أضف إلى المفضلة
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024


حتى لا نبكي ضياع الفرصة
19-02-2012 10:40 PM
كل الاردن -


 عمر كلاب

 
ابرز اسباب خسارة التيارات الاصلاحية التقدمية والقومية انتخابيا في مصر وتونس، كان بسبب البقاء في الشارع والمطالبة بالاصلاحات دون الوصول الى الاغلبية الصامتة التي ظلّت تؤيد المطالب الاصلاحية بعواطفها، لكن القوى التي وصلتها من خلال برامج سياسية وخدمية كانت قوى غير التي حرّكت الشارع واطلقت شارة التغيير.

فالوقت الذي اضاعته تلك القوى في الشارع كان على حساب تواصلها مع المواطنين الذين يتابعون الاخبار عبر القنوات الفضائية والتي اعلنت تحالفها مع القوى الاسلاموية جهارا نهارا، وعزز هذا تواصل تلك القوى مع الناس، في حين بقي مشعلو الحراكات دون قطاف شعبي، بل ودون رصيد صوتي في الانتخابات العامة التي جرت في البلدين، على عكس التجربة المغربية التي حققت فيها الحركة الاسلاموية اغلبية نسبية اهلتها لتشكيل الحكومة وليس اكتساح الانتخابات كما في مصر وتونس.

الان وبعد لقاء الملك مجلس النواب باتت خارطة الطريق الاصلاحية واضحة وليس فيها لبس او تأتأة، فالانتخابات المبكرة قادمة هذا العام والنواب التزموا بتسريع وتيرة انجاز التشريعات الاصلاحية الناظمة للعملية السياسية، وسيكسبون جولة وطنية مهمة ان اكملوا مسيرة الاصلاح التشريعية بما يليق بالحداثة وحراك الشارع الاردني المقدّر.

وسيدخل اعضاء مجلس النواب السادس عشر الانتخابات المقبلة وبحوزتهم رصيد وطني ايجابي لاول مرة منذ سنوات عجاف شابت المجلس وطريقة تقييمه الشعبي، فهم كسبوا جولة محاربة الفساد، بإبقاء القضايا الرئيسة والتي تشمل التحقيقات فيها الوزراء والرؤساء بحوزتهم وكسبوا جولة الاصلاح، بإقرار تشريعات الاصلاح المنتظرة وبالتالي فهم منافسون اقوياء، وما يرد من حراكات حزب جبهة العمل الاسلامي يشير الى ان الحزب سيشارك بقوة في الانتخابات المقبلة وبدأ فعلا بنصب مقرّات مرشحيه ذهنيا على الاقل.

الخشية ان يكون الخاسر الوحيد في المرحلة المقبلة تيار الاصلاح الشعبي وقواه المجتمعية التي الهبت خيال الشارع بالاحلام المتحققة فعلا، اذا ما بقيت هذه الحراكات اسيرة للشارع وحواره، دون العودة الى قواعدها الشعبية والبدء في دراسة تحالفات شعبية على مستوى المحافظة وعلى مستوى الوطن بكليته.

والاهم عدم الانجرار وراء شعارات الشارع التي يطلقها التيار السياسي الاسلاموي الذي يمتلك قواعد وكوادر متنوعة يحيل بعضها للحراك الشارعي ويحيل اخرى الى التواصل مع الناس في مواقعهم، عبر رسائل خدمية ورسائل سياسية، وبالتالي لا تتعطل حركته البرامجية بالنزول الى الشارع بل يعطل القوى الاخرى التي لا تملك الا من ينزلون الى الشارع كل اسبوع.

المعركة المقبلة معركة مفصلية ستحدد مستقبل الاردن الحديث، والخشية ان يقع النشطاء في نفس الخطأ الذي وقع به نشطاء مصر وتونس ممن لا يمتلكون علاقات دولية ورعاية غربية، وباتوا الان في خيام لجوء داخل ميادين اوطانهم بعد ان فاتهم القطار وبلعوا الطعم الحزبي الذي قدمته التيارات الاسلاموية.

القاطرة تم شحنها من جديد بإرادة التغيير الملكية، والنواب مقبلون على التشريع للقوانين الثلاثة الناظمة للحرية والديمقراطية ولن ينفع المكوث في الشارع وإدارة الحوار من خلال اسفلته، فالحوار على الطاولة الوطنية، نيابية وشعبية، وعلى النشطاء سرعة التوضيب لمقترحاتهم ومطالبهم وتنظيم خطوتهم حتى لا تضيع الفرصة او يخطفها اخرون ونضيع بذلك فرصة احياء القوى الشعبية المستقلة التي كسبناها في الحراك.

omarkallab@yahoo.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
20-02-2012 01:32 PM

الفرصة الحقيقية التي على النظام ألا يفقدها وان يمسك بها بأسنانه هي "الحراك

السلمي" وتلبية مطالبه وذلك بالأدوات والأساليب والمؤسسات التي يملكها قبل أن

يـُفرض على الحراك تحقيق تلك المطالب بأساليبه هو!!!!

عندها سوف يبكي النظام ضياع الفرصة.

2) تعليق بواسطة :
20-02-2012 04:36 PM

لا حول ولا قوة الا بالله

3) تعليق بواسطة :
20-02-2012 04:43 PM

تحليلك وتحذيرك في محله وقبل فوات الاوان نناشد القوى التقدميه والوطنيه العمل باقصى ما يملكون حتى لا يحصل ما لا يحمد عقباه كما في مصر وتونس
ان تجربة النقابات مثال يمكن البناء عليه لتشكيل التحالفات الانتخابيه في تيارات عريضة مقابل التيارات الاسلامويه كما وصفتها
هي فرصة يجب ان لا تضبيع وسط الضجيج

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012