أضف إلى المفضلة
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
الضريبة: الثلاثاء اخر موعد لتقديم إقرارات دخل 2023 استقرار الذهب لليوم السادس على التوالي في السوق المحلي انخفاض النفط والذهب عالميا الجرائم الإلكترونية تحذر من سرقة الصفحات الصحة العالمية: 31 ألف أردني مصابون بمرض الزهايمر الثقافة ترشح ملف "الزيتون المعمّر- المهراس" لقائمة التراث العالمي تدهور شاحنة في منطقة الحرانة .. والأمن يحذر استمرار الأجواء غير المستقرة في اغلب المناطق اليوم وسط هطول مطري بمختلف المناطق وفيات الاثنين 29-4-2024 السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة على مدرجه لأول مرة منذ 2011 .. وزير الخارجية البحريني يزور دمشق خبير عسكري : الهندسة العكسية إستراتيجية المقاومة لاستخدام ذخيرة الاحتلال ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعداد لعملية رفح مسؤولون إسرائيليون:نعتقد أن الجنائية الدولية تجهز مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وقادة إسرائيل مصرع 3 جنود صهاينة واصابة آخرين بكمين في غزة
بحث
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024


رد طالبة على مقالات المهندس سليمان عبيدات
15-01-2012 07:54 AM
كل الاردن -

alt

رند السعد

 حتى لا تُحرّف كلماتي و تُحوّر عباراتي، أود التنويه بأن الهدف من مقالي هذا هو اظهار الحقيقة فقط وليس المسّ بشخص المهندس سليمان عبيدات المحترم بتاتاً. فأنا أُؤمن بما قاله بعض السلف حين قالوا "الساكت عن الحق شيطان أخرس".
في البداية اسمحوا لي ولن أُطيل عليكم، أنْ أُسلّط الضوء على ظاهرة (مستفزّة جداً بالنسبة لي) ألا وهي ظاهرة الإفتاء. إنها ظاهرة أصبحت منتشرة جداً والغريب في الموضوع أنّه إفتاء لا يستند على أي أُسس أو مصادر صحيحة، بل هو بالعكس لا يمتّ بصلة لكلمة "إفتاء" بحد ذاتها أصلاً. الإفتاء هنا بمعنى تناقل الأخبار والروايات والحكايات و "التبهير" عليها وفتح مجال للنقاش فيها بمجرّد أنَّ شخص "فتاها" أو قال أنَّ فلان فعل هذا و قال هذا أو كان هدفه "كذا".
السؤال الذي يحيّرني هنا هو ليس لماذا نحب نحن كأشخاص (ولا أستثني نفسي) أنْ "نُفتي"؟ السؤال الأهم هو إلى متى؟
إالى متى سنظل نُفتي في كل صغيرة وكبيرة؟
إلى متى سنظل نبني آراءنا على كلمة سمعناها من شخص ما بغض النظر عن صحّتها؟
إلى متى سنستمر في الحكم على الأشياء من منظورنا الخاص أو من خلال تجاربنا الشخصيّة دون توسيع مداركنا قليلاً؟
إلى متى سنستمر في عدم التأكد من صحّة مصادر معلوماتنا قبل الحديث فيها؟
والأهم من هذا كلّه، إلى متى سنستمر في تسييس كل شيء فقط بهدف لفت النظر إلى ما نقوله؟
إلى متى هذه الظاهرة؟!؟
كطالبة في الجامعة الألمانية الأردنية مقيمة حاليّاً في ألمانيا لقضاء سنتي الدراسية هناك وبعد قراءة مقاليّ المهندس سليمان عبيدات عن الجامعة، شعرت بأنَّ لي حق الرد على ما نُسب لهذه الجامعة وبالتالي لنا كطلاب على مقاعدها.
لقد قُمت بقراءة المقالات ألف مرّة في محاولة فاشلة منّي لفهم سبب هذا الهجوم المفاجئ على الجامعة ولكن لم أفهم. حاولت البحث بين السطور عن دليل واحد على صحّة ما نُسب للجامعة أو حتى عن طرف خيط يُرشدني إلى مصدر هذه المعلومات فلم أجد شيئاً. فقررت أخيراً أنْ أرُد و بكل حسن نيّة على النقاط المذكورة في مقالي المهندس سليمان عبيدات.
