميع، بل مثلها تصدر عن ثَمِل في سهرة مهووسة مع نفسه ” ولم يتورع البنتاغون والصحف الأمريكية من توجيه النقد له بطرق واعية ” وإن لم يكن ثملا، فمن واقع ظرفه السياسي الشخصي السيء جدا والمهدِد لمنصبه وسمعته الوطنية، وذلك من واقع تحقيقات مولر التي توسعت في الاسبوع الأخير وتوثقت. ولكن كلام هذا الثمل يبدو صحيحا وأكثر ترجيحا وصحة ومن دوافع السلوك الترمبي وليس كلها، سيما وأن فريقه الجديد المتوحش، والصهيونية الاسرائيلية يلعبون به وبقراراته.

إن القيادة الروسية بصفتها الأكثر حكمة وتعقلا وخبرة من القيادة الأمريكية، وبصفتها تملك من الأسلحة النوعية ما قد يفوق ما تملكه امريكا والغرب، هي اليوم في أشد الحرج من موفف امريكي غربي غير مبال بتحذيراتها. فهل تنساق إن خرجت الأمور عن السيطرة، لحرب محدودة قد تتطور وليست في صالحها ولا صالح غيرها حتى لو انتصرت ؟ لا أرى بأن ذلك سيكون منطقا لروسيا. أم هل تكتفي روسيا برد محدود على الصواريخ إن زارت دمشق ويبلعها ترمب ؟ أيضا لا اتصور أن تغامر روسيا بذلك وعندها خيارات أخرى. أم هناك ملعوب ابتزازي سياسي بشأن الوضع في سوريا وفلسطين وراء كل التهديدات الأمريكية قد ينتهي بتفهم واتفاق، وربما صفقة ؟. الأسلوب لا يتفق مع ما يجري ولكنه قد يولد. فهذا كله على الطاوله ولكنه ليس لمرجح ولا الأسوأ علينا. فما هو الأسوأ وكيف يكون الرد الروسي عليه.

الاسوأ، هو أن يكون الأمر معقودا على طبخة امريكية فرنسية بريطانية اسرائيلية خليجية للحرب على حزب الله من باب لبنان الواسع طبقا للتحليل أو التكهن المشار اليه بأعلاه، فإن كانت هناك ضربات عنيفة ستقع خلال هذه الساعات في سوريا او المنطقه، فلن نشهد فيها مواجهة امريكية روسية. بل ستترك روسيا أمر الرد على على طائرات او صوريخ امريكا على سورية الى القيادة السورية مكتفية بمساعدتها في تشغيل منظومة S 400 لمواجهتها بعد أن تكون قد خبأت ما يمكنها من طائرات سورية في داخل القواعد الروسية. بينما ما سنشهده على أقصى تقدير وهي حرب على حزب الله تحديدا، فستضطر روسيا عندها بحكمتها وبتفهمها نزولا عند مصالحها، ترك حزب الله ولبنان لمجريات الحرب على الأرض. وتقديم ما يمكنها من مساعدات لإيران. حمى الله فلسطين وسوريا وكل أرض عربيه.كاتب وباحث عربي

رأي اليوم

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012