حسان عبد المومني
لماذا غضب الأردنيون ... غضبة رجل واحد ؟ حينما قام شاب من ابناء الاردن - الذين تربوا على ترابه ، وآكلو من خيره ، وتعلموا في مدارسة ، وتعالجو في مشافيه - بحرق صورة جلالة الملك عبدا لله الثاني بن الحسين ، على مبنى بلدية ماديا . مقلدا بذلك شباب الثورة في البلدان العربية المجاورة . الذين ادعوا أنهم أفاقوا من سباتهم فجأة والذي رأوا فيه العديد من الأحلام الوردية كالحلم بالحرية والانفتاح وكسر كل القيود التي يرونها محددة لطموحاتهم وإبداعاتهم إضافة الى قناعاتهم بفساد الأنظمة والقوانين والدساتير والرجال القائمين عليها . قامت الثورات الشبابية في تونس بداية ثم انتقلت الى مصر ثم الى ليبيا واليمن وسوريا . نجحت في بعض الدول بإسقاط نظام ، وقتل حكام ورموز ، وعلى بحر من الدماء، تحققت الانجازات . دماء الشعوب من النساء والأطفال والعجائز. كانت الانجازات هي مجموعة من المكاسب التي جناها حفنة من الرجال المحركين لهذه الثورات من خارج أوطانهم ، متحالفين في اغلب الأحيان مع قوى وتيارات خارجية ذات أهداف ومصالح اقتصادية وسيادية في الدولة . نعم نجحت ثورة مصر مثلا في إقصاء الرئيس حسني مبارك عن الحكم، وتقديمه لمحاكمة فجة وشكلية وبطريقة مهينة. هذا الرئيس الذي حكم مصر ثلاثين عاما. رضي به الشعب وعمل الكثير وقدم الكثير، بالرغم من التجاوزات التي حصلت في حكمه . سقط نظامه في مصر ويتم محاكمة رموز هذا النظام. فهل تحققت العدالة وهل عمّ الأمن والسلام بيوت مصر وشوارعها ، وهل تغلبت الثورة على كل جيوب الفساد ، وهل استطاعت أن تواجه الأزمات التي قامت أصلا من اجلها ، هل تم القضاء على البطالة ،هل حصلت الثورة على الأموال اللازمة للقضاء على الفقر والجوع والحرمان ، نعم نجحت الثورة في مصر ، وأقصت نظام حسني مبارك ، ولكنها لم تأتي بجديد يلبي طموحات المواطن البسيط ، ولم تتمكن بعد من إخراج البلاد من دائرة الانحلال الأمني ،والتعصب الطائفي، والصراع الدامي على السلطة ، وتحقيق المكاسب لمجموعة من الأشخاص المتنفذين والمستفيدين الرئيسيين من هذا الانفلات . مضى أكثر من عام على ثورة الشباب، وما زال التخبط قائما في الشارع وفي الأروقة السياسية المصرية، ولم نشاهد من المنجزات إلا مزيدا من الصراع والعراك والخلاف. لذا غضب الأردنيون كلهم ، من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب غضبة رجل واحد ، ووقفوا ضد من يحاول أن يزرع فتيل الفتنة ويؤجج نيران الغضب لدى الشباب ، وقفنا جميعا ضد هذه المحاولات اليائسة لأننا نحن الاردنين الأوفياء لهذا البلد الطيب ولهذا الثرى الطهور ، نقرا ما بين السطور ، ونفهم وندرك ونعي تماما لكل المحاولات الدنيئة التي تسعى الى النيل والمساس بأمن الوطن وسلامة المواطنين، نفهم كأردنيين أن القيادة الهاشمية الحكيمة وعلى رأسها جلالة الملك عبد الله الثاني ، هي من الثوابت الأساسية لبناء وتقدم واستقرار الوطن الأردني ، نفهم وندرك تماما أن كل المتشدقين والمنادين باسم الحرية والعدالة والمساواة وأمن الوطن والمواطن على طريقتهم ، هم أعجز وأقل قدرة على تقديم جزء بسيط مما يقدمه سيد البلاد لوطنه وشعبه ، لأننا كأردنيين ندرك ونعلم أن سيد البلاد لا يألو جهدا ولا يفوت فرصة من الفرص المتاحة ، إلا ويستغلها لرفع المعاناة عن الشعب الأردني والمواطن البسيط في هذا الوطن . لأننا كأردنيين نعلم ونعرف ما لنا وما علينا ونعرف حجم الامكانات والموارد المتوفرة للأردن وان الوضع الاقتصادي والاجتماعي لا يحتمل مزيدا من الأزمات والصراعات بين ابناء الشعب الواحد . لأننا كأردنيين لا نعتبر حبنا وولائنا ووقوفنا الى جانب القيادة الهاشمية وجلالة القائد هو من قبل المنّة والتفضل ، بل هو وقوف المؤمن المقتنع المدرك الى جانب نفسه أولا والى جانب وطنه وأمته وسلامتهما من أي تخريب أو عبث. نعم إننا بكل فخر واعتزاز نقف الى جانب الملك عبدالله الثاني بن الحسين ، لا خوفا من بطشه ولا رهبة من عسكره وجنوده ، بل نبادله حب بحب ، ووفاء بوفاء، وإخلاصا بإخلاص ، نحبه لأننا نرى فيه أنفسنا ، نحبه لأننا نرى فيه مجدنا وصلاح أوطاننا ، وسلامة امتنا ، نحبه لأننا نعلم وندرك أن همه الأول هو همنا وما نعانيه ، نحبه لأنه الافضل والأقدر على استيعاب كل همومنا ومشاكلنا وحلها بكل السبل المتاحة ، نحبه لأنه لا يوجد من هو أجدر ولا اقدر ولا اطهر منه على تحمل أعباء المسؤولية . لذا فإننا نقول الى كل من سولت له نفسه بالمساس من امن الوطن ، وقيادته الحكيمة ، تبت يداك وشلّت يمينك ، وخسئت أيها الخاسي ومن ساندك أن تستطيع أن تحقق مآربك الخبيثة وان تصعد على أكتاف ابناء الشعب لتحقيق أهدافك وأجندات المندسين في هذا الحصن الحصين . بيت الأردنيين، وقلعة العز والوفاء. والى سيد البلاد جلالة الملك عبدالله بن الحين المفدى نقول سر يا سيدي ونحن معك . معك بقلوبنا وأرواحنا وأنفسنا ، ولتعلم ان هذه الأفعال الصبيانية لا تعبر إلا عن أصحابها ولا تغير من مدى حبنا وإخلاصنا لك ما حيينا . دمت يا مولاي ودام الاردن الصامد قلعة صلبة في وجه كل التحديات والفتن ، ودام الشعب الأردني المخلص صفا واحدا لا يقوى على اختراقه أي مزايد اوقانص فرصة أو مريض قلب ، وتحية محبة وإجلال الى كل الأردنيين الشرفاء وأبناء الوطن الأغلى