أضف إلى المفضلة
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024


الانتخابات تواجه مأزقاً
21-02-2012 08:24 AM
كل الاردن -




ناهض حتر


المشكلة رقم واحد التي تعترض الانتخابات النيابية المقبلة, ليست سرعة الإنجاز, بل إمكانية التوصل إلى إجماع وطني على قانون انتخاب عام توافقي. ولعل حكومة عون الخصاونة, أن تكون العقبة الرئيسية في منع تشكّل ذلك الإجماع. وذلك لثلاثة أسباب رئيسية هي:

أولا, أن هذه الحكومة تمثّل, في خطها السياسي الرئيسي, مداخلة من الخارج. وقد جاء رئيسها الغائب - العائد بوصفة جاهزة من جهات دولية تنظر إلى الإصلاح الديمقراطي في الأردن باعتباره عملية انقلابية على التكوين الاجتماعي الوطني التقليدي, وبنظرة مسبقة جامدة ترى في تسليم الحكم للإخوان المسلمين, شرطا للانتساب إلى الربيع العربي.

ثانيا, إن فضاء الاتصال الحكومي الراهن محصور في الإخوان المسلمين وحلفائهم, بينما تقطعت خيوطها مع القسم الرئيسي من القوى المجتمعية والسياسية الأخرى, سواء التقليدية أم الجديدة.

ثالثا, إن رئيس الحكومة الحالية لا يعترف بمخرجات 'لجنة الحوار الوطني' التي قدمت, بعد مناقشات ومفاوضات, رزمة من التوافقات بين مختلف الأطياف السياسية, ضمنها الملك شخصيا.

وليست كل مخرجات اللجنة المعنية تروقني شخصيا. ولكن أهميتها تكمن في أنها عبّرت عن توافقات وطنية, تم التفاوض عليها بمنتهى الجدية في فترة سياسية عاصفة. والتخلي عن هذه التوافقات سوف يفتح باب الجدل من جديد, ويقود إلى صدامات جديدة, كانت اللجنة قد تجاوزتها فعلا من خلال رزمة متكاملة من المقترحات, من بينها إخضاع التجنيس لقرار من مجلس الوزراء, والتوصية بتشكيل لجنة حكومية للبحث في قوننة فك الإرتباط مع الضفة الغربية, والتوصية بإقرار قانون يمنع التمييز في القطاعين العام والخاص, والتفاهم على قانون انتخاب عام يقوم على النسبية على مستوى المحافظة ومستوى الوطن, ويمكن تعديله والبناء عليه بما يوصلنا إلى صيغة واقعية وبناءة.

وقد قرر الخصاونة, الغائب العائد, وضع كل ذلك في سلّة المهملات, واستبدال الحوار الوطني بالحوار مع الإخوان المسلمين. ولا أظنني أظلم الرجل إذا قلت إنه, بذلك, يصدر عن عقلية دكتاتورية فردية تنبذ تراكم الإنجازات.

أنا - بصراحة - لا أثق بقانون انتخابات تصمّمه حكومة الخصاونة. وأظن بأن أغلبية النشطاء والفاعلين السياسيين من غير ' الإخوان' وحلفائهم, يشاركونني هذا الموقف, خصوصا وأن الميول الإخوانية للخصاونة ظاهرة للعيان, وقد تكون مقترنة, كما يُقال, بصفقة سياسية بعيدة المدى, تمكنهم من الأغلبية البرلمانية وتمكنه من العودة رئيسا للوزراء.

صحيح أن مجلس النواب هو الذي سيقر القانون المعني. ولكننا نعرف أن مناقشة مشاريع القوانين تظل تخضع للنص الأول واتجاهاته المقترحة, وتقوم على أرضيته بالذات. وبسبب انعدام الثقة الشامل بحكومة الخصاونة لدى أقسام واسعة من الأردنيين , فإن أي مشروع قانون انتخابات تفبركه هذه الحكومة, سيكون مشوبا بسوء النية وعرضة للاتهامات ومصدرا للشقاق.

