أدهم غرايبه

مع سبق الاصرار و الترصد و لغايات مشبوهه تماما احتشدت جهات متعددة التوجهات و متنوعة الارتباطات و مختلفة الجذور و من شتى الاصول و المنابت الاجتماعية و السياسية  لتطوق مد  " العسكر" الوطني و محاولة تطويق مفعول بيان الاول من ايار الذي كان بذرة الحراك الوطني الاردني السابق للربيع العربي بشهور طوال .

من المفيد دوما ان نستذكر السبات السياسي العميق الذي غرق به المجتمع الاردني عموما قبل ان يستيقظ على وقع دوي "الاول من ايار " لنقارنه بحالة الوعي المتنامي الذي نشهده اليوم .

على ذمة السياسي الايطالي باولو ميكافيلي , صاحب كتاب " الامير " , فأن " تغييرا واحدا  يفتح المجال  , دائما , لحدوث تغيير اخر ! "  . و التغيير يتشكل تدريجيا بالفعل !

في الصين عدد المبتلين بالعمى يكاد يقارب عدد سكان الاردن . و ثمة شبه محزن بين الحالتين و هو عدم مقدرة الاردنيين على رؤية حقائق سياسيه جديده فرضت نفسها في يوم و ليلة بعد ان اشرقت شمس الاول من ايار على ارض البلد .

يحلو للكثيرين – و ليس البعض – ان يتعاموا عن حقائق و رؤى جديده تشكلت بحكم تأثير بيان ذاك اليوم و ما زالت مفاعلية مستمره . مثلما يحلو لهؤلاء ان يحرفوا مضامين البيان عن مساراته الحقيقة من خلال اسباغ ثوب الفاشية الاردنية عليه حينا و محاولة التشكيك بصدق وطنية مطلقيه حينا اخر و التعالي و الاستخفاف بخبرتهم السياسية حينا ثالثة بحكم انهم " عسكر" ! ... اساسا نقطة قوة "العسكر" انهم " عسكر" ! و من حسن حظنا و حظهم انهم بلا خبرة سياسية تقليدية مما يعفينا و يعفي الخطاب السياسي المستجد من فذلكات و تنظيرات سوقت الخنوع و غلفة الخيبة بورق الهدايا ! و على اي حال فان ما يلزم بلدنا ليس الخبرة السياسية انما الخبرة و الغيرة الوطنية !

لم تفلح كل المحاولات السابقة فتم اللجوء من قبل دوائر رسمية " اردنيه " هذه المره الى محاولة جديدة فكرتها الاساسية اظهار " العسكر" على انهم يلهذون وراء زيادة رواتبهم لا غير !

من حيث المبدأ من حقهم و من حق كل شرائح المجتمع الاردني ان تطالب بتحسين مستوى حياتها لا سيما في ظل فساد محصن يترك اثارا مدمره حين يهب اعصاره بقسوة ... , ما يتم اظهاره من خلال افتعال لجان من العسكر المتقاعدين التابعين لجهات رسمية تحركهم كيفما شاءت غرضه الاساسي اظهار كل العسكر بصورة انتهازيه و انهم بلا برنامج وطني جدي و ان همومهم حياتيه عابره ليس الا و الغرض من ذلك افشال محاولات بناء تنظيم وطني حقيقي لاول مره منذ عقد على الاقل !

من موقع المطلع و من موقع التحالف و الصديق ل " عسكر الاول من ايار " استطيع ان اقول بضمير مرتاح ان البرنامج الوطني للعسكر ناضج و واعي و متماسك و ليس صحيحا – بالمناسبة – انهم اصحاب توجهات اقليمية و اتحدى القيادة العليا لحزب البعث ان تنازعهم في توجهاتهم القومية و اتحدى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ان تنازعهم الانحياز لطبقة المفقرين و المهمشين .

بعكس ما يتم اظهاره اعلاميا و بتواطئ جهات متعددة بعضها رسمي لا تريد للوطنية الاردنية الحقة ان تنهض تنظيميا فأن عسكر الاول من ايار على استعداد للجوع في سبيل بلدهم و على اهبة الاستعداد للتضحية بأرواحهم و برواتبهم في سبيل كرامة الاردن و الاردنيين .

اه صحيح ! ختاما لابد من اعلن بوضوح أن بيان الاول من ايار ليس علامة تجارية يحتكره العسكر و انه منذ لحظة اطلاقه لم يعد ملكا خاصا و لذا فان انحيازي لكل عسكر الاول من ايار ليس انحيازا لشخوصهم و لا لسواد عيونهم انما انحيازا لبيانهم الذي احدث التغيير الاول الذي يشرع الابواب امام تغييرات اخرى في الاردن المنهوب !.... برغم سوء الفهم و التضليل المبرمج حينا و العفوي حينا اخر .

adhamarab2003@yahoo.com