حسين الغيث
في عيدك الخمسين ... جاء ربيع العرب ... فتدحرجت رؤوس حكام حكموا بالنار والبارود ... وبالسلاسل والقيود....
فمنهم من جيش الجيوش على شعبه وقتلهم بالجنود...
ومنهم من طارد شعبه من بيت إلى بيت ومن دار إلى دار ... حتى ضاقت الأرض بما رحبت ... وفاضت بهم الحدود ...
ومنهم صار الزعيم الخالد والبطل الماجد ... تسجد له الرقاب من دون الله ظلما" وبهتانا" وجحود ....
ولكن حكمت الله اقتضت أن يشربوا من نفس الكأس الذي سقوه لشعوبهم ... دما" وصديدا" وجحود...  
وأنت .. أنت.. أنت..... يا سيدي يا أبا الحسين ... لا زلت ذلك الفارس الذي نحبه .. والهاشمي الذي نجل ... والملك ابن الملك الذي لا نحيد عنه...لأنك الفارس الذي نحتاجه في عتمة ليلنا هنا ... وليل العرب المظلم هناك...
ولأنك يا سيدي .... الإنسان الذي تربى في مدرسة الهاشميين .. الذين يعفون عمن ظلمهم ويصفحون عمن أساء لهم ... وكيف لا ... وجدك المصطفى( عليه واله أفضل الصلاة والسلام )  يدخل إلى مكة فاتحا" فيقول (ماذا تظنون إني فاعلا"بكم ... فيقولون أخا" كريم وابن أخا" كريم ... فيقول اذهبوا فانتم الطلا قاء ... وقد فعلوا ما فعلوا به سابقا"..............
يا سيدي أبا الحسين ... هذا ديدنك وديدن أباك وأجدادك ... حلما" وصفحا".. ومحبتا" وتسامحا"... ويعيبون علينا ... أننا نحبك.... ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يا سيدي ... في زمن ربيع العرب ... نقول انك أنت ربيعنا ... وأنت سيدنا ... وأنت قائدنا ... لان التسامح صفاتك ... والحلم طبعك ... والتواضع همتك.. وأنت الأشرف نسبا" والأندى كفا" والأعلى همة ... فكيف لا نحبك .. وكيف لا نقدرك ... وكيف يعيب الجاحدون والمرجفون وصغار النفوس  علينا ذلك.. ؟؟؟؟؟
يا سيدي ... الكريم من يكرم شعبه ... ويحفظ أعراضهم ودمائهم ... ويعطف على صغيرهم .. ويحنوا على  كبيرهم ... وأنت أنت أنت سيدنا حلما" ورائدنا عطفا"... وقدوتنا تواضعا"....

يا سيدي ... في عيدك الخمسين ... وقد كسى الشيب راسك ... فزادك وقارا" على وقار.. فإذا كان ربيع العرب التخلص من حكامهم بالدم والدموع  ... فنحن نتمسك بك بالحب والدعاء بالعمر المديد .. وهل تعلم ياسيدي لماذا  ... لأنك أحببت الأردن فاحبك الأردنيين ... وبنيت الأردن من شماله إلى جنوبه فرفعك الأردنيين تاجا" مرصعا" على جباههم السمراء ..
في عيدك الخمسين ... وفي ربيع العرب الأحمر... بدم تخضبت به شوارع وعواصم المدن العربية بيد الحكام ... لا زالت يديك طاهرتين ... بيضاء ناصعة البيض ... رغم أن الفاسدين ارادو........
والغوغائيين أرادوا ............
والنابحون على سفينة الوطن قهرا" وعهرا" أرادوا  ...
ولكن أنت أنت أنت ..... بقيت كما أنت يدك بيضاء لم تتلوث وقلبك لم يقع عليه درا" منهم... وصدرك يتسع .... وابتسامتك التي لم تفارق وجهك تزيدهم قهرا" على قهر ...........
يا ابا الحسين وابن الحسين ... نحبك .. ويضحكون منا ... وما دروا ما هو هذا السر ... ويا لجهلهم....لأنهم لم يعلموا انك حنوت تواضعا" على ذلك الفقير .. ومسحت دمعت ذلك الطفل ... فتفلت من حضن أمه عندما علم انه الملك ليقبل جبينك احتراما" وتقديرا"..........
فالأطفال تحبك يا سيدي ... والشيوخ والشباب ... والرجال والنساء ....وما علموا أن من أكرم الكريم ملكه ... فأنت أكرمتنا ... فملكتنا وأحببناك  .... ولن نجحد الفضل.... ولن نعظ يد الوطن وقائد الوطن .. ومن يعضها فهو ليس إلا حاقد أو جاحد ... أو عميت بصيرته ولم يرى إلا نفسه وخيل له شيطانه انه يسبح في ربيع العرب الأحمر .....  
يا سيدي في عيدك  الخمسين ... نحبك .. وأنت ربيعنا الأخضر... فعندما تلون ربيع العرب ... فنحن لا نتلون ... لذا نقول أننا معك  وحق من اقسم بنون والقلم وما يسطرون ....
فإذا اختار العرب ربيعهم ... فالأردنيون اختاروا مليكهم ربيعهم ... ولا نامت أعين الحاقدين ... وعاش وطني حرا" أبيا ...في عيد قائد الوطن  الخمسين ..................