من دون التوصل إلى قانون انتخاب عام يحظى بإجماع وطني فعال, فإنني أشك - بسبب الخلافات الكبرى والصراعات المفصلية - في إمكانية إجراء الانتخابات من حيث المبدأ, كما أنني متيقن في حال تم إجراؤها, رغم ذلك, بأنها لن تفرز برلمانا يحظى بالقبول المجتمعي والسياسي, ويمكنه, بالتالي, من لعب الدور المحوري المأمول في عملية الانتقال الديمقراطي.

ynoon1@yahoo.com

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-02-2012 11:57 AM

كل مشكك لمقال الكاتب السيد ناهض حتر عليه ان يعود لمقال د. رحيل غرايبه اليوم بعنوان ( ادوات الاصلاح ) بعد تأمين نهج و موقف القاضي عون الخصاونه ، شن هجوما ساحقا على مجلس النواب و حسب قوله (مجلس النواب بشكله الحالي عاجز عن تحمل متطلبات المرحلة, وغير قادر على الإصلاح, لأنه يحتاج إصلاح ذاته أولاً, ولأنه بأغلب أعضائه لا يؤمنون أصلاً برسالة الإصلاح ولا مقولة الإصلاح, إلاّ ما رحم ربك, وهم لا يتجاوزون عدد أصابع اليدين بأحسن الأحوال. )
تحركت مجموعة كبيرة من شباب الوطن المثقفين لاعداد دراسات شامله تخص كل نائب داخل البرلمان لتفريغ ارشيف خاص به ، لتفاعلاته و تخصيص صفحات كاملة على مواقع التواصل ، الفيس بوك . بهذا يستطيع اي مواطن ان يعلم حقيقة كل نائب ماله وما عليه وما اشيع حوله وماذا قدم لشعبه ومنتخبيه .
سيتم مناقشة و إقرار قانون الانتخابات و مع نهاية هذا المجلس ، الفرصة الان لكل نائب ان يسطر مواقف وطنية لقانون يتوافق مع هوية الشعب الاردني ويعيد له حقوقه المغتصبه منذ سنوات طويلة وهو مازال يمد حبال الصبر وينتظر صحوة الضمير . ينتظر ربيعا يقلع فيه الفساد ويحاسب المفسدين ويسترد الحقوق المضاعة ويصنع مساراً جديداً لا مجال فيه للتلاعب بهذا البلد وهذا الشعب الطيب المهمش والمستهان . ونرجوا من نواب الوطن عدم ابتلاع الطعوم الشيطانية او ان يمارس الاستهبال السياسي على بعض نواب من بعض نواب ، كما تم بموضوع لجان التحقيق !

2) تعليق بواسطة :
21-02-2012 01:31 PM

قانون الكثافة السكانية قادم لا محالة فهي برنامج الاخوان فالعوض على الله في اردننا

3) تعليق بواسطة :
21-02-2012 05:11 PM

الحل : العوده الى قانون 1989 مع بعض التعديلات البسيطه مثل تلك المتعلقه بالكوته النسائيه (مثلا مقعد نسائي لكل محافظه) وعدد المقاعد الاجمالي وتوزيع الدوائر وعدد النواب في كل دائره .

4) تعليق بواسطة :
21-02-2012 05:51 PM

يا اخي من لما تراس الحكومة وهو يقول ولاية عامة لهيك لعاد حط الجبهة باوامر من الي بعثوة حتا مارايح يرد الا عليهم جماعه الربيع العربي انااقول ارحل فورا

5) تعليق بواسطة :
21-02-2012 05:57 PM

يبدو انك تحضر دفاعك مسبقا عن سيطرة الاخوان على البرلمان وانا اتفق معك انهم سيسيطرون وسيحصلون على الاغلبيه بسبب تشتت وانانية باقي القوى
الحل في رايي هو وضع قانون يقوم على النسبيه والقائمة سوا حزبيه او عشائريه او مهما تكن صفة القائمه مع بقاء عدد المقاعد هو هو ونفس الدوائر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012