أضف إلى المفضلة
الخميس , 09 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
شحادة أبو بقر يكتب : الملك والملكة والاعلام العالمي السعودية تضم 3 دول لقائمة المؤهلين لـ«تأشيرة الزيارة إلكترونياً» 3.2 مليون دينار تكلفة مشروع الصحراوي من القويرة حتى جسر الشاحنات مفتي المملكة: الخميس غرة شهر ذي القعدة اشتعال صهريج في طريق العقبة الخلفي الأمير الحسن: الحوار بين أتباع الأديان يتمثل بتحقيق العدالة ورفع الظلم بينهم مكافحة الأوبئة: لا آثار جانبية لدى متلقي لقاح أسترازينيكا منذ عامين ألمانيا تقدم 619 مليون يورو كمساعدات تنموية للأردن الأوقاف الاردنية تُحذر من الذهاب للحج بدون تصريح الملك يحذر من العواقب الخطيرة للعملية العسكرية البرية في رفح مليون دينار لدعم إقامة مشاريع الصناعات الغذائية أورنج الأردن تطلق بالشراكة مع المجلس النرويجي للاجئين برنامج تنمية المهارات الرقمية للأردنيين واللاجئين تعيين أسماء حكام مباريات الأسبوع التاسع عشر بدوري المحترفين سلطة إقليم البترا تُطلق 26 خدمة إلكترونية جديدة العيسوي يتفقد مشاريع مبادرات ملكية في مأدبا والعاصمة - صور
بحث
الخميس , 09 أيار/مايو 2024


