أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 04 كانون الأول/ديسمبر 2024
الأربعاء , 04 كانون الأول/ديسمبر 2024


خاطرة : ٢١ آذار

بقلم : د . سليمان العبادي
21-03-2019 02:27 PM


يوم ربيعي بإمتياز خاصة في بلادي حيث بدايات الدفء واللون الأخضر الغامق لم يعكره إصفرار بعد الا صفار ازهار الاعشاب البرية الكثيفة في هذا العام بحمد الله.

هو يوم تقرر اختياره يوما للأم. وكل الأيام للأم. فكل يوم وكل أم بالف خير. وأنت يا أمي لك الرحمة و لروحك وروح كل أم غادرت الدنيا السلام والدعاء للمولى عز وجل أن يكرم نزلها.

٢١ آذار. يوم الخميس. من عام ١٩٦٨...في يرقا المطلة على غور الأردن استيقظنا على أصوات ( مدافع عيرا....) ..وهذه المرة تختلف عن كل مرة..فيها تواصل وكثافة. كانت معركة الكرامة.....بمعناها المكاني والمعنوي...كنا نتابع المعركة من تلال يرقا حيث كانت منطقة جنوب الكرامة حتى البحر الميت من أرض المعركة مكشوفة لنا .
بعد ان تخلينا سريعا عن الملجأ أصبحنا نشاهد مواقع القتال واعمدة الدخان كأننا ننظر لخارطة رملية التي يعرفها العسكريون..الطائرات تحلق فوق رؤوسنا في إغاراتها على مواقع مدافع عيرا. اليوم طويل جدا.كنت أسمع والدي يدعو للجنود بالقوة والصبر والسلامة بصوت عال. كان يتخيلهم في نفس الظروف كولده ( سالم ) عندما استشهد قبل ذلك بتسعة شهور في جنين.
رحم الله شهداءنا أينما اعتلوا دفاعا عن الوطن ..توقف القتال مع ساعات المساء الأولى.كم كانت المعركة شرسة عند الشونة الجنوبية.في منطقة النصب التذكاري لشهداء الكرامة ' فيما بعد هكذا اصبح اسمه ' ...عرفت لاحقا لماذا...كان الهدف بلوغ طريق وادي شعيب باتجاه السلط لكن حماة الديار تصدوا لهم بكل اقتدار....... وهزموهم..
لله درك يا ٢١ أذار....أصبح لك معنى خاص بك.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012