إشارةً إلى المقال الأول بعنوان "ألمانيا العظمى تتمتّع بمساعدات أُردنية ..." فإني أود التنويه أولاً بأنَّ الجامعة هي مشروع شراكة بين الحكومتين الأردنية والألمانية وبالتالي فإنّ كلمة شراكة تستدعي على الطرفين المساهمة في هذا المشروع. فالجامعة لم تؤسس كمنحة أو دعم بل ك"شراكة". ثانياً وبخصوص موضوع القبول الموحد في الجامعة ، فإنّ السبب الحقيقي وراء استثناء الجامعة من القبول الموحد هو المحافظة على مستوى أكاديمي متميّز للطلاب وليس بهدف "اللي ما معهوش ما يلزمهوش" والدليل على ذلك كما يعرف أي متابع لأداء الجامعة، أنّ التنافس على مقاعد الجامعة كان كبيراً جداً خلال الفصول السابقة لدرجة أنّ الحد الأدنى لمعدل القبول لأحد التخصصات الادارية بلغ "91" مع لفت الانتباه إلى أنّ مثل هذه التخصصات تقبل طلاباً بمعدل أدنى من "80" في الجامعات الأُخرى.
أما بالنسبة لدراسة اللغة الألمانية، فإنها متطلب في الجامعة لكن ليس بهدف نشر الثقافة الألمانية فقط كما يعتقد البعض، بل لسبب واضح ومهم وهو أنّ من يريد العيش والدراسة والعمل ولو لفترة محدودة في أي بلد؛ فإنّ تحدث لغتها يُسهّل عليه الكثير. فعلى سبيل المثال، هل يمكن لشخص أنْ يستطيع العيش في وسط المحيط دون معرفة بسيطة في فن الصيد؟ اللغة الألمانية هي وسيلة وليست غاية في هذه الجامعة وأُؤكد هنا أنّ تعلمنا لها لا يقلل من شأن طلاب جامعاتنا المرموقة الأُخرى.
من يقرأ المقالين المنشورين في حق الجامعة، يجد تحولاً في أسلوب طرح "قضية الجامعة الألمانية" مع أنّ الغاية واحدة في رأيي. ففي البداية كان المقال الأول يركّز على اللغة الألمانية والهدف من وراء تعليمها لأبنائنا والمصاريف التي تتحملها الدولة. أمّا المقال الثاني والذي عُنون باسم "رعاية حكومية لأبناء الأغنياء، أم ..." فيتضح من أول نظرة ومن العنوان أنّه سُيّس لا وبل حوِّر ليمسَّ موضوعاً حساساً جداً في مجتمعنا ألا وهو التمييز الطبقي.
أولاً أنا لست من "أبناء الأغنياء" وها أنا أكتب فقط لأقول كلمة حق. ثانياً، يجدر الإشارة هنا إلى أنّ العلم أرقى رسالة للبشرية فلماذا نُسيّس موضوعاً يتحدث عن صرح تعليمي في بلدنا؟!
بصراحة لا أعرف من أين أبدأ، لأنّ كل اتهام ظالم أكثر من الذي يليه ولكني سأبدأ بقصة "سنة ألمانيا" بما أنني أخوض هذه التجربة حاليّاً. هذه السنة لا تُكلّف أكثر من 8 آلاف دينار، وهم يمثلون المبلغ ذاته الذي يوضع في حساب بنكي باسم الطالب نفسه لأغراض الحصول على التأشيرة وبكل بساطة لضمان مصروف شخصي للطالب يتمثل بمبلغ 650 دينار شهرياّ وهو معدل تكاليف المعيشة للطالب الألماني. طبعاً من يُحب "المصرفة" سيصرف أكثر من هذا المبلغ بالتأكيد. أمّا بالنسبة لكون هذه المبالغ عملة صعبة تُعطى كهدية لألمانيا، فأود التنويه هنا و(قصص نجاح الطلاب كثيرة) بأننا نتقاضى خلال فترة التدريب في النصف الثاني من السنة الدراسية أجوراً تكاد تكون بل هي بالفعل أعلى من أجور الخريجيين مما يعني أنّ "الشاطر" يرُد لأهله كل قرش دفعوه و "فوقه حبّة مسك" كما يقولون. إذاً فالعملة الصعبة تعود إلى وطننا الحبيب مصحوبة بخبرة ومعرفة مكتسبة. وبما أننا في خضم الحديث عن موضوع التدريب فأود الإشارة أيضاً إلى أنّ الجامعة لا "تترك طلابها دون أنْ تقدم لهم أي مساعدة" فالمتابعة من قبل مكتب العلاقات الصناعية والمسؤول خصّيصاً عن مساعدة الطلاب في ايجاد تدريب مناسب بالتعاون مع مكتب الربط في ألمانيا كبيرة وأنا أختبرها حالياً، لكن هم بالتأكيد لن يستطيعوا مساعدة من لا يتواصل معهم بالرغم من أنهم يستمرون في التركيز على أهمية أن نتواصل معهم ليتمكنوا من مساعدتنا في ايجاد تدريب مناسب وهذه المطالبة بالتواصل حق مشروع لهم طبعاً بحُكم أنّ أي معادلة تتطلب طرفين لحلها.