هل سيرى الاتحاد الخليجي النور؟
08-01-2012 08:05 AM
كل الاردن -


altهيثم المومني
في الاجتماع الأخير لمجلس التعاون الخليجي طرح العاهل السعودي مبادرة دعا فيها إلى إقامة اتحاد خليجي من الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي, ووافق أعضاء المجلس على الأخذ بهذه المبادرة واعتبارها نواة لتشكيل وحدة كونفدرالية بين دول مجلس التعاون الخليجي الست, حيث ان هذه الدول دائماً أظهرت مواقف متشابهة حيال القضايا السياسية الإقليمية والعالمية, وتتشابه هذه الدول أيضاً من حيث طبيعة اقتصادياتها وهيكلية ونوعية وعادات سكانها, وقد أوصى المجلس كذلك في اجتماعه الأخير بالعمل على تشكيل اللجان اللازمة لتطبيق مبادرة العاهل السعودي على ارض الواقع, حيث انه إذا تحققت هذه الفكرة فستكون اللبنة الرئيسية لتوحيد الجزيرة العربية. ومن جهة أخرى قام المجلس في جلسته الأخيرة بغلق ملف انضمام الأردن والمغرب إلى مجلس التعاون الخليجي, واكتفى بإنشاء صندوق لدعم هاتين الدولتين.
ان الزمان الذي نعيشه هو زمان التكتلات, ومعظم دول العالم تسعى الآن إلى عمل تكتلات جغرافية اقتصادية سياسية, لأنه لم يعد مكانا للدول الصغيرة, وإنشاء اتحاد لدول الخليج خطوة إلى الأمام, على أن لا تكون ظرفية الزمان والمكان هي المتحكمة, وعلى دول الخليج العمل في المستقبل على تحويل الاتحاد إلى وحدة كاملة, وحدة تلبي طموحات الشعوب الخليجية والعربية, وتحمي أمن هذه الدول من المخاطر التي قد تواجهها, وتخرج دول الخليج من الدوامة الأمريكية والغربية, لتكون قادرة على اتخاذ قراراتها بدون املاءات من أمريكا أو من الغرب, وحدة تكون إن شاء الله بداية لوحدة الأقطار العربية أو اتحادها على الأقل, لتعود هذه الأمة لتأخذ دورها في قيادة العالم من جديد.
لقد أتت مبادرة العاهل السعودي بإقامة اتحاد خليجي نتيجة لعدة عوامل من أهمها ما تشهده وتتعرض له دول منطقة الخليج العربي من حجم المخاطر والتحديات والتهديدات من دولة إيران الشيعية المجاورة, وطموحاتها المشبوهة في تصدير الثورة, وتبنيها لإستراتيجيتها التوسعية على حساب دول الخليج العربي والتي تزعم بفارسيتها, خاصة مع تصاعد قوة إيران وعدم مقدرة العالم على كبح جماحها, فإيران الآن تعتبر التهديد الأكبر لأمن الخليج والدول العربية على الصعيد الخارجي, وأبرز مثال على ذلك هو المناورات العسكرية التي تجريها إيران وتهديدها بإغلاق مضيق هرمز الذي إن حصل فان إيران ستسيطر على الساحل الممتد من المحيط الهندي إلى الكويت وستتحكم بـ 40% من صادرات النفط في العالم. ومن الأسباب ذات الشأن التي دفعت دول الخليج إلى تشكيل اتحاد هو القلق المتزايد من عصابات حزب الله اللبناني والعراقي وعصائب أهل الحق العراقية ومن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني, وتجد دول الخليج إزاء هذه التهديدات انه لا مفر من الاندماج في اتحاد خليجي إذا أرادت حقاً مواجهة الأخطار المحدقة بها.
سبب آخر يدفع دول الخليج للاتحاد هو تداعيات الربيع العربي وما شهدته عدد من دول الخليج من تحركات شعبية مطالبة بالتغيير كما حدث في مملكة البحرين وسلطنة عُمان والكويت والمناطق الشرقية من المملكة العربية السعودية, فصعود نجم الأحزاب الإسلامية نتيجة للثورات العربية يُعد أحد مهددات دول مجلس التعاون الخليجي التي أضحت - خوفاً من أن تثور شعوبها- داعمة لهذه الثورات والتي باتت قريبة من حدودها مع وصولها  إلى سوريا.
إن انسياق حكام الخليج الأعمى لأمريكا والذي ترفضه شعوبهم التي تصاعد دورها بعد ثورات الشعوب العربية, فخاف هؤلاء الحكام من ان تقوم شعوبهم بالثورة عليهم كما حصل في دول عربية أخرى, لذلك بدأ هؤلاء الحكام ببناء قوة ردع خليجية تحمل على عاتقها حماية ودرء جميع المخاطر الخارجية والداخلية كما حدث في تدخل قوات درع الجزيرة في البحرين.
إن دول الخليج الآن مؤهلة أكثر من غيرها من الشعوب العربية للاتحاد في منظومة واحدة وتحت أي مسمى ولعل أهم البنود التي ينبغي العمل عليها حالياً لترسيخ هذا الاتحاد تتمثل في: تطوير (درع الجزيرة), ودمج كل جيوش دول الخليج في جيش واحد, والتسريع بالعملة الموحدة والسوق المشتركة, ومساواة مواطني الخليج في العمل والتملك, والقدرة على الاستثمار في البحث العلمي والتعليم بما يسهم في تعظيم الاستفادة من الطاقات البشرية للدول الأعضاء, ومعالجه القضايا الخلافية بين الدول الأعضاء بكل صدق وعقلانيه ومحاوله تجاوزها وحلها, والاستفادة من الموروث الثقافي والتراثي المشترك بين الدول الأعضاء واستخدامه في دعم عملية الاتحاد بشكل يخلق واقع أفضل, ويجب على قادة الاتحاد أن يكونوا على قدر المسؤولية لطموحات شعوبهم وألا تكون دائما طموحات الشعوب اكبر من تطلعات الحكام.
ويبقى التساؤل لدى المواطن الخليجي والعربي: هل سيرى هذا الاتحاد النور؟ وهل سيتماشى مع مصالح الغرب؟ وهل سيوافق عليه الاتحاد الدولي وعصبة الأمم المتحدة؟ وخاصة ان لهذه الدول مصالح كبرى في المنطقة ولن تتخلى عنها. لعلّ الأيام القادمة كفيلة بإجابتنا عن هذه الأسئلة


 haytham.almomani@hotmail.com

 

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012