نظمت الدار الأردنية للدراسات ندوة علمية شارك فيها الأستاذ الدكتور أنور البطيخي رئيس الجامعة الهاشمية سابقاً ورئيس مجلس أمناء جامعة الطفيلة حالياً وأدارها الدكتور محمد بني سلامة رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة اليرموك والذي قدّم للندوة قائلاً:
 البحث العلمي عنصر هام وضروري لتقدم المجتمعات. ولقد جاءت الآيات الأولى التي أنزلت على الرسول عليه الصلاة والسلام منطوية على تعظيم العلم والتفكير. ويعد البحث العلمي في الوقت الحاضر المعيار لتحديد مكانة وتقدم المجتمع والدولة، فالبحث العلمي هو الطريق الأمثل نحو مواجهة هموم ومشاكل المجتمع ومن المستحيل تحقيق التقدم العلمي والحضاري دون ترسيخ وتنمية البحث العلمي، والدول الكبرى اليوم تتسابق في إنشاء مراكز الأبحاث والدراسات وتخصص المبالغ الضخمة لتمويل هذه المراكز وما تنفذه من أبحاث ودراسات. إلا أن واقع الحال في العالم العربي يختلف كلياً فلا البحث العلمي يساهم في تغيير أو تحديث هذا الواقع ولا الواقع يشجع ويدعم البحث العلمي. والأردن لا يختلف كثيراً عن بقية دول الوطن العربي من حيث نقص الدعم وغياب التخطيط والبيروقراطية وعدم التنسيق بين المؤسسات ذات العلاقة بالرغم من عقد المؤتمرات واللقاءات وورش العمل وكثرة الحديث عن الاستثمار في البحث العلمي وغير ذلك.
 ثم استعرض الدكتور البطيخي واقع البحث العلمي في الأردن والوطن العربي والعالم مستخدماً لغة الأرقام حيث أشار إلى تدني نسبة الإنفاق على البحث العلمي في الأردن والدول العربية مقارنة مع بقية دول العالم سواء الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة وأوروبا واليابان وأستراليا أو في دول مثل الهند وكوريا الجنوبية وتركيا وجنوب أفريقيا، ويبين ارتباط الاتفاق على البحث العلمي بارتفاع مستوى التقدم والتطور العلمي والتكنولوجي والعكس صحيح وأشار إلى اتساع الفجوة بين الإنتاج العلمي في العالم العربي وبقية العالم وهذا يتضح في نسبة الاتفاق على البحث العلمي والتي تقدر بـِ 0.2% من الناتج القومي الإجمالي ونسبة النشر 0.7% من العالم، وإنتاج العرب من الكتب 1.1% من الإنتاج العلمي وتطرق إلى معوقات البحث العلمي في الجامعات الأردنية وأبرزها عدم وجود باحثين أكفاء وعدم وجود تمويل كاف ومشاكل مجتمعية أبرزها ضعف ثقافة البحث العلمي وعدم تعاون القطاع الخاص. وأوصى بضرورة تطوير التشريعات المتعلقة بالبحث العلمي والاستمرار في حملات التوعية والتوسع في المكتبات والانضمام إلى المكتبات الرقمية العالمية وتخفيف أعباء مدرسي الجامعات وتقديم الحوافز لهم.
 وفي نهاية الندوة أجاب الدكتور البطيخي على أسئلة وملاحظات الحضور وأشار إلى خبرته أثناء إشغاله لمنصب رئيس هيئة الاعتماد ومحاولات أصحاب الجامعات الخاصة الالتفاف على تعليمات وشروط هيئة الاعتماد بغية التوفير في النفقات والسعي لتحقيق الأرباح حتى لو كان ذلك على حساب نوعية التعليم ومستوى الخريجين مما أدى إلى إلحاق الضرر بسمعة ومستوى التعليم العالي في الأردن