الغريب في الموضوع، أنني سمعت مؤخراً بلبلات كثيرة حول موضوع سنة ألمانيا و ما استغربه أكثر أنها تأتي من أهالي طلاب بعد أن سُجّلوا في الجامعة وقضوا على مقاعدها فترة من الزمن؛ مع العلم أنّ أي شخص يعلم أنّ من يريد التسجيل في الجامعة يوقّع منذ البداية على قبول هذه السنة كمتطلب من متطلبات التعليم في الجامعة. أليست هذه أيضاً اتفاقية ويجب الغاءها إنْ أخلَّ بها أحد الطرفين؟؟
ما أستغربه أكثر، هو أنّ فكرة السنة الدراسية في الخارج أو برامج التبادل الأكاديمي هو موضوع متداول جداً وشائع في أغلب جامعات العالم المرموقة وحتى في جامعاتنا الأردنية كافة. هذا بالإضافة إلى كونها تجربة مفيدة إلى أبعد الحدود ليس فقط أكاديمياً بل أيضاّ على صعيد شخصي، ولأوضح أكثر هنا؛ فأنا لا أُنكر أنّ الطالب قد يواجه بعض "التحديات" خلال قضائه لسنته الدراسية في ألمانيا. ولكن ما الحياة بدون تحديات؟ هل أصبح الاعتماد على النفس والتنافس لنيل فرص متكافئة شيء ثقيل على قلوبنا؟ هل نحن كجيل أردني واعد أصبحنا "مدللين" لدرجة لا تمكننا من متابعة أمورنا بأنفسنا والسعي وراء تحقيق طموحاتنا؟ لا أعتقد ذلك.
أمّا بالنسبة للمنح، فإن الجامعة تقدم وبشكل دائم منحاً لطلابها على أُسس التميز الأكاديمي لا غير. فالمنح التي تُعطي الطلاب فرصة قضاء شهر في ألمانيا على سبيل المثال للاستفادة من "كورس لغة ألمانية" مرتبطة باللغة لسبب بسيط ألا وهو أنها تُمنح على أساس الأداء في مادة اللغة الألمانية والتي لا يتجاوز عدد ساعاتها الدراسية 10 ساعات من مجمل عدد ساعات الخطة الدراسية للطالب وبالتالي فهو يستخدم اللغة كوسيلة لتوسيع مداركه وتدبير أموره في ألمانيا بصورة أسهل. بالإضافة إلى ذلك فإن منظمة خدمة التبادل الأكاديمي الألماني (الداد) والتي للتنويه فقط لها مشاريع مع كافة دول العالم، تمنح بعثات سنوية لطلاب الجامعة كافة وليس فقط لطلاب اللغة الألمانية و هذه المنح تُعطى أيضاً على أساس التفوق الأكاديمي لأوائل التخصصات كافة، تماماً كما هو الحال في جامعاتنا الأردنية الأُخرى.
الغريب في الموضوع أننا نُتّهم بأننا نقلل من شأن خريجي الجامعات الأردنية الأُخرى و أنّ اللغة الألمانية لا تُحسب في المعدل مع العلم أنها تُحسب وقد تكون أيضاً سبباً في التقليل من معدل الطالب إذا ما قارنّاه بطالب أي جامعة أُخرى مما قد يؤدي في بعض الأحيان إلى تقليل شأن طلاب الألمانية الأردنية أنفسهم إذا ما اعتقدت بعض الشركات واستناداً إلى مبدأ كون المعدل مقياس أولي للأداء العام للطالب أنّ أداء هذا الطالب ليس جيداً كفاية.
حتى هذه اللحظة لم أستطع فهم سبب الاتهامات الموجهة إلى الجامعة، على الرغم من أنها ترفد سوق العمل الأردني وكما الحال في جامعاتنا العريقة الأُخرى بشباب مثقف وواعي ومنفتح على العالم الخارجي الذي نحن جزءٌ لا يتجزأُ منه! 
اعترف بأنّي أطلت عليكم لكنني أحببت أنْ يكون مقالي هادفاً. برأيي، الجامعة الألمانية ألأردنية هي مشروع ناحج وصرح تعليمي يُحتذى به، ولو لم يكن كذلك لما أشار إليه جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه كمثال لقصة نجاح أردنية. وأنا متأكدة أن خريجيها وطلابها هم خير من يعرفوها والعدل يتمثّل بعدم تشويه صورتها. و في النهاية، أود أنْ أختم بقول معروف ألا وهو "إسأل مجرّب ولا تسأل حكيم" واعذروني إنْ كان وقع كلامي ثقيلاً عليكم.


 rund.saad@yahoo.com

 

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012