أدهم غرايبة

 

في السياسة كما في الدين , الحلال بيَن و الحرام بيَن و بينهما امور مشتبهات تستحق الاجتناب !

في الاردن كل شيئ بيَن و مع ذلك نقع في الحرام السياسي يوميا !

 

اكثر من مره تحدث جلالة الملك عمن يسيئون له و لأهل بيته و ان كان حديثه عاما و دون توجيه اتهام لجهات واضحه . عدم تخصيص الاتهام لجهات و شخصيات معينه يفسح المجال للعامة بالأستنتاج ان تلك الاساءات تخص اطراف واسعة في الحراك مالم يكن كل اطراف الحراك ... ان كان احد يعتقد ذلك – و هم كثر – فهو مخطئ حتما .

 

بكل وضوح و متحملا كامل النتائج اقول ان من يسيئ لجلالته ليس ابناء الحراك ايا كانت مرجعياتهم الفكريه و ايا كانت اصولهم و منابتهم السياسية , صحيح ان بعض الهتافات خرقت السقف المعهود و فعلا المحت لشخص جلالته و بعض أهل بيته بشكل ما الا انها في جوهرها كانت صيحات استغاثه و دعوات لليقظه و نداءات لتصحيح المسار لا دعوات وعيد  و لا الغرض منها الاسأة لمقام الملك بشكل شخصي .

 

مرة على الاردن سنوات من التنكيل و التفتيت الممنهج لقواعد الدولة بدأت بحملة سميت زورا بتسميات منمقه لغايات التسويق من طراز ' الخصخصه ' و ' برنامج التحول الاقتصادي و الاجتماعي ' و الحقيقة اننا افقنا بعد سنوات من هذه الاكاذيب على حقيقة التسميات فما حدث هو ' لصلصه ' و ليس خصصه ! بدليل ان لا احد يعرف اين ذهبت عوائد بيوعات مقدرات الدولة و اموال الشعب الاردني لا سيما ان المواطن الاردني لم يطرأ على حياته اي تحسن برغم شلال التصريحات الرسمية التي تدعي ان تحسنا طرأ على نوعية حياة المواطنيين ! لا بل أن فوق تلك البيوعات التي وضعت اقتصاد البلد في مهب النسيم – لا الريح – تضاعفت المديونية العامة و تراجعت الخدمات و ازدات البطالة و ارتفعت الاسعار !

 

البطانة التي احاطت بالملك هي' المتهمة ' شعبيا بالفساد و هي التي تستحق محاكمة رسمية عادلة و مستعجلة و هي التي اساءت لثقة جلالته بها و هي المسؤولة عن الاسأه لجلالته و لذا فأن افضل طريقه – لا بل ان الطريقة الوحيدة – لحفظ هيبة جلالة الملك بصفته الشخصيتة و الدستورية هي انجاز مهمة محاكمة كوكتيل من الرسميين السابقين و الحاليين من بعض رؤوساء الحكومات و رؤوساء الديوان الملكي و قادة اجهزة امنية و وزراء وثق بهم جلالته فخيبوا الظن بهم و استعادة اموال الاردنيين حالا .

 

قبل ايام حشدت مختلف الاجهزة الامنية الاردنية كل طاقاتها للقبض على  د . أحمد العويدي العبادي لتسليمه لمحكمة امن الدولة – برغم انه لا تجوز محاكمة المدنيين بمحاكم امن الدولة غير الدستورية اصلا ! – بتهمة تقويض نظام الحكم في الاردن ! في الوقت الذي فتحت فيه صالة ال ' VIP ' للمدعو باسم عوض الله ليخرج من مطار الملكة عليا معززا مكرما هو و مئات الملايين التي يتهم بنهبها من بلدنا !

من الذي يقوض نظام الحكم ؟ هل هم ابناء الحراك الشعبي – و منهم العبادي – ام من نهبوا كل مقدرات البلد و زورا عدة انتخابات نيابية انتجت نماذج مشوهه من النواب الذين افقدوا العمل النيابي و السياسي عموما هيبته و هز ثقة الشعب بأحدى أهم مؤسسات البلد الدستورية ؟

من يجب ان يلقى القبض عليه حالا انقاذا للبلد و نظام حكمها معا , عشرات ' اللامسؤوليين ' الذين تفننوا بأرتكاب جرائم أقتصادية و سياسية و أمنية دفعت الاردن للتأرجح على حافة السقوط أم مئات المهمومين بحال البلد و الذين يتحدثون بوضوح و يعفون انفسهم من الانخراط في حملة النفاق المنظم التي تسيئ في جوهرها للملك ؟

تأملوا تصريحات عدد من الوزراء و الاعيان و النواب و ' كبار المسؤولين ' , اذا سأل صحفي وزيرا ما عن عدد أيام الاسبوع فسيجيبه على النحو : آآآ بحسب توجيهات جلالة الملك فأن آآآآ عدد ايام ال آآآآ الاسبوع 5 أيام !!!

اما الجملة لااكثر التصاقا بشفاه هؤلاء هي ' رؤية جلالة الملك ' ! يقول جلالته لهم لا تتحدثوا بأسمي فينسبون كل شيئ له ! طيب ماذا عن رؤاكم انتم ؟ هل من المعقول ان يكون لجلالته رؤى في السياسه و الثقافة و الاوقاف و المالية و الرياضة و السياحة و الزراعة و الصناعة ؟!

قبل ايام مثلا اقترف دولة الرئيس تصريحا غير موفقا حينما قال أنه ' يأمل بأستمرا تدفق المساعدات للاردن ' ! , الا ينطوي هكذا تصريح على مس بهيبة و كرامة البلد و انفتها ؟

هل يتوجب علينا ان نقضي حياتنا ' بالشحده ' ؟! بالمناسبه هل تقوم الدول 'بمساعدة' بعضها لوجه الله مثلا ؟! اليس من الواجب ان نستخرج خيرات البلد الدفينة من شتى صنوف المعادن و ان نطور قدراتنا السياحية و الزراعية و استعادة ما نهب من فوسفات و بوتاس و اسمنت و عديد الشركات الخدمية الرابحة و التي بأمكانها استيعاب الطاقات المعطلة ؟ اليس من الواجب ان نفكر بالطاقة البديلة و الامنة بدلا من زيادة ديون البلد بنحو عشر مليارات دولار اخرى لتنفيذ مشروع المفاعل النووي الذي يهدد صحتنا لا سيما اننا في بلد تطل عليه الشمس اكثر من 300 يوم في العام و تهب عليه رياح قويه لا يدانيها الا عواصف الفساد ؟

...............

..............

عن جد و الله ! من يسيئ لهيبة الملك و المملكه ؟!