عوني زيادين

(ملاخمه ) مصطلح شعبي دارج  معناه  عدم وضوح الهدف  وانعدام الرؤيه والوقوع في المتاهه.....

وما نعيشه هذه الايام اقرب ما يكون الى حالة (الملاخمه )  والامثله على هذه الحاله لا تعد ولا تحصى  ..... ومنها ...

الحراك الشعبي  ومطالب الاصلاح ......لدينا عشرات االمرجعيات التي تطالب بالاصلاح  والتي  تتنوع في ايديولوجياتها من اقصى اليمين الى اقصى اليسار  ولكثرة شعاراتها وتنوعها  اصبحنا لا نعرف ما هو الاصلاح المطلوب  والى اين نحن ذاهبون ..وما هو مدى سقف الاصلاح المنشود  ؟؟؟

      
الاستثمار .....عشرات المؤتمرات والندوات ومثلها الزيارات الرسميه على اعلى المستويات لكافة انحاء المعموره  وجميعها تنشد تشجيع وجلب  الاستثمار الخارجي ...وعندما يأتي الينا المستثمر  ..نضع بوجهه كافة انواع الصعوبات والعراقيل  ونطالبه  أي  المستثمر ( بالكوميشن )... ونسبه من رأس المال ....حتى نسمح له بالاستثمار ....وما نشر في صحفنا المحليه قبل ايام  عن اعاقة الاستثمار لعشرات المشاريع الكبرى  لم يجف حبره بعد ....

محاربة الفساد .....جميعنا يطالب بمكافحة الفساد  والمفسدين  ...وتعددت الجهات التي تعمل على (هذا الخط )  منها القضاء ...ومجلس النواب ...وهيئة مكافحة الفساد ...وديوان المحاسبه ....والجهات الامنيه المتخصصه ....حتى اصبحنا نرى تزاحما رسميا  بين هذه المؤسسات  لدرجة التنافس والازدواجيه في لعب هذا الدور ....وأصبحت القضيه  (ملاخمه ) والغريب في الامر انه ما ان توجه التهم الى شخص ما  حتى ترتفع الاصوات معلنة براءة هذا الشخص ومطالبة بوقف اجراءات محاكمته ......( ملاخمه )

الامن والاستقرار.... ....جميعنا وبدون استثناء  نطالب بتوفير المزيد من الامن والاستقرار  وندعم جهود المؤسسات القائمة عليه  ونطالب بمكافحة الجرائم على اختلاف انواعها واشكالها ومصادرها ....ومع ذلك  يخرج من بين صفوفنا  من يطالب  بتهميش دور مؤسساتنا الامنيه  ويهاجمها علنا لتدخلها في امور حياتنا اليوميه ويطالب بكف يدها عن ممارسه دورها  اليست هذه  (ملاخمه )  كيف نريد امنا  ونحارب الاجهزه المسؤوله عن توفير  هذا الامن ....

الفقر والبطاله ......يتردد هذين المصطلحين منذ عشرات السنين .....والكل يطالب بالوقوف الى جانب الطبقتين الوسطى والفقيره ...ولكن بالمقابل نرى ان كل ما سمعناه  وقرأناه حول الجهود والخطط لمعاجة هاتين الظاهرتين ما زالت تراوح مكانها  فلا حلول ملموسه لحل مشكلة البطاله  ولا مراعاة لظروف الفقراء ...وما زال الاف المواطنين بانتظار مكرمة من هنا ومساعدة من هناك ....وكلها جراحات تجميليه  لا تسمن ولا تغني من جوع ......

الحديث يطول ويشمل العديد من مفاصل حياتنا .....ولا يستثني من  (الملاخمه ) الجهود التي تبذل في مجال تطوير  الزراعه  والسياحه والصناعه والاداره والتعليم والصحه والطاقه .....واستثمار مواردنا الطبيعيه ......  

كل امورنا  (ملاخمه ) في  (ملاخمه ) ...ترى متى نخرج من هذه الحاله  ..ونحدد ما نريده بوضوح  ....