15-01-2012 08:48 AM
كل الاردن -
جمال الدويري
... ومرة أخرى يتنطع حمد الغاز, ومرة أخرى يتنطح حمد قطر, شبه المقيم على سواحل فلسطين السليبة بضيافة "الحبايب" في إسرائيل الذين أهداهم الخارطة الجديدة, وقناته, فضائية الجزيرة ربيبتهم أيضا, لدور المحرر والمنقذ للشعوب العربية, ولكن بدم غيره وجهد غيره وجيش غيره وتخطيط غيره.
يدعو حمد الدوحة إلى إرسال قوات عربية إلى سوريا, وفي باله ونيته وخططه أن يدفع الأردن وجيشه العربي إلى هذه المغامرة الكريهة, وربما كما يقول بعض محللي الخليج مع تركيا.
وقبلها يضغط بكل قوة وإغراء على الأردن لاستضافة حماس ومكاتبها ونشاطها من كل نوع, ويلوح بمليار دولار ثمنا لهذه الاستضافة, جزرة لاستدراجنا لتلبية هذه الرغبة, ويهددنا بعصا الثبور وعظائم الأمور ومنع الهواء عنا واستبعادنا عن الحضن الخليجي الدافي, أن نحن رفضنا.
الأردن والأردنيون, وقد خبرهم حمد وغيره أكثر من مرة وفي أكثر من موقف, وهم العرب الأعزاء الشرفاء الأحرار الذين لا يبيعون موقفا ولا يهابون تهديدا. الأسياد الذين لا يبيعون أخا عربيا ولا يستجدون على حساب دم عربي, وأيا كانت الأسباب والمبررات.
نرفض الظلم وإذلال الشعوب العربية من أنظمتها كما نرفضه لأنفسنا, نرفض القهر والقتل واستباحة الكرامة العربية في أي قطر عربي من حكامه وأجهزته الأمنية كما لا نقبلها لأنفسنا, ولكننا نرفض في نفس الوقت, وبقوة, الاستقواء على الأوطان بأحد من خارج الحدود لتدمير البلاد وقتل العباد وإعادة استعمار الوطن واستقدام جلاديه القدامى بطوعنا وإرادتنا, ونرفض وكما في السابق, وبنفس القوة, أن نرسل جنديا أردنيا واحدا إلى أي مكان في الكون ليجابه جنديا عربيا واحدا ويهدد حياته ودمه, تحت أية ذريعة وأي مسمى.
لم نرسل رجال الجيش العربي الأردني الباسل إلى "حفر الباطن" وكانت المغريات كبيرة والتهديد أكبر, فهؤلاء لبسوا الزي العسكري من أجل الدفاع عن الوطن العربي والأردني لحمايته من الغرباء والأعداء الدخلاء الطامعين وليس أشقاء لهم وإخوة سلاح, عهدناهم شركاء مصير ورفاق درب, وتدربوا على مقارعة الصهاينة والجود بالدم والشهادة دفاعا عن الأردن وفلسطين والجولان وغيرها من الأراضي العربية التي يتهددها هذا العدو الدخيل في كل زمان ومكان وليس لمحاربة جيراننا من أهلنا وجنسنا وعقيدتنا, حتى ولو بحجة الدفاع عن الحرية والديموقراطية.
لن يكون لك ما تريد أيها "الحمد" ولن ترى الأردن شريكا بجريمة استقواء "العرب على العرب" ولا بكبيرة تقاتل الأشقاء مهما دفعت ومهما حاولت, وسوف يحرق غازك فكرك ونيتك وخططك, وسوف تبوء بغضب من الله كبير. وسوف تتحطم وأطماعك فوق صخرة العروبة الأردنية النقية الصلبة مثل قلوب وضمائر وسرائر الأردنيين وزهدهم بما تملك من سحت الغاز وخزائن قارون.
الأردن لن يرسل جيشه الباسل إلى سوريا الشقيقة لقتال الأشقاء حتى ولو اختلفنا وبحق مع الأشقاء هناك, وحتى ولو رفضنا سطوة الأشقاء على الأشقاء وقتلهم بعضهم بعضا, وحتى ولو عارضنا وبقوة نهج القمع واستباحة الدم من نظامهم على شعبهم.
للحرية الحمراء أبواب يا حمد يدقها طالبها, وللحرية أثمان يدفعها صاحبها, وللحرية دروب ومسالك لا بد لمن ينشدها من سلوكها. والأردن بشعبه وجيشه ينشدون ويتمنون الحرية هذه لكل وطننا العربي الكبير كما ينشدونها ويتمنونها لأنفسهم ولوطنهم الأردني, أما أن نتخطى الحدود الشقيقة لنحرر الحرية من مانعها إلى طالبها, ومن لم يمنحها لمن يريدها بسلاح عربي يقتل عربيا ويستبيح دمه, فهذا لن يكون إلى أن تطلع الشمس من الغرب, حتى مهما أراد حمد ودفع حمد وتنطع حمد.
فلذا ولأسباب كثيرة أخرى نقول: صه يا حمد, وخاب رجائك وسعيك, إن العسكرية الأردنية وشرفها ليست للبيع ولو على دمنا